تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


جاز شرقي.....نهر الموسيقى الرحبانية يفيض في ساقية الصاوي القاهرية مع زياد وفرقته الأممية




القاهرة - فادي عاكوم - من راه خلف البيانو وامام الميكروفون في ساقية الصاوي راى فيه نفس الشخص الذي تنبا بالتاريخ اللبناني الحديث باسلوبه الساخر من على خشبات شارع الحمراء بقلب بيروت، من راى عصبيته وسمع "تلطيشاته" راى فيه نفس الشخص المتذمر دائما من كل شيئ حتى من نفسه، وكأن السنين لم تمر امامه او اخلفه، وربما هذا بسبب نومه العميق في كهف موسيقاه الحلم التي كرس حياته لاجلها.


زياد كما بدا تحت الاضواء الرديئة في ساقية الصاوي - خاص بالهدهد
زياد كما بدا تحت الاضواء الرديئة في ساقية الصاوي - خاص بالهدهد
اطل زياد الرحباني المشاكس – الثورجي – اليساري "مع وقف التنفيذ" والمسرحي والموسيقي والسياسي والصحافي، والملحن والموزع، ابن عاصي وفيروز على جمهوره في القاهرة في ليلة افتتاح مهرجان الجاز الدولي الثاني في ساقية الصاوي بقلب العاصمة المصرية القاهرة، حيث تم تكريمه تقديرا لاعماله وتاريخه الفنيين .

الحفل وكعادة الفعاليات في القاهرة تاخر نصف ساعة عن موعده، وغصت "قاعة النهر" في الساقية بالجمهور للقاء زياد، مما اسفر عن تكدس مبالغ فيه ومشادات كلامية مع المنظمين عملوا على اطفائها بسرعة، وقدر عدد الموجودين باكثر من 2500 شخص علما ان القاعة مجهزة لاستقبال اقل من هذا العدد بكثير.

زياد ومع اطلالته على الجمهور بدا منزعجا من الحشد الكبير الذي لامس المسرح بالاضافة الى ضيق المسرح والحر الشديد الذي عانى منه الموسيقيين، وحاول المنظمون معالجة الامر بمراوح كهربائية كبيرة الا انها ادت الى تطاير اوراق "النوتات" الموسيقية من امام العازفين، زياد حاول "تبريد" اعصابه لكنه عمد مع كل تقديمه لوصلة من الوصلات الى التذمر بطريقته الساخرة، مطلقا فقشات عن محاولته تقديم شيئ ما في ظل الاجواء المحيطة به، وبدا حفله باغنية تلفن عياش وتلاها سرب رائع من الاغاني وصولا الى بما انو وغيرها ...

زياد تعملق بموسيقاه، بل وصل فيها الى الحدود التي يريدها، من خلال تقديم الجاز الاميركي بنكهة شرقية، فاطرب جمهوره بموسيقاه وبعض الاغاني من الدفاتر القديمة، تلك الدفاتر التي لا تبلى والتي احتضنت كلمات صدحت بها فيروز، وغرد منها زياد في صباه، بدا بتلفن عياش وتلاها باغنيات رددها جمهوره الذي كان خليطا من الاقطار العربية ومن كل الاعمار، لكن كان للبنانيين اشارات دالة عليهم، فهذا شرد وذاك ادمع واخر صفق حتى الثمالة طربا.

زياد بجازه الشرقي ادخل الى فرقته الغربية الاعتيادية الطبلة والرق والقانون والدف، فمزج الالحان الغربية بالشرقية لتقدم مدرسة جديدة في الموسيقى، ولا بد من الاشارة الى ان ما قدمه في الساقية كان ما قدمه في مقدمات وخواتيم مسرحياته السياسية الساخرة، مع تعديلات جوهرية كبيرة طالت اللحن والتوزيع والالات المستعملة، وكنا احيانا نستغرب من هذا الخليط العجيب من الموسيقى الذي لم يتماشى وقتها مع الذوق السائد اطلاقا، وهنا تكمن عملقته، فالوردة الحمراء التي زرعها عند تلحين اغنية "سألوني الناس عنك يا حبيبي" لوالدته فيروزعندما كان في السابعة عشرة من عمره قطفها اليوم بالوصول الى لونه الموسيقي الجديد.

زياد الذي غامر طوال حياته، حتى في حياته الخاصة التي اتت شبيهة بموسيقاه من ناحية العبثية، جمع فرقة موسيقية اممية بامتياز، اعضائها من جنسيات مختلفة، فهو اللبناني، رافقه في حفله القاهري كل من لاعب الدرامز ارنو نيوونهايز ولاعب الرتومبيت ريتشارد بريولز من هولندا، وعلى الباص كان معه اللبناني الفرنسي اندريه سيجون، وعلى الكيبورد عمرو صلاح وعلى غيتار اوسو ولاعب البركشن هاني بدير من مصر، وديميتار ديميتروف من بلغاريا، واماديس دنكل السويسري وفيكتور ليسكوف الروسي على الترومبون، ومن سوريا وعلى تينور – سوبرانو ساكسفون باسل رجوب، ومن بيلاروسيا فلاديمير اوسيبينكو على تينور – التو ساكس، اما على القانون فعزف فراس شهرستان من سوريا.

اللافت كان صوت الفنان المصري هاني عادل الذي ادى اغاني زياد بطريقة زياد الاصلية وبدقة متناهية وباللهجة اللبنانية مما جعل الجمهور يتمايل ويرقص ويردد الاغاني بشكل لا يوصف بالاضافة اداء منال سمعان من سوريا التي ادت الاغنيات الانثوية، لكن لم ترقى الى مستوى الاغاني التي قدمتها خصوصا اغاني السيدة فيروز، وزاد ضعف الاداء الضعف الواضح على الصوت وعدم وضوحه في احيان كثيرة، مع تسجيل ملاحظة على الفنان هاني عادل الذي حاول تقبيل يد زياد عند انتهاء الحفل... لسبب مجهول الا ان زياد طبعا لم يتجاوب معه بل عانقه بحرارة، وربما اراد هاني بخطوته الغريبة هذه التعبير عن رد الجميل لزياد الذي اختاره دون سواه لاداء اغانيه.

ومع عرض مختلف الجنسيات المشاركة في فرقة زياد، ياتينا الجواب الوضح حول الجهد الذي المبذول، فاولا ابن الرحابنة واخر العنقود واخر سلالة عاصي" بعد تبرئه من ابوته لابنه عاصي" اعتمد في تجميع الفرقة على الطريقة المتبعة في تجميع العناصر العالمية للاوكسترا العالمية، وجمع مدارس عدة خصوصا الروسية والبلغارية التي تميزت بعازفي الات النفخ وهي العناصر الاساسية في الجاز، ومزجه الالات الشرقية والغربية خطوة رائدة خصوصا وانه اضاف ايضا الغناء كملازم للموسيقى الجاز الشرقي، وهذا مشابه الى حد بعيد ما قام به الفنان العملاق محمد عبد الوهاب عندما لحن لكوكب الشرق اغنية "رجعوني عينيك" وادخل وقتها الغيتار الكهربائي الى التخت الشرقي الامر الذي كان نقلة نوعية في عالم الموسيقى الشرقية.

في النهاية لا يمكن القول الا ان زياد اطرب النيل وابنائه وضيوفه بموسيقى الجاز الشرقية بفرقته الاممية من على ضفاف النيل وفي مكان له سمعة اكثر من طيبة "ساقية الصاوي" بسبب ما يقدمه من فن راق وفعاليات ثقافية على مدار الاسبوع، حتى ان مهرجان الجاز بحد ذاته يعتبر مغامرة بحد ذاته لقلة انتشاره مع اصرار الساقية على الاحتفاء به بل تخصيص فترات خاصة للاطفال المهتمين به لتشجيعهم على الاستمرار بهذا الفن الجميل.

فادي عاكوم
الجمعة 12 مارس 2010