تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


جديد أحمد الشهاوي "اسوق الغمام"..تأملات صوفية لسبر اغوار النفس





القاهرة- الهدهد - صدر للشَّاعر أحمد الشَّهاوي ديوانٌ شعريٌّ جديدٌ عنوانه "أَسُوقُ الغَمَام" في سلسلة كتاب اليوم الشهيرة الواسعة الانتشار التي تُصدرُها مؤسسة أخبار اليوم وترأس تحريرها الكاتبة الروائية نوال مصطفى. وهو أوَّل ديوان شِعْرٍ يَصْدُر في هذه السلسلة منذ إطلاقها قبل ستين عامًا في عام (1951م).
الديوانُ - الذي صمَّم غلافه الفنان محمود الهندي واحتوى على ثماني لوحاتٍ حُروفية مستقاة من النصوص الشعرية للشَّاعر أحمد الشّهاوي - يتكوَّن من ثمانية أقسام هي: كعبةُ التَّاء، الأَوْراقُ الميِّتةُ تحيا في الموسيقى، اسُمكِ اسمٌ ثانٍ لي، قُلْتُ: فِكْرُكِ فيكِ يكفيني، أَشَفُّ مِنْ وَحْيٍّ مُنْتَظَر، رَائِحَةُ اسْمِكِ، عُلِمَتْ أَسْمَاؤُكِ، في كَفَّتيْكِ أَزِنُني
وتحت هذه الأقسام تأتي تِسْعٌ وَخَمْسُون قصيدةً، إضافةً إلى نُصُوصٍ شعريةٍ أتت دون عناوين تُشَكِّل وَحْدَهَا لَوْحَةً فُسَيْفُسَائِيَّةً ذا قِطعٍ وَنُقُوشٍ بَارِزَةٍ وَغَائِرَةٍ فيما يُشْبِهُ الحَفْرَ على الخَشَب أو الزنك أو الطَّرْق على النحاس، أو النَّحت المصري القديم الذي استلهمَ منهُ النَّحتُ المعاصرُ الكثيرَ، وهي تجربةٌ استخدمها الشَّاعرُ من قبل في أعمالٍ شعريَّةٍ سابقةٍ له ولكن بأشكال أخرى مختلفة.
"أسوق الغَمَام" كتابٌ شعريٌّ كتبه الشَّاعر ما بين نوفمبر 2008 ومايو 2009 في تسع مدن وعواصم هي: القاهرة، عمَّان (الأردن)، أبوظبي، اسطنبول، قونية (تركيا)، جرانادا (نيكاراجوا)، جواتيمالا، تونس، سان سلفادور (السلفادور).
ويأتي هذا الديوان "أسوق الغمام" بعد أعمال شعرية ونثريَّةٍ لأحمد الشّهاوي منها: ركعتان للعشق 1988م، الأحاديث (السِّفر الأوَّل) 1991م، كِتَابُ العشق 1992م، الأحاديث (السِّفر الثَّاني) 1994م، أحوال العاشق 1996م، كتاب الموت 1997م، قل هي 2000م، الوصايا في عِشْقِ النساء (الكتاب الأول) 2003م، لسانُ النَّار 2005م، الوصايا في عِشْقِ النساء (الكِتَابُ الثَّاني) 2006م، بَابٌ واحدٌ وَمَنَازِلُ 2009م.
وفي مايلي بعض قصائد الديوان الجديد


الشاعر احمد الشهاوي
الشاعر احمد الشهاوي


بَابٌ فِي رَأْسِي


أَمْسُ

حَيْثُ الكَأْسُ الثَّالِثَةُ

وَحَيْثُ الأَسْوَدُ مَفْتُونٌ بِالسَّاقَيْنِ

وَمَشْغُولٌ بُزُهُورِ الذَّهَبِ الطَّالِعَةِ

مِنَ الجَسْدِ المَاطِرِ نَارًا

حُيْثُ سَرِيرُ الَّليْلِ وَحِيدٌ

وَالنِّيلُ يَرَانَا

وَبَابُ الغُرْفَةِ يَنْتَظِرُ الإِغْلاَقَ

وَيُغْوِي

وَالبَابُ السِرِّيُّ شَرِيكِي فِي العِشْقِ


قَدَّمْتُ السَّبْتَ

لَكِنَّ الآَحَادَ تَمادَتْ فِي الخَوْفِ

مِنَ الحِيطَانِ

عُدْتُ إِلَى بَيْتِي

مَشْمُولاً بِالكَأْسِ

وَمَحْموُلاً بِالأَسْوَدْ.





للسَّمَاءِ سَقْفَانِ

وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا





مُنْذُ كَنْتُ فِي القََرْيَةِ

آَمْنْتُ أَنَّ سَقْفَ السَّمَاءِ وَاطِىءٌ

وَيُمْكِنُ لِيَدِي أَنْ تَلْمَسَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ

وَيُمْكِنُ لِي أَنْ أُعَبِّئَ جُيُوبيَ بِنُجُومِهِ.



لكنَّني مُنْذُ أَمْس

مُنْذُ جِئْتُ الصَّحْرَاءَ

رَأَيْتُ الرِّمَالَ حَالِمَةً كَبَطْنِهَا

المِيَاهَ حَمْرَاءَ كَشَفَتَيْهَا

وَذُقْتُ لِسَانَ خَلِيجِهَا السَّهْرَانَ

آَمَنْتُ أَنَّ سَقْفَ السَّمَاءِ عَالٍ

وَأَنَّ أَحْلاَميَ الصَّغَيرَةَ

ارْتَقَتْ بُرَاقًا إِلَى مَائِهَا.



تَأْوِيلُ البِئْرِ



كَثِيرًا مَا يَذْكُرُ النَّاسُ النُّورَ

وَيَنْسَوْنَ الشَّمْسَ.

اعْلَمْ يَا مَوْلاَنَا(1)

أَنَّ الأَهْلَ لاَ يَذْهَبُونَ إِلىَ المُعَلِّمِ

مُكْتَفِينَ بِشَمْسِكَ

بَيْنَمَا شَمْسُ الدِّين(2) لَمْ يَرَهُ سِوَايَ

كَانَ يُعَاني مِنْ عُزْلَةٍ رَأَيْتُهُ
عَمَامَتُهُ الفَريِدَةُ وَحِيدَةٌ

دُونَ زَائِرِينَ

دُونَ مُرِيدِينَ

دُونَ لُغَاتٍ

وَحَتَّى دَونَ مَسْجِدٍ كَبِيرٍ

فَقَط كَانَ المَطَرُ وَأَنَا

يُؤْنِسَانَهُ

فَانْعَمْ بِالَّلذَّةِ

لاَ تُفْشِ السِّرَّ

كَفَاكَ مَا رَأَيْتَ.



_____________________________________

1- جلال الدِّين الرُّومي 2- شَّمْسُ الدِّين التبْرِيزي


غلاف الديوان
غلاف الديوان



حَجُّ العَاشِق


القَمَرُ دُونَ تُفَّاحَةٍ

مُظْلِمٌ

الَّليْلُ بِلاَ تُفَّاحَةٍ تَتَهَيَّأُ

خَاوٍ

اليَدَانِ دُونَ تُفَّاحةٍ تَتَنَفَّسُ

مَشْلُولَتَانِ

الجَسَدُ بِغَيْرِ تُفَّاحَةٍ حَمْراءَ

مُعَطَّلٌ

التُفَّاحَةُ دُونَ شِفَاهٍ

مَعْطُوبَةٌ.

ثِمَارُكِ نَادَتْني

فَحَجَجْتُ

وَلاَ تَكْفِي حَجَّةٌ وَاحِدةٌ لِعَاشِقٍ

لاَ يْسَتطيِعُ إِلَيْكِ سَبِيلاَ.



عَيْنَا الفِطْنَةِ



لَمْ يَكُنْ البِيَانُو الصَّامِتُ نَائِمًا

حِينَ رَآَنِي أَبُوسُكِ



فَاتِحًا سَمَاءَيْنِ

كَانَ يَكْتُبُ الَّلحْنَ

وَيَشْهَدُ.


الوَاحِدُ لاَ يَنْقَسِمُ



عَلاَمَتَا اسْتِفَهَامٍ

مَقْلُوبَتَانِ

إِحْدَاهُمَا تَسْأَلُ

وَالثَّانِيَةُ

تُفَكِّرُ أَنْ تَصْحُوَ مِنْ نَوْمِهَا

وَتَسْأَلَ.





قَتِيلُ العِبَارَةِ

يُتَمْتِمُ التُّرَبيُّ حَامِدًا

كُلَّمَا مَاتَ أَحَدُهُمْ.



يَشْكُرُ تَاجِرُ القمَاشِ رَبَّهُ

كُلَّمَا كَانَ الجُثْمَانُ ضَخْمًا.



يَبْتَسِمُ فَقِيهُ القُرْآَنِ

مَعَ كُلِّ مَأْتَمٍ

وَيَسْعَدُ

إِذَا مَا جَاءَهُ مَأْتَمَانِ فِي لَيْلَةٍ.



يَبْكِي الدَّيَّانَةُ

مُنْتَظِرِينَ الدَّيْنَ المُؤَجَّلَ

أَنْ يَعُودَ.



وَحْدَهُ المَيِّتُ

يَطِيرُ مَحْمُولاً

يَبِيتُ لَيْلَتَهُ فِي عُزْلَةٍ

لاَ يَتَذَكَّرُ إِلاَّ البَنَّا

الذِي بَنَى قَبْرَهُ عَلَى عَجَلٍ.


كَهْفُكِ لاَ يَتَنَاهَى

مَاذَا لَوْ نَفِدَتْ كَلِمَاتُكِ؟

يَتَكَلَّمُ جَسَدُ البَحْرِ

بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى

يَتَطَابَقُ فِيهَا الخَالِقُ وَالمَخْلُوقُ

إِذْ لاَ يَحْتَاجُ المَدَدُ

إِلَى مَدَدٍ.



جَذْبَةُ نُورِكِ



لاَ سَقْفَ لِعَشَّاقٍ

إِذْ إنَّ سَمَاوَاتِ اللهِ السَّبْعَ

َلأَدْنَى

مِنْ أَحْلاَمِ خَيَالاَتِ يَدَيْهِ

حِينَ تَرُوحَانِ إِلَى الشَّطْح.



المَذْبُوحُ بِسَيْفِ إِشَارَتِكِ



مَا شَفَتَاكِ

سِوى لَحْنٍ مُكْتَمِلٍ

لَمْ يُدْرِكْهُ عَبَاقِرَةُ المُوسِيقَى.



مَا عَيْنَاكِ

سِوى زَهْرَةِ هَذَا النِّيلِ

حِينَ تُفَكِّرُ أَنْ تَكْتُبَ سِيرَةَ عَشَّاقَيْنِ

اخْتَصَرَا لاَمَ الشَّمْسِ

وَأَلِفًا تَذْهَبُ نَحْوَ اللهِ

مَاحِيَةً إِثْمَ التَّارِيخِ

وَحَافِظَةً تَدْوِينَ يَدَيْكِ

لِمَائِهِمَا فِي العُشْب.

مَا نَهْدَاكِ

سِوَى سَبَبٍ لِعَلاَمَاتِ الاسْتِفْهَامِ

بِأَنْ تُغْمِضَ أَعْيُنَهَا

عَنْ أَجْوِبَةٍ مُسْتَعْصِيَةِ الشَّرْح.



مَا أَنْتِ

سِوَى أَنْتِ

سِوَايَ

سِوَىَ سَبَبِ الخَالِقِ

أَنْ يَتَأَخَّرَ فِي الخَلْقِ

وَيَأْخُذَ أُسْبُوعًا آَخَرَ

فِي تَشْكِيلِكْ.

القاهرة - الهدهد
الثلاثاء 29 ديسمبر 2009