الشاعر احمد الشهاوي
بَابٌ فِي رَأْسِي
أَمْسُ
حَيْثُ الكَأْسُ الثَّالِثَةُ
وَحَيْثُ الأَسْوَدُ مَفْتُونٌ بِالسَّاقَيْنِ
وَمَشْغُولٌ بُزُهُورِ الذَّهَبِ الطَّالِعَةِ
مِنَ الجَسْدِ المَاطِرِ نَارًا
حُيْثُ سَرِيرُ الَّليْلِ وَحِيدٌ
وَالنِّيلُ يَرَانَا
وَبَابُ الغُرْفَةِ يَنْتَظِرُ الإِغْلاَقَ
وَيُغْوِي
وَالبَابُ السِرِّيُّ شَرِيكِي فِي العِشْقِ
قَدَّمْتُ السَّبْتَ
لَكِنَّ الآَحَادَ تَمادَتْ فِي الخَوْفِ
مِنَ الحِيطَانِ
عُدْتُ إِلَى بَيْتِي
مَشْمُولاً بِالكَأْسِ
وَمَحْموُلاً بِالأَسْوَدْ.
للسَّمَاءِ سَقْفَانِ
وَكُنْتُ بَيْنَهُمَا
مُنْذُ كَنْتُ فِي القََرْيَةِ
آَمْنْتُ أَنَّ سَقْفَ السَّمَاءِ وَاطِىءٌ
وَيُمْكِنُ لِيَدِي أَنْ تَلْمَسَهُ كُلَّ لَيْلَةٍ
وَيُمْكِنُ لِي أَنْ أُعَبِّئَ جُيُوبيَ بِنُجُومِهِ.
لكنَّني مُنْذُ أَمْس
مُنْذُ جِئْتُ الصَّحْرَاءَ
رَأَيْتُ الرِّمَالَ حَالِمَةً كَبَطْنِهَا
المِيَاهَ حَمْرَاءَ كَشَفَتَيْهَا
وَذُقْتُ لِسَانَ خَلِيجِهَا السَّهْرَانَ
آَمَنْتُ أَنَّ سَقْفَ السَّمَاءِ عَالٍ
وَأَنَّ أَحْلاَميَ الصَّغَيرَةَ
ارْتَقَتْ بُرَاقًا إِلَى مَائِهَا.
تَأْوِيلُ البِئْرِ
كَثِيرًا مَا يَذْكُرُ النَّاسُ النُّورَ
وَيَنْسَوْنَ الشَّمْسَ.
اعْلَمْ يَا مَوْلاَنَا(1)
أَنَّ الأَهْلَ لاَ يَذْهَبُونَ إِلىَ المُعَلِّمِ
مُكْتَفِينَ بِشَمْسِكَ
بَيْنَمَا شَمْسُ الدِّين(2) لَمْ يَرَهُ سِوَايَ
كَانَ يُعَاني مِنْ عُزْلَةٍ رَأَيْتُهُ
عَمَامَتُهُ الفَريِدَةُ وَحِيدَةٌ
دُونَ زَائِرِينَ
دُونَ مُرِيدِينَ
دُونَ لُغَاتٍ
وَحَتَّى دَونَ مَسْجِدٍ كَبِيرٍ
فَقَط كَانَ المَطَرُ وَأَنَا
يُؤْنِسَانَهُ
فَانْعَمْ بِالَّلذَّةِ
لاَ تُفْشِ السِّرَّ
كَفَاكَ مَا رَأَيْتَ.
_____________________________________
1- جلال الدِّين الرُّومي 2- شَّمْسُ الدِّين التبْرِيزي
غلاف الديوان
حَجُّ العَاشِق
القَمَرُ دُونَ تُفَّاحَةٍ
مُظْلِمٌ
الَّليْلُ بِلاَ تُفَّاحَةٍ تَتَهَيَّأُ
خَاوٍ
اليَدَانِ دُونَ تُفَّاحةٍ تَتَنَفَّسُ
مَشْلُولَتَانِ
الجَسَدُ بِغَيْرِ تُفَّاحَةٍ حَمْراءَ
مُعَطَّلٌ
التُفَّاحَةُ دُونَ شِفَاهٍ
مَعْطُوبَةٌ.
ثِمَارُكِ نَادَتْني
فَحَجَجْتُ
وَلاَ تَكْفِي حَجَّةٌ وَاحِدةٌ لِعَاشِقٍ
لاَ يْسَتطيِعُ إِلَيْكِ سَبِيلاَ.
عَيْنَا الفِطْنَةِ
لَمْ يَكُنْ البِيَانُو الصَّامِتُ نَائِمًا
حِينَ رَآَنِي أَبُوسُكِ
فَاتِحًا سَمَاءَيْنِ
كَانَ يَكْتُبُ الَّلحْنَ
وَيَشْهَدُ.
الوَاحِدُ لاَ يَنْقَسِمُ
عَلاَمَتَا اسْتِفَهَامٍ
مَقْلُوبَتَانِ
إِحْدَاهُمَا تَسْأَلُ
وَالثَّانِيَةُ
تُفَكِّرُ أَنْ تَصْحُوَ مِنْ نَوْمِهَا
وَتَسْأَلَ.
قَتِيلُ العِبَارَةِ
يُتَمْتِمُ التُّرَبيُّ حَامِدًا
كُلَّمَا مَاتَ أَحَدُهُمْ.
يَشْكُرُ تَاجِرُ القمَاشِ رَبَّهُ
كُلَّمَا كَانَ الجُثْمَانُ ضَخْمًا.
يَبْتَسِمُ فَقِيهُ القُرْآَنِ
مَعَ كُلِّ مَأْتَمٍ
وَيَسْعَدُ
إِذَا مَا جَاءَهُ مَأْتَمَانِ فِي لَيْلَةٍ.
يَبْكِي الدَّيَّانَةُ
مُنْتَظِرِينَ الدَّيْنَ المُؤَجَّلَ
أَنْ يَعُودَ.
وَحْدَهُ المَيِّتُ
يَطِيرُ مَحْمُولاً
يَبِيتُ لَيْلَتَهُ فِي عُزْلَةٍ
لاَ يَتَذَكَّرُ إِلاَّ البَنَّا
الذِي بَنَى قَبْرَهُ عَلَى عَجَلٍ.
كَهْفُكِ لاَ يَتَنَاهَى
مَاذَا لَوْ نَفِدَتْ كَلِمَاتُكِ؟
يَتَكَلَّمُ جَسَدُ البَحْرِ
بِكَلِمَاتٍ أُخْرَى
يَتَطَابَقُ فِيهَا الخَالِقُ وَالمَخْلُوقُ
إِذْ لاَ يَحْتَاجُ المَدَدُ
إِلَى مَدَدٍ.
جَذْبَةُ نُورِكِ
لاَ سَقْفَ لِعَشَّاقٍ
إِذْ إنَّ سَمَاوَاتِ اللهِ السَّبْعَ
َلأَدْنَى
مِنْ أَحْلاَمِ خَيَالاَتِ يَدَيْهِ
حِينَ تَرُوحَانِ إِلَى الشَّطْح.
المَذْبُوحُ بِسَيْفِ إِشَارَتِكِ
مَا شَفَتَاكِ
سِوى لَحْنٍ مُكْتَمِلٍ
لَمْ يُدْرِكْهُ عَبَاقِرَةُ المُوسِيقَى.
مَا عَيْنَاكِ
سِوى زَهْرَةِ هَذَا النِّيلِ
حِينَ تُفَكِّرُ أَنْ تَكْتُبَ سِيرَةَ عَشَّاقَيْنِ
اخْتَصَرَا لاَمَ الشَّمْسِ
وَأَلِفًا تَذْهَبُ نَحْوَ اللهِ
مَاحِيَةً إِثْمَ التَّارِيخِ
وَحَافِظَةً تَدْوِينَ يَدَيْكِ
لِمَائِهِمَا فِي العُشْب.
مَا نَهْدَاكِ
سِوَى سَبَبٍ لِعَلاَمَاتِ الاسْتِفْهَامِ
بِأَنْ تُغْمِضَ أَعْيُنَهَا
عَنْ أَجْوِبَةٍ مُسْتَعْصِيَةِ الشَّرْح.
مَا أَنْتِ
سِوَى أَنْتِ
سِوَايَ
سِوَىَ سَبَبِ الخَالِقِ
أَنْ يَتَأَخَّرَ فِي الخَلْقِ
وَيَأْخُذَ أُسْبُوعًا آَخَرَ
فِي تَشْكِيلِكْ.


الصفحات
سياسة








