نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى


جغرافية بديلة وتاريخ معقد ...ترجمة ديوان لشاعرة مصرية للعبرية يثير جدلا بين المثقفين المصريين




القاهرة - رياض ابو عواد - اثارت ترجمة ديوان "جغرافية بديلة" للشاعرة المصرية ايمان مرسال الى العبرية عن دار النشر الاسرائيلية "الكيبوتس الموحد" جدلا واسعا بين المثقفين المصريين حول التعامل مع الناشرين الاسرائيليين مع عدم اعتراضهم على ترجمة الاعمال الابداعية الى العبرية.


ايمان مرسال ...وقعت أم لم توقع ؟
ايمان مرسال ...وقعت أم لم توقع ؟
فبعد ان هدأت الضجة العالمية حول تصريح لوزير الثقافة المصري تحدث فيه عن "حرق الكتب الاسرائيلية" واخرج عن سياقه العام كما قال الوزير الذي اتهم اللوبي اليهودي باستخدامها لمنعه من الفوز بمنصب الامين العام لليونسكو، انفجرت ازمة ترجمة ديوان "جغرافية بديلة" للشاعرة المقيمة في كندا وتقوم بتدريس الادب العربي في احدى جامعاتها.

ويشبه الجدل الحالي الذي له جذور تاريخية معقدة الجدل الذي اثير على صعيد العالم العربي قبل ثمانية اعوام عندما دعا الروائي اللبناني الياس خوري والناقد المغربي محمد برادة الى السماح لدار نشر اندلسية تملكها اسرائيلية يسارية بترجمة الكتب طالما انها تقوم بترجمة الكتب المهمة. وعارض عدد كبير من المثقفين العرب هذا الطرح وهاجموا موقف كل من خوري وبرادة.

وبدات حالة الجدل اثر نشر مقالة لمحمد عبود في صحيفة "المصري اليوم" المستقلة استنادا على ترجمة مقالات بالعبرية حول الديوان الشعري في عدة صحف اسرائيلية بعد ان صدر بالعبرية وقام بترجمته المدير السابق للمركز الاكاديمي الاسرائيلي في القاهرة ساسون سوميخ. ودار الجدل حول العلاقة بين الكاتب المصري والعربي بشكل عام مع الناشر الاسرائيلي الذي تصدر عنه الترجمة الى اللغة العبرية.

وعبر عن الموقف المعارض الروائي المصري محمد البساطي برفضه ان "يكون هناك اي علاقة مع الناشر الاسرائيلي او التوقيع على عقد بين الكاتب العربي والمترجم والناشر الاسرائيلي لان هذا يشكل تطبيعا مباشرا مع العدو الاسرائيلي الذي يغتصب بلدا عربيا فنعطيه صك براءة ثقافيا من المجازر التي يتم ارتكابها ضد ابناء الشعب العربي الفلسطيني". وفي الوقت نفسه اتفق البساطي وغيره وبينهم سيد محمود على ان "تترجم اسرائيل ما تشاء من الكتب العربية ومختلف الابداعات العربية فهي حرة بذلك لكننا لا ولن نعطيهم اي موافقة منا او اي اتفاق مع ناشر اسرائيلي على ترجمة هذه الكتب لان ذلك يعتبر تطبيعا".

وقال سيد محمود ان "ايمان مرسال شاعرة متميزة بين ابناء جيلها من الشعراء خاضت معاركها الادبية وكانت من ابرز المدافعين عن حقوق الشعب الفلسطيني وشكلت اللجان في دعم المقاومة الفلسطينية خلال دراستها في جامعة المنصورة قبل سنوات طويلة ولم تتخل عن مواقفها".

وكان المقال المنشور في المصري اليوم الجمعة الماضي اشار الى ان "مرسال قالت ان (ساسون) سوميخ ارسل لها انه قام بترجمة الديوان الى العبرية وهو المترجم الذي قام بترجمة اعمال نجيب محفوظ ويوسف ادريس ولم اعترض على نشر الديوان بالعبرية فانا مقتنعة بان من حق كل لغة ان تختار ما تشاء وتقدمه لقرائها".
واثار هذا الجزء من كلامها الجدل حيث اتاح للبعض الاعتقاد بان مرسال وقعت على عقود للمترجم الاسرائيلي ولدار النشر الاسرائيلية.
الا ان احد اصدقائها المقربين جدا الصحفي في صحيفة اخبار الادب محمد شعير اكد انه "بناء على اتصالات متبادلة بينه وبين ايمان فانها لم توقع اطلاقا على اي عقد مع جهة اسرائيلية على ترجمة كتابها لكنها لم تعترض على ترجمته ونشره باللغة العبرية".

وهناك في المقابل ازمة بشأن ترجمة الكتب الصادرة عن دور نشر اسرائيلية الى اللغة العربية بعد ان صدرت حقوق الملكية الفكرية لان ذلك سيجبر الناشر العربي على التعامل مع نظيره الاسرائيلي.
الا ان المركز القومي للترجمة التابع لوزارة الثقافة المصرية وجد حلا كما جاء على لسان رئيسه الناقد والاستاذ الجامعي جابر عصفور الذي اوضح انه "لن يتم التعامل مع اي ناشر اسرائيلي لان هذا يعتبر تطبيعا ولكننا سنسعى للحصول على موافقة ناشرين باللغة الانكليزية او الفرنسية في دول اخرى غير اسرائيل للحصول على حق الترجمة منها".

رياض ابو عواد
السبت 17 أكتوبر 2009