نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


حج اليهود إلى جربة يحولها الى ثكنة وبيريز الطرابلسي يحلم بخط مباشر بينها وبين تل أبيب




جزية جربة - صوفية الهمامي - تحت حراسة أمنية مشددة للغاية انطلق اليهود الجمعة 30 أبريل في تأدية مناسك حجهم بمعبد الغريبة بجزيرة جربة التونسية قادمين من عدد من البلدان الأوروبية ومن تل أبيب ومن بعض الدول العربية التي مازال يسكنها اليهود كمصر واليمن والجزائر وتونس طبعا.


بيضة في كنيس جربة نيابة عن الهدهد الذي اضاع الرسالة - خاص
بيضة في كنيس جربة نيابة عن الهدهد الذي اضاع الرسالة - خاص
وبشكل استثنائي لأن يوم السبت سيتوقف الحج، ليس لأنه غرة مايو الذي يصادف عيد الشغالين - العمال ، ولكن لأنه السبت، اليوم الذي يتعطل فيه حتى الكلام بين اليهود... وعليه سوف يستأنف الحج أو الليلة الكبيرة ليلة الريبي سمعون في تمام الساعة الثامنة من مساء السبت أي بدخول الأحد بالغاية ويتواصل إلى الساعة الثالثة صباحا.
في الغريبة يجتمع الشتات اليهودي سنويا، توقد الشموع ويقرأ الربيون (الحاخامات) التوراة بحثا عن الراحة النفسية وطلب المغفرة والصحة والنجاح والزواج والشفاء، ويتمتع الحجاج ببحر وهواء جربة وفنادقها ومحطاتها الاستشفائية وأسواقها .
جربة الجزيرة الحالمة هي المدينة التونسية الوحيدة التي تفيق الشمس وتنام على صفحة وجهها، غير أن حج اليهود يحولها إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، فتفيق من حلمها الجميل لأيام معدودات ومع رحيل المرتحلين تعود جربة لممارسة غوايتها مع البحر وهي تخفي خدها وراء ظلال النخيل، وما خفي في جربة كان دوما أجمل..
لكن ما خفي في الرسالة التي ضيعها الهدهد في غياهب التاريخ ولم تصل إلى أيدي أصحابها من اليهود، شكل بالنسبة إليهم هاجسا للبحث عنها طوال مراحل التاريخ المتعاقبة ، حتى أفضت بهم إلى هده المغارة التي تلتف بالظلام الساطع بالبركة، ولعل هده البركة واحدة من قراءاتهم لتلك الرسالة التائهة في فم الهدهد أو من بيضته التي يتركها وراءه لتفقس بالأخبار والأسرار التي أضمرها في تاجه المقدس.
صحيفة الهدهد الدولية طارت خارج سرب الصحفيين المرضي عنهم، ذنبها أنها ورثت خصائص رسول لا يأتي إلا بحقائق الأمور لدلك هو دوما يتبختر ويفتخر بتاجه الملكي الملون طائرا في كل الاتجاهات و كله يهون لأجل الخبر اليقين، وقد دخل الهدهد المغارة بدعوة وإذن من بيريز الطرابلسي رئيس الجالية اليهودية بجزيرة جربة ورئيس معبد الغريبة، الذي التحق للعمل بالغريبة سنة 1964 وعمره 21 سنة.
يقول بيريز الطرابلسي للهدهد : "الجديد في حج هدا العام الذي ينتظم تحت إشراف محافظ مدنين الذي ساعدنا كثيرا ماديا وتنظيميا وله كل الشكر والتقدير، هو حضور رئيس أحبار فرنسا ورئيس أحبار لندن، وصديقنا التونسي الرياحي الذي كان يسكن بيننا في تونس ولكنه بعد التقاعد خير العودة إلى تل أبيب.
أما أعداد الحجاج فهي تصل إلى حوالي 6 آلاف حاج، قدم 1500 من إسرائيل عن طريق بعض الدول الأوروبية، وكم كنا نتمنى أن تسمح السلطات التونسية بفتح جسر جوي مباشر بين جربة وتل أبيب ليتمكن آلاف الحجاج من زيارة الغريبة، إنهم يموتون شوقا لزيارتها لكن كبر سنهم يمنعهم من الرحلات الشاقة".
ويتساءل محدثنا بيريز الطرابلسي :"تونس تستقبل اليهود في كل الأحوال، وتوفر لهم الأمن وتسهر على راحتهم، فلماذا لا تستقبلهم من بلدهم بشكل مباشر وتريحهم من عناء الترانزيت، هم قادمون من إسرائيل سواء مباشرة أو عن طريق دول أخرى فلم العناء ؟"
ويضيف :"الجالية اليهودية في تونس وجربة وجرجيس تبلغ 1500 وأظن أن جميعهم هنا بالغريبة، أما باقي الحجاج فقد قدموا من فرنسا وروسيا وايطاليا وألمانيا ولأول مرة استقبلنا حاجين اثنين من مصر".
مساء اليوم تمت الحلقة الأولى من الحج، أو براخا ليلة الريبي ميار وهو احتفال لذكرى الحاخامات أو الربيين الدين يتمتعون بشان عظيم يمتعون به المؤمنين من اليهود .
زبيب ولوز وبوخا (مشروب كحول ابيض) وبعض الآيات من التوراة، تلك هي الصدقة التي يتصدقون بها لروح الريبي ميار، ثم مزاد علني يعود ريعه للجالية اليهودية في جربة، وخرجة المنارة نهاية اليوم، التي هي عبارة عن هيكل من النحاس توضع فوقها الهدايا والمشغولات التي بيعت بالمزاد العلني كما تثبت فوقها أكاليل الزهور من ورد أحمر وعطرشية وتغطى بالريحان وهي الزهرة المذكورة في التوراة ويتفاءل بها اليهود جدا أما النسوة فينزعن أغطية رؤوسهن ويعقدنها بالمنارة ويطلبن طلبا واحدا عادة ما يتحقق لهن على حد ما سمعنا.
يخرجون المنارة من الغريبة ويتبعها جميع الحجاج في موكب مهيب ويتجهون بها إلى معبد حي الرياض الذي يبعد مسافة كيلومتر واحد ، يدخلون المعبد الصغير بحي الرياض ثم يعودون أدراجهم وسط الزغاريد والدعاء والتفاؤل وشرب المشروبات الروحية التي باركها وقرأ عليها الربيين لتشففيهم من أمراضهم.
أما البيض الذي يوضع بالمغارة المباركة، فله حكاية أخرى، قبل النزول في المغارة تتم إضاءة الشموع والدعاء والحصول علي البركة من الحاخامات أو الربيين الذين يجلسون في بهو المعبد يرددون فقرات من التوراة وهم يعتمرون الشاشية التونسية الحمراء، ثم يكتب الحاج أسماء أبنائه أو أقربائه من أوصاه على البيض المطبوخ وينزل المغارة ليضع البيض ويخرج ليعود في اليوم الموالي لاستلام بيضه وأكله حتى تتحقق كل الأمنيات التي في قلبه.







صوفية الهمامي
السبت 1 ماي 2010