تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية : تزوير الانتخابات سيكون "كارثة حقيقية"




تونس - حذر راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية، من عواقب أي تزوير أو تلاعب بنتائج انتخابات المجلس الوطني التأسيسي المقررة في 23 تشرين أول/أكتوبر الجاري.


راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية،
راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة الإسلامية التونسية،
وقال الغنوشي /70 عاما/ في مقابلة مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "هذه المرة سيمثل التزييف كارثة حقيقية إن حصل، وسيكون خيانة للثورة وعندئذ سننضم إلى قوى الثورة لتصحيح المسار" .

وأضاف أن النهضة "حصلت على أغلبية الأصوات في الانتخابات التشريعية لسنة 1989 إلا أن نظام بن علي زور النتائج" ، مشيرا إلى أن نتائج كل الانتخابات التي أجريت في تونس منذ استقلالها عن فرنسا سنة 1956 "كانت مزورة".

وشاركت حركة النهضة في انتخابات عام 1989 بلوائح "مستقلة" لأنها كانت محظورة كحزب سياسي،وحصل أتباعها آنذاك، وبحسب النتائج الرسمية، على 20 بالمئة من اجمالي الأصوات.

واعترفت تونس في آذار/مارس الماضي بحركة النهضة التي تأسست سنة 1981 والتي ظلت محظورة في عهد الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (أول رئيس لتونس المستقلة) وخلفه زين العابدين بن علي.

عاد راشد الغنوشي إلى تونس في أعقاب الإطاحة ببن علي بعد عشرين عاما قضاها في منفاه الاختياري بريطانيا.

وتوقع الغنوشي أن يحقق حزبه نتيجة "طيبة" في الانتخابات المرتقبة.

وأظهرت كل استطلاعات الرأي التي أجريت في تونس منذ الإطاحة ببن علي أن ما بين 20 و30 بالمئة ممن شملتهم الاستطلاعات يعتزمون التصويت لصالح حركة النهضة.

وأفاد الغنوشي بأن "أنصار" حركة النهضة في تونس هم "أكثر من مليون شخص" من أصل حوالي 12 مليون هم تعداد سكان البلاد.

ولاحظ أنه "ليس بالضرورة أن يكون الأنصار منخرطين بشكل رسمي في الحركة" (عبر انخراطات مكتوبة).

وقال الغنوشي لوكالة الانباء الالمانية إن حركة النهضة "ستقبل بأي نتيجة في الانتخابات وستهنئ الفائز إذا جرت العملية (الانتخابية) بشكل نظيف".

وأفاد بأن "النهضة" ستقيم في صورة وصولها إلى الحكم نظاما برلمانيا "للقطع مع النظام الرئاسي الفردي والاستبدادي" الذي كان "سبب البلاء".

ونفى أن يكون دعا خلال زيارته الأخيرة إلى مصر إلى إقامة دولة خلافة إسلامية، وأوضح:" ما قلته هو أن المسلمين يؤمنون أنهم أمة واحدة رغم أنهم 57 دولة في العالم".

كما نفى أن تكون حركته تخطط في حال وصولها إلى الحكم للتضييق على حرية المرأة التونسية التي تتمتع بـ "وضع حقوقي فريد من نوعه في العالم العربي" بفضل "مجلة الأحوال الشخصية" التي أصدرها الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة.

وتمنع هذه المجلة بالخصوص تعدد الزوجات وتعطي المرأة حقوقا شبه متساوية مع الرجل.

وقال الغنوشي في هذا السياق: "لن نمنع الشواطئ المختلطة، أو البكيني ولن نفرض على النساء زيا معينا (الحجاب).. نظام بن علي كان يتدخل في لباس الناس ويمنع غطاء الرأس (الحجاب).. أما نحن، فلن نفرض غطاء الرأس".

وأضاف: "نحن أكثر انفتاحا من المجموعات (السياسية) التي تدعي الحداثة وقد قدمنا على رأس قوائمنا الانتخابية نساء غير محجبات وتحدينا البقية (الأحزاب السياسية) أن يقدموا امرأة واحدة محجبة".

ونفى الغنوشي أي مسئولية لحركته عن أعمال شغب وعنف شهدتها تونس مؤخرا (ونسبت إلى سلفيين) على خلفية عرض تليفزيون "نسمة" التونسي الخاص يوم السابع من تشرين أول / أكتوبر 2011 فيلم "بيرسي بولس" الإيراني الذي يجسد الذات الإلهية.

وقال: "نحن ضد اعتماد العنف لمنع فكرة أو مناصرة فكرة من الأفكار.. نحن مع حرية التفكير والتعبير والاعتقاد...ولكن باعتبارنا نعيش في مجتمع (مسلم)، فيجب أن يحترم بعضنا عقائد بعض".

وأضاف: "اعتراضنا على بث فيلم برسي بوليس في قناة نسمة لا يتعلق بحرية التعبير بل يتعلق بالإساءة إلى معتقدات الناس.. في بلدان أخرى تم الاعتراض على الأفلام التي تسخر من السيد المسيح أو تصفه بالشذوذ الجنسي".

وتابع: "في بلاد غربية كثيرة، لا يسمح بتناول الهولوكوست بطريقة تسيء إلى اليهود، معنى ذلك أن في كل مجتمع مقدسات وليس من حقهم (التلفزيون) السخرية من معتقدات الآخرين".

وأشار الغنوشي إلى أن بعض مظاهر التطرف الديني في تونس "نشأت في غياب النهضة" المحظورة منذ تأسيسها سنة 1981.

وقال إن الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي ساهم طوال 23 عاما في الحكم "في توفير الظروف لبروز هذه الظواهر بهدف محاصرة حركة النهضة وتشويه صورة الإسلام".

وأفاد بأن حركة النهضة التي "ليست ناطقا رسميا باسم الإسلام والتي تؤمن بالتعددية" السياسية والثقافية والعقائدية، بصدد "محاورة" جماعات إسلامية تونسية متطرفة "لإقناعها بقبول التعددية والتسامح ورفض العنف وبالتعايش على أساس المواطنة والمساواة وبعيدا عن العنف والتكفير".

وحول البرنامج الاقتصادي لحركة النهضة، قال الغنوشي إن حزبه يفضل النموذج الاقتصادي الاسكندنافي باعتباره "يراوح بين التقدم الاقتصادي والعدالة والرفاه الاجتماعيين".

وذكر أن النهضة تريد تطوير علاقة تونس مع الاتحاد الأوروبي وخاصة مع ألمانيا التي قال: "نعتبرها شريكا مهما لتونس".

وأضاف أن حركة النهضة تطمح إلى حصول تونس على "مرتبة الشريك (الاقتصادي) المتقدم" للاتحاد الأوروبي وإلى تنويع علاقاتها الاقتصادية مع مختلف دول العالم.

وفي معرض رده على سؤال عن مصدر الإمكانيات المادية الكبيرة التي أظهرتها حركة النهضة من خلال مقراتها الفخمة واجتماعاتها وحملتها الانتخابية قال الغنوشي إن "كل عضو في الحركة يشارك شهريا بنسبة 5 بالمئة من دخله".

ونفى تلقي حركة النهضة تمويلات من السعودية أو قطر أو إيران، وقال إنه كان طوال فترة حكم بن علي ممنوعا من زيارة السعودية وإيران.

يتهم ساسة في تونس حركة النهضة بـ"ازدواجية الخطاب" ويقولون إنها "تتجمل" من أجل الوصول إلى الحكم، وأن هناك شرخا بين الخطاب التقدمي (في وسائل الإعلام) لقيادييها وبين قاعدة أنصارها "المتشددين".

وتقول وسائل إعلام تونسية إن الحركة تحظى بدعم مالي من السعودية وبدعم مالي وإعلامي من قطر التي تملك قناة الجزيرة الفضائية.

د ب ا
الاربعاء 19 أكتوبر 2011