تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


رحلة إلى عالم ألف ليلة وليلة حيث السلاحف على الشواطئ العمانية تقدم مشاهد شاعرية




مسقط - عاصم الشيدي - على ضوء مصباح صغير يتسلل السياح في محمية رأس الحد بسلطنة عمان لمشاهدة منظر من أجمل المناظر الطبيعية والذي لا يتكرر في غيرها من دول الشرق الأوسط والمحيط الهندي


تسير السلاحف بشكل شاعري وخيالي على السواحل العمانية وتختارها مرسى لتضع بيضها
تسير السلاحف بشكل شاعري وخيالي على السواحل العمانية وتختارها مرسى لتضع بيضها
إنه أشبه برحلة من رحلات ألف ليلة وليلة حيث تبدأ عشرات السلاحف الجميلة بالزحف بشكل شاعري وخيالي على الشاطئ إلى أن تصل إلى نقاط معينة لتضع بيضها في مشهد يشد الجميع ويتوافد له المئات من السياح من مختلف دول العالم وعلى طول عشرات الكيلومترات في ما يعرف بمحمية رأس الحد .

إنها تجربة مميزة يعيشها السياح في عمان، حيث تكثر السلاحف التي تختار السواحل العمانية مرسى لها، لتضع بيضها وتتركه هناك.

وتولي السلطات العمانية على اختلافها اهتماما كبيرا بصون الطبيعة وأصدر السلطان قابوس عام 1996 قوانين صارمة من أجل تخصيص منطقة رأس الحد محمية طبيعية تحميها القوانين العمانية .

وتمتد محمية رأس الحد على مساحة 120 كيلومترا من الشواطئ والأراضي الساحلية وقاع البحر وخورين(خور الحجر وخور جراما) وذلك بهدف الحفاظ على تلك الأنواع الفريدة من السلاحف.

وتقع رأس الحد شرق مدينة صور وهي جزء من مجموعة شواطئ تعشيش السلاحف لكنها تجتذب أكبر عدد من السلاحف الخضراء المعششة في السلطنة مما جعلها ذات أهمية كبرى لاستمرار حياة وبقاء هذا النوع من السلاحف المهددة بالانقراض.


وفي كل عام تعشش في هذه المنطقة حوالي 6000 الى 13000 سلحفاة، تفد إلى السلطنة من مناطق أخرى بعيدة مثل الخليج العربي والبحر الأحمر وشواطئ الصومال. وبالإضافة إلى السلاحف التي ترتاد هذه المنطقة فإن خور جراما يتميز أيضأ بوجود العديد من الشعب المرجانية المنتشرة في الشواطئ.

كما تعتبر المسطحات الطمية المحيطة بالخورين مناطق تغذية ضرورية للطيور المهاجرة التي تأتي طلباً للغذاء والراحة أثناء تحركها للمناطق الشتوية، وكذلك تشكل المرتفعات الصخرية الساحلية مواقع تعشيش للعديد من الطيور، حيث تم تسجيل ما يزيد عن 130 نوعا من الطيور المهاجرة والمستوطنة، وإلى جانب ذلك فإن المحمية تعد موطنا لأعداد أخرى من الحيوانات البرية كالثعلب الأحمر وبعض الغزلان.

وتعتبر السلاحف البحرية من أهم الموارد الحيوية بالمحمية حيث يفد آلاف الزوار سنويا لمشاهدتها، إذ بلغ عدد السلاحف الخضراء حسب التقديرات المتاحة حوالي 20 ألف سلحفاة تعشش في أكثر من 275 موقعا على امتداد شواطئ السلطنة.

ويجري تنظيم رحلات سياحية لمحمية رأس الحد ولكن وفق ضوابط واشتراطات تكفل الحماية والراحة لتلك السلاحف حيث يمنع على الزوار استخدام الأنوار أثناء الزيارة أو التقاط الصور لان الضوء يحول دون تعشيش أنثى السلاحف ويربكها.

ويتم توزيع الزوار على مجموعات صغيرة تذهب كل منها في اتجاه وبواسطة مصباح صغير يتلمس الزوار طريقهم على الشاطئ الرملي حيث بالإمكان مشاهدة أعداد كبيرة من السلاحف المعششة في هدوء لا يقطعه سوى صوت الموج المتكسر على الشاطئ.

وتضع السلاحف بيضها ليلا في فصل الصيف وتتم هذه العملية على حوالي ثلاث دفعات في الموسم الواحد تفصل بين كل دفعة والأخرى فترة أسبوعين تقريبا وعادة ما تعود السلاحف إلى نفس الشاطئ للتعشيش، وهي تقوم في عمل حفرة كبيرة في الرمال ناثرة التراب على مسافة بعيدة.

وتتزايد يوما بعد آخر طلبات التخييم في منطقة رأس الحد بهدف الاستمتاع بأجواء جمالية وبديعة لا تتكرر، ويسعى المسئولون للتعاون مع سكان المنطقة والأهالي إلى حماية السلاحف من بعض الأنشطة مثل الصيد الجائر، وإبعاد شبح الموت عن أعداد كبيرة منها تقع سجينة داخل شباك الصيد، بالإضافة إلى قيام البعض بجمع أعداد كبيرة من بيض السلاحف واكلها خاصة وان اصطياد السلاحف وجمع بيضها يعتبر من قبل السكان المحليين من الأمور التقليدية التي درجوا عليها حيث كانت تعتبر مصدراً مهما للغذاء.

ويعتبر الضوء احد هذه العوامل الضارة إذ يؤدي انتشار الضوء في شواطىء التعشيش إلى الإضرار بالسلاحف البحرية نتيجة لما يسببه من تغيير في سلوكها حـيث اتضـح أن الإضاءة في الشواطئ تحول دون تعشيش السلاحف البحرية، وقد يؤدي التعشيش بالقرب من الشواطىء المضيئة إلى حدوث تأثيرات خطيرة على صغار السلاحف ذلك أنها وبعد خروجها من البيض في الليل على الضوء الطبيعي للشاطىء تتحرك بطريقة طبيعية مباشرة نحو المياه، إلا أن الشواطىء التي تكثر فيها الأضواء تقوم بدفع صغار السلاحف إلي تغيير وجهتها وتكون بالتالي غير قادرة على الوصول إلى المياه مما يؤدي إلى ارتفـاع معدلات مـوتها نتيجـة لإصابتها بالجفـاف أو افـتراسها.

ولهذا تبقى مسألة زيــادة وتنشيط السياحة في رأس الحد والتخطيط لإقامة مرافق سياحية مرتبطة بالقدرة على التماشي مع المتطلبات البيئية.

ولاحتواء الإضرار المحتملة فقد تم إنشاء منطقة تخييم في رأس الجنز وسيتم تطوير وتحسين مرافق التخييم حسب الحاجة وتحت إشراف إدارة المحمية. ويقول المسئولون عن هذا المشروع إن احد أهم أهداف إنشاء محمية السلاحف هو مشاركة المجتمع المحلي في منافع المشروع.

ولهذا فإن حماية السلاحف يجب التعامل معها كهدف أساسي في خطط المشاريع التنموية. وقد تم اقتراح عدد من المشروعات التنموية السياحية التي ستحقق للمجتمع فوائد كثيرة وتعزز في الوقت ذاته برامج التوعية

عاصم الشيدي
الجمعة 24 ديسمبر 2010