
ماسبيرو الفرنسي
لا يعرف الكثير من المصريين أن مبنى التليفزيون الحكومي الشامخ على كورنيش وسط القاهرة والشارع الواقع فيه استمد اسمه نسبة إلى عالم المصريات الفرنسي جاستون ماسبيرو الذي ولد عام 2846 في باريس لأبوين إيطاليين ، وكان يجيد اللغة العربية ، وحضر إلى مصر في 5 كانون ثان/يناير عام 1881 ليتولى منصب مدير مصلحة الأثار المصرية وأمين المتحف المصري للآثار ببولاق وهو في عمر الرابعة والثلاثين، وقام ماسبيرو بجهود كبيرة في الحفريات المصرية كما قام بإنشاء المعهد الفرنسي للأثار بالقاهرة ، وقام بجهود كبيرة لمواجهة سرقات الأثار وأعاد آلاف القطع الأثرية المنهوبة إلى مصر ، واستطاع أن يسن قانونا صدر عام 1912 يمنع الأشخاص من التنقيب عن الأثار على أن يقتصر التنقيب على البعثات العلمية ليلغي بذلك قانونا سابقا كان يعطي المنقبين الحق في الاحتفاظ بنصف القطع الأثرية التي يجدونها ، ليصبح طبقا للقانون الجديد من حقهم فقط الاحتفاظ بالقطع التي لها مثيل مكرر في القاهرة ، كما نص القانون الجديد على عدم منح بعثات التنقيب تأشيرة خروج من مصر إلا بعد التأكد من تركهم لموقع التنقيب في صورة جيدة ، كما شن ماسبيرو حربا على تجار الأثار ومهربيها واستطاع اعتقال أحد أشهر العائلات المصرية التي تخصصت في تجارة الأثار وقتها وهي عائلة عبد الرسول .
توفى ماسبيرو في 30 حزيران/يونيو عام 1916 ودفن في فرنسا ، وعندما قام الزعيم المصري جمال عبدالناصر بإنشاء مبنى التليفزيون المصري عام 1960 أطلق عليه وعلى الشارع الواقع فيه اسم ماسبيرو اعترافا بمساهماته في الحفاظ على الأثار المصرية ، وبرغم أن التليفزيون ما زال يحمل اسم ماسبيرو حتى الآن إلا أنه لا يوجد لافتة واحدة بالشارع تحمل الاسم ، وما زالت اللافتات التوضيحية تحمل اسم الشارع القديم وهو " ساحل الغلال " .
ويقول سعيد عبدالله " عامل بأحد المحال التجارية بالشارع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : " أعيش وأعمل بالمنطقة منذ سنوات طويلة لكني لا أعرف من هو ماسبيرو " ، ويضيف " نعرف الشارع باسم ماسبيرو لكن اللافتات ما زال مكتوبا عليها منذ سنوات شارع ( ساحل الغلال ) رغم أنه لا أحد يستعمل هذا الاسم " .
زمن مصري آخر
يرى محللون أن احتفاظ العديد من الميادين والشوارع المصرية بأسماء شخصيات أجنبية منذ سنوات طويلة يعكس الحالة المصرية السائدة وقتها والتي كانت تقدر عطاء البشر بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم ، ويقول أستاذ التاريخ الحديث بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور خالد فهمي لوكالة الأنباء الألمانية أن المنطق الذي كان يحكم تسمية الشوارع والميادين المصرية في ذلك الوقت كان يعكس الحالة المصرية السائدة وقتها ، موضحا أن المنطق الذي كان يسود قبل ثورة يوليو عام 1952 اعتمد على تكريم والاعتراف بفضل العلماء والشخصيات العامة الذين أفادوا مصر في مجالات عديدة بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم ، وقد تغير هذا المنطق عقب 1952 ليتحول إلى شكل سياسي من خلال اتجاه جمال عبدالناصر إلى تكريم قادة حركات التحرر ، لكن في عهدي السادات ومبارك لم تعد الدولة تولي أي اهتمام لدلالات تسمية الشوارع ، وكل الشوارع التي حملت أسماء غربية تم تسميتها في عهود سابقة مع استثناءات قليلة منها قيام مبارك بإطلاق اسم شارل ديجول على الشارع الذي يقع فيه مبنى السفارة الفرنسية والذي كان يحمل اسم شارع الجيزة ، ويضيف " أطلق مبارك اسم شارل ديجول على الشارع بمناسبة تجديد مبنى السفارة الفرنسية ، لكن ذلك تم بسبب الصداقة الوطيدة وقتها بين مبارك والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ".
ومن بين الشوارع المصرية التي تحمل أسماء شخصيات أجنبية منذ عهد ما قبل ثورة يوليو 1952 ، شارع كلوت بك الشهير بوسط القاهرة والذي سمي تكريما للطبيب الفرنسي الشهير أنطوان كلوت أو كلوت بك كما كان يناديه المصريون ، وهو الذي أنشأ أول مدرسة قومية للطب في مصر وهي مستشفى القصر العيني الشهيرة في الوقت الحالي ، وشغل قبلها منصب كبير أطباء وجراحي الجيش المصري عام 1827 .
وعلى مسافة غير بعيدة وفي قلب العاصمة المصرية يقع شارع شامبليون الشهير الذي سمي تكريما للعالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي اشتهر بفكه رموز اللغة المصرية القديمة مستعينا بحجر رشيد .
وفي دلالة أخرى للشوارع والميادين المصرية التي تحمل أسماء أجنبية ، وعلى بعد خطوات قليلة من ميدان التحرير الذي تحول إلى رمز لثورة يناير ، نجد رمزا ثوريا أخر هو ميدان سيمون بوليفار الذي يتوسطه تمثال لأحد رموز حركات التحرر في أمريكا اللاتينية مؤسس ورئيس كولومبيا الكبرى والذي أطلق عليه اسم " جورج واشنطن أمريكا اللاتينية " بسبب الدور الذي قام به في تحرير الكثير من دول أمريكا اللاتينية منها كولومبيا وفنزويلا وأكوادور وبيرو وبوليفيا، التي كانت تحت الحكم الأسباني منذ القرن السادس عشر، وقد أطلق الزعيم المصري جمال عبدالناصر اسم بوليفار على الميدان الملاصق لميدان التحرير تعبيرا عن توجهات مصر وقتها بدعم حركات التحرر الوطني في العالم .
توفى ماسبيرو في 30 حزيران/يونيو عام 1916 ودفن في فرنسا ، وعندما قام الزعيم المصري جمال عبدالناصر بإنشاء مبنى التليفزيون المصري عام 1960 أطلق عليه وعلى الشارع الواقع فيه اسم ماسبيرو اعترافا بمساهماته في الحفاظ على الأثار المصرية ، وبرغم أن التليفزيون ما زال يحمل اسم ماسبيرو حتى الآن إلا أنه لا يوجد لافتة واحدة بالشارع تحمل الاسم ، وما زالت اللافتات التوضيحية تحمل اسم الشارع القديم وهو " ساحل الغلال " .
ويقول سعيد عبدالله " عامل بأحد المحال التجارية بالشارع لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) : " أعيش وأعمل بالمنطقة منذ سنوات طويلة لكني لا أعرف من هو ماسبيرو " ، ويضيف " نعرف الشارع باسم ماسبيرو لكن اللافتات ما زال مكتوبا عليها منذ سنوات شارع ( ساحل الغلال ) رغم أنه لا أحد يستعمل هذا الاسم " .
زمن مصري آخر
يرى محللون أن احتفاظ العديد من الميادين والشوارع المصرية بأسماء شخصيات أجنبية منذ سنوات طويلة يعكس الحالة المصرية السائدة وقتها والتي كانت تقدر عطاء البشر بغض النظر عن جنسيتهم أو دينهم ، ويقول أستاذ التاريخ الحديث بالجامعة الأمريكية بالقاهرة الدكتور خالد فهمي لوكالة الأنباء الألمانية أن المنطق الذي كان يحكم تسمية الشوارع والميادين المصرية في ذلك الوقت كان يعكس الحالة المصرية السائدة وقتها ، موضحا أن المنطق الذي كان يسود قبل ثورة يوليو عام 1952 اعتمد على تكريم والاعتراف بفضل العلماء والشخصيات العامة الذين أفادوا مصر في مجالات عديدة بغض النظر عن جنسياتهم أو دياناتهم ، وقد تغير هذا المنطق عقب 1952 ليتحول إلى شكل سياسي من خلال اتجاه جمال عبدالناصر إلى تكريم قادة حركات التحرر ، لكن في عهدي السادات ومبارك لم تعد الدولة تولي أي اهتمام لدلالات تسمية الشوارع ، وكل الشوارع التي حملت أسماء غربية تم تسميتها في عهود سابقة مع استثناءات قليلة منها قيام مبارك بإطلاق اسم شارل ديجول على الشارع الذي يقع فيه مبنى السفارة الفرنسية والذي كان يحمل اسم شارع الجيزة ، ويضيف " أطلق مبارك اسم شارل ديجول على الشارع بمناسبة تجديد مبنى السفارة الفرنسية ، لكن ذلك تم بسبب الصداقة الوطيدة وقتها بين مبارك والرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران ".
ومن بين الشوارع المصرية التي تحمل أسماء شخصيات أجنبية منذ عهد ما قبل ثورة يوليو 1952 ، شارع كلوت بك الشهير بوسط القاهرة والذي سمي تكريما للطبيب الفرنسي الشهير أنطوان كلوت أو كلوت بك كما كان يناديه المصريون ، وهو الذي أنشأ أول مدرسة قومية للطب في مصر وهي مستشفى القصر العيني الشهيرة في الوقت الحالي ، وشغل قبلها منصب كبير أطباء وجراحي الجيش المصري عام 1827 .
وعلى مسافة غير بعيدة وفي قلب العاصمة المصرية يقع شارع شامبليون الشهير الذي سمي تكريما للعالم الفرنسي جان فرانسوا شامبليون الذي اشتهر بفكه رموز اللغة المصرية القديمة مستعينا بحجر رشيد .
وفي دلالة أخرى للشوارع والميادين المصرية التي تحمل أسماء أجنبية ، وعلى بعد خطوات قليلة من ميدان التحرير الذي تحول إلى رمز لثورة يناير ، نجد رمزا ثوريا أخر هو ميدان سيمون بوليفار الذي يتوسطه تمثال لأحد رموز حركات التحرر في أمريكا اللاتينية مؤسس ورئيس كولومبيا الكبرى والذي أطلق عليه اسم " جورج واشنطن أمريكا اللاتينية " بسبب الدور الذي قام به في تحرير الكثير من دول أمريكا اللاتينية منها كولومبيا وفنزويلا وأكوادور وبيرو وبوليفيا، التي كانت تحت الحكم الأسباني منذ القرن السادس عشر، وقد أطلق الزعيم المصري جمال عبدالناصر اسم بوليفار على الميدان الملاصق لميدان التحرير تعبيرا عن توجهات مصر وقتها بدعم حركات التحرر الوطني في العالم .