تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


طلاء الأظافر..حلم بمستقبل جديد لفيتناميات عانين الكثير




هانوي - تحلم هوا بأن تتمكن من افتتاح مشروع خاص بها كي يتوقف جيرانها عن التحدث عنها بسوء، وكي تعول ابنها الذي لم يجاوز عمره العامين.


طلاء الأظافر..حلم بمستقبل جديد لفيتناميات عانين الكثير
طموح كبير بالنسبة لشابة في الثالثة والعشرين، بعد أن فرت من زوج مستبد في ريف فيتنام فقط لتباع لأحد مواخير البغاء في الصين. طموحها كان وليد تعاون عجيب بين إحدى الشركات اليابانية لصناعة الدمى ودورة لتعلم حرفة طلاء الأظافر.
هوا وهو بالمناسبة ليس اسمها الحقيقي، كانت من بين ثلاثين سيدة تتراوح أعمارهن بين 15-30 عاما تخرجن من دورة تأهيلية لتعلم طلاء الأظافر في فيتنام، انضمت إليها بفضل منحة قدمتها شركة بليث لصناعة الدمى.

ضم الفصل سيدات احترفن البغاء في الماضي وأخريات يحملن فيروس نقص المناعة المكتسب "إتش.آي.في"، ومنذ ذلك الحين تمكنت كل واحدة منهن أن تجد فرصة عمل في أحد صالونات التجميل المحلية.
كانت شركة "كروس ورلد كونيكشنز ليمتد" اليابانية قررت العام الماضي تمويل دورة تدريبية لمساعدة السيدات الأكثر تضررا اللاتي يحلمن بالخروج من هوة شظف العيش في فيتنام.

أجرت الشركة اتصالات مع " بلان إنترناشنال" وهي منظمة غير حكومية، التي اقترحت بدورها فكرة دورة طلاء الأظافر إذ أنه مهنة تلقى رواجا شديدا في فيتنام.
وعهد بتنفيذ المشروع لمنظمة "ريتش" وهي منظمة محلية غير حكومية أيضا تتبع "بلان" التى تقوم بتنفيذ العديد من دورات التدريب المهني للفقراء والمحرومين منذ عام 2008.

فصل هوا كان الأول بين ثلاثة فصول يمولها المشروع.
بعد أن هجرت زوجها المستبد، رافقت أحد جيرانها إلى ما كانت تعتقد أنها رحلة عمل للصين غير أنها وجدت نفسها مخطوفة وتم تهريبها إلى ماخور صيني في نهاية المطاف.
تقول هوا "بقيت هناك خمسة اشهر..لم نكن نهنأ بالنوم سوى لساعات محدودة عندما يخلو المكان من الزبائن..حاولت الفرار مرتين لكنهم أمسكوا بي وضربوني".

في النهاية، تمكنت الشابة الفيتنامية من الفرار عبر نافذة مرحاض وتوجهت للشرطة. وتقول "بقيت في أحد مراكز الاحتجاز طوال شهرين.. كان أشبه بسجن".
وأخيرا، وجدت فرصة الدورة التدريبية تلك عبر إحدى المجموعات التي تكونت لمساعدة السيدات والفتيات اللاتي تم تهريبهن، مثل "مركز تنمية المرأة" والذي أرسل الكثير من زميلاتها في التدريب.

مثل كل الدورات التعليمية التي تنظمها "ريتش" تم تصميم دورة طلاء الأظافر للوفاء باحتياجات هذا القطاع، حسب نتائج تقييم نصف سنوي للسوق يشمل إجراء مقابلات مع أصحاب الأعمال، واستطلاعات.
في بلد يعاني من تدني مستوى التعليم والتدريب المهني أيضا، تهدف دورات ريتش التدريبية في الضيافة والتسويق وتكنولوجيا المعلومات وخدمة العملاء، إلى ملء الفجوات التدريبية للشركات، وكذا منح الطلاب فرص حياة جديدة.
وقال كريس بين مدير مشروعات " ريتش" في منظمة "بلان" :" ليس بإمكان الحكومة مسايرة متغيرات السوق المتلاحقة..لذا نبحث عن ثغرات في موقع العمل".

تقول الشرطة الفيتنامية إن أكثر من 6600 من النساء والأطفال الفيتناميين تم تهريبهم للخارج منذ عام 2005 . المنظمات المحلية تدير ثلاثة مراكز ضخمة في ربوع البلاد لتوفير خدمات المشورة والتدريب المهنى لضحايا عمليات التهريب.

غير أن تقريرا نشرته الخارجية الأمريكية في حزيران/يونيو الماضي، أشار إلى أن الحكومة "تفتقر إلى الموارد والخبرات التقنية لدعم تلك المراكز بالشكل المناسب..نتيجة لذلك فإن الكثير منها بدائي وينقصه التمويل والأشخاص المدربون بالشكل الكافي".
وقالت مدرستهن بام ثي هونج إن دورة التدريب على طلاء الأظافر ساعدت النساء كثيرا، غير أن بعض المشكلات التي جلبنها معهن كانت أعمق من أن تحل في غضون شهور قليلة.

وأضافت "في البداية لم يتعاون بشكل جيد..كن يعانين من جراح الماضي..بعض الدارسات هددن بضرب فتيات أخريات.. تم اختيار فتاة لمراقبة مدى الانضباط(خلال الدورة) لكن الفتيات الأخريات لم يعجبهن ذلك".

وأشارت إلى أن عددا كبيرا منهن رفض اتباع التعليمات "بعضهن تستطعن طلاء الأظافر بشكل جميل للغاية، لكن عندما يطلب منهن فعل ذلك أثناء الاختبار يرفضن" لكن من خلال مزيج من "كلمات رقيقة وأخرى قاسية" حدث نوع من الألفة بين الفتيات، وشعرت هونج أنهن أحرزن تقدما "شتان ما بين البداية والنهاية".
العائد المادي ليس وفيرا أيضا، تقول هوا إن "أناس كثيرين لا يريدون طلاء أظافرهم لذا لا احصل على عمولة كبيرة" لكن ذلك العائد منحها الثقة الكافية كي تبدأ التخطيط لمستقبلها ومستقبل صغيرها.

وقالت "أريد أن يكون لدي صالوني الخاص في غضون عشرة أعوام وأن أؤمن نفسي ماليا كي أتمكن من رعاية ابني..الناس في قريتي لا يفهمون أنني خدعت ..كل ما أريده هو أن أثبت لهم أنني قادرة على رعاية ابني وأن أكون سيدة قراري".

ماريان براون- د ب ا
الثلاثاء 6 سبتمبر 2011