وتبين الإحداثيات التي نشرها ظريف عن الطائرة المسيرة التي أسقطتها إيران اليوم حوالي 15 كيلومترا فقط لأقرب نقطة على السواحل الإيرانية، إلا أن خريطة للبنتاجون تبين أن موضع قصف الطائرة أبعد مما أعلنه ظريف عن السواحل الإيرانية.
وكان الحرس الثوري الإيراني، قد اعلن إسقاط «طائرة تجسس أميركية مسيرة» لدى اختراقها المجال الجوي لإيران، حسب بيان نشره اليوم (الخميس).
وجاء في بيان الحرس الثوري ان «نيران الدفاع الجوي للحرس الثوري أسقطت طائرة مسيرة في ساعات الصباح الأولى في محافظة هرزمكان في جنوب إيران». مضيفا أن الطائرة من طراز «غلوبال هوك» وتصنعها الشركة الأميركية «نورثروب غرونمان»، ولم يبث التلفزيون أي صورة بعد للطائرة المذكورة.
وبحسب التلفزيون الإيراني تقع المنطقة التي سقطت فيها الطائرة في محيط مرفأ «جاسك» على بحر عمان، محاذية لمضيق هرمز الاستراتيجي، الذي تمر عبره ثلث إمدادات النفط العالمية التي تُنقل بحرا.
وقال اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني إن انتهاك حدود جمهورية إيران يمثل «خطا أحمر». مشيرا إلى "أن إسقاط الطائرة الأميركية يحمل رسالة واضحة وقاطعة بجاهزية إيران للرد بحزم على أي اعتداء"، مجددا قوله: «نعلن أننا لا نية لنا للدخول في حرب مع أي دولة، ولكننا جاهزون تماما لأي حرب، وما حدث اليوم مؤشر دقيق لهذا الأمر».
بدورها أدانت الخارجية الإيرانية بشدة انتهاك طائرة مسيرة أميركية لمجالها الجوي، وحذرت من «رد فعل قوي على مثل هذه التحركات المستفزة».
و قال مسؤول أميركي اليوم، إن طائرة عسكرية أميركية مُسيرة أُسقطت في المجال الجوي الدولي فوق مضيق هرمز بصاروخ سطح - جو إيراني
وأعلن الجيش الأميركي أمس أنّ الهجوم على ناقلة النفط اليابانية «كوكوكا كوريجوس» في بحر عمان الأسبوع الماضي ناتج من لغم بحري شبيه بألغام إيرانية.
وتنفي طهران أي مسؤولية لها في هذه العمليات، ولمحت أخيرا إلى احتمال وقوف الولايات المتحدة خلف الهجمات «المشبوهة» في منطقة الخليج "بعد فشلها في الحصول على نتيجة من العقوبات التي تفرضها على إيران"، على حد قولها.
وبدأ التوتر بين البلدين يتصاعد مع إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب انسحاب بلاده من الاتفاق النووي مع إيران في مايو (أيار) 2018، كما أعادت واشنطن فرض عقوبات قاسية على طهران.
من جهتها،نشرت القيادة المركزية الأمريكية شريط فيديو يبين قصف الطائرة المسيرة، ولا يبين أكثر من سحابة دخان ونقطة صغيرة تسقط إلى الأرض فيما يبدو، بينما نشر ظريف رسما يبين مسار الطائرة المسيرة.
ويبلغ المجال الجوي لدولة ما وفقا لبيانات الأمم المتحدة مساحة تمتد أبعد من امتداد اليابسة لهذه الدولة ومياهها السيادية بمقدار 12 ميلا بحريا، أي ما يعادل 2ر22 كيلومترا أمام سواحلها.
وجدّدت واشنطن أمس (الأربعاء) اتهاماتها لإيران بالوقوف وراء هجومين على ناقلتي نفط يابانية ونرويجية في بحر عمان في 13 يونيو (حزيران)، أثناء إبحارهما قرب مضيق هرمز.
ووقع الهجومان بعد شهر من تعرّض ناقلتي نفط سعوديتين وناقلة نرويجية وسفينة شحن إماراتية لعمليات «تخريبية» في مياه الخليج. ووجهت واشنطن آنذاك أيضا أصابع الاتهام إلى طهران.
وتنفي طهران أي مسؤولية لها في هذه العمليات، ولمحت أخيرا إلى احتمال وقوف الولايات المتحدة خلف الهجمات «المشبوهة» في منطقة الخليج "بعد فشلها في الحصول على نتيجة من العقوبات التي تفرضها على إيران"، على حد قولها.