تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


عباءة المرأة العربية لم تعد خيمة .... نساء يحرصن على التميز والأناقة دون إبراز مفاتن الجسد




دبي - آن بياتريس كلاسمن - ليس هناك في العالم كله على الأرجح زي أقل بهرجة من هذه الثياب السوداء التي ترتديها النساء المسلمات في الجزيرة العربية فهي ذات أكمام تغطي الجسم كاملا ، وتقول هند بالجافله/24 عاما/:”عندما عدت أنا وأختي من الدراسة في لندن إلى دبي لفت انتباهي أن جميع النساء الإماراتيات يرتدين زيا موحدا في حين أن النساء الأجنبيات اللاتي قابلناهن في الحفلات واللقاءات المختلفة يرتدين غالبا ملابس فردية غير موحدة"


النساء اللاتي يرتدين العباء عن اقتناع يحرصن ألا تكون العباء مبرزة لمفاتن المرأة
النساء اللاتي يرتدين العباء عن اقتناع يحرصن ألا تكون العباء مبرزة لمفاتن المرأة
وأضافت هند:”أردنا أن يكون لنا طراز خاص بنا على أن يكون هذا الطراز أنيقا ومحافظا في الوقت نفسه ولا يبرز معالم الجسد، لذا فقد بدأنا في تصميم عباءتنا الجذابة ذات الخطوط الأنيقة الماهرة".

ترى النساء اللاتي يرتدين العباء عن اقتناع ضرورة ألا تكون العباء مبرزة لمفاتن المرأة وأن تعبر عن التواضع لوأد أي نظرة سيئة ممكنة لدى الرجال الأجانب عنهن في مهدها.

ولا يستطيع الرجل الذي يرى امرأة ترتدي عباءة من خلفها أن يحدد ما إذا كانت هذه المرأة شابة أم عجوز أم رشيقة أم ممتلئة الجسم، وذلك على الرغم من أن بعض الرجال العرب يزعمون أنهم طوروا مع مرور السنين حاسة تشبه الأشعة السينية القادرة على التعرف على ما تخفيه الثياب.

وتحرص النساء اللاتي يرتدين العباءة على تغطية شعرهن أيضا بالحجاب، وفي بعض المناطق بالبرقع.

افتتحت هند و أختها ريم العام الماضي في دبي محلا للعباءات المصممة يحمل اسم “دي ايه اس”. ويستطيع زائر المحل أن يلقي نظرة ببصره من خلال نوافذ العرض بحي الجميرة الراقي على برج خليفة، أعلى مبنى في العالم.

ولا يقل سعر العباء في هذا المحل الفاخر عن 3000 درهم إماراتي أي ما يعادل 600 يورو. بل إن سعر بعضها يزيد عن ضعف ذلك.

أثبتت مدرسة اسمود الفرنسية للأزياء التي افتتحت فرعا لها في دبي عام 2006 أنه من الممكن تحقيق أرباح طائلة من وراء تصميم ملابس عصرية للمسلمات المتدينات اللاتي ينحدرن من عائلات ثرية.

وطرحت شركة هينكل الشهيرة نهاية عام 2007 مسحوق غسيل خاص في الأسواق اسمه "برسيل بلاك" يحول دون أن تصبح العباءات السوداء باهتة اللون.

وحسب المتحدثة باسم الشركة كريستينا بيشوف فإن "شامبو" العباءة أصبح يحتل المركز الرابع في مبيعات الشركة في المنطقة.

جميع العباءات المعروضة في محل "دي ايه اس" في دبي طويلة لدرجة أنها تصل للأرض ويعتبر السواد لونها الأساسي. ولكن ليس بين هذه العباءات والعباءات التقليدية ذات الطرحة السوداء عوامل مشتركة. وليس هناك ما يزين هذه العباءات التقليدية سوى بعض التطريزات المحافظة


وتتلألأ أوراق خضراء صغيرة من الساتان من مجموعة عباءات دي ايه اس.

كما يتميز طراز آخر من العباءات بزهوره الذهبية التي تتدلى بدءا من منطقة الرقبة حتى الخصر.

وترتدي هند بالجافله نفسها عباءة سوداء في هذا اليوم الربيعي اللطيف مبطنة من الداخل بالقطن الهندي المزركش بالألوان. و تبرز هذه البطانة تحت القماش الأسود للعباء مع كل حركة لصاحبة العباء.

هناك في هذه اللحظة في غرفة تجربة الملابس بائعة تساعد زبائنها في ارتداء عباءة من اللون الأحمر والأسود. لا تريد هذه العميلة تقصير العباءة وتفضل لبس حذاء بكعب ارتفاعه عشرة سنتمترات على تقصير العباءة.

ليس هناك في دبي قيود قانونية على الملابس. ومع ذلك فإن معظم النساء الإماريات يرتدين العباءة وهي طريقة تحرص نساء الإمارات من خلالها الحفاظ على هويتهن والتميز عن بقية النساء الأجنبيات في الإمارة واللاتي يمثلن 90% من النساء هناك

ولكن الأمر يختلف في مدن خليجية أخرى مثل المنامة و مدينة الكويت حيث ترتدي النساء البحرينيات والكويتيات الملابس بجميع أشكالها الممكنة بدءا من الملابس التي تغطي جميع الجسم وحتى ملابس الجينز الضيقة.

ولا تفرض العباءة بشكل رسمي إلا في السعودية حيث يحرص الرجال التابعون لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر على التجول في مراكز التسوق للتأكد من التزام النساء بارتداء العباءة.

بل إن النساء غير السعوديات يجبرن أيضا على ارتداء هذه العباء خارج المنزل. ولا يسمح بكسر هذه القاعدة لغير السعوديات إلا في استثناءات ضيقة للغاية مثلما يسمح للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أو وزيرات الخارجية الأمريكية.

ولكن العباءة لم تعد منذ وقت طويل العباء المعروفة. فمصممة الأزياء "واد" من إمارة الشارقة تتعمد الابتعاد كثيرا في تصميماتها للعباءة عن التصميم التقليدي المعروف مستخدمة في ذلك ليس فقط أقمشة ملساء بل أيضا أقمشة مطاطة مبررة ذلك بأن الأقمشة المطاطة "أكثر راحة في الحياة اليومية".

وتستخدم واد في تصميم مجموعة عباءاتها المسائية أقمشة شفافة وترى أن ذلك لا يمثل مشكلة للنساء المحافظات أيضا لأن هذه العباءات تلبس في الأعراس بشكل خاص وذلك لأن نساء الخليج يحتفلن في الأعراس بشكل منفصل عن الرجال.

ليس جديدا أن النساء العربيات في دول النفط الغنية ينفقن الكثير من المال على الأزياء. ولكن النساء كن قبل نحو عشر سنوات قبل زحف العباءة تدريجيا نحو هذه البلدان يرتدين ملابسهن الأنيقة ذات أحدث الصيحات في منازلهن فقط. ولم يكن يراهن في هذه الملابس التي من بينها الجينز أيضا سوى أزواجهن و أبنائهن و صديقاتهن.

وكانت النساء تخفي هذه الملابس الأنيقة تحت عباءتهن البسيطة بمجرد ظهورهن في الأماكن العامة. وكان من يريد التميز في الأوساط العامة من هذه النساء يلجأن لامتلاك حقيبة يد فخمة أو ارتداء حذاء صارخ. كما ظلت النظارة الشمسية السوداء المطعمة موضة لمدة طويلة رغم أن هذه النظارة كانت تعطي انطباعا لدى المنتقبات بأن أصحاب هذه النظارات أردن بها إغلاق الفتحة المتبقية في الوجه فقط.

وخلافا لما هو عليه الحال في تركيا ومصر حيث تبدو الهوة سحيقة غالبا بين النساء المحافظات اللاتي يرتدين الحجاب والنساء المتحضرات اللاتي يلبسن زيا غربيا فإن باستطاعة جميع النساء في دبي أن تبدو أنيقة حسب الطراز الذي يفضلنه.

وعن ذلك تقول هند بالجافله:”لدينا أيضا بعض النساء غير الإماراتيات ضمن دائرة صداقتنا واللاتي يفضلن لبس العباء من وقت لآخر ولكنهن لا يلبس الحجاب مع العباء".

رافقت هند أمها في الشباب لمعارض الأزياء في إيطاليا وباريس. وبوسع الزائر لغرفة العرض بمحلها أن يرى إطاري صور معلقين على الحائط داخل أحدهما توقيع من أوليفيا نيوتن جون والآخر من برجيته باردوت. وعن هذين الإطارين تقول مصممة الأزياء هند:”إنهما لجدتي".

وإلى جانب العباءات تبيع هند أيضا منذ زمن ليس ببعيد أقنعة جلدية مذهبة وهي الأقنعة التي ما زالت النساء كبار السن في بعض قرى شبه الجزيرة العربية يرتدينها حتى اليوم

آن بياتريس كلاسمن
الاثنين 3 مايو 2010