تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


عدوى التطرف تصيب اليونان التي تشهد تزايداً في الهجمات على المهاجرين في عاصمتها





أثينا - كريستين بيروفولاكيس - لم يبذل ديميتريس تسيبوس أي جهد لإخفاء عدائه خلال مرور مجموعة من الرجال البنجلاديش حاملين مجموعة من البطاطين ،ويقول تسيبوس ، بينما يجلس في مطعمه محتميا من موجة برد غير عادية تسود العاصمة اليونانية أثينا، " أرغب في التخلص منهم جميعا... اليونانيون لا يريدونهم هنا. ضقنا ذرعا بهم" . ويتفق معه أحد موظفيه


مهاجرون غير شرعيون يفترشون الطريق في العاصمة اليونانية اثينا
مهاجرون غير شرعيون يفترشون الطريق في العاصمة اليونانية اثينا
ويقول بانتيليس ، الذي امتنع عن ذكر لقبه ، إن المهاجرين " يحولون المرء إلى متعصب... يجبر المهاجرون غالبا على ترك بلدانهم بسبب الحرب أو الجوع ، لكن ليس هذا خطأنا. لا يمكن أن نتحول إلى ملجأ إعالة فقراء العالم".

وربما يكون لبعض الأشخاص في العاصمة رأي أكثر اعتدالا ، لكن مجموعة متزايدة تدعم التطرف اليميني. وخرجت التوترات المتعلقة بتزايد أعداد المهاجرين المسلمين الذين يعيشون في وسط أثينا التاريخية عن السيطرة في الأشهر الأخيرة.

وتعرض مهاجرون مرارا لعمليات ضرب وطعن في عدد كبير من ميادين المدينة ، بينما تم تفجير وحرق وتخريب عدد من المساجد المؤقتة – والموجودة عادة في مرائب السيارات أو في الأدور السفلية من المباني السكنية.

وكانت آخر الاعتداءات عندما قام مهاجمون بإغلاق باب مسجد في دور سفلي بأحد المنازل ورشقوا المصلين بالقنابل الحارقة عبر النوافذ ، ما أسفر عن إصابة خمسة مصلين بجروح خطيرة.

وصعدت الشرطة من الدوريات في ظل تسلل جماعات قومية متطرفة إلى مسيرات غاضبة ينظمها سكان محليون بصورة متزايدة ، حيث يحتج المتطرفون على ما يقولون إنه موجة جريمة أشعلها المهاجرون غير الشرعيين وبالإضافة إلى تدني مستوى الأحياء.

وقال نعيم الغندور ، رئيس رابطة مسلمي اليونان ، " أعيش هناك على مدار 38 عاما وأحظى بمعاملة محترمة وكنت أشعر بأمان حتى السنوات القليلة الماضية... الهجمات الآن في تزايد".

وازداد التوتر بين اليونانيين والمهاجرين الأجانب في الأحياء الفقيرة بأثينا بشكل واضح في تشرين ثان/نوفمبر الماضي ، عندما تجمع مسلمون للاحتفال بعيد الأضحى في ميادين عامة بأنحاء أثنيا ، من بينها المدخل الأمامي لمبنى بروبيليا بجامعة أثينا.

وعزف محتجون من جماعة "كريسي أفجي" اليمينية المتطرفة موسيقى صاخبة من شقة قريبة ، ورشقوا المهاجرين المسلمين بالبيض وسخروا منهم طوال فترة صلاة العيد والتي امتدت لساعة في ميدان أتيكي بالمدينة.

ووقع الحادث في ظل تنامي التوترات بشأن الهجرة غير الشرعية في اليونان ، أكثر نقاط العبور ازدحاما بالنسبة للاتجار بالبشر في الاتحاد الأوروبي.

واضطرت اليونان إلى طلب المساعدة من الاتحاد الأوروبي في محاولة لإغلاق حدودها مع تركيا. وأوقف مسئولون عن حراسة الحدود تابعين "للوكالة الأوروبية لإدارة التعاون في العمليات على الحدود الخارجية للدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي "فرونتيكس" بالاتحاد الأوروبي منع عبور ما يربو على 42 ألف مهاجر كانوا يحاولون التسلل إلى اليونان من تركيا المجاورة.

ويقول الغندور إن الهجمات في اليونان ما هي إلا انعكاس لحوادث مشابهة في بلدان أوروبية أخرى مثل إيطاليا وفرنسا.

وأضاف أنها " جزء من تطرف يميني في أوروبا- إنها صيحة هبت في اليونان ، لكن هناك أمل أن تنتهي عند نقطة معينة".

واعتبر فوز نيكولاس ميخالولياكوس ، زعيم جماعة "كريسي أفجي" أوالفجر الذهبي ، بأول مقعد على الإطلاق للجماعة في مجلس بلدية أثينا في الانتخابات المحلية في تشرين ثان/نوفمبر الماضي ، بأنه بمثابة تسليط الضوء على تزايد السخط العام.

ونظم ميخالولياكوس حملته الانتخابية مستندا على قضايا معادية للمهاجرين ومعارضا لخطة حكومية مؤجلة منذ فترة طويلة لإنشاء مسجد ممول من الحكومة في العاصمة اليونانية.

يذكر أن أثينا هي العاصمة الوحيدة في الدول الخمسة عشر الأعضاء الأصليين الذين كان يتألف منهم الاتحاد الأوروبي من قبل ، التي لا يوجد بها مسجد رسمي. وتقدر الجالية المسلمة في اليونان بنحو مليون نسمة ، في دولة يقطنها أغلبية من المسيحيين اليونانيين الأرثوذوكس.

وفي الوقت الحالي ، توجد المساجد الوحيدة في اليونان في منطقة تراقيا شمال شرقي اليونان ، والتي يسكنها نحو 100 ألف مسلم.

وخصصت الحكومة ، التي تخشى من أن تأخير تشييد مسجد مناسب يمكن أن يؤدي إلى مزيد من الاشتباكات ، قطعة أرض مساحتها 6ر1 هكتار في منطقة فوتنيكوس بالقرب من وسط أثينا ، حيث من المقرر أن يشيد المسجد هناك.

وقال مسئولون إنه سيتم إطلاق مسابقة دولية من أجل تصميم المبنى في كانون ثان/يناير المقبل.

وعلى الرغم من أن الكنيسة الأرثوذوكسية التي تتمتع بتأثير قوي في البلاد أعلنت دعمها للمشروع ، إلا أن استطلاعات الرأي تظهر أن نصف سكان أثينا البالغ عددهم خمسة ملايين نسمة يعارضون بناء المسجد.

كما تزيد المشكلات المالية للبلاد من معارضة المشروع ومشاعر معاداة المهاجرين.

ويتساءل كثير من اليونانيين إذا ما كان من الملائم تخصيص أموال لتشييد مسجد في ظل موجة من الإجراءات التقشفية والتي تشمل الرواتب وخفض المعاشات وزيادة الضرائب.

ويتساءل أنطونيو لياكو ، أحد السكان المقيمين بالقرب من فوتانيكوس ، قائلا " هل يتعين على دافعي الضرائب أن يكونوا مسئولين عن دفع أموال لبناء مسجد؟ الحكومة استنزفتنا. والآن يتعين علينا دفع أموال لهم لبناء مكان للعبادة" .

ويعتزم رئيس بلدية أثينا المنتخب حديثا جيورجوس كامينيس معالجة المشكلة من خلال إطلاق حوار بين البلدية والهاجرين في مسعى لتخفيف حدة التوترات المتزايدة.

وقال تاكيس كامبيليس ، المتحدث باسم رئيس البلدية ، " نسعى للحصول على المشورة من السلطات البلدية في ألمانيا والتي واجهت حملات مماثلة ضد المهاجرين نظمها النازيون الجدد" .

كما يعتزم رئيس البلدية تنظيم أسواق بالشوارع حيث يستطيع المهاجون فيها بيع منتجاتهم بطريقة شرعية بدلا من اللجوء لبيعها بطريقة غير شرعية بعيدا عن الأعين

كريستين بيروفولاكيس
الاربعاء 9 مارس 2011