تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


عربات خشبية للتزحلق فوق ثلوج محطة أوكيمدن




أوكيمدن /المغرب- مروة سالم - رغم موجه الصقيع التي اجتازت مختلف مناطق المملكة المغربية خلال فصل الشتاء لهذا العام، إلا أن برودة الطقس لم تمنع عددا من المواطنين من أن يشدوا الرحال إلى مناطق جبلية، خصوصا بالأطلس المتوسط (وسط البلاد) بهدف التمتع بمنظر الثلوج الذي تساقط فوق المرتفعات.


عربات خشبية للتزحلق فوق ثلوج محطة أوكيمدن
ولم يمنع البرد القارس في المناطق الجبلية آلاف من المواطنين من التوجه إلى حيث الثلوج تلقي بردائها الأبيض على المرتفعات.
عند مدخل مدينة إفران الهادئة، عاصمة جبال الأطلس ، كل شيء هناك يوحي بأن المرتفعات توجد في أبهى حللها الشتوية، فالمدينة بدورها اكتست ثلوجا، الشيء الذي زادها جمالا بالاضافة إلى جمال هدوئها ومنظرها الطبيعي الخلاب.

أغلب الذين يقصدون مدينة إفران والنواحي هم من أهالي المدن القريبة خصوصا من مدينتي فاس ومكناس، اللتان تبعدان عن عاصمة الثلوج بعشرات الكيلومترات فقط، لكن هناك من شد الرحال من مدن بعيدة، مثل العاصمتين الإدارية، الرباط، والاقتصادية الدار البيضاء بحثا عن المتعة الطبيعية التي توفرها المنطقة للزوار.

وكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) زارت المنطقة، ورصدت الفرحة التي عبر عنها الصغار والكبار، على حد سواء، وهم يتمتعون بالمناظر الخلابة، فهناك من وصف التوافد عليها بـ"السياحة العفوية"، على اعتبار المؤشرات المغريات الطبيعية هناك، وهناك من تأسف لأن القائمين على قطاع السياحة لم يولوا المكان الاهتمام المناسب. فالعائلات القاطنة المستقرة بمدينة إفران، تضطر إلى تأجير شققها إلى الزوار مقابل مبالغ تفوق 120 درهما(16 دولارا أمريكيا تقريبا) في الليلة الواحدة، مع ضمان مجموعة من الخدمات على رأسها الماء الساخن والتدفئة وكثرة الأغطية. فالتنافس القائم بين الراغبين في تأجير منازلهم يتم انطلاقا من مدى القدرة على توفير الخدمات المذكورة، علما أن سكان الأطلس بشكل عام يعانون من غلاء الخشب الذي يساعد على التدفئة، وينتقدون المساعدات التي يحصلون عليها من الجهات المعنية، وكذا ارتفاع سعر الخشب الذي يكثر عليه الطلب في فصل الشتاء. إنه الأمر الذي يقلق سكان إفران والنواحي، ما يضطرهم إلى تكليف نواب الشعب، من أبناء منطقتهم، لحمل معاناتهم إلى مجلس النواب من خلال طرح أسئلة عاجلة بخصوص الدعم المخصص في ما يتعلق بمادة الخشب.

لكن رغم هذه المعاناة، فإن سكان المنطقة يبدون سعادة كبيرة عند حلول فصل الشتاء، فهم يعيشون رواجا اقتصاديا بفضل التوافد، إذ تعرف مدينة إفران حركية غير عادية، وتمتلئ المطاعم عن آخرها، وكذا الفنادق المصنفة التي يقصدها من لهم استطاعة مادية لذلك، أما عموم المواطنين، فلا يجدون بدا سوى الاستجابة إلى حركات الشباب الذين يستقبلون الزوار عند مدخل المدينة وهم يحركون مفاتيح بأياديهم، في إشارة منهم إلى وجود مساكن للمبيت، وهنا تظهر "شطارة" كل واحد منهم، ومدى قدرته على الإقناع وعلى التفاوض لجلب أكبر عدد من الزبائن.

لكن إلى جانب الراغبين في قضاء ليلة أو أكثر من المدينة، هناك عدد لا يستهان به من الزوار الذين يفضلون قضاء الفترة النهارية فقط، والمغادرة ليلا، إنهم من سكان المدن المجاورة، الذين يفضلون زيارة المدينة، المعروفة عند الأمازيغيين، بيفرن أي "الكهوف"، وصعود جبالها والرحيل مساء.

أسامة، طالب يتابع دراسته في السنة الثانية بكلية الطب بمدينة فاس، القريبة من إفران بحوالي 50 كيلومترا، اغتنم فرصة العطلة الأسبوعية، التي يستفيد منها المغاربة يومي السبت والأحد، واختار محطة أوكيمدن الجبلية للاستجمام والتزحلق فوق ثلوجها، رفقة مجموعة من رفاقه في الدراسة. قضى أسامة وزملاءه وقتا ممتعا، وسط الثلوج.

في عين المكان، بعض شباب المنطقة قدروا ضرورة خلق نشاط اقتصادي يدر عليهم دخلا مقبولا، فالرواج الذي تعرفه المحطة فرض على هؤلاء ابتكار وسائل لتلبية حاجيات الراغبين في قضاء لحظات ممتعة. ركن أحد الشباب، في مقتبل العمر شاحنة متوسطة الحجم، وفور وصوله إلى محطة أوكيمدن، أزل ستارا بلاستيكيا سميكا، وأخذ يخرج عربات خشبية صغيرة تستعمل في التزحلق التقليدي للأطفال والشباب. بدأ صاحب الشاحنة يصيح بصوت عال، ينادي على الزوار لتأجير تلك العربات، فالثمن لا يتجاوز 20 درهما، دون أن يتشدد صاحبها في التوقيت. لقي عرض المعني بالأمر إقبالا كبيرا، خصوصا من فئة الصغار واليافعين، تساهل في منح "آليات التزحلق" حتى قبل أن يتسلم مقابل تأجيرها، المهم بالنسبة إليه أن ترسم الفرحة في محيا الزوار، الذين لا يستغرقون وقتا طويلا في عين المكان بسبب برودة الطقس.

لكن إلى جانب مستعملي تلك العربات، هناك من فضل استخدام وسائل خاصة، إنها صحون حديدية وبعض أواني المطبخ "الغارقة" التي تمكن الأطفال من الجلوس بداخلها، في حين يتكلف شخص ثان أو أكثر بدفع الركب، لحظات تمزج بالبهجة والسرور، فتتعالى الأصوات بالضحك.

غير بعيد عن الجبل المخصص للتزلج، وفي انتظار انتهاء الأطفال والشباب حصتهم، ذهب بعض الآباء إلى الاستعانة بأفرنة صغيرة أشعلوا وسطها نارا هادئا قصد التدفئة، فكل من ينتهي من اللعب وسط الجبل، لا يجد بدا سوى البحث عن حرارة ذالك "الكانون" كما يطلق عليه المغاربة في عاميتهم، قبل صعود السيارات التي اكتست واجهتها بطبقات من الثلوج الفاقع بيضاها.

في المساء، تودع مدينة إفران زوارها الذين فضلوا الرحيل، بعد أن قضوا لحظات ممتعة، إنها وجهة سياحية بامتياز، هدوء طيلة السنة، وفضاء طبيعي يجعلها قبلة للزوار صيفا وشتاء، إنها جوهرة وسط جبال الأطلس، فكل ما فيها يغري للزيارة، لأنها منطقة غارقة في البحيرات والجبال وكذا أشجار الأرز، العالية التي تزيدها جمالا.

مروة سالم
الثلاثاء 20 مارس 2012