المها العربية
يقول المصري حسام الدين الكحي:"هناك نظرية تقول إن المها العربية هي نفسها حصان وحيد القرن الذي يتحدث عنه الغربيون في أساطيرهم".
و يعمل الكحي في مساعدة الغزلان الإماراتية من فصيلة المها في محمية أم الزمول بإمارة أبو ظبي على أن تشعر أنها في بيتها في هذه الصحراء القاحلة وذلك بعد أن طردت منها في الماضي على أيدي الصيادين المنتهكين لقواعد الصيد.
وتتميز المها العربية بالقدرة على تحمل ارتفاع الحرارة من خلال نظام يحول دون ارتفاع درجة حرارة المخ لديها بشكل ضار.
وكانت المها العربية تستوطن معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية قبل نحو مئة عام.
ولأن غزالة المها العربية تتميز بقرونها أنيقة التناسق وبلحمها الطيب فإن البدو كانوا يحرصون على صيدها. ولكن حينما كان البدو يعتمدون في صيدهم على الجمال والبنادق البسيطة كان التعايش بينها وبين الإنسان مقبولا إلى حد ما. ولكن حياة الغزلان في هذه المنطقة أصبحت مهددة بشكل خطير عندما بدأ البدو يستخدمون البنادق الآلية والسيارات رباعية الدفع في صيدهم.
وتم صيد آخر غزالة من فصيلة المها في سلطنة عمان عام 1972، ولولا برامج تربية هذا النوع من الغزلان آنذاك في حدائق الحيوانات الغربية لم يتسن الاستمتاع برؤية هذه المخلوقات الجميلة اليوم إلا في الصور.
ثم أصبح هناك برامج لإعادة توطين المها في كل من السعودية والأردن و الإمارات.
وإذا أخذنا في الحسبان الغزلان التي يربيها الأمراء في حدائقهم الخاصة فإن عدد غزلان هذه الفصيلة في المنطقة سيصل إلى عدة آلاف.
وترتفع درجة حرارة الكثبان الرملية في محمية أم الزمول الطبيعية في الإمارات لدرجة أن ساكن المدينة يصاب بالتهابات تحت أصابع قدميه بعد خمس دقائق من السير على رمال هذه الكثبان.
وليس هناك من يشعر بالارتياح بالعيش في هذه الصحراء سوى حيوانات الصحراء مثل الظباء الرشيقة والجمال و غزلان المها التي تعيش في هذا الجو الشديد الحرارة تحت مظلة شمسية وتشرب من السقايات البلاستيكية المخصصة لها.
تقع محمية أم الزمول عند مدخل منطقة الربع الخالي حيث عادت الغزلان للعيش مرة أخرى منذ عام 2007 وأصبح هناك 171 من هذا النوع من الغزلان في هذه المحمية. ومن المنتظر أن يضاف إلى هذا العدد 98 غزالة أخرى في الأسابيع المقبلة.
جميع الغزلان في هذه المحمية نتاج لغزلان كانت تربى في أماكن مغلقة. ولم تتعلم الحيوانات أبناء غزلان الحدائق العامة وأحفادها حتى الآن قطع مسافات طويلة بحثا عن الماء.
كما أن عدد الجمال التي ترعى في هذه المنطقة تزايد خلال العشرين عاما الماضية بقوة مما أدى إلى تراجع كميات العشب في هذه المنطقة وبالتالي تراجع الغذاء الذي تعتمد عليه الغزلان في حياتها.
من ثم يقوم العاملون في هذه الحديقة المفتوحة التي تمتد على نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع بتوفير الطعام والشراب لهذه الحيوانات التي وضعت في 42 حظيرة مسيجة.
وتستطيع جميع هذه الحيوانات الوصول لأماكن الغذاء المغطاة بمظلات شمسية من خلال ممرات ضيقة لا تسمح للجمال بالوصول إليها لكبر حجمها.
ويكن سكان الصحراء من البدو الحب لغزالة المها البيضاء ذات البقع السوداء في وجهها. و وصل هذا الحب إلى أن يطلق العرب على بناتهم اسم مها. كما يسمي العرب غزالة المها بـ"الوضيحي" لسهولة رؤيتها من بعيد في الصحراء بسبب فروها الأبيض اللامع وذلك خلافا للثعالب و الغزلان الأخرى والجمال على سبيل المثال.
ولا يكون فرو المها بنيا إلا في الأسابيع الأولى عقب ولادتها.
ولأن المها لا تجيد العدو مثل الظبي فإنها تفضل استخدام استراتيجية الدفاع والقتال عن الهرب. ويستخدم غزال المها قرنيه الحادين في هذا القتال.
يرافق حسام الدين الكحي، أحد حراس المحمية، زميلا بدويا له في هذا اليوم الحار من فصل الربيع إلى مكان علف الغزلان.
وبمجرد اقتراب سيارتهما من المكان أسرعت نحو عشرة غزلان مبتعدة عنه ولم يبق سوى حيوان صغير لا يستطيع العدو. واختبأ الحيوان الصغير تحت أحد خزانات المياه. ولكن أمه لم تطق الابتعاد عنه لأكثر من خمس دقائق مما جعلها تقدم على الاقتراب منه برفقة ذكر بالقطيع وتراقبه من مسافة آمنة لترى أن الحارس البدوي المنتمي لقبيلة الأحبابي يحمله على يديه.
من بين الحراس العاملين في محمية أم الزمول الحارس مبارك الداري الذي سبق له أن أكل من لحم هذه الغزلان.
وعن ذلك يقول الداري:"الحياة في الصحراء قاسية، كنا نأكل جميع الحيوانات التي نستطيع صيدها، وعندما كان الماء ينعدم في الصحراء كنا نجمع قطرات الندى من على ورق الأشجار لنشربها".
أما اليوم فقد أصبح الداري يحرس هذه الغزلان ويحرص على ألا يقترب الصيادون منها. وأصبح الداري يتناول السمك المثلج في ثلاجات المحمية الموضوعة في الغرف مكيفة الهواء.
ولكن ليس كل سكان الصحراء يعرفون ما تعنيه كلمة حماية الحيوان. وفي الوقت الذي جلس حراس المحمية يتناولون وجبة غدائهم كانت الشرطة تبحث في الطرف الآخر من صحراء الربع الخالي عن اثنين من الصيادين لم يكتفيا باصطياد 15 ظبية و خمس من غزلان المها وإنما تباهيا بفيلم الفيديو الذي صوراه بنفسيهما لعملية الصيد
و يعمل الكحي في مساعدة الغزلان الإماراتية من فصيلة المها في محمية أم الزمول بإمارة أبو ظبي على أن تشعر أنها في بيتها في هذه الصحراء القاحلة وذلك بعد أن طردت منها في الماضي على أيدي الصيادين المنتهكين لقواعد الصيد.
وتتميز المها العربية بالقدرة على تحمل ارتفاع الحرارة من خلال نظام يحول دون ارتفاع درجة حرارة المخ لديها بشكل ضار.
وكانت المها العربية تستوطن معظم أنحاء شبه الجزيرة العربية قبل نحو مئة عام.
ولأن غزالة المها العربية تتميز بقرونها أنيقة التناسق وبلحمها الطيب فإن البدو كانوا يحرصون على صيدها. ولكن حينما كان البدو يعتمدون في صيدهم على الجمال والبنادق البسيطة كان التعايش بينها وبين الإنسان مقبولا إلى حد ما. ولكن حياة الغزلان في هذه المنطقة أصبحت مهددة بشكل خطير عندما بدأ البدو يستخدمون البنادق الآلية والسيارات رباعية الدفع في صيدهم.
وتم صيد آخر غزالة من فصيلة المها في سلطنة عمان عام 1972، ولولا برامج تربية هذا النوع من الغزلان آنذاك في حدائق الحيوانات الغربية لم يتسن الاستمتاع برؤية هذه المخلوقات الجميلة اليوم إلا في الصور.
ثم أصبح هناك برامج لإعادة توطين المها في كل من السعودية والأردن و الإمارات.
وإذا أخذنا في الحسبان الغزلان التي يربيها الأمراء في حدائقهم الخاصة فإن عدد غزلان هذه الفصيلة في المنطقة سيصل إلى عدة آلاف.
وترتفع درجة حرارة الكثبان الرملية في محمية أم الزمول الطبيعية في الإمارات لدرجة أن ساكن المدينة يصاب بالتهابات تحت أصابع قدميه بعد خمس دقائق من السير على رمال هذه الكثبان.
وليس هناك من يشعر بالارتياح بالعيش في هذه الصحراء سوى حيوانات الصحراء مثل الظباء الرشيقة والجمال و غزلان المها التي تعيش في هذا الجو الشديد الحرارة تحت مظلة شمسية وتشرب من السقايات البلاستيكية المخصصة لها.
تقع محمية أم الزمول عند مدخل منطقة الربع الخالي حيث عادت الغزلان للعيش مرة أخرى منذ عام 2007 وأصبح هناك 171 من هذا النوع من الغزلان في هذه المحمية. ومن المنتظر أن يضاف إلى هذا العدد 98 غزالة أخرى في الأسابيع المقبلة.
جميع الغزلان في هذه المحمية نتاج لغزلان كانت تربى في أماكن مغلقة. ولم تتعلم الحيوانات أبناء غزلان الحدائق العامة وأحفادها حتى الآن قطع مسافات طويلة بحثا عن الماء.
كما أن عدد الجمال التي ترعى في هذه المنطقة تزايد خلال العشرين عاما الماضية بقوة مما أدى إلى تراجع كميات العشب في هذه المنطقة وبالتالي تراجع الغذاء الذي تعتمد عليه الغزلان في حياتها.
من ثم يقوم العاملون في هذه الحديقة المفتوحة التي تمتد على نحو ثمانية آلاف كيلومتر مربع بتوفير الطعام والشراب لهذه الحيوانات التي وضعت في 42 حظيرة مسيجة.
وتستطيع جميع هذه الحيوانات الوصول لأماكن الغذاء المغطاة بمظلات شمسية من خلال ممرات ضيقة لا تسمح للجمال بالوصول إليها لكبر حجمها.
ويكن سكان الصحراء من البدو الحب لغزالة المها البيضاء ذات البقع السوداء في وجهها. و وصل هذا الحب إلى أن يطلق العرب على بناتهم اسم مها. كما يسمي العرب غزالة المها بـ"الوضيحي" لسهولة رؤيتها من بعيد في الصحراء بسبب فروها الأبيض اللامع وذلك خلافا للثعالب و الغزلان الأخرى والجمال على سبيل المثال.
ولا يكون فرو المها بنيا إلا في الأسابيع الأولى عقب ولادتها.
ولأن المها لا تجيد العدو مثل الظبي فإنها تفضل استخدام استراتيجية الدفاع والقتال عن الهرب. ويستخدم غزال المها قرنيه الحادين في هذا القتال.
يرافق حسام الدين الكحي، أحد حراس المحمية، زميلا بدويا له في هذا اليوم الحار من فصل الربيع إلى مكان علف الغزلان.
وبمجرد اقتراب سيارتهما من المكان أسرعت نحو عشرة غزلان مبتعدة عنه ولم يبق سوى حيوان صغير لا يستطيع العدو. واختبأ الحيوان الصغير تحت أحد خزانات المياه. ولكن أمه لم تطق الابتعاد عنه لأكثر من خمس دقائق مما جعلها تقدم على الاقتراب منه برفقة ذكر بالقطيع وتراقبه من مسافة آمنة لترى أن الحارس البدوي المنتمي لقبيلة الأحبابي يحمله على يديه.
من بين الحراس العاملين في محمية أم الزمول الحارس مبارك الداري الذي سبق له أن أكل من لحم هذه الغزلان.
وعن ذلك يقول الداري:"الحياة في الصحراء قاسية، كنا نأكل جميع الحيوانات التي نستطيع صيدها، وعندما كان الماء ينعدم في الصحراء كنا نجمع قطرات الندى من على ورق الأشجار لنشربها".
أما اليوم فقد أصبح الداري يحرس هذه الغزلان ويحرص على ألا يقترب الصيادون منها. وأصبح الداري يتناول السمك المثلج في ثلاجات المحمية الموضوعة في الغرف مكيفة الهواء.
ولكن ليس كل سكان الصحراء يعرفون ما تعنيه كلمة حماية الحيوان. وفي الوقت الذي جلس حراس المحمية يتناولون وجبة غدائهم كانت الشرطة تبحث في الطرف الآخر من صحراء الربع الخالي عن اثنين من الصيادين لم يكتفيا باصطياد 15 ظبية و خمس من غزلان المها وإنما تباهيا بفيلم الفيديو الذي صوراه بنفسيهما لعملية الصيد


الصفحات
سياسة








