تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


عيد رأس سنة غير مبهج في لبنان وسط أوضاع اقتصادية صعبة وسياسية تبعث على القلق




بيروت - القلق يكلل بداية العام الجديد في لبنان وينغص على اللبنانيين احتفالاتهم باستقباله ولكنهم رغم ذلك يسهرون في المنازل أو في المطاعم ويأملون أن يحمل العام 2011 بوادر استقرار وسلام


الاحتفال برأس السنة في الفنادق والمطاعم سيقتصر على أصحاب الدخول المرتفعة
الاحتفال برأس السنة في الفنادق والمطاعم سيقتصر على أصحاب الدخول المرتفعة
وتساهم الأوضاع الاقتصادية المتردية للكثير من اللبنانيين في إرغامهم على استقبال العام الجديد في المنازل ، بالإضافة إلى ارتفاع حوادث السير ليلة رأس السنة ، وتوقع حدوث مشكلات خلال السهرات خارج المنازل.

ويبقى الاحتفال بليلة رأس السنة في الفنادق والمطاعم والمقاهي ، قاصرا على أصحاب الدخول المرتفعة من اللبنانيين ، وعلى السياح ، خاصة العرب ، بعد أن فاق الحد الأدنى لكلفة السهرة للشخص الواحد 100 دولار أمريكي في المطاعم العادية فيما وصل إلى 250 دولارا في الفنادق ، ولامس الألف دولار في بعض الأحيان ، كحد أقصى.

وتجاوزت نسبة الحجوزات في فنادق بيروت 90 % عشية أعياد الميلاد ، إلا أن المناطق الأخرى لم ترتفع فيها نسبة الحجوزات ، وربما كان السبب تخوف بعض اللبنانيين المقيمين في أوروبا من المجيء إلى لبنان بعد التصعيد السياسي المتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان

وفيما يأمل بعض اللبنانيين خيرا بالعام القادم ، ويجدون استقباله بفرح ضرورة ، ويمارسون الطقوس اللازمة لذلك ، عله يحمل معه انفراجة لكل الأزمات ، يعتبر البعض الآخر أن رأس السنة ليس سوى محطة اخترعها الإنسان ليكرم نفسه.

وقالت الطالبة الجامعية نبال جرداق لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) :"سأودع عام 2010 مع مجموعة من رفاقي في المنزل حيث نقيم سهرة وحفل عشاء نتقاسم تكاليفه".

وتابعت جرداق :"السهر في المنزل برأيي أكثر أمانا فلا نضطر للاحتكاك بأشخاص لا يشبهوننا في التفكير ولا في السلوك ولا في التعبير عن الفرح تفاديا لأي مشكل".

وأضافت جرداق :"يحصل العديد من المشاكل في المطاعم خلال سهرة رأس السنة بسبب إفراط بعض الشبان في تناول الكحول فيختلفون ويتعاركون ، وغالبا ما تكون الفتيات سبب اختلافهم وعراكهم".

وقالت :" في المنزل نسهر ونرقص ونفرح مطمئنين ، وعندما تدق الساعة معلنة انتهاء العام ، نعيد بعضنا بعضا متمنين الخير والفرح والأيام السعيدة ، وإذا كان الطقس صافيا ، نقيم عرضا للألعاب النارية في الخارج".

وقالت صونيا عقيقي لـ (د.ب.أ) :"اللبنانيون هذا العام تعبون ولكن بالرغم من ذلك يسعون لتخطي المشاكل التي يمر بها البلد وهم يستقبلون العام الجديد وقلوبهم مليئة بالحزن والغصة ، بسبب التوتر وعدم الاستقرار الذي يعم البلد".

ويحل موسم الأعياد هذا العام في لبنان وسط ظروف سياسية صعبة ، في ظل انتظار قرار ظني يصدر عن المحكمة الدولية الخاصة بقضية اغتيال رفيق الحريري رئيس الوزراء اللبناني الأسبق ، الذي يتوقع الكثيرون أن تكون له تداعيات خطيرة.

وأضافت عقيقي :"بالرغم من هذا الجو يرغب اللبنانيون بممارسة طقوس العيد والقيام بكل ما كانوا يقومون به كل عام في مثل هذه المناسبة من شراء للهدايا والسهر ، ولكن بدون حماس ، كما أن الارتفاع الجنوني للأسعار هذا العام يساهم في ذلك حيث لا تقل أسعار البطاقات عن 300 دولار أمريكي لشخصين".

وتابعت :"يلاحظ غياب الفرح عن الناس في هذا العيد وكأنهم قلقون من أن تكون الأيام القادمة أسوأ من سابقتها ، بالنسبة لنا سنستقبل العام الجديد في مقهى عادي على وقع الأغاني والموسيقى ، لأن الاحتفال بعيد رأس السنة خارج المنزل له طعم آخر".

وتضيء الألعاب النارية سماء لبنان عند منتصف ليل رأس السنة احتفالا وفرحا ، وأملا بأن ينسحب الفرح على باقي أيام السنة ، وأن يكون القادم من الأيام أفضل من الماضي.

وقالت عقيقي :" عند منتصف الليل ، نشعر أن مولودا جديدا أتى هو العام الجديد الذي نأمل معه بأن يعم الخير علينا وعلى جميع اللبنانيين لذلك نستقبله بفرح ".

وتغص الطرقات في لبنان بازدحام مروري خانق في موسم الأعياد لكنه لا يعكس بالضرورة إقبالا على الشراء ، حيث يلاحظ التفاوت في الإقبال على المحلات التي استبقت شهر التسوق وأعلنت بدء التخفيضات ، حيث حركة الشراء لا بأس بها ، وبين المحلات التي لا تزال متمسكة بأسعارها المرتفعة التي تبقى فيها حركة الشراء ضعيفة.

ويمارس بعض اللبنانيين في نهاية العام مجموعة من الطقوس التي يأملون معها إبعاد الشر والأذى عن المنزل وأصحابه ، ككسر الأواني القديمة بهدف "الحماية".

وقالت ربة المنزل يولا ساين لـ (د.ب.أ) :"نستقبل العام الجديد عادة في المنزل حيث يتواجد أفراد العائلة ، نحتفل ونرقص ونحضر عشاء مميزا ، والأهم بالنسبة لي أن يتمتع الجميع بصحة جيدة".

وتابعت ساين :"عند منتصف الليل نقوم بكسر صحن أو أي آنية زجاجية قديمة ، باعتبار أن الشر سيذهب من المنزل مع عملية الكسر وستتم حماية أفراد الأسرة من كل سوء ، وقد يقوم كل فرد من أفراد الأسرة بكسر أحد الآنية القديمة لهذا الهدف".

وقالت أمال سابا ، العاملة في أحد المحال التجارية ، لـ(د.ب.أ) :" لا تسمح لنا ظروف العمل الذي يمتد دوامه من 13 إلى 14 ساعة في فترة الأعياد ، بالسهر خارج المنزل ، بالإضافة إلى الظروف الاقتصادية الضيقة".

وأضافت سابا :"لهذه الأسباب سوف أمضي سهرة رأس السنة في المنزل مع أفراد أسرتي ، بينما كنت أتمنى أن أمضيها في أحد المطاعم لو كانت ظروفي تسمح بذلك".

وقالت ريتا حاج بطرس :"سهرات رأس السنة في لبنان بالنسبة للموظفين أسعارها جدا مرتفعة ، لذلك نفضل شراء بعض الحاجات بالمال الذي سوف ندفعه ثمنا لبطاقة تخولنا السهر ليلة رأس السنة".

وتابعت :"سأذهب مع خطيبي ليلة رأس السنة إلى إحدى دور العبادة ، نصلي ليوفقنا الله ونتمكن من الزواج ، ثم نتناول طعام العشاء في أحد المطاعم التي لا تقدم برنامجا فنيا بالمناسبة ، ونعود بعدها إلى المنزل ، أما الاحتفال بالنسبة لي فهو مجرد الوجود بقرب من أحب".

وفيما يبقى الوضع الاقتصادي والسياسي في لبنان معيقا أساسيا لعجلة الحياة في البلاد ، يأمل اللبنانيون أن يحمل لهم العام الجديد استقرارا لطالما حلموا به على مدى عشرات السنين

د ب أ
الاربعاء 29 ديسمبر 2010