تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


غابة من الاسمنت تحاصر الحرم المكي وتلقي بثقلها على الطابع التاريخي للمدينة المقدسة




مكة المكرمة - علي خليل - اسفرت اعمال تحديث وتطوير مكة المكرمة لتلبية متطلبات استقبال ملايين المعتمرين والحجاج سنويا، الى ظهور غابة من الاسمنت باتت تحاصر الحرم الشريف مبدلة ملامح المدينة المقدسة


الأبنية الاسمنتية تحاصر الحرم المكي
الأبنية الاسمنتية تحاصر الحرم المكي
وتاريخيا، شكلت خدمة الحجاج والمعتمرين النشاط الاقتصادي الاهم لمكة التي تستضيف سنويا اكبر تجمع بشري في العالم، واستقبلت هذه السنة 2,8 مليون حاج.

وتقع مكة في واد تحيط به الجبال، وبالتالي فانه لا يمكن مشاهدة الحرم الشريف كاملا الا من على هذه الجبال القريبة.

وحاليا، يمكن مشاهدة برج مكة الملكي الذي سيصل ارتفاعه الى اكثر من 600 متر عند الانتهاء من اعمال الانشاء، وهو برج تكلله ساعة عملاقة على جهاته الاربعة، من الجبال والهضاب المجاورة ما يسمح بتحديد موقع الحرم، اذ انه ملاصق له.

وسيكون البرج ثاني اعلى مبنى في العالم بعد برج خليفة في دبي (828 مترا)، اما الساعة فستكون مرجعا للتوقيت بالنسبة لمسلمي العالم في مواجهة توقيف غرينيتش.

وتحيط بالحرم عدة مبان شاهقة وبات مشهد المدينة شبيه بالمدن المتطورة عمرانيا مثل نيويورك.

وتحت الساعة العملاقة، عدة ابراج تحوي فنادق ومراكز تجارية تحتضن متاجر تبيع الماركات الفاخرة.

كما ان واجهات المباني المحيطة بالحرم تملؤها المصلقات الدعائية العملاقة الموجهة للحجاج.

وقال الحاج الباكستاني عقيل مالك "ان هذه الابراج لا يجب ان تكون هنا حول الحرم اذا بات يصعب الوصول الى الحرم وكان يفضل لو ابقي على المساحات المفتوحة في هذا المكان".

واطلقت حول الحرم عدة مشاريع لتوسيع قدرته الاستيعابية.

وتظهر صور فوتوغرافية تعود لخمسين خلت فقط الكعبة محاطة بحرم اصغر بكثير مما هو عليه حاليا وتحيط به المباني القديمة.

وجرفت احياء بكاملها من تلك التي كانت تحيط بالحرم ورفعت اعمال التوسعة القدرة الاستيعابية للحرم الى 700 الف شحص على الاقل.

ويتم حاليا تنفيذ مشروع توسعة جديد امر به الملك عبدالله بن عبد العزيز، ويمكن مشاهدة الرافعات والات الحفر تعمل شمال الحرم.

وكثرت المشاريع العمرانية حول الحرم ما حد من سبل الوصول اليه، الامر الذي قد يؤدي الى حالات اكتظاط يمكن ان تكون خطيرة.

وعانى حراس المراكز التجارية القريبة من الحرم هذه من دخول الحجاح الى المراكز لتأدية الصلوات.

اما المقتدرون ماليا، فيمكنهم استئجار غرف في الفنادق والابراج المحيطة بالحرم واداء الصلوات من شرفاتهم المطلة على الكعبة.

وقال بائع الاقمشة في سوق مكة القديم صقر حميد (30 عاما) "ان تراث مكة يتضرر. لقد تغيرت مكة وهي كانت اجمل بكثير عندما كنت صغيرا".

ويفترض ان يهدم متجر حميد اليمني الجنسية ضمن مشاريع التوسعة الجديدة حول الحرم.

ولا يبدي البائع قدرا كبيرا من الحزن بسبب هدم متجره وانما يعرب عن اعتقاده بانه لا يجب بناء الابراج والمراكز التجارية مكان المباني القديمة.

وقال "من الافضل ابقاء فسحات فارغة حول الحرم ومفتوحة لكل الناس".

الا انه ليس من المرجح ان تتحقق امنية حميد اذ ان اعمال الحفر بدأت لازالة تلة كاملة بالقرب من الحرم من اجل بناء مجمع ضخم سيضم برجين ومركزا تجاريا كبيرا.

لكن السلطات بذلت جهودا كبيرة لتطوير البنية التحتية في المشاعر المقدسة الاخرى في منطقة مكة للحؤول دون تسجيل حالات تدافع مميتة كالتي حصلت في الماضي.

ولكن لتعزيز امن الحج، تم محو جزء من تاريخه.

وتظهر الصور الفوتوغرافية التي تعود لخمسين سنة خلت، مواقع رمي الجمرات بشكل مختلف كثيرا عما هي عليه الان، مع عامود قصير وسط دائرة في كل موقع من مواقع رمي الجمرات الثلاث.

والآن، هناك جسر الجمرات المؤلف من خمس طبقات تخترقه ثلاثة جدران عريضة حلت مكان العواميد القديمة ،والجسر الضخم الذي يشبه مواقف السيارات فيه مهبطان للمروحيات

علي خليل
الاحد 21 نوفمبر 2010