وأصيب الطفل قبل أسابيع بجروح خطيرة في غارات جوية شنتها طائرات تابعة للنظام السوري على مدينة معرة النعمان بريف إدلب.
وخالد واحد من أطفال كُثُر يتحملون وطأة الحملة العسكرية التي ينفذها نظام الرئيس السوري بشار الأسد، مدعوما بقوات جوية روسية، والتي بدأت أواخر نيسان/إبريل الماضي مستهدفة آخر معقل رئيسي للمعارضة في البلاد.
وقتل منذ ذلك الحين نحو 536 مدنيا، بينهم 134 طفلا، في أعمال عنف في الجيب الذي يسيطر عليه المسلحون في إدلب وفي محافظة حماة المجاورة، بحسب تقديرات المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن.
وقالت أسرة خالد إنه كان داخل غرفته عندما قصفت طائرة سورية قريته في منتصف شهر حزيران/يونيو الماضي، مما تسبب في انهيار جدار الغرفة، وإصابة الصغير بجروح خطيرة في الذراعين وإحدى الساقين ومناطق أخرى من جسده.
وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور أخوي خالد وهما يصرخان طلبا للمساعدة من أجل تخليص شقيقهما المحاصر من تحت الأنقاض.
أما الأم، والتي كانت تجلس إلى جواره في المستشفى إدلب، فهي لم تفق بعد من الصدمة.
وقالت الأم لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) عبر الهاتف: "لم أتمكن من الرؤية بسبب الغبار الكثيف... نظرت حولي وبدأت في الاتصال بأطفالي. وعندما لم يرد خالد، اعتقدت أنه ربما يكون مفقودا".
ونجا خالد بأعجوبة بعد أن تمكن رجال الإنقاذ من جماعة "الخوذ البيضاء" المدنية التطوعية، من سحبه من تحت الأنقاض ونقله إلى مستشفى قريب.
وقالت أسرته إنه لا يستطيع الكلام منذ وقع القصف.
وقال عبد الحميد دبك، وهو الطبيب الذي كان أول من تولى علاج خالد، للوكالة الألمانية: "نُقِل خالد إلى المستشفى في معرة النعمان مصابا بكسور وكدمات. وكان تقريبا فاقدا للوعي... كان الطفل مصابا بصدمة، ومغطى تماما بالغبار والدم... كان محظوظا وبقي على قيد الحياة".
وأوضح محمد قطوب، وهو مدير بارز في "الجمعية الطبية السورية الأمريكية" الخيرية، أن مستشفياتهم في سورية التي مزقتها الحرب، استقبلت 2515 مصابا، بينهم 724 طفلا، منذ بدء غارات طائرات النظام السوري على إدلب.
وقال قطوب: "تشير هذه الأرقام فقط إلى المصابين الذين تلقوا العلاج في المنشآت التابعة للجمعية. ولكن ربما يكون العدد الكلي أعلى من ذلك بكثير".
أما مديرية الصحة في إدلب، فقد قالت إن عدد قتلى الحملة التي يشنها النظام 859 مدنيا في إدلب فقط، بينهم 360 طفلا.
من ناحية أخرى، تقول جويل بسول، مديرة الإعلام الإقليمي لمنظمة "انقذوا الاطفال"، في حديث لـ "د.ب.أ" عبر البريد الإلكتروني: "الكثير من وقائع وفيات الاطفال المسجلة حدثت داخل المنازل أو في المدارس... يجب أن تكون هذه الأماكن آمنة، ليتمكن الأطفال أن يناموا في آمان وسلام".
وتقول بسول إن هناك آلاف الأطفال الذين واجهوا التشرد أيضا بسبب أعمال العنف، وهم يعيشون الآن في ملاجئ مكتظة، أو خيام مهلهلة.
وأضافت: "تدعو منظمة /انقذوا الأطفال/ جميع أطراف النزاع إلى احترام القانون الدولي لحقوق الإنسان... يجب حماية المدارس والمستشفيات وغيرها من البنية التحتية المدنية الحيوية من الهجوم".
أما عمال الاغاثة، فيقولون إن العنف يعرض حياة حوالي 3 ملايين من المدنيين في المنطقة للخطر.
ويقول دبك: "ستبقى آثار هذه التجربة المرعبة محفورة في عقول الأطفال... سيحتاجون وقتا طويلا للتغلب عليها عاطفيا".


الصفحات
سياسة









