نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل

من نطنز إلى صعدة: مواد القنبلة في قبضة الوكيل

24/07/2025 - السفير د. محمد قُباطي


فيلم باريا .... أنتاج تونسي لحلم فتى ايطالي عن صراع الأفكار والأجيال في جزيرة صقلية




تونس - صوفية الهمامي - حين شاهد رئيس الوزراء الإيطالي" سيلفيو برلسكوني" الفيلم الايطالي "باريا BAARIA" في افتتاح مهرجان البندقية العام الماضي وصفه بالتحفة الفنية الرائعة، وهو كذلك بعد أن صنفه النقاد والمختصين السينمائيين اليوم بأنه أحد أضخم الأفلام الايطالية على الإطلاق.
الفيلم من إخراج صديق برلسكوني وشريكه في عدد من المشاريع التجارية الضخمة طارق بن عمار، والسيناريو والإخراج للايطالي Giuseppe TORNATORE وجيش من الممثلين، فقد وصل عدد المحترفين إلى 63 ممثل، و147 ممثل غير محترف و3500 كومبارس.


ملصق فيلم باريا
ملصق فيلم باريا
وقبل انطلاق عرض الفيلم في القاعات للعموم بتونس مطلع هذا الاسبوع سبقه عرض خاص بالصحافيين بمخابر Communications Quinta بجهة قمرت، وتأتي برمجة هذا الفيلم الضخم بمناسبة احتفال تونس بسنة 2010 سنة السينما .
وقد تم تصوير فيلم "باريا" وهو عبارة عن ملحمة درامية عن جزيرة صقلية تدور حول الفاشية والحرب العالمية الثانية والشيوعية باستوديوهات طارق بن عمار بتونس، كما تم بناء ديكورات ضخمة جدا بجهة بن عروس إحدى الضواحي الجنوبية القريبة من تونس العاصمة، واستغرق بناء تلك الديكورات الأضخم في تاريخ السينما العالمية منذ عقود، سنة بكاملها بكلفة ناهزت 15 مليون أورو، فيما دام التصوير أكثر من ستة أشهر بمشاركة نخبة من التقنيين التونسيين والفنيين في مختلف الاختصاصات.
ويختزل الفيلم خمسين سنة من تاريخ إيطاليا من خلال السيرة الذاتية للمخرج العالمي "تورناتوري"، وتدور الأحداث في قرية باريا بإقليم بالرمو أين ولد المخرج وامتلأت طفولته بالأحداث، حتى أنه لوقت قريب كان يظن أن مكان مولده هو قلب العالم، على حد قوله.
الفيلم مليء بالأحداث والحركة والمفاجآت ورغم طوله النسبي لكنه لم يفقد الخط الدرامي أو التسلسل التاريخي للأحداث، الطفل بيبينو البطل الأول ومحرك الأحداث، يرتزق من بقرته التي يجوب بها حيه الغارق في الفقر والخصاصة وظلم المافيا، وسريعا ينتقل إليه فيروس السياسة من والده الراعي الواعي، واثر الحرب العالمية الثانية وانتشار الفوضى يلتحق الشاب بيبينو بالرفاق الشيوعيين وينخرط في النضال ويقاوم المافيا والفاشستيين، ويحب ويتزوج وينجب ويسافر ويخسر في الانتخابات ويربح ويجرب الحزن والفرح، ويحلم بوضع سياسي غير الذي يعيشه بلده، وعبر بيبينو يبرز المخرج معاناة عائلة بيبينو وتقاليد العائلات الايطالية الأخرى، وجانب من حياتها الدينية كما يبرز أيضا جانب الخرافة المتفشي في صفوف بعض الأفراد.
تتصاعد وتيرة الأحداث، إلى أن يكبر أطفال بيبينو ويرث ابنه الأصغر فيروس الشيوعية، فيما تتصدى البنت الكبرى لأفكار والدها إلى درجة انه صفعها ذات مرة حتى أوقع حلق أذنها، ويتجه الأطفال الآخرون إلى اهتمامات وقناعات أخرى، في تلك اللحظة يفيق الطفل بيبينو صاحب البقرة من نومه ويخرج للشارع ليفاجأ بانقلاب فيه، سيارات بدل الدواب وكهرباء وطرقات وبيوت حديثة تخفي ملامح شارعه وحيه البائس القديم.
يتوه بيبينو وتشرد عيناه وسط الشارع الجديد لكنه يذكر بيته يبحث عنه ويجده وبين الركام يجد حلق ابنته التي أنجبها في الحلم.
المخرج العالمي تورناتوري أبدع في الإخراج وقدم الأحداث في صور خيالية الجمال، لكنه كان صريحا في نهاية الفيلم حين قال بطريقته أن الطموحات السياسية تنمو وتترعرع في الأحلام وليس في اليقظة ...





صوفية الهمامي
الثلاثاء 29 يونيو 2010