وفي صورة نشرها دون أي تعليق، صالح موتلو شين، السفير المحتمل لتركيا في مصر، ظهر الرئيس التركي مصافحًا نظيره المصري، بحضور أمير قطر، تميم بن حمد، قبل بدء المباراة الافتتاحية التي جمعت قطر والإكوادور.
 
ويأتي اللقاء بعد أشهر قليلة من تصريحات وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، التي أوضح خلالها أن عملية تطوير العلاقات التركية مع مصر تسير بشكل بطيئ نسبيًا، وذلك عبر مقابلة متلفزة أجراها جاويش أوغلو مع قناة  تي ار تي  التركية، في 21 من تموز الماضي.
وخلال العقد الأخير، توترت علاقات تركيا بالعديد من الدول، منها السعودية والإمارات ومصر، لكن توجهًا تركيًا نحو ترميم العلاقات الدبلوماسية وبث الروح فيها، طغى مؤخرًا، ما أعاد العلاقات التركية بوضوح مع دول عدة.

تحسين مع مصر

يجري الحديث منذ أشهر عن بوادر تقارب تركي مع مصر، بعد تسع سنوات من الخلافات، وركود مياه العلاقات الدبلوماسية، ووقوف البلدين على طرفي نقيض من قضايا إقليمية عدة.
وفي نيسان الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي، نية بلاده اتخاذ خطوات تطبيع للعلاقات مع مصر، وقال حينها “أقدمنا على عدد من الخطوات في إطار تطبيع العلاقات مع مصر، وخلال الأيام المقبلة سنقدم على خطوات أخرى في هذا الخصوص”، وفق وكالة “الأناضول” التركية.
وأضاف، “سبق وأن سحبنا سفراءنا بشكل متبادل، وانخفض التمثيل الدبلوماسي بيننا إلى مستوى القائم بالأعمال، والقائم بأعمال السفارة التركية في القاهرة انتهت مدة عمله هناك والآن نريد أن نعين قائمًا جديدًا”.
وفي 5 من نيسان الماضي، نقل موقع  ميدل ايست اي عن مسؤولين أتراك، أن تركيا تنوي تعيين سفير لها في القاهرة، بعد جولات تواصل دبلوماسي لإصلاح العلاقات، وأن وزير الخارجية أبلغ صالح موتلو سين بهذا الدور، بينما تسعى أنقرة للحصول على تأكيد من الحكومة المصرية.
هذه التصريحات، سبقتها زيارة نائب وزير الخارجية المصري، حمدي لوزا، إلى تركيا، في أيلول 2021.

المصافحة مشكلة؟

نقل موقع “Middle East Eye ” عن مسؤول تركي كبير، أن هناك قضية أخرى معلقة بين البلدين، وتتمثل في مدى رغبة الرئيس التركي واستعداده لمصافحة الرئيس المصري من عدمهما، إذ ألمح أردوغان في مناسبات سابقة لعدم رغبته بلقاء السيسي بشكل شخصي، مع السماح لأعضاء آخرين في حكومته بإجراء محادثات مع القاهرة.
كما زار وفد تركي برئاسة نائب وزير الخارجية، سادات أونال، القاهرة، في أيار 2021، بناء على دعوة من الجانب المصري، ووُصفت الجولة الاستكشافية للمشاورات الثنائية بينهما بـ”الصريحة والمعمقة”، وفق ما نقلته وكالة “الأناضول “.
ملامح تحسّن العلاقات التركية- المصرية، تاتي بعد تراجع مستوى علاقات البلدين بشكل حاد، إثر الانقلاب العسكري الذي أطاح من خلاله الرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي، بالرئيس المصري المنتخب، محمد مرسي، عام 2013.
وصاعد حدة الخلافات دعم القاهرة قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، بينما دعمت أنقرة حكومة “الوفاق” المعترف بها دوليًا، وكان صوّت البرلمان التركي، في كانون الثاني من 2020، على تفويض “شامل” يسمح بإرسال قوات تركية إلى ليبيا.
وفي “حصار قطر” الذي بدأ في 5 من حزيران 2017، وقفت أنقرة إلى جانب الدوحة، بينما كانت مصر ضمن الدول التي قاطعت قطر إلى جانب السعودية والإمارات والبحرين، ولعبت الكويت دور المصلح بين الأطراف، ما قاد لتحقيق المصالحة في 5 من كانون الثاني 2021، خلال قمة مجلس التعاون الخليجي في مدينة العلا شمال غربي السعودية.
كما قسّم الخلاف على ثروات الغاز في البحر المتوسط الدول المستفيدة إلى حلفين، تقف تركيا في أحدهما، في حين تتقارب المواقف اليونانية والمصرية على الطرف الآخر.
وفي سبيل إصلاح العلاقات، رفعت أنقرة “حق النقض” ضد أنشطة الشراكة المصرية مع حلف شمال الأطلسي، في أيار 2021.