تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


قصائد بالاسبانية لخلفاء طاغور بمناسبة 150عاما على شاعر الهند




مدريد - راكيل ميجيل - بمناسبة مرور 150 عاما على ميلاده، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة (اليونسكو) 2011، عام طاغور، هذا الشاعر الصوفي المعروف بلحيته البيضاء حتى تتذكر الإنسانية شاعر الهند في فترة ما قبل الحداثة والذي احتضن شبه القارة بكل زخم تصوفها وعاداتها وتقاليدها دون أن يرفض الثقافة الغربية أو يعاديها .


150عاما على ميلاد شاعر الهند طاغور
150عاما على ميلاد شاعر الهند طاغور
استغل كل من المترجم الشاعر الهندي سيوهرو باندوباداهايا والشاعرة التشيلية فيوليتا ميدينا هذه المناسبة لخوض تحد جديد وتقريب قراء الأسبانية من الشعر البنغالي والذي ينبع من مايسترو الهند طاغور وهو شعر لا يكاد توجد ترجمة له على الرغم أنها لغة يتحدثها 230 مليون وهي اللغة الخامسة التي يتحدثها الناس في العالم.

جاء ديوان "جدار الماء" الصادر عن دار نشر اوليفانت 2011، ليضم أعمال إحدى وأربعين شاعرا بنغاليا معاصرا بدءا من أربعينيات القرن الماضي وحتى العقد الحالي وقد تم تقديم الديوان وعرضه في معرض صوريا (وسط إسبانيا) للشعر وقام بعدها بجولة في العديد من المدن الأسبانية وسيصل في الخريف القادم إلى نصف الكرة الغربي في تشيلي والمكسيك .

في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) قالت فيوليتا ميدينا إن "جدار الماء" وهو اسم الديوان يشير إلى الرياح الموسمية , المناسبة الأكثر تأثيرا في الهند والتي تمنح الحياة والانتعاش, والتي تؤدي إلى تغيير روتين الحياة في الهند وهذا هو الغرض من هذا العمل "تغيير هذا التصور عن الهند وأكثر تحديدا عن كلكتا " .

وتؤكد ميدينا أن العمل سوف يفتح العديد من الأبواب أمام قراء الأسبانية وفي الوقت نفسه سوف تساعد على كسر القوالب النمطية عن الشرق، ومنها على سبيل المثال مفهوم أنه "كلما ازدادت شدة الفقر انعدمت الثقافة"، ومع ذلك فإن ميدينا تذكر أن ذلك غير صحيح فكلكتا تشهد حياة ثقافية هامة للغاية على الرغم من ارتفاع معدل الأمية بها.

إن الغرب لا يريد أن يرى الهند إلا من وجهة نظره الخاصة التي جعلت شبه القارة، مجرد صورة ترتبط بكل ما هو روحي ومقدس وقائم على فلسفة التأمل.

ولكن الأمر ليس كذلك، فعلاوة على الشعر الصوفي فإن الهند بها أيضا شعر ملتزم يعبر عن المجتمع بكافة طوائفه، شعر يقوم على السخرية المعاصرة، وشعراء يستخدمون "الهايبرتكست" أو "Hyper Text" ليمكنوا القارئ من الإبحار والاطلاع على الإنترنت لينهل من المعرفة حيث كل كلمة تؤدي إلى وصلة "link"، وهناك شعر المرأة، الذي تكتبه السيدات دون علم أزواجهن، بالإضافة إلى شعر المثليين .

تقول ميدينا إنه عمل مختلف للغاية ومع ذلك فإن به شيء مشترك يمكن أن يضيفه للقاريء الإسباني واللاتيني، يكمن في أنه ينبع من مخيلة مغايرة ومشاهد تستوحي صورا مختلفة، تعد مرجعيات تعكس نمط حياة يومية مختلفة ومن ثم فإنها لن تتوقف عن إثارة الدهشة لدينا .

ضمت لجنة الاختيار, مجموعة من الشعراء من بينهم ديبا روني ميترو, أبرز شعراء البنغالية, ومونيندرو جوبتو أبرز شعراء الجيل الأول بعد الاستقلال. قامت اللجنة باختيار قصائد لـ 41 شاعرا لضمها إلى الديوان ويبرز من بينهم الشاعر اريانيل موكوبادهياي، من شعراء المهجر ويقيم في الولايات المتحدة الأمريكية، وسوبهروتو باندوبادهياي، وراما جوش، وكابتا سنيها، رائدة الشعر النسائي البنغالي ، وراجاتندرا موكوباهياي رائد شعر السخرية .

ومع ذلك فإنه من الصعب التعريف بهؤلاء الشعراء من خلال قصيدتين، ولهذا تقول ميدينا أنها لمحة عابرة، معتبرة أن التحدي كان يتمثل في فتح بوابة على ثقافات الهند كبداية للاستمرار.

تذكر ميدينا أن طاغور حاضر على عدة مستويات مختلفة حيث يرد ذكره بإشارات مباشرة من خلال قصائد مختارة بعناية, حتى الحضور الخفي لظل شاعر عبقري ذو بصمة لا تمحى بالرغم من أن الأجيال الجديدة قررت أن تكتب شعرا أكثر بساطة وأن ينفضوا عن كاهلهم تأثير شعر المايسترو وأن يختاروا أصواتا خاصة بهم تعبر عنهم.

وبرغم ذلك فطاغور لا زال حاضرا في إشارات وفي صور من خلال شعره الصوفي الأكثر إلحاحا والذي ينبع من الواقع اليومي المعاش .

ويوضح المترجم سويهرد، أن شعراء الثلاثينيات، حاولوا من خلال أعمالهم إقصاء طاغور بتمردهم، ليبدأوا مرحلة ما بعد طاغور والتي تظهر فيها معاناة كل مشاكل العالم الحديث, لينبثق عالم يخلو من تجليات روحية مثل تلك التي تطغى على أشعار المايسترو .

يذكر أن تيار الحداثة ولد في الشعر البنغالي، تلك اللغة التى أصبحت واحدة من بين 28 لغة رسمية تعترف بها الهند، من رحم الثورة على أنماط شعر طاغور ليصبح هذا العالم الشعري غارقا في متناقضات العالم الحديث المليء بالإحباطات .

يبدأ الديوان بأشعار رامندرا كومار اتشاريا تشودهوري , وهو شاعر بدأ كتاباته في أواخر الأربعينيات تزامنا مع فترة استقلال الهند، ووفاة كل من طاغور وغاندي, وبداية قيام دولة مقسمة دينيا وغياب الجانب الصوفي .

بعد الاستقلال ظهر في الستينيات من القرن الماضي جيل يتسم بالإحباط وخيبة الأمل, تجلى مع ظهور حركة حملت اسم جيل الجياع وهو عقد عرف بالتمرد والوحشية بالنسبة للبنغاليين حيث تمخضت هذه الظروف عن ميلاد جيل جديد.

توضح ميدينا : "أن هذا العمل ليس مجرد ترجمة تقليدية بالمعنى المفهوم بل يتجاوز الأمر أكثر من ذلك. فهي محاولة لنقل عبق المفردات التي على الرغم من أنها غارقة في محليتها إلا أنها قريبة في اتجاهاتها شديدة الخصوصية والذاتية في صورها الخاصة التي تكاد تكون غريبة عنا تماما" .

وأخيرا يمكننا القول أن هذا العمل هو بمثابة تحد، نظرا لأنه يمثل قطرة من بحر الشعر البنغالي العميق الذي يتم نقله إلى اللغة الإسبانية

جدير بالذكر أن الشاعر والفيلسوف الهندي رابندرانت طاغور (1857-1941 ) الذي تربى في كنف أسرة ميسورة الحال من الجانب البنغالي في كلكتا، كان يقول عن نفسه: "سأحطم الحجر وانفذ خلال الصخور وأفيض على الأرض وأملأها نغما سأنتقل من قمة إلى قمة، ومن تل إلى تل، وأغوص في واد وواد. وسأضحك بملء صدري وأجعل الزمن يسير في ركابي". إنه الشاعر الذي وصف نفسه بأنه "كالبخور لا يضوع عطره ما لم يحرق وبأنه كالقنديل لا يشع ضوءه ما لم يشعل".

كما يعد طاغور شاعر الطبيعة والروحانيات والجمال الصوفي الحائز على جائزة نوبل للآداب عام 1913والذي يعد المرجعية الوحيدة للشعر الهندي برغم انتشار جمهور قرائه –الشعر الهندي- من الناطقين بلغة ثربانتيس في إسبانيا وأمريكا اللاتينية .

راكيل ميجيل
الاحد 29 مايو 2011