تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


قصص وراء حجاب مسلمات هولندا.. امرأة واحدة ومئة غطاء رأس




امستردام - كريمة إدريسي- تسعة من كل عشر مسلمات محجبات في هولندا بادرن بإرادتهن إلى ارتداء الحجاب ولم يجبرهن احد على ذلك. من كل عشر نساء مسلمات في هولندا، ممن تتراوح أعمارهن ما بين 15 سنة و35 سنة، تلبس ستة منهن غطاء الرأس (الحجاب حسب التسمية الشائعة). إلا أن العمر المتوسط الذي تبدأ فيه أغلبية المسلمات بارتداء الحجاب هو سن التاسعة عشرة. هذا ما استنتجه مكتب الأبحاث الهولندي في بحث نشر مؤخرا، تم فيه استجواب 1570 من المسلمات المغربيات والتركيات في هولندا، ما بين مرتدية للحجاب او مرتدية سابقة له أو التي لم تلبسه أبدا.


قصص وراء حجاب مسلمات هولندا.. امرأة واحدة ومئة غطاء رأس
أنجز "البحث الوطني عن الحجاب" يان كناب، وهو اكبر بحث ينجز في هولندا عن الحجاب. وقد ألهمته بذلك مربية أبنائه المغربية الأصل والتي يراها كل يوم بحجاب مختلف. يحكي لإذاعة هولندا العالمية عن بدء التفكير في إجراء بحث وطني حول الحجاب قائلا:

"كانت المناسبة جميلة جدا وشخصية. سألت المربية كم لديها من غطاءات الرأس، فقالت أكثر من خمسين، وتفاجأت حقا". ومنذ ذلك الحين أصبح كناب يجري خلف الفتيات المحجبات العاملات بمتجر البرت هاين قرب بيته. "كلما رأيت منهن واحدة بالمتجر اسألها: هل تسمحين لي بسؤال، فترمقني بابتسامة تشجعني أن اسألها كم لديها من غطاءات للرأس. والجواب كان دائما: أكثر من 100. واحدة منهن قالت: 109بالتحديد". ثم بدأ كناب يسأل الهولنديين في محيطه: كم من غطاء للرأس تعتقد ان لدى تلك الفتاة المحجبة."

كان الجواب دائما: أربعة أو خمسة ولكن لم يرد احد بأكثر من عشرة. "وكان استنتاجا مميزا"، يقول كناب. وبهذا قرر انه من المهم أيضا تغيير هذه النظرة الأحادية لغطاء الرأس، والتي تركز فقط على أن المحجبات مضطهدات ومجبرات على ارتداء الحجاب. ولأنه اكتشف أن هناك حقائق مختلفة خلف ارتداء الحجاب، فقد أنجز البحث لإثراء التصورات الشائعة عن غطاء الرأس وإبراز تلك الحقائق المختلفة وراءه.

وكانت نتيجة البحث من الأهمية بمكان، حسب رأي الباحث نفسه خصوصا بالنسبة للهولندي وما يعتقده عن الحجاب. من الحوار مع محجبات ومحجبات سابقات، انبثقت حكايات مثيرة كانت خلف أي ارتداء للحجاب. يقول كناب إن طارئا عاطفيا ما في حياة أغلبية من يرتدين الحجاب يكون السبب في التفكير في ارتداء الحجاب. وغالبا ما يكون هذا الطارئ عنصر الموت. "موت عزيز ما، سواء أكانت الجدة أو الأم أو الأب. وبعد مدة يكتمل فيها الاستعداد لهذه الخطوة فيوضع الغطاء عن الرأس."

من المستجوبات 18% كن يرتدين حجابا. 41% منهن استغنين عن الحجاب لأنه شكل لهن عرقلة في حياتهن العملية وتطورها وكان عائقا امامهن في الحصول على الوظيفة أو في الترقي الوظيفي. 31% منهن يشعرن براحة أفضل بدون الحجاب، و19% تخلين عن ارتداء الحجاب بسبب التمييز العنصري

سيصدر للباحث يان كناب كتاب في المستقبل القريب عن الحجاب تحت عنوان "كتاب الرأس: امرأة واحدة و100 غطاء رأس". كانت مربية اطفاله المغربية مصدر الهامه، ولكنها رفضت تماما ان تقف امام الة التصوير، فعثرعلى محجبة اخرى، لا تخشى الكاميرا، اسمها "بثينة". "صورنا بثينة بأغطية مختلفة للرأس ومع كل غطاء ذكرى معينة بشكل تلقائي وأحيانا مؤثرة." كل صورة التقطت لبثينة، تكشف: "عن جوانب ساحرة عن العلاقة بين المحجبة والاكسيسوار، بين الظاهر والباطن، بين الرأس والغطاء".

أكدت المستجوبات التي تبلغ أعمارهن ما بين 15 سنة و35 سنة، أن أكثر المحجبات استحقاقا للاحترام بعد الأم، في هولندا، هن "بنات الحلال". وبنات الحلال سلسلة تلفزيونية بطلتها ثلاث أخوات محجبات من أصل مغربي. الكبرى منهن أسماء الارياشي، سعدت جدا بهذه الشهادة. و قالت: "يا له من شرف كبير جدا. نحن ثلاث أخوات من آلاف المحجبات هنا في هولندا، و برنامجنا "بنات الحلال" كان من اجل التعريف بالمسلمات المحجبات والمسلمين عامة. وهذا يعني أننا نجحنا في مهمتنا رغم كل النقد الذي تلقيناه أيضا". ومع ذلك فلا تعتقد اسماء الارياشي انها "قدوة" لهؤلاء المحجبات، "لأنه يجب ان أصحح اخطاء كثيرا في نفسي، فانا مندفعة جدا وصوتي يرتفع كثيرا ويجب ان اخفض من وزني بعض الشيء، كما يجب علي ان اتعمق في ديني ايضا".

كانت اسماء في 12 سنة من عمرها حين ارتدت الحجاب لاول مرة قبل حوالي عشرين سنة. كانت تدرس بمدرسة ابتدائية اسلامية قبل ذلك، وكانت التلميذات يضعن غطاء على الرأس ايضا خارج الفصل باستثنائها. وفي بداية المراهقة، وبالمدرسة الثانوية بدأت تتساءل عن هويتها فاعتقدت ان الاسلام هو ما يميزها وهكذا اصبحت على عكس ما كانت عليه في المدرسة الابتدائية، الفتاة الوحيدة بالمدرسة التي تضع غطاء على رأسها وتعرضت بذلك لنظرات متسائلة او لاحكام مسبقة من زملائها وزميلاتها وحين حاول احد زملائها ان يعلق على حجابها، لقنته درسا لم ينساه ابدا.

وتنصح أسماء الفتيات بالتريث لارتداء الحجاب، لانها تلاحظ ان ارتداءه في سن صغيرة، يخلق مشاهد متناقضة فيما بعد. مشاهد نجدها في كل مكان، "رأس مغطى وتنورة قصيرة او صدر عارٍ".

كريمة إدريسي- إذاعة هولندا العالمية
الجمعة 18 نوفمبر 2011