تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


قلعة ألمانية تقلد ملك الشمس الفرنسي "لويس الرابع عشر" بغرف ذهبية على غرار فرساي





لودفيجسلشت (ألمانيا) - أندرياس هايمان - إنه لشيء مدهش عندما يفكر فيه المرء وهو أن تكون هناك في الحقيقة قلعة في بلدة لودفيجسلشت الصغيرة الواقعة بولاية ميكلنبرج غربي بومرانيا وهي ولاية ريفية تقع في الشمال الشرقي من ألمانيا


قلعة بلدة لودفيجسلشت
قلعة بلدة لودفيجسلشت
وتبدو القلعة بواجهتها العريضة وبعشرات النوافذ فيها وأعمدتها التي يبلغ ارتفاع الواحد منه أربعة أمتار وبمدخلها العالي وبغرفها التي يصل عددها إلى المئة وكأن حجمها الضخم لا يتناسب مع هذه البلدة الصغيرة التي يبلغ عدد سكانها 12500 نسمة فقط.

كما تمثل أفنية القلعة مفاجأة أيضا بسبب اتساعها الملحوظ، وتعد حديقتها التي تبلغ مساحتها 130 هكتارا الأكبر في ولاية ميكلنبرج وهي في حد ذاتها تستحق الزيارة.

ويستغرق زمن الرحلة بالقطار المحلي السريع للوصول إلى لودفيجسلشت نصف الساعة من عاصمة الولاية شويرين التي تقع بالقرب من البلدة، ولا يوجد الكثير الذي يمكن رؤيته على طول هذا الطريق سوى غابات أشجار السرو والبتولا والحقول الممتدة بينما يمكن مشاهدة منصات الصائدين تتناثر هنا وهناك.

ومن الناحية التاريخية كان دوق ميكلنبرج كريستيان لودفيج الثاني يهوى رياضة القنص وكان يتردد على هذه المنطقة لدرجة أنه شيد كوخا لرحلات الصيد على حافة قرية كلينوف.

وفي عام1754 كما تقول الوثائق أصدر الدوق قرارا بإطلاق اسم لودفيجس - لاشت ( أي بهجة لودفيج ) على الكوخ.

واتخذ ابنه فريدريش خطوة إضافية بعد ذلك بعامين حيث نقل مقر الحكومة من شويرين إلى موقع الكوخ النائي ثم أمر ببناء قلعة كبرى استلهم تصميماتها من قصر فرساي الذي كان مقرا للعائلة الملكية في فرنسا.

ولكي ينفذ ذلك المشروع كان عليه أن يجتث قرية كلينوف من على ظهر الأرض كما هدم كوخ الصيد الذي شيده أبوه، غير أنه تم إقامة بلدة رائعة على طراز الباروك المعماري حول القلعة الجديدة البديعة.

ثم جاء بعد ذلك زعيم كان أقل حماسا للحياة الريفية وقام بنقل مقر الحكم وإعادته مرة أخرى إلى شويرين، غير أن العقود التي شهدت حكم حكام ميكلنبرج من لودفيجسلشت تركت بصماتها على مظهر البلدة حتى اليوم.

وتقول والتراوت فليك رئيسة جمعية الترويج لقلعة لودفيجسلشت إنه تم السماح للعائلة الحاكمة بأن تحتفظ بالقلعة بعد عام 1918 مشيرة إلى أنه عام الثورة عندما ألغت ألمانيا الملكية وحدت من امتيازات الطبقة الارستقراطية.

وتضيف إنه منذ عام 1922 تم تحويل جزء من القلعة إلى متحف، وبعد تأسيس جمهورية ألمانيا الشرقية الشيوعية في أعقاب انتهاء الحرب العالمية الثانية انتقلت الإدارة المحلية للودفيجسلشت إلى القلعة، وأصبحت القلعة اليوم معلم الجذب الأول في البلدة.

ولا يزال أكثر الأماكن روعة داخل القلعة هو الغرفة الذهبية، وكان الدوق يقيم الحفلات الموسيقية بداخلها، واليوم أصبحت مقرا لسلسلة الحفلات الموسيقية التي تقام بالقلعة خلال الفترة من نيسان/ إبريل حتى تشرين أول/ أكتوبر من كل عام.

وتعد الغرفة الذهبية الضخمة مثل سابقتها في قصر فرساي عرضا رائعا للمرايا والديكورات التي تتسم بالبذخ، غير أنه ليس كل ما يتلألأ هو من الذهب لأن الدوق وسلالته على الرغم من محاولته تقليد " ملك الشمس " لويس الرابع عشر ملك فرنسا لم يستطع بالفعل أن ينفذ ذلك.

وكنتيجة لذلك تم صناعة الكثير من الديكورات بالقلعة من الورق المقوى الذي تم إنتاجه بمصنع بالبلدة.

ويمكن بهذه الطريقة أن يتم تزيين الأبواب بشكل غير مكلف مثلها في ذلك مثل الأعمدة، بل إن النحاتين اتبعوا مثل هذا الأسلوب في داخل القلعة حيث يوجد أيضا تمثال لفينوس مصنوع بالكامل من الورق المقوى، وفي هذا الصدد تقول موظفة بالمتحف تدعى سيلفيا وولف إن هذا التمثال يبدو حقيقي بشكل خادع.

ومن الطبيعي أن يكون بإمكان الزائر أن يرى صور الحكام المهمين ومن بينهم فريدريش فرانز وهو رجل محب للحياة والطعام والشراب والنساء، وبالإضافة إلى أبنائه الشرعيين أنجب فريدريش أكثر من أربعين ابنا غير شرعي.

وكان فريدريش الورع الذي يعد الباني الأصلي للقلعة على العكس من ذلك: إذ لم يكن لديه أطفال على الإطلاق. وفي الحقيقة فقد أمر في شويرين بإغلاق المسرح لأنه كان يعتبر المسرحيات خطيئة.

وبدلا من ذلك أمر ببناء كنيسة ضخمة في لودفيجسلشت ودفن فيها عام 1785.

أندرياس هايمان
الاربعاء 30 يونيو 2010