الاب الياس زحلاوي
وصحيح ان احداث المسرحية تجري كلها داخل كنيسة في مدينة القدس، هي المقصودة هنا بالمدينة المصلوبة، غير ان هاجسها يخرج عن موضوعات المسرح الديني ليؤكد ان الانتماء الى الوطن اسمى من الانتماء الى الدين.
احداث المسرحية تدور خلال احياء المسيحيين لدرب الآلام، لكن احتلال المدينة يعكر صفو احتفالات الكنيسة، خصوصا حين يلجأ احمد الفلسطيني الى الكنيسة بعد تهديد القوات الاسرائيلية بنسف منزل العائلة. وهنا يندلع الجدل بين الكاهن الاكبر في الكنيسة والكاهن عيسى (يؤديه الممثل الفلسطيني زيناتي قدسية). لكن الجدل لا يأخذ وقتا طويلا اذ سرعان ما يقتنع الكاهن الاكبر (علي كريم) بكلام زميله الذي راح يردد "كفوا عن تكريم التمثال الميت، وكرموا المسيح الحي".
وهو يوضح في مكان آخر من المسرحية "المسيح بالنسبة لي هو الاطفال وابناء المخيمات، المعذبون والمعتقلون" ويؤكد "سأفعل ما يمليه علي ضميري ككاهن عربي".
ذروة المسرحية تكون حين يكتشف الاسرائيليون ان الكنيسة تؤوي مطلوبين، وبالتالي يتعرض وضع الكنيسة للخطر وكذلك وضع الكاهن. وينطلق النقاش هذه المرة مع احد الضباط الاسرائيليين الذي يقتحم الكنيسة مع عناصره المدججين بالسلاح، وعلى ايقاع السلاح يدور حوار غاضب بين الكاهن والضابط.
ويقول الضابط منوحين "كأني أرى شيخا، إماما" فيجيب الكاهن ان "لا بدعة في ذلك".
ويروح، وهو الكاهن يستشهد بآيات قرآنية من قبيل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط خيل".
اما الحوار الاكثر درامية فيكون بين الكاهن وابناء رعيته، الذين يعترضون على اغلاق الكنيسة من قبل الكاهن امام المصلين من اجل عائلة مشردة، فيخاطبهم بالقول: "اريدكم احرارا وتصرون على البقاء عبيدا"، قبل ان يعلو صوته بالصراخ "ظلام، ظلام".
الاب زحلاوي، وهو ايضا صاحب مسرحية بعنوان "ليتك كنت هنا"، التي تعالج موضوع الشبيبة، واخرى بعنوان "الطريق الى غوجو"، يقول لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول ما الذي دفعه للكتابة عن القدس "انا درست في القدس لسنوات (1952- 1959)، وحين احتلت المدينة تصورت نفسي هناك، وطرحت على نفسي سؤال ماذا كنت سافعل تحت الاحتلال".
ويضيف "الكلمة رسالة، شعرا كانت أم نثرا ام مسرحا. وجدت كلمة المسرح رسالة مؤهلة لنقل روح الثورة للاخرين".
ويؤكد رجل الدين "المجتمع العربي بحاجة الى تغييرات، والمحك لكل عربي موقفه من الصراع العربي الاسرائيلي".
وردا على سؤال حول ما اذا كان العرض المسرحي تسييسا للكنيسة واقحامها في شؤون ليست من اهتمامها يقول "الحياة لا تنفصل عن واقع الناس، وكذلك الله والصلاة، لا يجوز ان أصلي ولا التفت الى واقع الناس".
ويوضح "وهنا التقي مع ماركس، حيث لا اريد للدين ان يكون أفيونا يخدر الناس عن القيام بواجباتهم".
الكاتب نصر الدين البحرة علق على العرض المسرحي الذي اخرجه محمود خضور بالقول "لقد التقى فيه شيئان، حبكة متقنة ولغة راقية. لقد استطاع المؤلف أيضا المزج بين الروح الاسلامية والمسيحية، بما يخدم فكرة المقاومة".
وقال المخرج ثامر العربيد "لقد تجاوزنا فكرة هذا العمل المكتوب في السبعينيات، والايجابية الوحيدة في العرض انه لفتة كريمة للاهتمام بالاب الياس زحلاوي الذي يؤمن بدور للثقافة".
وفي ما يخص الشكل المسرحي قال "الشكل الفني متواضع امام ما تتطلبه القضية الفلسطينية اليوم حيث استجدت موضوعات مثل مسائل الهوية والتهويد، ونحتاج الى عمل يرتقي لمناقشة هكذا موضوعات".
واشار العربيد الى الموضوعات المستجدة بالقول "هناك استعمار لانسانية وثقافة الانسان الفلسطيني، هناك بيع للاعضاء البشرية، لم تعد المسألة هدم بيت، واحتلال قطعة ارض
احداث المسرحية تدور خلال احياء المسيحيين لدرب الآلام، لكن احتلال المدينة يعكر صفو احتفالات الكنيسة، خصوصا حين يلجأ احمد الفلسطيني الى الكنيسة بعد تهديد القوات الاسرائيلية بنسف منزل العائلة. وهنا يندلع الجدل بين الكاهن الاكبر في الكنيسة والكاهن عيسى (يؤديه الممثل الفلسطيني زيناتي قدسية). لكن الجدل لا يأخذ وقتا طويلا اذ سرعان ما يقتنع الكاهن الاكبر (علي كريم) بكلام زميله الذي راح يردد "كفوا عن تكريم التمثال الميت، وكرموا المسيح الحي".
وهو يوضح في مكان آخر من المسرحية "المسيح بالنسبة لي هو الاطفال وابناء المخيمات، المعذبون والمعتقلون" ويؤكد "سأفعل ما يمليه علي ضميري ككاهن عربي".
ذروة المسرحية تكون حين يكتشف الاسرائيليون ان الكنيسة تؤوي مطلوبين، وبالتالي يتعرض وضع الكنيسة للخطر وكذلك وضع الكاهن. وينطلق النقاش هذه المرة مع احد الضباط الاسرائيليين الذي يقتحم الكنيسة مع عناصره المدججين بالسلاح، وعلى ايقاع السلاح يدور حوار غاضب بين الكاهن والضابط.
ويقول الضابط منوحين "كأني أرى شيخا، إماما" فيجيب الكاهن ان "لا بدعة في ذلك".
ويروح، وهو الكاهن يستشهد بآيات قرآنية من قبيل "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ورباط خيل".
اما الحوار الاكثر درامية فيكون بين الكاهن وابناء رعيته، الذين يعترضون على اغلاق الكنيسة من قبل الكاهن امام المصلين من اجل عائلة مشردة، فيخاطبهم بالقول: "اريدكم احرارا وتصرون على البقاء عبيدا"، قبل ان يعلو صوته بالصراخ "ظلام، ظلام".
الاب زحلاوي، وهو ايضا صاحب مسرحية بعنوان "ليتك كنت هنا"، التي تعالج موضوع الشبيبة، واخرى بعنوان "الطريق الى غوجو"، يقول لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول ما الذي دفعه للكتابة عن القدس "انا درست في القدس لسنوات (1952- 1959)، وحين احتلت المدينة تصورت نفسي هناك، وطرحت على نفسي سؤال ماذا كنت سافعل تحت الاحتلال".
ويضيف "الكلمة رسالة، شعرا كانت أم نثرا ام مسرحا. وجدت كلمة المسرح رسالة مؤهلة لنقل روح الثورة للاخرين".
ويؤكد رجل الدين "المجتمع العربي بحاجة الى تغييرات، والمحك لكل عربي موقفه من الصراع العربي الاسرائيلي".
وردا على سؤال حول ما اذا كان العرض المسرحي تسييسا للكنيسة واقحامها في شؤون ليست من اهتمامها يقول "الحياة لا تنفصل عن واقع الناس، وكذلك الله والصلاة، لا يجوز ان أصلي ولا التفت الى واقع الناس".
ويوضح "وهنا التقي مع ماركس، حيث لا اريد للدين ان يكون أفيونا يخدر الناس عن القيام بواجباتهم".
الكاتب نصر الدين البحرة علق على العرض المسرحي الذي اخرجه محمود خضور بالقول "لقد التقى فيه شيئان، حبكة متقنة ولغة راقية. لقد استطاع المؤلف أيضا المزج بين الروح الاسلامية والمسيحية، بما يخدم فكرة المقاومة".
وقال المخرج ثامر العربيد "لقد تجاوزنا فكرة هذا العمل المكتوب في السبعينيات، والايجابية الوحيدة في العرض انه لفتة كريمة للاهتمام بالاب الياس زحلاوي الذي يؤمن بدور للثقافة".
وفي ما يخص الشكل المسرحي قال "الشكل الفني متواضع امام ما تتطلبه القضية الفلسطينية اليوم حيث استجدت موضوعات مثل مسائل الهوية والتهويد، ونحتاج الى عمل يرتقي لمناقشة هكذا موضوعات".
واشار العربيد الى الموضوعات المستجدة بالقول "هناك استعمار لانسانية وثقافة الانسان الفلسطيني، هناك بيع للاعضاء البشرية، لم تعد المسألة هدم بيت، واحتلال قطعة ارض


الصفحات
سياسة








