
وبينما يستطيع الآباء في الدول الغربية الاختيار بين نظام صارم للتعليم وآخر أكثر استرخاء لا يحالف الحظ نظرائهم الصينيين للتمتع بهذا الاختيار ويتعين عليهم الخضوع لنظام تعليمي يشجع على حفظ المعلومات عن ظهر قلب
وأثارت الأساليب التعليمية الصارمة التي تبنتها السيدة آمي تشوا الملقبة " بالأم النمرة " جدلا حاميا بين الآباء في الصين، ففي كتابها الذي أصدرته تحت عنوان " أنشودة المعركة للأم النمرة " تحاول تشوا أن تشرح لقرائها " السبب في كون الأمهات الصينيات أفضل( أو أعلى مرتبة ) "، ويصف الكتاب كيف أن تشوا قادت ابنتها للنجاح عن طريق إتباع نظام صارم من الانضباط.
ويرى البعض في الغرب أن الكتاب يعد دليلا آخر يثبت أن الأطفال الصينيين يحققون مستويات أفضل من التعليم، غير أن ذلك ليس هو القصة بكاملها : فقد استقبل كتاب تشوا في الصين برد فعل انتقادي وسعى البعض لإبعاد أنفسهم عن الأساليب التي أتبعتها المؤلفة.
ولا يستطيع الكثير من الصينيين أن يجدوا أنفسهم مشاركين للصور التي جاءت بكتاب" الأم النمرة " والتي صورتها السيدة تشوا، فهم يرون أن تشوا ليست " صينية " ولكنها نموذج نمطي لمهاجرة تحاول أن تشق طريقها نحو القمة عن طريق التعليم المنضبط والعمل الشاق على أرض أجنبية، وكان والدا تشوا صينيين جاءا من الفلبين كما أن تشوا نفسها ولدت في الولايات المتحدة.
وتم تزيين غلاف الطبعة الأمريكية من كتاب تشوا بحرف من اللغة الصينية يؤكد أصول أساليبها التعليمية غير أن غلاف الطبعة الصينية من الكتاب يحمل خريطة للولايات المتحدة وعلما يحمل مجموعة من النجوم والخطوط، ويتجنب عنوان الطبعة الصينية من الكتاب وهو " أمومتي في الولايات المتحدة " المقارنة المباشرة مع الصين
وصدر هذا الكتاب ارمثير للجدل في الوقت الذي تشهد فيه الصين مناقشات تتسم بالحيوية حول نظامها التعليمي الذي يتسم بالضغوط على التلاميذ من أجل تحقيق النجاح إلى جانب الضغوط المصاحبة للامتحانات والتعليم التلقيني.
ويرى بعض الخبراء الغربيين أن هذا النظام التعليمي يعد أساسا للنجاح الاقتصادي الحالي في الصين غير أن خبراء التعليم المحدثين في الصين يرون أن هذا النظام يعد بمثابة تهديد لمستقبل بلادهم، وعلى سبيل المثال كتب البروفسور يانج دونجبينج في مدونته ليس عن " الأمهات النمرات " ولكن عن " الأمهات اللاتي أصابهن الحماس لدرجة الجنون " واللاتي لم يترك نظام التعليم الصيني لهن أي بديل.
ويعمل البروفسور يانج باحثا في نظم التعليم بمعهد بكين للتكنولوجيا، وهو يرى أن الطفل الذي تلقى تعليمه بطريقة الحفظ والتلقين لا يستطيع أن يطور ملكة التفكير النقدي، ويقول إن كفاح التلميذ لكي يحقق نتائج جيدة في الامتحانات يمكن أن يؤدي إلى تعرضه لسلوك اجتماعي معيب وخلل في الشخصية.
ويعرب يانج عن اعتقاده بأنه نتيجة لذلك لا يتمتع الكثير من المراهقين الصينيين بالملكات التي يحتاجونها لتحقيق إنجازات في حياتهم، ويتساءل قائلا : " هل نريد أن يكون لدينا أشخاص يتمتعون بالشخصية القوية أم إننا نريد أن نربي جيلا من الإنسان الآلي ؟ ". كما يعرب يانج عن تشاؤمه إزاء تطور الصين في حالة استمرارها في نظامها التعليمي الحالي.
وأحد الأمثلة على هذا النظام حالة الطفلة ليليي التي تبلغ من العمر تسعة أعوام، وهي تقف وسط الطاحونة التعليمية في الصين ليس لأن والديها يريدان ذلك ولكن لأنه ليس أمامهما خيار آخر إذا أرادا أن تحصل ابنتهما على وظيفة جيدة عندما تكبر، وتقول ليليي إنها تؤدي واجباتها المدرسية حتى الساعة التاسعة والنصف مساء ثم تذهب إلى الفراش، وردا على سؤال حول ما إذا كانت تلعب مع صديقاتها ترد قائلة إنها لا تمتلك الوقت الكافي لتمارس فيه اللعب، وتضيف إنها تواصل استذكار دروسها خلال عطلة نهاية الأسبوع، فهي تخصص أيام الآحاد لتلقي الدروس الخصوصية.
وتقول والدة ليليي التي تشعر بتأنيب الضمير بسبب نمط الحياة التي تعيشها ابنتها إن أسلوب تعليم ابنتها ليس صارما ولكنه ممزوج بنوع من اللهو، وتضيف الوالدة وتدعى زهانج لي وتبلغ من العمر 36 عاما إن جيلها كان يتمتع بنوع من أوقات استرخاء في المدرسة حيث كان لدى التلاميذ الوقت لممارسة الألعاب بجانب الدراسة، ولا تريد زهانج أن تتم مقارنتها " بالأم النمرة " في كتاب آمي تشوا، وتقول إنه ليس أمام الأمهات سبيل آخر لأن المنافسة شديدة للغاية هذه الأيام.
وتستخدم الصحف الصينية تعبير " فخ تربية الأبناء " لتصف وضع زهانج، وخلال الأعوام العشرة الماضية زادت حدة المنافسة في الصين من أجل تحقيق النجاح، ونظام التعليم الصيني مخطط لخلق النخبة ولكنه ليس مبنيا على أساس استيعاب المجموع الأوسع نطاقا من السكان.
وأثارت الأساليب التعليمية الصارمة التي تبنتها السيدة آمي تشوا الملقبة " بالأم النمرة " جدلا حاميا بين الآباء في الصين، ففي كتابها الذي أصدرته تحت عنوان " أنشودة المعركة للأم النمرة " تحاول تشوا أن تشرح لقرائها " السبب في كون الأمهات الصينيات أفضل( أو أعلى مرتبة ) "، ويصف الكتاب كيف أن تشوا قادت ابنتها للنجاح عن طريق إتباع نظام صارم من الانضباط.
ويرى البعض في الغرب أن الكتاب يعد دليلا آخر يثبت أن الأطفال الصينيين يحققون مستويات أفضل من التعليم، غير أن ذلك ليس هو القصة بكاملها : فقد استقبل كتاب تشوا في الصين برد فعل انتقادي وسعى البعض لإبعاد أنفسهم عن الأساليب التي أتبعتها المؤلفة.
ولا يستطيع الكثير من الصينيين أن يجدوا أنفسهم مشاركين للصور التي جاءت بكتاب" الأم النمرة " والتي صورتها السيدة تشوا، فهم يرون أن تشوا ليست " صينية " ولكنها نموذج نمطي لمهاجرة تحاول أن تشق طريقها نحو القمة عن طريق التعليم المنضبط والعمل الشاق على أرض أجنبية، وكان والدا تشوا صينيين جاءا من الفلبين كما أن تشوا نفسها ولدت في الولايات المتحدة.
وتم تزيين غلاف الطبعة الأمريكية من كتاب تشوا بحرف من اللغة الصينية يؤكد أصول أساليبها التعليمية غير أن غلاف الطبعة الصينية من الكتاب يحمل خريطة للولايات المتحدة وعلما يحمل مجموعة من النجوم والخطوط، ويتجنب عنوان الطبعة الصينية من الكتاب وهو " أمومتي في الولايات المتحدة " المقارنة المباشرة مع الصين
وصدر هذا الكتاب ارمثير للجدل في الوقت الذي تشهد فيه الصين مناقشات تتسم بالحيوية حول نظامها التعليمي الذي يتسم بالضغوط على التلاميذ من أجل تحقيق النجاح إلى جانب الضغوط المصاحبة للامتحانات والتعليم التلقيني.
ويرى بعض الخبراء الغربيين أن هذا النظام التعليمي يعد أساسا للنجاح الاقتصادي الحالي في الصين غير أن خبراء التعليم المحدثين في الصين يرون أن هذا النظام يعد بمثابة تهديد لمستقبل بلادهم، وعلى سبيل المثال كتب البروفسور يانج دونجبينج في مدونته ليس عن " الأمهات النمرات " ولكن عن " الأمهات اللاتي أصابهن الحماس لدرجة الجنون " واللاتي لم يترك نظام التعليم الصيني لهن أي بديل.
ويعمل البروفسور يانج باحثا في نظم التعليم بمعهد بكين للتكنولوجيا، وهو يرى أن الطفل الذي تلقى تعليمه بطريقة الحفظ والتلقين لا يستطيع أن يطور ملكة التفكير النقدي، ويقول إن كفاح التلميذ لكي يحقق نتائج جيدة في الامتحانات يمكن أن يؤدي إلى تعرضه لسلوك اجتماعي معيب وخلل في الشخصية.
ويعرب يانج عن اعتقاده بأنه نتيجة لذلك لا يتمتع الكثير من المراهقين الصينيين بالملكات التي يحتاجونها لتحقيق إنجازات في حياتهم، ويتساءل قائلا : " هل نريد أن يكون لدينا أشخاص يتمتعون بالشخصية القوية أم إننا نريد أن نربي جيلا من الإنسان الآلي ؟ ". كما يعرب يانج عن تشاؤمه إزاء تطور الصين في حالة استمرارها في نظامها التعليمي الحالي.
وأحد الأمثلة على هذا النظام حالة الطفلة ليليي التي تبلغ من العمر تسعة أعوام، وهي تقف وسط الطاحونة التعليمية في الصين ليس لأن والديها يريدان ذلك ولكن لأنه ليس أمامهما خيار آخر إذا أرادا أن تحصل ابنتهما على وظيفة جيدة عندما تكبر، وتقول ليليي إنها تؤدي واجباتها المدرسية حتى الساعة التاسعة والنصف مساء ثم تذهب إلى الفراش، وردا على سؤال حول ما إذا كانت تلعب مع صديقاتها ترد قائلة إنها لا تمتلك الوقت الكافي لتمارس فيه اللعب، وتضيف إنها تواصل استذكار دروسها خلال عطلة نهاية الأسبوع، فهي تخصص أيام الآحاد لتلقي الدروس الخصوصية.
وتقول والدة ليليي التي تشعر بتأنيب الضمير بسبب نمط الحياة التي تعيشها ابنتها إن أسلوب تعليم ابنتها ليس صارما ولكنه ممزوج بنوع من اللهو، وتضيف الوالدة وتدعى زهانج لي وتبلغ من العمر 36 عاما إن جيلها كان يتمتع بنوع من أوقات استرخاء في المدرسة حيث كان لدى التلاميذ الوقت لممارسة الألعاب بجانب الدراسة، ولا تريد زهانج أن تتم مقارنتها " بالأم النمرة " في كتاب آمي تشوا، وتقول إنه ليس أمام الأمهات سبيل آخر لأن المنافسة شديدة للغاية هذه الأيام.
وتستخدم الصحف الصينية تعبير " فخ تربية الأبناء " لتصف وضع زهانج، وخلال الأعوام العشرة الماضية زادت حدة المنافسة في الصين من أجل تحقيق النجاح، ونظام التعليم الصيني مخطط لخلق النخبة ولكنه ليس مبنيا على أساس استيعاب المجموع الأوسع نطاقا من السكان.