تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي


كرنفال ثقافي ونصف مليون عنوان في شتى المعارف بمعرض أربيل السادس للكتاب




أربيل - جلال زنكَابادي - بالعناية الفائقة المشهودة لمؤسسة المدى للإعلام والثقافة والفنون ، و برعاية وزارة الثقافة والشباب في إقليم كردستان العراق ، أقيم معرض اربيل الدولي السادس للكتاب للفترة (2 نيسان – 11 نيسان/2011) بمشاركة مائتيّ دار للطباعة والنشر عربية وعراقية ، والتي طرحت نحو نصف مليون عنوان في شتى المجالات المعرفيّة : العلوم والفنون والأدب والسياسة والمناهج الدراسية والبرمجيات


معرض أربيل السادس للكتاب
معرض أربيل السادس للكتاب
وقد أفردت الصحف العراقية والعربية، والمواقع الإلكترونية في شبكة الإنترنيت مساحات لتغطية أخباره، و أشاد به العديد من الشخصيّات السياسيّة والثقافيّة ، بالإضافة إلى العشرات من الناشرين والروّاد والرائدات حتى الأطفال والفتيان ، و في مقدّمتهم رئيس حكومة اقليم كردستان برهم صالح: ” المعرض يمثل بلا شك حدثاُ ثقافياً مهماً جداً في اربيل، واشد على أيادي المنظمين، وبالذات المدى لهذه المبادرة المهمة، والتي تصب في مجال تعزيز التواصل الثقافي بين اقليم كردستان والعالم الخارجي ” و ” اتمنى ان تقام معارض مشابهة في عموم العراق ” و ” ان اقامة مثل هكذا معارض للكتب معناه زيادة الوعي لدى المواطن وبالتالي تحقق انفتاحا فكريا واسعا يضفي على الحوارات طابع الودية والشفافية بعيدا عن التعصب والتطرف المقيتين “

و قد ألقى الدكتور كاوه محمود وزير الثقافة والشباب في الإقليم ، ألقى كلمة في ندوة الإفتتاح رحّب فيها بالضيوف والمؤسسات المشاركة في المعرض، وأكّد على ان إقامة معرض الكتاب قد أصبح تقليداً سنوياً ، وهو يشهد عاما بعد آخر تطورات ملحوظة كدلالة على مدى اهتمام شعب كردستان بالعلم والمعرفة. و جاء أيضاً في كلمته: ” لم تشهد كردستان تطورات في المجال العمراني والإنشائي فحسب، بل شهدت أيضاً تقدما لافتا للنظر في المجال الثقافي والمعرفي ً، وافتتاح مثل هذه المعارض دليل على مدى اهتمام الإقليم بالجانب المعرفي “

و كذلك أشاد محمد رشاد (رئيس اتحاد ناشري مصر) في كلمته بمستوى المعرض قائلاً : ” هذه أول مشاركة لي في المعرض وهو على مستوى عال من التنظيم والمشاركة نادرا ما تلاحظه في معارض الكتب، وان دلّ هذا على شيء فإنه يدلّ على مدى اهتمام الإقليم بالعلم والمعرفة، ولم أكن أتخيل بان معرضا في إقليم كردستان يكون بهذا الحجم وبهذا التنظيم الجيد ” وجاء في تصريح له :” إن احد أسباب إصراري على زيارة إقليم كردستان واربيل بالذات جاء للتعبير عن شكري وامتناني للأستاذ فخري كريم، و تقديرنا للمبادرة التي أطلقها إكراماً لثورتي الياسمين التونسية والشباب المصرية خاصة في هذا الظرف بالذات”

لم يقتصر ارتياد المعرض على زبائنه المعهودين من النخبة المثقفة (الشباب والكهول والشيوخ) بل شهد زيارة المئات من الأطفال الذين راحوا يقتنون ضالاتهم المنشودة ، بل ان بعضهم كان يبحث في أجنحة المعرض عن عناوين أكبر من أعمارهم ! و أصبحت زيارة الأطفال للمعرض مع ذويهم أو وفود المدارس ظاهرة ملفتة للنظر و دلالة على اهتمام العائلة الكردستانية بتربية ابنائها تربية سليمة قائمة على العلم والمعرفة. وأشار أحد الباعة ضمن أجنحة المدى بإن ما يثير الإعتزاز بالفعل هو ان أطفالاً يزورون الجناح يتحدثون اللغة الانكليزية بطلاقة! ومن الجليّ أن مايتوافر لإطفالنا وشبيبتنا الآن من مصادر ومراجع معرفيّة لم يكن يتوافر لنا عشرها قبل عقود حين كنا في أعمارهم .
و كان للمرأة أيضاً من شتى الأعمار والشرائح الإجتماعيّة حضورها المتميّز والفاعل ، من ربّة البيت و الطالبة حتى الطبيبة والأستاذة. كما شهد المعرض أيضاً ظاهرة الزيارات العائلية ، لاسيّما في يوم الجمعة (8 نيسان)

من الصعوبة جدّاً تحديد الكتب الأكثر رواجاً ؛ مادام كل زائر ينشد ضالّته بحسب اختصاصه واهتماماته ، بل وقدرته الشرائيّة والبيئة الإجتما- ثقافيّة ، ومن هنا أشار البعض من ممثلي دور النشر المشاركة إلى رواج الكتب الدينيّة والبعض الآخر إلى الكتب العلميّة والبعض الآخر إلى الكتب الفلسفيّة والأدبيّة ، فمثلاً أكّد ممثل شركة مكتبة العبيكان السعودية على ان الكتب الدينية هي الأولى تليها السياسية ،ثم الاجتماعية،وبعدها الأدبية. في حين ذكر أفاد مصدر من مؤسسة المدى المشرفة على أجنحة ست عشرة دار نشر في المعرض ، أفاد بأن كتب الأطفال العلمية باللغة الانكليزية تصدّرت مبيعات الدور.

ولايسعنا هنا إلاّ الإستشهاد بشهادات مؤشرة لنجاح المعرض وسبل تطويره :
- علي بحسون ممثل دار الفارابي – بيروت: ” مكان المعرض وتنظيمه جيّدان ، و وقت إقامته جيّد، لكن الإقبال على المعرض أقلّ من العام الماضي ، والمبيعات عندنا كانت جيّدة ، و خصوصاً من الكتب الفلسفيّة والفكريّة والدراسات الأدبيّة . ولاشكّ في وجود بعض الثغرات التي يمكن تلافيها”
- حسن شرف ممثل دار المكتبة الحديثة اللبنانية : ” لايمكن إلاّ أن أسجل تقديري وإعجابي لرقيّه وخبرة العاملين فيه ، غير ان الملاحظة التي اعتب فيها على وسائل الإعلام العربية انها لم تغط هذا الحدث الثقافي المهم بما يليق به “
- وسام فاخر من منشورات الجمل (بيروت – بغداد): ” مكان المعرض وإعداده وتنظيمه وفترة إقامته كلّها جيّد. كان الإقبال على المعرض دون الأعوام الماضية ، وكان المبيع قليلاً دون المتوقع ، وكان الرواج عندنا للكتب التاريخيّة والدراسات الصوفيّة والفلسفيّة والإسلاميّة. أمّا الكتب الأدبيّة وخاصة دواوين الشعر العربي والشعر المترجم إلى العربيّة ، فقد كانت كاسدة! وأقترح على المشرفين على إقامة المعرض مراعاة دور النشر العراقيّة وتشجيعها للمشاركة بتخفيض أجرة الأجنحة “

- ممثل دار اطلس المصرية : ” لابدّ من الإشارة الى حسن تنظيمه وإعداده، فهو جميل ومنظم من النواحي كافة ، غير ان ما أتمناه هو أن تطول أيامه ، لتكون شهراً بدلاً من عشرة أيام، كما أتمنى ان يكون هنالك تنسيق اكثر مع المؤسسات التربوية والتعليمية في العراق واقليم كردستان ؛ لغرض تحقيق قاعدة مزدوجة : الأولى الترويج للكتاب ، والثانية توفيره بسهولة للكليات “

- علاء سرحان صاحب و مدير دار الرسالة – القاهرة : ” معرض أربيل من المعارض الجيّدة والمحببة لي ؛ فهو جيّد جداً من حيث المكان والتنظيم والموعد . ولكن الإقبال عليه كان ضعيفاً في هذا العام . و كانت الكتب الدينيّة هي الأكثر رواجاً . وأقترح على المشرفين تخصيص مركز إعلامي للدعاية له ، فهذا المعرض لاينقصه سوى الدعاية اللازمة “

- ممثل دار الكتب القانونية في مصر : ” في كل عام يزداد المعرض رونقاً وبهاءً ، ونحن نشارك في دورته السادسة ،نجده أكثر شمولاً يضم نتاجات لدور نشر مختلفة ، وان هذا المعرض تظاهرة ثقافية عامة تهدف الى تعريف القارئ العراقي وبالأخص الكردي بالثقافة العربية وتعزيز العلاقات بينهم وبين العرب، وقد لاحظنا ان الكرد متفاعلون مع الثقافة العربية”

- أحمد سينان من دار نشر برته و بيان – سنه بكردستان إيران : ” المعرض مرتب وجميل جداً ، وفترة إقامته جيّدة. كان إقبال التلاميذ والطلبة مع المعلمين والمعلمات والمدرسين جيّداً ، ولكن المبيعات كانت ضعيفة. وأرى أجور الأجنحة غالية جداً ؛ ولذلك لم تشترك فيه العديد من دور النشر والمكتبات الكردستانيّة المهمة”

- محمد مرسي محمود ممثل دار الفاروق : ” المعرض جيد ومنظم ، وقد نال إعجاب الجميع. شرف لنا ان نشترك في هذا المعرض ، فالمدى صانعة المعجزات الثقافية وحاملة راية العلم والمعرفة”

- ناصر حمدي مدير تسويق شركة مكّة للبرمجيّات – القاهرة: ” المعرض ممتاز من حيث المكان والزمان والتنظيم ، لكنه من حيث الإقبال عليه ضعيف جداً. وهو يحتاج إلى دعم الوزارات (التربية ، التعليم العالي والثقافة) بشراء الكتب من الناشرين ، لاسيّما القادمين من البلدان الأخرى “

- جهاد نجم ممثل السنديان للوسائل التعليميّة – أبو ظبي : ” المعرض من حيث الإعداد والوقت جيّد جدّاً ، والإقبال على شراء جميع الكتب متوسّط . وأجور الأجنحة باهظة ، ينبغي تخفيضها دعماً للناشرين “

- الدكتور محمود الجبوري رئيس جامعة ديالى : ” لابدّ من أن تكون هنالك علاقة وثيقة بين الجامعات كمؤسسات علمية وبين معارض الكتب ؛ كونها نافذة مهمة تتمكن من خلالها من الاطلاع على آخر الإصدارات لدور النشر ، حيث ان الجامعة وحدها وبدون هذه العلاقة ؛لايمكن ان تغني مكتباتها المركزية او الفرعية في الكليات بما تحتاجه من مصادر ، وبالتأكيد فان معارض الكتب التي نظمتها المدى كانت غنية بالكثير من الكتب والنشريات والدوريات الحديثة التي تطمح كل جامعة للحصول عليها”

- الدكتور سامي كبارة : ” إن هذا المعرض يعد فرصة نادرة وثمينة وفرتها مؤسسة المدى للقاء المؤلفين والناشرين والمثقفين،إلى جانب تنوع المشاركات ،حيث بادرت دور النشر لتقديم أفضل واحدث ما لديها ، لكني أجد هناك قلة في المصادر العلمية مع زيادة في المصادر الدينية ، نرجو ان يكون هناك تنوع ديني وعلمي وفكري واجتماعي وما إلى ذلك وان لا ينحصر المعرض في عرض موحد “

أنشطة وفعّاليّات مرافقة:
لقد تجاوز المعرض أن يكون معرض كتب حصراً ؛ فقد تخللته عدة أنشطة أدبيّة وفكريّة وفنيّة ؛ فاستحال كرنفالاً ثقافيّاً كبيراً ، ومنها:
- جلسة حوارية صريحة وجريئة للمفكّر هاني فحص الذي شخص أبرز مشاكل مجتمعاتنا،جاء فيها: ” الخلط العشوائي بين الدين والسياسة يمحقه، ولا يرتقي بالسياسة ” و ” أبارك لكم هذا البستان الجميل في أربيل ؛لما يمثله من إغناء فكري يشبه غنى أربيل بجمالها وإصرارها على النهوض والعمران “

- شهدت أمسية اليوم الثالث (4 نيسان) قراءات شعرية لـ : دلال صليوه ، سركوت رسول ، جنور نامق ، عيسى حسين و كوثر نجيب عيسى .

- إقامة معرض الشخصي للفنان المعروف ناظم رمزي، قال وزير الثقافة والشباب عند افتتاحه : ” إنها ليست المرة الأولى التي تحتضن وزارة الثقافة مثقفين ومبدعين من بغداد وبقية محافظات العراق الأخرى “

- محاضرة لمدير عام الثقافة السريانية في وزارة الثقافة والشباب الكردستانية الدكتور سعدي المالح ،تناول فيها مصادر هذه الثقافة وعناصرها .

- محاضرة للخبير في الشؤون الستراتيجية في مجلس وزراء إقليم كردستان، غياث الدين نقشبندي بعنوان ( أخلاق المهنة وميثاق العمل للمؤسسات والنقابات المهنية) في يوم (9 نيسان) و قد قال عن العرض : ” معرض الكتاب ظاهرة ثقافية تنقل الحضارات وتجمعها في مكان واحد، وقديما كانت الحروب والتجارة هما من تنقل الحضارات، الآن معارض الكتاب هي من تقوم بذلك، وعموما إقامة معرض للكتاب في اربيل دليل على ان الإقليم يخطو بثبات نحو التطور. لكن في ذات الوقت لابد من الإشارة إلى ان العملية الثقافية الطباعية والكتابية في إقليم كردستان ليست بقدر الانجازات الأخرى المتحققة فيها، ولا تواكبها، لدينا كم كبير من المجلات والصحف والكتب تصدر في كل حين، لكن كل ذلك في اطار الكم، وليس النوع، وهذه اشكالية ينبغي التوقف عندها والبحث عن حلول ناجحة لمعالجتها “

- الحفلة الموسيقية الإختتامية.
وللأسف لم يكن ثمة أيّ حضور لمديريّة الثقافة التركمانيّة التابعة لوزارة ثقافة الإقليم رغم الدعم المادي والمعنوي الذي تتلقاه!

مقترحات:
يبدو أن غالبيّة الآراء عن المعرض رغم اختلافاتها متفقة على ضرورة تخفيض أجور الأجنحة دعماً للناشرين وتشجيعاً لهم على المشاركة. وكذلك زيادة نسبة التخفيض في أثمان الكتب اجتذاباً للمزيد من الروّاد ، وفي مقدّمتهم الطلاب والطالبات. وضرورة نقل المعرض إلى المدن الكرستانية الأخرى : دهوك و السليمانيّة وكركوك. ومن الضروري أيضاً وجود كشاف بمنشورات كلّ دار نشر مثلما لدى دار الورّاق و منشورات الجمل وبعض الدور الأخرى ؛ لإعانة الزائر والزائرة على الإختيار السريع.

وختاماً يمكن القول أن هذا المعرض قد أثبت للمهتمين ديمومة ضرورة الكتاب الورقي وحيويّته رغم شيوع النشر الإلكتروني. وبرهن بوصفه تظاهرة ثقافيّة على انفتاح العقليّة الكردستانيّة و سمتها التسامحيّة رغم الويلات التي ذاقها الكرد و مازالوا على أيدي المجرمين من الشوفينيين والفاشيين العرب ، الذين براء منهم أبناء الشعب العربي الشقيق ، لاسيّما المثقفون الواعون الطيّبون. ولاشك في أن المعرض مؤشر ساطع على الإستقرار وإستتباب الأمن والأمان في ربوع إقليم كردستان ، رغم السلبيات التي لاتخلو منها أوضاع الإقليم السياسيّة والإقتصاديّة والثقافيّة ورغم تخرصات ومؤامرات الأطراف المعادية في الداخل والخارج

جلال زنكَابادي - الفارسية نت
السبت 16 أبريل 2011