
الصحفية الليبية غيداء التواتي
الضغط على قورينا
بدأت شريفة الفسي مسيرتها الصحفية بالكتابة في صحيفة قورينا بمدينة بنغازي. ولكن الصحيفة سرعان ما ضاقت بكتاباتها الجريئة، فتعرضت لمضايقات ومنعت العديد من مقالاتها من النشر، مما أضطرها للاستقالة من الصحيفة، واللجوء إلى مواقع الانترنت داخل ليبيا وخارجها. منذ ذلك الوقت شنت عليها حملة تسعى للنيل من سمعتها. والغريب أن هذه الحملة ليست من تدبير السلطات بشكل مباشر، أو هكذا تبدو في الظاهر، وإنما أشرف عليها، وفقاً لمتابعين ليبيين، ضابط سابق في جهاز الأمن الخارجي، ادعى أنه من المعارضين للنظام، وأنه اعتقل وسجن، ونشط فترة من الوقت على غرف البالتوك، لدرجة أن صدقه العديد من المعارضين، قبل أن ينكشف بالكامل ويتحول إلى مهاجمة الناشطين والناشطات في الداخل، ويساعده في حملته هذه صحفية ليبية مقربة من تيار الغد، الذي يقوده سيف الإسلام القذافي، وتنشر مقالاتها التي تتغنى بليبيا الغد في مواقع المعارضة في الخارج.
ركزت شريفة الفسي على تغطية الاعتصامات التي نظمها أهالي ضحايا سجن أبو سليم، وأجرت لقاءات معهم لمعرفة مطالبهم، ولكن كل استطلاعاتها رفضت من طرف صحيفة قورينا، وعندها نشرت هذه الاستطلاعات في موقع ليبيا المستقبل المستقل المعارض، مما عرضها للتحقيق من طرف رئيس تحرير صحيفة قورينا، رمضان البريكي ثلاث مرات، والذي أخبرها أنه يتعرض للضغوط من جهات عليا، تطلب منه عدم السماح لها بتغطية اعتصامات أهالي ضحايا مذبحة بوسليم، وهي المذبحة التي قتل فيها في ليلة واحدة 1200 سجين عام 1996.
الفقر في ليبيا
وفي اتصال هاتفي قالت شريفة الفسي إنها استلمت على بريدها الالكتروني تهديدات بالقتل، كما استلمت رسائل تطفح بالسب والشتم والتشهير، كما تم سرقة حسابها الالكتروني. وتأتي هذه التهديدات من أشخاص يقولون إنهم يعملون في الأجهزة الأمنية، وعندما اتصلت بهذه الجهات الأمنية نفت أنها أمرت هؤلاء بتهديدها وترويعها، ولكن بعض العاملين في هذه الأجهزة أخبرها بأن الأوامر تأتي من التهامي خالد، رئيس جهاز الأمن الداخلي، ومن موسى كوسا رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق، ووزير الخارجية حاليا.
و تعرضت شريفة الفسي للضرب على أيدي أعضاء رابطة "كي لاننسى"، وهي الرابطة المتكونة من أهالي رجال الأمن الذين سقطوا في المواجهات المسلحة ضد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة خلال التسعينات، والتي شكلتها الأجهزة الأمنية لمواجهة اعتصامات أهالي ضحايا مذبحة ابو سليم.
رصدت شريفة الفسي الواقع المرير الذي تعيشه بعض العائلات في مدينة بنغازي بالصوت والصورة، كما وثقت حالات الفقر المزري في أغنى بلدان إفريقيا وأكثرها إنتاجا للنفط، مثل ساكني أكواخ الصفيح، والذين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه، فبنوا أكواخا فوق سطوح العمارات. ونشرت كل هذه التحقيقات على صفحتها في الفيس بوك، مما أجج غضب أجهزة الأمن التي لا ترغب في الاعتراف بهذا الواقع، بالرغم من اعتراف العقيد القذافي بذلك، عندما أعلن أن هناك مليون ليبي فقير، وأمر الدولة بصرف مساعدة عاجلة لهم، وكانت عائلة القذافي أول من استفاد من هذه المساعدة، باعتبارها من العائلات الفقيرة.
الكلاب الضالة
أما عن حرية التعبير والوصول إلى المعلومة في ليبيا فتقول الفسي، إن هناك عددا كبيرا من المواقع محجوبة بالكامل، كما رصدت حالات تجسس على البريد الالكتروني للناشطين والناشطات، كما توجد مواقع تخصصت في تشويه سمعة الناشطين والناشطات مثل موقع الإعلام الجماهيري، الذي نشر صورا لشريفة الفسي وغيداء التواتي، كانوا قد سرقوها من البريد الالكتروني، في حملة للتشهير بهما، كما اتهمها بالاتصال بجهات خارجية.
ومن بين الذين تعرضوا لهذه المضايقات الصحفي المستقل عاطف الأطرش، وبالرغم من أن الأجهزة الأمنية لم توجه أي اتهام لشريفة الفسي وغيداء التواتي، إلا أن جهاز الأمن الداخلي استدعى مرة واحدة شريفة الفسي وحقق معها، وذلك بسبب نشرها مقالات على الانترنت. وأجابت على خمسة عشر سؤالا، وقالت للمحققين إنها لم تنشر حرفا واحدا في الصحف الورقية التي تصدر في الداخل، وإنما تنشر على صفحات الانترنت، وهو فضاء عالمي متاح أمام الجميع، وأنتم أمن داخلي مسؤوليتكم هي متابعة ما يجري بالداخل، وليس ما يجري في العالم الافتراضي.
آخر الدواء الحرق
لم تتوقف الفسي عن الكتابة والنشر، وآخر مقالاتها تدعو فيه إلى الكف عن إطلاق اسم "الكلاب الضالة" على المعارضين الليبيين، وهو تابو آخر لم يقترب منه أحد من قبل، وبهذا الصدد تقول الفسي: "أنا أرفض أسلوب السب والشتم، الذي يستخدمونه ضد أبناءنا في الخارج، هؤلاء أبناء للمجتمع الليبي الذي تربطه روابط حميمة. هؤلاء أبناء ليبيا ولا أسمح بوصفهم بهذا الوصف، وإذا كان هناك خلاف في الآراء والمفاهيم، ولكن لا يصل إلى درجة العنف والسب، عليهم أن يلجئوا للحوار والنقاش، وتلك فترة قديمة في بلادي اعتبرها انتهت، ومن هم بالخارج لهم الحق في العودة إلى بلادهم، وممارسة كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن ليبيا هي لنا جميعا وإن اختلف الآراء فيما بيننا".
كل هذه المضايقات ومحاولات قتل الشخصية، جعلت غيداء التواتي تنشر على صفحتها في الفيس بوك مطالبة بوضع حد لهذه التجاوزات، وإلا فإنها لن تترد في الإقدام على حرق نفسها في الساحة الخضراء في قلب طرابلس، مثلما فعل محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد
بدأت شريفة الفسي مسيرتها الصحفية بالكتابة في صحيفة قورينا بمدينة بنغازي. ولكن الصحيفة سرعان ما ضاقت بكتاباتها الجريئة، فتعرضت لمضايقات ومنعت العديد من مقالاتها من النشر، مما أضطرها للاستقالة من الصحيفة، واللجوء إلى مواقع الانترنت داخل ليبيا وخارجها. منذ ذلك الوقت شنت عليها حملة تسعى للنيل من سمعتها. والغريب أن هذه الحملة ليست من تدبير السلطات بشكل مباشر، أو هكذا تبدو في الظاهر، وإنما أشرف عليها، وفقاً لمتابعين ليبيين، ضابط سابق في جهاز الأمن الخارجي، ادعى أنه من المعارضين للنظام، وأنه اعتقل وسجن، ونشط فترة من الوقت على غرف البالتوك، لدرجة أن صدقه العديد من المعارضين، قبل أن ينكشف بالكامل ويتحول إلى مهاجمة الناشطين والناشطات في الداخل، ويساعده في حملته هذه صحفية ليبية مقربة من تيار الغد، الذي يقوده سيف الإسلام القذافي، وتنشر مقالاتها التي تتغنى بليبيا الغد في مواقع المعارضة في الخارج.
ركزت شريفة الفسي على تغطية الاعتصامات التي نظمها أهالي ضحايا سجن أبو سليم، وأجرت لقاءات معهم لمعرفة مطالبهم، ولكن كل استطلاعاتها رفضت من طرف صحيفة قورينا، وعندها نشرت هذه الاستطلاعات في موقع ليبيا المستقبل المستقل المعارض، مما عرضها للتحقيق من طرف رئيس تحرير صحيفة قورينا، رمضان البريكي ثلاث مرات، والذي أخبرها أنه يتعرض للضغوط من جهات عليا، تطلب منه عدم السماح لها بتغطية اعتصامات أهالي ضحايا مذبحة بوسليم، وهي المذبحة التي قتل فيها في ليلة واحدة 1200 سجين عام 1996.
الفقر في ليبيا
وفي اتصال هاتفي قالت شريفة الفسي إنها استلمت على بريدها الالكتروني تهديدات بالقتل، كما استلمت رسائل تطفح بالسب والشتم والتشهير، كما تم سرقة حسابها الالكتروني. وتأتي هذه التهديدات من أشخاص يقولون إنهم يعملون في الأجهزة الأمنية، وعندما اتصلت بهذه الجهات الأمنية نفت أنها أمرت هؤلاء بتهديدها وترويعها، ولكن بعض العاملين في هذه الأجهزة أخبرها بأن الأوامر تأتي من التهامي خالد، رئيس جهاز الأمن الداخلي، ومن موسى كوسا رئيس جهاز الأمن الخارجي السابق، ووزير الخارجية حاليا.
و تعرضت شريفة الفسي للضرب على أيدي أعضاء رابطة "كي لاننسى"، وهي الرابطة المتكونة من أهالي رجال الأمن الذين سقطوا في المواجهات المسلحة ضد أعضاء الجماعة الإسلامية المقاتلة خلال التسعينات، والتي شكلتها الأجهزة الأمنية لمواجهة اعتصامات أهالي ضحايا مذبحة ابو سليم.
رصدت شريفة الفسي الواقع المرير الذي تعيشه بعض العائلات في مدينة بنغازي بالصوت والصورة، كما وثقت حالات الفقر المزري في أغنى بلدان إفريقيا وأكثرها إنتاجا للنفط، مثل ساكني أكواخ الصفيح، والذين لم يجدوا مكانا يقيمون فيه، فبنوا أكواخا فوق سطوح العمارات. ونشرت كل هذه التحقيقات على صفحتها في الفيس بوك، مما أجج غضب أجهزة الأمن التي لا ترغب في الاعتراف بهذا الواقع، بالرغم من اعتراف العقيد القذافي بذلك، عندما أعلن أن هناك مليون ليبي فقير، وأمر الدولة بصرف مساعدة عاجلة لهم، وكانت عائلة القذافي أول من استفاد من هذه المساعدة، باعتبارها من العائلات الفقيرة.
الكلاب الضالة
أما عن حرية التعبير والوصول إلى المعلومة في ليبيا فتقول الفسي، إن هناك عددا كبيرا من المواقع محجوبة بالكامل، كما رصدت حالات تجسس على البريد الالكتروني للناشطين والناشطات، كما توجد مواقع تخصصت في تشويه سمعة الناشطين والناشطات مثل موقع الإعلام الجماهيري، الذي نشر صورا لشريفة الفسي وغيداء التواتي، كانوا قد سرقوها من البريد الالكتروني، في حملة للتشهير بهما، كما اتهمها بالاتصال بجهات خارجية.
ومن بين الذين تعرضوا لهذه المضايقات الصحفي المستقل عاطف الأطرش، وبالرغم من أن الأجهزة الأمنية لم توجه أي اتهام لشريفة الفسي وغيداء التواتي، إلا أن جهاز الأمن الداخلي استدعى مرة واحدة شريفة الفسي وحقق معها، وذلك بسبب نشرها مقالات على الانترنت. وأجابت على خمسة عشر سؤالا، وقالت للمحققين إنها لم تنشر حرفا واحدا في الصحف الورقية التي تصدر في الداخل، وإنما تنشر على صفحات الانترنت، وهو فضاء عالمي متاح أمام الجميع، وأنتم أمن داخلي مسؤوليتكم هي متابعة ما يجري بالداخل، وليس ما يجري في العالم الافتراضي.
آخر الدواء الحرق
لم تتوقف الفسي عن الكتابة والنشر، وآخر مقالاتها تدعو فيه إلى الكف عن إطلاق اسم "الكلاب الضالة" على المعارضين الليبيين، وهو تابو آخر لم يقترب منه أحد من قبل، وبهذا الصدد تقول الفسي: "أنا أرفض أسلوب السب والشتم، الذي يستخدمونه ضد أبناءنا في الخارج، هؤلاء أبناء للمجتمع الليبي الذي تربطه روابط حميمة. هؤلاء أبناء ليبيا ولا أسمح بوصفهم بهذا الوصف، وإذا كان هناك خلاف في الآراء والمفاهيم، ولكن لا يصل إلى درجة العنف والسب، عليهم أن يلجئوا للحوار والنقاش، وتلك فترة قديمة في بلادي اعتبرها انتهت، ومن هم بالخارج لهم الحق في العودة إلى بلادهم، وممارسة كافة حقوقهم السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لأن ليبيا هي لنا جميعا وإن اختلف الآراء فيما بيننا".
كل هذه المضايقات ومحاولات قتل الشخصية، جعلت غيداء التواتي تنشر على صفحتها في الفيس بوك مطالبة بوضع حد لهذه التجاوزات، وإلا فإنها لن تترد في الإقدام على حرق نفسها في الساحة الخضراء في قلب طرابلس، مثلما فعل محمد البوعزيزي في سيدي بوزيد