
انغماس الصحافة في المعارك السياسية والحزبية ترك أثرا سلبيا عليها
استثمار تصريح فياض
ويضيف قائلا:"نتمنى أن تكون هناك تطبيقات مترجمة لأقوال ورفدها بأفعال، وإجمالا نستطيع الحديث عن حرية نسبية في فلسطين". ويرى عبد الجواد أن حرية الصحافة والتعبير أفضل في الضفة الغربية عما هي عليه في قطاع غزة، بحكم معايير الحريات الصحافية، مضيفا "نحن من خلال نقابة الصحفيين نحاول تعزيز هذه الحريات، والتصريح الذي أدلى به فياض نحاول استثماره بهذا الاتجاه، ولكن هناك خلل وهناك تجاوزات، وهناك مساس بالحريات الصحفية رغم كل هذا الحديث، أحيانا نتعرض لنوع من الإغراق في هذه التصريحات التي لها علاقة بالحريات الإعلامية والصحافية".
ويرى عبد الجواد أن الوضع في فلسطين أفضل نسبيا، مشيرا إلى ما حدث في الأردن مؤخرا، حيث تهجم وزير البيئة على الصحفيين، وهو ما أدى إلى إقالته من منصبه، ويتمنى عبد الجواد أن يرى مثل هذه الإقالات في بلدان أخرى.
لا فرق بين شمال السودان وجنوبه
الصحفي السوداني كمال الصادق المقيم بهولندا، يرى أن حرية الصحافة في تراجع في كل عموم البلاد العربية، وحدود حرية الصحافة وفقا لما تسمح به السلطة، ويضيف قائلا: "السلطة تسمح بحرية صحافة محدودة على مستوى القضايا الداخلية، أما على مستوى القضايا الخارجية فتسمح لك بمطلق الحرية". وعن حرية الصحافة في السودان فيقول الصادق إذا نظرت إلى القوانين المكتوبة فتبدو مثالية، ولكن على مستوى التطبيق فتجد كل هذه القوانين تبخرت، وتحولت إلى حبر على ورق، كما يقول الصادق أن السودان عانى من الرقابة القبلية استمرت لمدة عامين، حيث كان ضباط جهاز الأمن يأتون إلى مقر الصحف ليلا، ويقوموا بمراجعة الصحيفة من الصفحة الأولى إلى الأخيرة، ويرفضون أو يسمحون بالنشر حسب مزاجهم، وهكذا تحول رجال الأمن إلى رؤساء تحرير للصحف، وبالتالي انتفت حرية الصحافة، وبعد الانتخابات الأخيرة تحسن الوضع قليلا، وخاصة أن السودان مقبل على تقرير المصير للجنوب، فسمح بهامش من الحرية، ولكن في المقابل ابتدعت السلطة أشكالا جديدة من الرقابة على الصحف، وصلت إلى حبس الصحفيين لتخويف الآخرين من تناول ما لا يجب تناوله في وسائل الإعلام، كما لجأت السلطة للتضييق على الصحيفة من خلال الإعلانات، بالإضافة إلى مطاردة الصحفيين وجرجرتهم يوميا إلى المحاكم من خلال فتح بلاغات كيدية ضد الصحف، وهكذا ينشغل الصحافيون بالذهاب يوميا إلى المحاكم، بدلا من العمل في الصحف.
ولا يرى كمال الصادق أن هناك فارقا كبيرا في حرية الصحافة بين الشمال والجنوب، فالحركة الشعبية تسمح بتوجيه انتقادات لشمال السودان، ولكنها لا تسمح بتوجيه انتقادات للحركة، وهو ما يحدث أيضا في الشمال فتوجيه الانتقادات للحركة لا تعترض عليه الحكومة، ومن المواضيع المحرمة كليا في الشمال، الحديث عن الفساد في الحكومة، أو المحكمة الجنائية الدولية، فهذه خطوط حمراء تؤدي مباشرة إلى السجن.
الصحافة ووزارة الداخلية
الصحفي الهولندي المغربي الأصل نورالدين العمراني يرى أن هناك تطورا على صعيد الصحافة في المغرب، مقارنة مع عهد الملك الحسن الثاني، حيث خرجت الصحافة من أسوارها الحزبية، ولكن فيما يتعلق بالصحافة المستقلة فيرى العمراني أن هناك أكثر من سؤال يجب أن يطرح، ويضيف العمراني قائلا "خاصة وأن الصحفي المستقل يحاول أن ينبش، ويتجاوز التابوات بما في ذلك نقد المؤسسة الملكية، ونقد المسألة الدينية، ويمكن القول إن بعض التجارب نجحت إلى حد ما في رفع سقف حرية التعبير، وفي المغرب لا يمكن أن تؤسس لعمل صحفي إلا بربط العلاقة مع وزارة الداخلية، وهذا ما يريد الصحفيون المستقلون في المغرب تجاوزه، الذين يريدون خدمة القارئ والمشاهد والمستمع مباشرة دون وساطة من الداخلية".
سلاح الإعلان
كما يؤكد العمراني وجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في المغرب، والذين يحاولون تجاوزها سيدفعون الثمن باهظا، وينفي العمراني أن تستطيع صحيفة في المغرب الاعتماد على التوزيع فقط من أجل الاستمرار، ويرى أن الإعلان مهم جدا كمصدر لدخل الصحف، ولذلك تحول الإعلان إلى سلاح في يد السلطة لخنق الصحف، عن طريق إرغام شركات الإعلان على عدم التعاون مع الصحف المغضوب عليها، وهو ما حدث مؤخرا مع صحيفة نيشان، التي توقفت عن الصدور.
الزميل محمد عبد الحميد عبد الرحمن، من إذاعة هولندا العالمية يرى أن الكثير من الفرص وإمكانية بناء القدرات قد فاتت على الصحافة العربية، مضيفا: "والسبب في ذلك بالدرجة الأولى يعود إلى انغماس الصحافة في المعارك السياسية والحزبية".
ويضيف قائلا:"نتمنى أن تكون هناك تطبيقات مترجمة لأقوال ورفدها بأفعال، وإجمالا نستطيع الحديث عن حرية نسبية في فلسطين". ويرى عبد الجواد أن حرية الصحافة والتعبير أفضل في الضفة الغربية عما هي عليه في قطاع غزة، بحكم معايير الحريات الصحافية، مضيفا "نحن من خلال نقابة الصحفيين نحاول تعزيز هذه الحريات، والتصريح الذي أدلى به فياض نحاول استثماره بهذا الاتجاه، ولكن هناك خلل وهناك تجاوزات، وهناك مساس بالحريات الصحفية رغم كل هذا الحديث، أحيانا نتعرض لنوع من الإغراق في هذه التصريحات التي لها علاقة بالحريات الإعلامية والصحافية".
ويرى عبد الجواد أن الوضع في فلسطين أفضل نسبيا، مشيرا إلى ما حدث في الأردن مؤخرا، حيث تهجم وزير البيئة على الصحفيين، وهو ما أدى إلى إقالته من منصبه، ويتمنى عبد الجواد أن يرى مثل هذه الإقالات في بلدان أخرى.
لا فرق بين شمال السودان وجنوبه
الصحفي السوداني كمال الصادق المقيم بهولندا، يرى أن حرية الصحافة في تراجع في كل عموم البلاد العربية، وحدود حرية الصحافة وفقا لما تسمح به السلطة، ويضيف قائلا: "السلطة تسمح بحرية صحافة محدودة على مستوى القضايا الداخلية، أما على مستوى القضايا الخارجية فتسمح لك بمطلق الحرية". وعن حرية الصحافة في السودان فيقول الصادق إذا نظرت إلى القوانين المكتوبة فتبدو مثالية، ولكن على مستوى التطبيق فتجد كل هذه القوانين تبخرت، وتحولت إلى حبر على ورق، كما يقول الصادق أن السودان عانى من الرقابة القبلية استمرت لمدة عامين، حيث كان ضباط جهاز الأمن يأتون إلى مقر الصحف ليلا، ويقوموا بمراجعة الصحيفة من الصفحة الأولى إلى الأخيرة، ويرفضون أو يسمحون بالنشر حسب مزاجهم، وهكذا تحول رجال الأمن إلى رؤساء تحرير للصحف، وبالتالي انتفت حرية الصحافة، وبعد الانتخابات الأخيرة تحسن الوضع قليلا، وخاصة أن السودان مقبل على تقرير المصير للجنوب، فسمح بهامش من الحرية، ولكن في المقابل ابتدعت السلطة أشكالا جديدة من الرقابة على الصحف، وصلت إلى حبس الصحفيين لتخويف الآخرين من تناول ما لا يجب تناوله في وسائل الإعلام، كما لجأت السلطة للتضييق على الصحيفة من خلال الإعلانات، بالإضافة إلى مطاردة الصحفيين وجرجرتهم يوميا إلى المحاكم من خلال فتح بلاغات كيدية ضد الصحف، وهكذا ينشغل الصحافيون بالذهاب يوميا إلى المحاكم، بدلا من العمل في الصحف.
ولا يرى كمال الصادق أن هناك فارقا كبيرا في حرية الصحافة بين الشمال والجنوب، فالحركة الشعبية تسمح بتوجيه انتقادات لشمال السودان، ولكنها لا تسمح بتوجيه انتقادات للحركة، وهو ما يحدث أيضا في الشمال فتوجيه الانتقادات للحركة لا تعترض عليه الحكومة، ومن المواضيع المحرمة كليا في الشمال، الحديث عن الفساد في الحكومة، أو المحكمة الجنائية الدولية، فهذه خطوط حمراء تؤدي مباشرة إلى السجن.
الصحافة ووزارة الداخلية
الصحفي الهولندي المغربي الأصل نورالدين العمراني يرى أن هناك تطورا على صعيد الصحافة في المغرب، مقارنة مع عهد الملك الحسن الثاني، حيث خرجت الصحافة من أسوارها الحزبية، ولكن فيما يتعلق بالصحافة المستقلة فيرى العمراني أن هناك أكثر من سؤال يجب أن يطرح، ويضيف العمراني قائلا "خاصة وأن الصحفي المستقل يحاول أن ينبش، ويتجاوز التابوات بما في ذلك نقد المؤسسة الملكية، ونقد المسألة الدينية، ويمكن القول إن بعض التجارب نجحت إلى حد ما في رفع سقف حرية التعبير، وفي المغرب لا يمكن أن تؤسس لعمل صحفي إلا بربط العلاقة مع وزارة الداخلية، وهذا ما يريد الصحفيون المستقلون في المغرب تجاوزه، الذين يريدون خدمة القارئ والمشاهد والمستمع مباشرة دون وساطة من الداخلية".
سلاح الإعلان
كما يؤكد العمراني وجود خطوط حمراء لا يمكن تجاوزها في المغرب، والذين يحاولون تجاوزها سيدفعون الثمن باهظا، وينفي العمراني أن تستطيع صحيفة في المغرب الاعتماد على التوزيع فقط من أجل الاستمرار، ويرى أن الإعلان مهم جدا كمصدر لدخل الصحف، ولذلك تحول الإعلان إلى سلاح في يد السلطة لخنق الصحف، عن طريق إرغام شركات الإعلان على عدم التعاون مع الصحف المغضوب عليها، وهو ما حدث مؤخرا مع صحيفة نيشان، التي توقفت عن الصدور.
الزميل محمد عبد الحميد عبد الرحمن، من إذاعة هولندا العالمية يرى أن الكثير من الفرص وإمكانية بناء القدرات قد فاتت على الصحافة العربية، مضيفا: "والسبب في ذلك بالدرجة الأولى يعود إلى انغماس الصحافة في المعارك السياسية والحزبية".