تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


لا زيجات تنعقد ولا نساء يثرثرن.... حمامات أسطنبول تفقد دورها والسياح آخر أمل لبقائها






أسطنبول - سوزانه هيفيكاسر - حمامات البخار شهيرة جدا في أوساط الزائرين لاسطنبول في أشهر الصيف الحارة. لكن عدد الأتراك الذين يذهبون إلى حمامات المدينة آخذ في الانخفاض بصورة مستمرة وتحولت معظم الحمامات التاريخية إلى استخدامات أخرى أو أغلقت أبوابهابشكل كامل


حمام قديم في اسطنبول
حمام قديم في اسطنبول
وتنساب الثرثرة الممتعة والأحاديث خلال الهواء الساخن المعبأ بالبخار. ويجلس عدد قليل من النساء إلى جانب حوض الاستحمام ، يسكبن المياه على أجسادهن وعلى أطفالهن قبل التحرك صوب لوح الرخام الكبير الموجود في وسط الحمام. وتستخدم المساعدات إسفنجات خشنة لتنظيم بشرة الزائرين.

وربما تنتقل الأحاديث تجاه اختيار مرشحات للزواج من أبنائهن أو تعليقات على الأجساد العارية للنساء الشابات. وبعد الانتهاء من الأسفنجة تأتي مرحلة الصابون والتدليك القاسي. كل هذا كان هو المشهد الشائع في الحمامات التركية في أسطنبول في العقود الغابرة.

أما اليوم ، فزيارة أحد الحمامات هو تجربة مختلفة تماما ، أول ما تلحظه عندما تذهب لحمام "سمبرليتس" في وسط اسطنبول القديم هو الرفوف الزجاجية المملوءة بعناية بمنتجات الاستحمام الملونة والمعروضة للبيع. نساء من ذوي البشرة الفاتحة يرقدن على حجر أملس في غرفة دافئة ، والتي تكون عادة ساخنة بصورة جيدة ، حتى خلال أشهر الصيف الحارة.

وتلمع شمس النهار من خلال نوافذ في قبة وسقف الحمام وتسقط أشعتها على التصميم الداخلي للحمام المزدان بالرخام الأبيض. وتفرك العاملات في الحمام اللائي يرتدين ملابس بكيني برفق أجساد الضيفات من النساء بالصابون. ولا تسمع همسا في الحمام ، واختفى دور الحمام كمكان للتعارف وتبادل المعلومات كما كان قديما.

ويقول "روسن بالتاجي " ، مالك حمام سمبرليتس: " عصر الحمامات القديمة انتهى". ففي الماضي ، كانت زيارة الحمام هي الوقت الوحيد الذي يمكن أن تقضي فيه التركيات الوقت مع أنفسهن بحرية ، "لكن في هذه الأيام يمكنهن ارتياد الحانات ودور العرض والأسواق التجارية" ، كما أن أغلب المنازل أصبح بها حماماتها الخاصة ، ما يقلل من أهمية الحمامات العامة . وهذا يوضح السبب في هذه الحمامات التركية التقليدية تحولت إلى مصدر جذب للسائحين.

ويقول شاب تركي " لم أذهب يوما ما إلى أي حمام" ، مضيفا أنه يرغب في رؤية حمام عام من الداخل لكنه لا يعرف ما هو الأجراء المتبع للذهاب إلى هناك ، قائلا " لم ننشأ على الذهاب إلى الحمام" .

ويوضح كيرك هيندرسون ، الذي يجري أبحاثا عن الدور الاجتماعي للحمام التركي ، أن كثيرا من الأتراك يتأففون من الحمامات ، قائلا " يعتقد كثير من الأتراك أن الحمامات هي أماكن تفتقر لقواعد الصحة العامة وهي خاصة فقط بالسائحين" .

وأدى هذا التوجه إلى مشكلات اقتصادية عويصة بالنسبة لحمامات المدينة ، حيث تحول عدد كبير من الحمامات القديمة إلى مقاهي ومتاجر. ويستخدم فقط 50 حماما في الوقت الحاضر من أصل مئة حمام كانت موجودة إبان فترة الخلافة العثمانية في أسطنبول. وتوجد بعض تلك الحمامات في حالة مزرية وتحتاج للترميم غير أن سلطات المدينة لا توفر أمولا من أجل صيانتها. وتجني معظم الحمامات اليوم الأموال الخاصة بها من خلال السائحين.

وينتقد هندرسون الحمامات مثل سمبرليتس قائلا " تركز بصورة كبيرة على السائحين وهذا أفقدها الشعور التقليدي". من جانبه ، يعتقد "بالتاجي" أن أموال السياحة ستبث الحياة فيها لفترة قصيرة وحسب ، ويقول "وكالات السياحة تروج بكثرة لزيارة الحمامات لكن لن يدوم الأمر طويلا " . ويعتزم بالتاجي تغيير حمامه إلى نادي صحي ( إس بي أيه ) ويوفر حمامات الطمي والاعتناء بالأظافر بالإضافة إلى حمام البخار التقليدي

سوزانه هيفيكاسر
الخميس 5 أغسطس 2010