نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

عن روسيا وإيران شرق المتوسّط

08/05/2024 - موفق نيربية

( في نقد السّياسة )

05/05/2024 - عبد الاله بلقزيز*

أردوغان.. هل سيسقطه الإسلاميون؟

03/05/2024 - إسماعيل ياشا

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام


لماذا أصدر زعيم المعارضة تعليمات بعدم انتقاد خلوصي أكار؟





يشاركني الرأي عدد غفير من المواطنين في أن الوضع الداخلي في الدولة قد تحول إلى ما يشبه الكابوس؛ بدءًا من الاقتصاد، مروراً بالسياسة الخارجية، وصولاً إلى حقوق المرأة التي سجلت تراجعاً مخيفًا؛ بسبب انتشار ما يعرف بالإسلام السياسي بين طبقات المجتمع.


 
لقد أصبح مجرد تخيل شكل الصورة المجتمعية الجديدة، التي سيتمخض عنها نظام التعليم الذي تطبقه الدولة، أمراً صعباً.
أضف إلى هذا أن في تحول منطقة الحدود السورية بالتدريج إلى ما يشبه القاعدة العسكرية، التي يتمركز بها الإسلاميون المتطرفون، دلالة واضحة على هرولة الدولة التركية إلى الطريق المؤدي إلى النموذج الباكستاني. وإذا حدث هذا، فستتحول تركيا إلى نموذج الدولة المصدرة للإرهاب الإسلامي، الذي لن يقتصر على دول الجوار فحسب، بل سيتعدى الأمر ليصل إلى الدول الأوروبية كذلك.
لقد داسوا بأقدامهم على أبسط قواعد الديمقراطية، وحقوق الإنسان. لقد ملأوا سجونهم بالرؤساء المشاركين في أكبر ثلاثة أحزاب تركية، بالإضافة إلى الكوادر الإدارية الموجودة في هذه الأحزاب. هؤلاء قبعوا جميعًا في السجن إلى جوار الصحفيين والأكاديميين، في سابقة لم يشهد تاريخ الدولة التركية لها نظيراً. لم يسلم حزب المعارضة الرئيس أيضًا من الضغوط حتى بدا زعيمه "كالسجين" أيضاً.
اختزل زعيم حزب المعارضة الرئيس في تركيا ممارسة العمل السياسي في التلويح لرئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان، في الاجتماع الأسبوعي للمجموعة البرلمانية، كما أنه يرتاع من أية تداعيات قد تتمخض عنها مسيرة العدالة. وهو يصير صقرًا تماما مثل أردوغان في مسائل مثل عفرين، ومنبج، ويُمكن أن يصبح صقرًا أكثر منه في موضوع اليونان، والجزر. 
ولم يعد له عمل يقوم به الآن سوى إضفاء الشرعية على الإجراءات غير القانونية التي بدأت السلطة الحاكمة في تطبيقها في البلاد قبل محاولة الانقلاب في 15 يوليو.
لقد صار زعيم المعارضة بمثابة أنبوب التنفس بالنسبة للحزب الحاكم، وذلك عندما رفعوا الحصانة عن نواب البرلمان، وعندما جلس على "دَكّة الاحتياط" في الاستفتاء على حزب العدالة والتنمية...
بالطبع هناك نقاط مشتركة تجمعه مع حزب العدالة والتنمية؛ فنواب البرلمان المنتمون إلى حزب المعارضة، يمكنهم استخدام "جواز السفر الأحمر"، حتى بعد التقاعد، كما أنّ أحدًا منهم لن يعاني من الحصول على تأشيرة الدخول إلى أوروبا... 
ويركز حزب المعارضة الرئيس، الذي نحن بصدد الحديث عنه، منذ مدة  في أحاديثه وخطبه، عن محاولة الانقلاب التي وقعت في 15 يوليو. إنه يتحدث كما لو كان هناك من يشك أنهم لم يتحدثوا حينها كما ينبغي في هذا الموضوع. والحقيقة أن زعيم هذا الحزب أصدر تعليمات إلى نواب البرلمان المنتمين إليه بعد محاولة الانقلاب هذه، جاء فيها:
"بعيدًا عن رسائل التهنئة، لا تتطرقوا إلى أي موضوعات دينية في الرسائل التي يرسل بها كل منكم إلى الآخر. لا توجهوا أي انتقادات في أحاديثكم إلى الجيش التركي، أو رئاسة الأركان. لا تدعوا في أحاديثكم إلى توحيد البنية المذهبية والعرقية في تركيا. لا تتحدثوا أمام الإعلام عن الشئون الداخلية للحزب. ينبغي أن يكون شعارنا دائمًا "ليكن خلافنا داخل العائلة؛ كي لا يطلع عليه الغرباء".
ينبغي ألا يتطرق أي من أعضاء الحزب إلى الحديث في موضوعات من قبيل "إن الانتخابات سيتم سرقتها، وإن نتائجها معروفة سلفًا، وبالتالي يتعين علينا أن نقاطعها".
معنى هذا أنه يقول إنه من الممكن سرقة الانتخابات، وبالتالي قد يثير هذا الأمر ضجة في المجتمع بعد مدة قصيرة من إعلان النتائج. والمطلوب بالطبع أن ينسى المواطنون الموضوع برمته. إنه لم يتحدث، بدلاً من هذا، عن مسألة تنظيم الانتخابات، أو اللجنة العليا للانتخابات، أو الظروف الصعبة في مناطق الأكراد؛ لأن الأكراد سيعطون أصواتهم إلى حزب الشعوب الديمقراطي. لم يشعر القائد العام للحزب المؤسس للجمهورية التركية بضيقٍ من احتمال سرقة حزب العدالة والتنمية الحاكم لأصوات الأكراد. 
ولم يكتفِ بهذا فحسب، بل كان يتصرف كأنه عُيِّن متحدثاً رسمياً عن حزب العدالة والتنمية وقصر الحكم، ووقف موقف المدافع عن رئيس الأركان، على الرغم مما أثير حوله من علامات استفهام عن دوره قبل أحداث ليلة 15 يوليو قائلاً: لا تنتقدوا رئاسة الأركان...
وفي الوقت الذي كان يفعل فيه هذا، كان يحتمي بأحداث 15 يوليو، وما سبقها، وما تلاها من أحداث. لم يعد هناك فرق بينه وبين المطرب الشعبي الذي انتقده بسبب توجهه إلى عفرين. وعلى الرغم من هذا، فهو يشعر بالسعادة؛ لأن رئيس الأركان كان فوق النقد، على الأقل بالنسبة إليه... لأنه يعلم يقينًا أن الهدف الأساسي هو إسكات أصوات الأكراد، وتحويلهم إلى كيان غير مؤثر. إننا نراه كل ثلاثاء، وهو يلوح إلى أردوغان، ويمر مرور الكرام على مشكلات الدولة، ويظن بهذا أنه يمارس السياسة.
ربما يعتقد البعض أن الأمور قد تتجه للأفضل في وجود معارضة كتلك. ربما كان هناك من يتشبثون بالأمل... والحقيقة أن مثل هؤلاء إنما يتعلقون بحبال مهترئة... وهذا واضح من اتجاهات حزبي الشعب الجمهوري، والحركة القومية... 
إن هذا التشتت، الذي نراه اليوم في المعارضة المجتمعية، وانعدام الرؤية، لا يبعثان، بأي حالٍ من الأحوال، على الأمل، حتى لو ذهب حزب العدالة والتنمية وأردوغان عن الحكم. ليس بمقدور أحزاب "الدولة" مجتمعة أن تُخرج تركيا إلى بر الأمان في الوقت الحالي.
قد يبدو هذا مؤلماً، ولكن هذه هي الحقيقة...
-----------
احوال تركية
 

ارغون باباهان
الجمعة 6 أبريل 2018