تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح

التحديات السورية والأمل الأردني

11/08/2025 - د. مهند مبيضين

مقاربة الأسد لا تزال تحكم البلد.

08/08/2025 - مضر رياض الدبس

سورية في العقل الأميركي الجديد

05/08/2025 - باسل الحاج جاسم

سمومُ موازينِ القوى

28/07/2025 - غسان شربل


لن يكون لأمريكا حليف سني بالشام!




أكتب هذا ليس لقناعتي الجديدة به، وإنما غرّدت به وكتبت عنه كثيرًا، ولكن لمن على عينيه غشاوة؛ كونه لا يزال يُحسن الظن بأمريكا وبإمكانية مساعدتها له في إسقاط هذه العصابة المجرمة بالشام سياسيًّا أو عسكريًّا، فهو واهم جدًّا، لقد تكشّف لكل ذي عينين تخلي أمريكا عن الفرقة 30 حين انتقلت إلى الداخل السوري، وعلى الرغم من دعوة أعضاء الفرقة الذين لا يتعدى عددهم 54 شخصًا لطائرات التحالف قبل 10 ساعات من هجوم جبهة النصرة عليهم في أعزاز، إلا أنهم لم يتلقوا أي دعم، وسقط بعضهم بين قتيل وأسير وهارب.


 

 

ينقل أحد ضباط الجيش الحر عن صحافي أمريكي قوله له حين سأله الأخير: من ستقاتلون؟ فيجيبه الضابط: سنقاتل "داعش" و"الأسد"، فضحك الصحافي الأمريكي وقال: لن يدعموكم أو يقفوا معكم إن أطلقتم طلقة واحدة صوب النظام.

كان من المفترض أن تتعلم الفرقة الـ30 مما حصل ويحصل لمقاتلي الجيش الحر في حوران حيث الخطوط الحُمر الأمريكية أصبحت جدرانًا فولاذية لمنع أي تقدم للجيش الحر نحو درعا المحطة أو سعسع أو فك الحصار عن الغوطة، ومن تجرأ على غير ذلك لقي القتل والاغتيال والتنكيل به، ولتعزيز قوة النظام المجرم لجأت أمريكا وعملاؤها إلى خلق تنظيم داعش باسم لواء شهداء اليرموك؛ من أجل مواجهة جبهة النصرة وأحرار الشام لإشغالهما، بينما العجب العجاب أن قوات الجيش الحر هناك التي من المفترض أن تقاتل "داعش" تنفيذًا للخطة الأمريكية المعلنة في العراق والشمال السوري، كما هو الرائج، تصف هذه القوات القتال بالفتنة ولا تدخل فيه؛ وذلك من أجل استنفاد قدرات جبهة النصرة وأحرار الشام بمعارك جانبية بعيدًا عن استهداف النظام، وثانيًا من أجل منع تكرار تجربة جيش الفتح في الشمال بحوران.

تخلت أمريكا من قبل عن الميليشيات الصحوجية السنية في العراق بعد أن تم استخدمتهم للقتال إلى جانب قوات العصابة الطائفية في العراق ضد تنظيم القاعدة، وحين انتهى دورهم تخلت عنهم أمريكا تمامًا، كما تخلت عنهم العصابة العراقية الطائفية الحاكمة، فقتلت بعض رموزهم وهرب بعضهم وسُجن آخرون، ومن لم تقتله العصابة الطائفية لاحقه تنظيم القاعدة، هذه التجارب الحديثة العهد كان من المفترض أن تكون درسًا يمنع بعض الجهات من الاعتماد على أمريكا والثقة بها، تمامًا كما يُفترض على الجماعات الجهادية أن تكسب إخوانها مهما أخطؤوا بحقها؛ فمعركة دفع الصائل العالمي في الشام بحاجة إلى قوى كثيرة، وإمكانيات الجميع، ورحم الله الإمام ابن تيمية حين سمح حتى للصوفيين أن يقاتلوا في صفه بمعركة شقحب.

الخداع الأمريكي ليس في صفوف العسكريين فحسب، وإنما في صفوف السياسيين الذين أوهمت أمريكا ولا تزال توهمهم من أنها جادة في البحث عن حل سياسي؛ ولذا فقد أغرقتهم منذ أن ظهرت هذه المعارضة وحتى الآن بتفاصيل الحل السياسي وإعداد الوثائق والأفكار والمشاريع، والاجتماعات تلو الاجتماعات ليتبين لاحقًا أنها عبارة عن طبخة حصى، وأنها لهاث وراء السراب، وللأسف لا يزال بعض المعارضين يحسنون الظن حتى بروسيا التي تقتلنا يوميًّا، بينما الواقع على الأرض يصرخ بمستوطنات طائفية جديدة وفرز وتهجير قسري لا يشابهه تهجير في العصر الحديث.

إن ألعوبة ومهزلة الحل السياسي توفر غطاءً مثاليًّا للقوى المقاتلة على الأرض الممثلة بالعصابة البرميلية وحزب الله وإيران، وأنها ترغب بالحل السياسي، بينما على الأرض تفرض واقعًا ديمغرافيًّا خطيرًا، أما القوى العالمية والإقليمية فتوفر لها غطاءً أمام الشعوب والعالم من أنها لم تتخلَّ عن الشعب السوري؛ ولذا رفع الغطاء السياسي عن هذه التحركات ومقاطعتها هو أقل ما يمكن أن تلجأ إليه المعارضة السياسية، ولنتذكر كيف كان ياسر عرفات يهدد دائمًا بمقاطعة التحركات السياسية ووقف التنسيق الأمني!! لقد حسمت أمريكا خيارها منذ غزوها أفغانستان أن ميليشياتها على الأرض هي الميليشيات الشيعية الطائفية وميليشيات غلاة الأكراد، وفي الحالة السورية تُغلف ذلك كله بالحفاظ على مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية القاتلة والمستخدمة لكل المحرمات بعُرفها، ولكن مع هذا فهي المؤسسات القادرة على كبج جماح أهل السنة وذبحهم وإبادتهم على المديات القريبة والمتوسطة والبعيدة.

سجلُ الأمريكيين في التخلي عن أصدقائهم وحلفائهم ليس جديدًا، والملف يطول ذكره من التخلي عن الشاه إلى التخلي عن باكستان في سنوات العسرة، وأخيرًا ما جرى في العراق وتركيا وصدق نيكسون القائل "من الخطير أن تكون عدوًّا لأمريكا، ولكن الأخطر أن تكون صديقًا لها".

 ------------
الدرر الشامية

. أحمد موفق زيدان
الاحد 20 سبتمبر 2015