نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي

حرب لإخراج إيران من سوريا

06/04/2024 - محمد قواص

على هامش رواية ياسر عبد ربه

04/04/2024 - حازم صاغية


مئوية إقليم سارلاند أصغر المقاطعات السويدية على الحدود الفرنسية




ساربروكن (ألمانيا) – تعتبر سارلاند أصغر مقاطعة فيدرالية في ألمانيا على حدود فرنسا ولوكسمبورج. ولدت ككيان إداري بهذا الاسم وفقا لمعاهدة فيرساي، التي وقعت عقب انتهاء الحرب العالمية الأولى ودخلت حيز التنفيذ في العاشر من كانون ثان/ يناير 1920. وفقا للمعاهدة، سوف تدار الأراضي الواقعة، آنذاك في حوض السارلاند، التي تشمل المقاطعة الفيدرالية حاليا، تحت إشراف عصبة الأمم بوصفها منطقة مستقلة.


وتقرر أن يشمل عام مئوية سارلاند احتفالات على أوسع نطاق وعلى أعلى مستوى، وسوف تتضمن الفعاليات: معرض متجول، رحلات تعريفية للعديد من المجموعات، ضمن العديد من الفعاليات. يذكر أن رئيس وزراء سارلاند، الديمقراطي كريستيانو توبياس، أعلن قبل أيام بمناسبة حفل استقبال العام الجديد، بدء الاحتفالات التي ستستمر على مدار العام. وبهذه المناسبة، يحتفل سكان سارلاند في نفس الوقت بهويتهم. "لم يبدأ سكان سارلاند في تطوير شخصيتهم الثقافية الخاصة إلا بعد عام 1920. وقبل ذلك، لم يكن هناك سوى بروسيا وبافاريا في ألمانيا"، حسبما يوضح يوتشين فاجنر، نائب رئيس وزراء الحكومة المحلية بسارلاند والمسؤول عن برنامج المئوية المسمى "سارهاوندرت". ويوضح السياسي المنتمي للحزب المسيحي الديمقراطي أن نواة سارلاند، بعد إنشائها، ظل محافظا على استقراره، رغم أنها نمت لخمس مرات مقارنةً بقرن مضى. ويضيف فاجنر أنه بسبب تاريخها، تتمتع سارلاند بميزة خاصة: "لقد طور سكان المنطقة عقلية فردية تتوافق حدودها مع حدود الدولة". تم تأسيس إقليم حوض سار منذ مئة عام باعتباره "كيانا مصطنعا" حول المدن الصناعية والمناجم ومناطق تجميع العمال. وبهذه الطريقة، أمنت فرنسا الوصول إلى مناجم الفحم بحوض السار كتعويض عن الأضرار التي حدثت وكجزء من الإصلاحات التي اضطرت ألمانيا لدفع ثمن الحرب العالمية الأولى (1914-1918). بعد العديد من التغييرات في التبعية وتنقل الحدود، وأيضًا بعد الحرب العالمية الثانية (1939-1945) ، أصبحت سارلاند بصورة نهائية "جزءًا من ألمانيا" عام 1957 ، كما لاحظ المؤرخ راينر يونج من متحف سارلاند التاريخي بالعاصمة ساربروكن. وبهذه الطريقة، أصبحت المنطقة أصغر مقاطعة اتحادية في جمهورية ألمانيا الفيدرالية، وأيضًا أصغر دولة إذا تم استثناء ولايات المدن الثلاث في البلاد: برلين وبريمن وهامبورج. يلاحظ نائب مدير المتحف أن سارلاند، التي تضم حالياً ما يقرب من مليون نسمة، لها تاريخ فريد: "إنها حالة فريدة للغاية: تم فصل الإقليم مرتين عن ألمانيا". في عام 1920، تم فصل المنطقة عن الإمبراطورية الألمانية ووضعها تحت ولاية عصبة الأمم مع إشراف لجنة دولية. في وقت لاحق، في عام 1935، عادت سارلاند إلى ألمانيا بعد تصويت شعبي مع أكثر من 90 في المئة من الأصوات المؤيدة للقرار. بعد الحرب العالمية الثانية، مرت سارلاند مرة أخرى بفترة الاحتلال وصارت تحت الإدارة الفرنسية، لكن أصبح مسموحًا لها في بداية عام 1946 بإدارة إقليمية ودستورها الخاص. من الناحية الاقتصادية، استمرت فرنسا في السيطرة على المنطقة، مع تأثير قوي أيضًا على السياسة التعليمية والثقافية، والتي استمرت على الرغم من المقاومة المتزايدة من جانب السكان. في عام 1955 ، صوت السكان ضد النظام الأساسي لسارلاند ، الذي سعى لمنح الدولة الاستقلال السياسي تحت السيطرة الأوروبية. بهذه الطريقة ، اضطرت فرنسا لقبول انضمام سارلاند إلى الجمهورية الاتحادية الألمانية. من جانبه يؤكد فاجنر، مدير العلاقات العامة بالحكومة الإقليمية والمراسم الفروسية بالمقاطعة الفيدرالية "وهكذا تحتم على سارلاند أن يكون لها مسيرتها الخاصة. كان بوسعنا الدوران في اتجاه آخر لتغيير المسار". يوضح المسؤول أن رغبة سكان سارلاند في العودة إلى ألمانيا ساهمت بشكل واضح في تحديد هويتهم: "في سارلاند ، كان هناك دائمًا وعي جمعي واضح بـ(نحن)". ويضيف أن عقلية السكان الفريدة قد تطورت أيضًا "لأننا لا ننتمي لأي شخص، بل لأنفسنا فقط. لقد عشنا لفترة طويلة يتم التحكم فينا من الخارج". ويتابع فاجنر قائلا إنه إلى اليوم تاريخ سارلاند هو أكثر ما يميز شعبها: يوجد تراث ثقافي محلي وثقافة تطوع قوية للغاية، تسهم بشكل طبيعي في تقوية اللحمة القومية بين سكان الإقليم. يوضح المسؤول "لدينا أكبر عدد من المتطوعين مقارنة بعدد السكان، كما أن عدد المؤسسات غير الربحية مرتفع للغاية: هناك العديد من سكان سارلاند أعضاء نشطين في أكثر من سبع أو ثمان جمعيات غير حكومة وأهلية مختلفة". لإضفاء الحيوية على تاريخ سارلاند، تمضي فعاليات "ساراهندرت" في جولة على شكل معرض متنقل، حيث أتاحت الحكومة العديد من لوحات المعلومات للبلديات والمدارس العامة. يؤكد فاجنر "لم نكن نريد إقامة معرض في مكان ثابت ، ولكننا نود الوصول إلى جميع المواطنين"، موضحا أن ما يقرب من 150 مدرسة ثانوية و 50 بلدية في الولاية الفيدرالية يمكنها "حجز" المعرض لمدة أسبوعين. كما يوضح "الأمر لا يكلف شيئًا. نحن نأخذ المعرض ونجمعه ثم نفككه مرة أخرى". كما يتم التخطيط أيضا للقيام برحلات جماعية، إحداها في آيار/ مايو المقبل لزيارة المواقع ذات الأهمية التاريخية في المنطقة والأخرى في تشرين ثان/ نوفمبر إلى جنيف في سويسرا. كما خطط برلمان الولاية والمحكمة الدستورية لتنظيم فعاليات أخرى. في النهاية يؤكد فاجنر أنه ستكون هناك احتفاليات، سيكون أحدها مع مطلع فصل الصيف بالمتحف التاريخي بسارلاند.

برجيت رايخرت
الاثنين 20 يناير 2020