نظرا للصعوبات الاقتصادية التي رافقت الجائحة وأعقبتها اضطررنا لإيقاف أقسام اللغات الأجنبية على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

" دمشق التي عايشتها " الغوطة

28/04/2024 - يوسف سامي اليوسف

( أيهما أخطر؟ )

24/04/2024 - محمد الرميحي*

إيران.. من يزرع الريح يحصد العاصفة

23/04/2024 - نظام مير محمدي

وقاحة استراتيجية مذهلة

21/04/2024 - راغدة درغام

التعميم بوصفه "تخبيصة" العقل الأولى

18/04/2024 - مصطفى تاج الدين الموسى

رسائل النيران بين إيران وإسرائيل

15/04/2024 - محمد مختار الشَنقيطي

جنوب لبنان.. بعد غزة

06/04/2024 - عبد الوهاب بدرخان

غزة والأخلاق العابرة للحدود والأرباح

06/04/2024 - عدنان عبد الرزاق

نزار قباني وتلاميذ غزة

06/04/2024 - صبحي حديدي


مبارك مع الجيش الثاني للإحتفال بسيناء رمز" المقاومة العربية المثمرة "بعيد تحريرها




القاهرة - فادي عاكوم - ربما هي مصادفة او امر فرضته الظروف والمتغيرات الاقليمية والدولية، بان تتزامن ذكرى الانسحاب الاسرائيلي من سيناء بذكرى اجتياح بيروت، منذ 28 عاما، ولا شك ان اسرائيل هذا الكيان الملتهم للاراضي العربية لم يكن سينسحب من الاراضي المصرية في سيناء بعد حروب عسكرية وسياسية شرسة من قبل الجانب المصري الا وكان في بالها التعويض على جبهة اخرى وارض عربية اخرى.


مبارك مع الجيش الثاني للإحتفال  بسيناء رمز" المقاومة العربية المثمرة "بعيد تحريرها
ففي الخامس والعشرين من ابريل عام 1982 رفرف العلم المصري عاليا في سيناء معلنا عودة الارض الى ابنائها الشرعيين، بعد سنوات من النضال والعمليات الاستنزافية عسكريا وسياسيا وبعد سلام الشجعان الذي قام به المصريون لانهاء الاحتلال، وتمر الذكرى هذا العام برمزية جميلة مع اطلالة الرئيس المصري حسني مبارك شعبيا لاول مرة خارج مقر نقاهته حيث سيزور الجيش الثاني في سيناء باشارة ايضا الى التقدير المصري الكبير شعبيا ورسميا للدور الهام الذي لعبه ويلعبه الجيش المصري منذ العقود التي تلت الثورة.

وقام مبارك مساء امس بزيارة الجيش الثاني الميداني في الاسماعيلية وشهد عرضا فنيا يتضمن أغاني وطنية التي تسجل احتفال القوات المسلحة بسلامة الرئيس المصري ونجاح العملية الجراحية كما تناول طعام الإفطار مع رجال القوات المسلحة، وقام بوضع إكليل من الزهور على النصب التذكاري للجيش الثاني بشرق القناة، وأكد الرئيس مبارك في كلمته التي وجهها للشعب المصري بالمناسبة أنه أطلق عملية شاملة للإصلاح من أجل مجتمع متطور لدولة مدنية حديثة مشيرا إلى أن ما تشهده مصر اليوم فى تفاعل نشط لقوى المجتمع هو نتاج ما بادر إليه منذ خمسة أعوام مضت، وهو دليل حيوية المصريين..

وتاتي ذكرى اعادة سيناء لمصر في وقت تشهد فيه عملية السلام الشرق الاوسطية بعض التعثر بسبب المواقف الاسرائيلية المتقلبة بالنسبة لاقامة حل الدولتين خصوصا وان تحرير سيناء اتى بعد سلسلة من الافراح والاتراح بالنسبة للمصريين، فقد سبق استعادتها نكسة عام 1967 والتي تلاها حرب الاستنزاف التي بدات من العام 1967 حتى شهر اغسطس 1971، والتي تعتبر من اكبر الدروس والتجارب العربية التي جمعت الجهود الرسمية والشعبية في مقاومة المحتل، وصولا الى اكثر حروب العصر اثارة عربيا وهي الحرب التي اطلق عليها مصطلح حرب اكتوبر وكانت عام 1973 وانتقل بعدها المصريون الى الحرب السياسية والمفاوضات التي ادت الى الانسحاب الاسرائيلي الكامل في الـ 25 من نيسان ابريل عام 1982.

واحتلت سيناء الصدارة في الصراع العربي الاسرائيلي خصوصا وانها شهدت اربع حروب (1948 - 1956 - 1967 - 1973)، ففى الحرب العربية الاسرائيلية الأولى فى 15 مايو 1948 لم تكن أرض سيناء سوى معبر لقوات الجيش المصرى نحو أرض فلسطين بعد يوم واحد من إعلان الزعماء الإسرائيليين عن تأسيس دولتهم وفتح أراضيها أمام هجرة يهود العالم من كل الدول، وفى 29 اكتوبر 1956 كانت سيناء مسرحا للعدوان الثلاثى (البريطانى والفرنسى والإسرائيلى) المشترك على الأراضى الفلسطينية عقب قرار الرئيس جمال عبد الناصر بتأميم قناة السويس ، وكانت هذه الحرب فرصة أمام إسرائيل لاحتلال قطاع غزة الذى كان خاضعا للسيادة المصرية .
وكان قرار الرئيس جمال عبد الناصر بإغلاق مضيق تيران وخروج قوات الأمم المتحدة من الأراضى المصرية من الأسباب التى اتخذتها إسرائيل مبررا لها لشن حرب 1967، واستمر الاحتلال ست سنوات إلى أن عبر الجيش المصرى قناة السويس 1973 ودمر خط بارليف وتم استرداد سيناء .

ولسيناء اهمية كبيرة لدى المصريين ليس فقط كونها عانت الامرين تحت الاحتلال، بل كونها تضم ثروات كثيرة خصوصا البترول والثروات المعدنية الاخرى كالمنجنيز والفحم والكبريتات ورمل السليكون والرمال السوداء بالإضافة إلى خامات مواد البناء مثل الإسمنت والجير والرمال والرخام والجرانيت، بالاضافة لكونها قبلة سياحية لما تحتويه من مقومات سياحية كثيرة، اذ تنشط فيها السياحة الدينية والسفاري والمياه المعدنية ذات الخصائص الطبية.

مصر التي يتم انتقادها كثيرا من قبل بعض الساسة العرب بسبب سياساتها، لكن يبدو ان منتقديها نسوا او تناسوا انها البلد العربي الوحيد الذي كانت ثلث اراضيه تحت الاحتلال وتم تحريرها بالكامل، وسقط في النسيان ايضا الاف الشهداء والسنوات الطويلة من الحروب التي لم يخضها شعب عربي اخر، فهنيئا لسيناء بعيدها، وهنيئا لمصر بالذكرى الـ 28 لعودة سيناء الى باقي الوطن...


فادي عاكوم
الاحد 25 أبريل 2010