تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مزارعو غزة يتطلعون لموسم مختلف بعد سماح إسرائيل لهم بتصدير منتجاتهم





غزة - عماد الدريملي - يتنفس المزارع محمد مجيد الصعداء بينما يقطف زهراته الملونة الممتدة على مساحة أرضه شرقي رفح أقصى جنوب قطاع غزة تحضيرا لتجميعها في ربطات وتوريدها لتباع في أشهر الأسواق الأوروبية بعد نقلها إلى هولندا


تصدير التوت والورد من معبر كارم ابو سالم
تصدير التوت والورد من معبر كارم ابو سالم
ويعرب مجيد في الأربعينات من عمره عن سعادته الغامرة وهو يعكف على جني موسم زراعته ورعاية الزهور التي سمحت إسرائيل أخيرا بعد تدخلات أوروبية بتصدير كميات منها إلى السوق الأوروبي.

ويقول مجيد الذي يساعده ثلاثة من أبنائه في عمله الشاق على مدار ساعات النهار، إن النجاح في تصدير زهوره "أمر يغمرني بفرح لا يوازيه شيئا في الحياة".

ويضيف وهو يحتضن ربطات الزهور القرنفل الزاهية " قمة سعادتي عندما ينجح موسم زراعة الزهور ونتمكن من تصديرها للخارج، لقد عملنا طول شهور الموسم من أجل هذا اليوم".

وسمحت إسرائيل نهاية هذا الشهر بتصدير أول دفعات من الزهور والتوت الأرضي بعد تدخل هولندا التي تمول مشاريع ضخمة لزراعة المحصولين الشهيرين في القطاع الساحلي.

ومنذ فرضت إسرائيل حصارا مشددا على قطاع غزة الذي يقطنه مليون ونصف نسمة قبل نحو أربعة أعوام، حظرت كافة أشكال تصدير المنتجات المحلية فيه إلى الخارج قبل أن تقبل بأن يقتصر التصدير على الزهور والتوت الأرضي.

ويجتهد أبو رامي سمعان وهو مزارع محلي في بلدة بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، على جمع محصوله من التوت الأرضي في معلبات بلاستكية خاصة ليسابق الزمن من أجل تصديره بما يعوضه من خسائر المواسم الماضية.

ويقول غبن الذي يعيل أسرة تضم تسعة أفراد أنه يستبشر خيرا من نجاح هذا الموسم في زراعة التوت بعد النجاح في تصديره رغم أن تقلب الأوضاع الميدانية يشكل هاجسا دائما له.

ولا يمتد موسم التصدير بالنسبة لغبن وأقرانه من مزارعي التوت لأكثر من شهرين بينما يمتد موسم تصدير الزهور حتى أيار/ مايو المقبل.

وتقدر مساحة التوت الأرضي المزروعة شمال القطاع بألف دونم، أما مساحة الأراضي المزروعة بالزهور فتقدر بـ310 دونمات وهي موجودة في جنوب القطاع.

ويخشى المزارع غبن والعشرات من أمثاله من تراجع السلطات الإسرائيلية عن السماح بتصدير منتجاتهما حال إغلاق المعابر التجارية للقطاع الذي يخضع للاعتبارات الأمنية.

وتتحكم إسرائيل بشكل شبه كلي بحركة معابر قطاع غزة رغم أنها انسحبت بشكل شبه أحادي من القطاع نهاية العام 2005 وهي شددت حصارها للقطاع أثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية "حماس" بالقوة على الأوضاع فيه.

واستجابت إسرائيل لضغوط دولية كبيرة لإدخال تسهيلات على حصارها للقطاع بعد مهاجمة قواتها البحرية سفن (أسطول الحرية) التي كانت في طريقها إلى غزة لنقل مساعدات إنسانية.

ويقول محمود خليل رئيس جمعية الزهور والتوت الأرضي في قطاع غزة إن الجانب الفلسطيني تلقي تعهدات بإنجاح موسم تصدير المنتجين هذه المرة من خلال التصدير على دفعات من غزة إلى ميناء اسدود الإسرائيلي ثم إلى هولندا ومنها إلى باقي الدول الأوروبية.

ويتوقع خليل أن يتم تصدير 800 طن من التوت الأرضي، و300 مليون زهرة خلال الموسم الحالي في حال سارت الإجراءات الإسرائيلية وفق الوعود المقدمة واستمر فتح المعابر التجارية للقطاع.

كما توقع أن يحقق الموسم التصديري الحالي أرباحا مجزية للمزارعين سيما وأن منتجات المحاصيل الزراعية لقطاع غزة تنضج مبكرا، وتصل للأسواق الأوروبية قبل العديد من منتجات الدول التي تزرع المحاصيل ذاتها.

إلا أن فرحة نجاح الموسم الزراعي والتصدير للخارج بالنسبة لمزارعي غزة سيبقى ناقصا مع استمرار إغلاق الباب أمام باقي المنتجات الزراعية الأخرى خاصة الخضار والحمضيات التي يشتهر فيها القطاع.

ويقول أبو خالد رحيم الذي يزرع عددا من أنواع الحمضيات في أرضه إنه يأمل أن تسمح إسرائيل لهم كذلك بتصدير منتجاتهم إلى أسواق الضفة الغربية على الأقل لتحقيق عائد مالي يعوض جهدهم.

ويشير إلى أن استمرار حظر تصدير منتجاتهم يعني فشل موسمهم الذي يقتصر على السوق المحلي في غزة ولا يعود عليهم بعائد مالي يعوضهم عن جهدهم الكبير.

من جهته يقول يوسف شعت مدير مشروع تطوير المحاصيل التصديرية الذي تموله هولندا إن الموافقة الإسرائيلية بتصدير منتجات من غزة إلى الخارج سيبقي ناقصا وليس كافيا طالما أنه لم يتضمن باقي المنتجات الزراعية.

ويشدد شعت، على ضرورة فتح أسواق الضفة الغربية والسوق الإسرائيلية أمام منتجات محاصيل غزة التصديرية.

ودعا الجهات المحلية والدولية بالضغط على السلطات الإسرائيلية بتصدر الخضار والمنتجات الزراعية من القطاع إلى الخارج، وإدخال التسهيلات اللازمة لمحطات التصدير "حتى يمكن القول إن هنالك تخفيف حقيقي لحصار غزة".

عماد الدريملي
الاحد 5 ديسمبر 2010