
النص على غرار اعمال بيكيت الأخرى يعد خرقا لتقاليد المسرح الكلاسيكي
وفي حين يجد الجمهور السوري نصوص بيكيت صعبة على الفهم بسبب ارتباطها باذهانهم بمسرح العبث، وخصوصا مسرحيته الشهيرة "في انتظار غودو"، على ما يقول احد الحضور من دارسي المسرح، فان المخرج اسامة غنم، الذي يقوم مع "الشريط الاخير" بتجربته الاخراجية الاولى، يعتبر "ان بيكيت خيار مناسب لان لديه جرعة كبيرة من التجريد، تجعل من نصوصه قابلة للعيش في مكان وزمان آخرين".
ويستدرك قائلا "الشريط الأخير هو من اكثر نصوص بيكيت واقعية، وقد كتبه بتأثير عاطفي، بعد لقاء مؤثر بامرأة مصابة بالسرطان".
وقد ضمن العرض لنفسه تأثيرا خاصا عبر صورة الرجل العجوز مصغيا الى صوت ذكرياته من جهاز تسجيل قديم، وحيدا في العتمة تحت ضوء مصباح خافت، وامامه على الطاولة المزيد من علب الاشرطة، من دون اشياء او عناصر ديكور أخرى.
بيد ان المرء يلمس اختلافا في آراء المتفرجين حول تأثير هذه المونودراما التي كتبها بيكيت العام 1958 كعمل اذاعي في الأساس.
فتقول الناقدة المسرحية ماري الياس انه "عرض صعب، لنص صعب واستثنائي، فهو مسرحية اذاعية، ولكنك تجد له هنا، في العرض السوري، معادلا بصريا، الى جانب ان الممثل (محمد آل رشي) قدم اداء ممتازا".
ويؤكد الشاعر جولان حاجي ان "البطل في المسرحية هو الصوت، وقوة التأثير هي بقوة الشعر الذي يحمله النص. هناك مشاهد اشبه بقصائد. انها ذاكرة شخص ميت، تحضر فيها اصوات موتى، لا اصوات حقيقية، والبطء الذي يسم العرض يترك أثرا قويا".
لكن مازن ربيع، احد خريجي الدراسات المسرحية، يقول "ان ايقاع العمل بطيء، عدا عن مبالغات الممثل، في عمل لا اضاءة مدروسة فيه، ولا سينوغرافيا". ويضيف "ان بيكيت في الأساس يصعب فهمه، فلماذا لا يفعلون شيئا لتجنب هذه الصعوبة، لا أفهم لماذا يجب المحافظة على اجواء بيكيت ببطئه، وقتامته، وحتى الملابس الغريبة للممثل. ثم انني، كمتفرج، اريد ان استمتع برسالة ما من وراء العمل".
لكن اكثر ما يلفت ربيع هو "تقديم العمل بالعربية الفصحى" ويستغرب "لماذا نفعل ذلك بنص كتب في الاصل الاجنبي بالعامية".
وكان للناقد والروائي خليل صويلح وجهة نظر غير بعيدة "لا شك أن العرض كان مخلصا لمناخات بيكيت العبثية، لكن على مستوى الفرجة المسرحية، احسسنا بغياب المشهدية لمصلحة الصوت وحده، ولعل هذا ما كان يرغبه بيكيت بازاحة دور الممثل كي تنتصر الفكرة. ربما افقدت الفصحى العرض حيويته وباعدت المسافة بين الخشبة والمتلقي".
غير أن للمخرج أسامة غنم مسوغات اخرى اذ يقول: "كراب، الشخصية التي يتمحور حولها العرض، هو اديب، وهمه الكتابة الادبية، وفي النص ارجاعات ادبية واضحة، كما انه يستخدم مصطلحات ادبية باللاتينية احيانا. في لغته هنالك لمسة شعرية وأدبية، ومن الصعب أن تقارب عاميتنا (السورية) هكذا مستويات، والاهم من ذلك ان الفارق بين العامية والفصحى في الغرب اقل مما لدينا في اللغة العربية".
ويضيف المخرج ان ثمة سببا اخر جعله يتمسك بهذه الفصحى، التي يعتبرها فصحى بسيطة قائلا "اذا اردت ان تحولل لغة كراب الى العامية ستجد انك امام خيار تحويله الى كراب سوري، وذلك سيفتح الباب واسعا للتعديل والحذف والإضافة، يصبح حينها من الأفضل أن تكتب نصا مسرحيا جديدا".
يذكر أن صموئيل بيكيت كتب "الشريط الاخير" للممثل الايرلندي باتريك ماجي، رغبة منه في مساندة الممثلين الايرلنديين الذين كانوا يقصون حينذاك عن الادوار المهمة في المسرح البريطاني.
سبق للمسرحي البريطاني هارولد بنتر (نوبل للآداب 2005) ان قدم العرض بنفسه مؤديا دور كراب تحية الى المعلم الكبير بيكيت، وهو في سن السادسة والسبعين، تحت وطأة مرض عضال صارعه طويلا.
والنص هو على غرار اعمال بيكيت الأخرى يعد خرقا لتقاليد المسرح الكلاسيكي، حيث لا أحداث تجري في العرض، ولا تحولات تذكر على مستوى الشخصية، انها مجرد نتف من ذكريات يجد فيها الرجل العجوز نفسه أمام هراء الماضي وحماقاته، كما حماقات الحاضر أيضا
ويستدرك قائلا "الشريط الأخير هو من اكثر نصوص بيكيت واقعية، وقد كتبه بتأثير عاطفي، بعد لقاء مؤثر بامرأة مصابة بالسرطان".
وقد ضمن العرض لنفسه تأثيرا خاصا عبر صورة الرجل العجوز مصغيا الى صوت ذكرياته من جهاز تسجيل قديم، وحيدا في العتمة تحت ضوء مصباح خافت، وامامه على الطاولة المزيد من علب الاشرطة، من دون اشياء او عناصر ديكور أخرى.
بيد ان المرء يلمس اختلافا في آراء المتفرجين حول تأثير هذه المونودراما التي كتبها بيكيت العام 1958 كعمل اذاعي في الأساس.
فتقول الناقدة المسرحية ماري الياس انه "عرض صعب، لنص صعب واستثنائي، فهو مسرحية اذاعية، ولكنك تجد له هنا، في العرض السوري، معادلا بصريا، الى جانب ان الممثل (محمد آل رشي) قدم اداء ممتازا".
ويؤكد الشاعر جولان حاجي ان "البطل في المسرحية هو الصوت، وقوة التأثير هي بقوة الشعر الذي يحمله النص. هناك مشاهد اشبه بقصائد. انها ذاكرة شخص ميت، تحضر فيها اصوات موتى، لا اصوات حقيقية، والبطء الذي يسم العرض يترك أثرا قويا".
لكن مازن ربيع، احد خريجي الدراسات المسرحية، يقول "ان ايقاع العمل بطيء، عدا عن مبالغات الممثل، في عمل لا اضاءة مدروسة فيه، ولا سينوغرافيا". ويضيف "ان بيكيت في الأساس يصعب فهمه، فلماذا لا يفعلون شيئا لتجنب هذه الصعوبة، لا أفهم لماذا يجب المحافظة على اجواء بيكيت ببطئه، وقتامته، وحتى الملابس الغريبة للممثل. ثم انني، كمتفرج، اريد ان استمتع برسالة ما من وراء العمل".
لكن اكثر ما يلفت ربيع هو "تقديم العمل بالعربية الفصحى" ويستغرب "لماذا نفعل ذلك بنص كتب في الاصل الاجنبي بالعامية".
وكان للناقد والروائي خليل صويلح وجهة نظر غير بعيدة "لا شك أن العرض كان مخلصا لمناخات بيكيت العبثية، لكن على مستوى الفرجة المسرحية، احسسنا بغياب المشهدية لمصلحة الصوت وحده، ولعل هذا ما كان يرغبه بيكيت بازاحة دور الممثل كي تنتصر الفكرة. ربما افقدت الفصحى العرض حيويته وباعدت المسافة بين الخشبة والمتلقي".
غير أن للمخرج أسامة غنم مسوغات اخرى اذ يقول: "كراب، الشخصية التي يتمحور حولها العرض، هو اديب، وهمه الكتابة الادبية، وفي النص ارجاعات ادبية واضحة، كما انه يستخدم مصطلحات ادبية باللاتينية احيانا. في لغته هنالك لمسة شعرية وأدبية، ومن الصعب أن تقارب عاميتنا (السورية) هكذا مستويات، والاهم من ذلك ان الفارق بين العامية والفصحى في الغرب اقل مما لدينا في اللغة العربية".
ويضيف المخرج ان ثمة سببا اخر جعله يتمسك بهذه الفصحى، التي يعتبرها فصحى بسيطة قائلا "اذا اردت ان تحولل لغة كراب الى العامية ستجد انك امام خيار تحويله الى كراب سوري، وذلك سيفتح الباب واسعا للتعديل والحذف والإضافة، يصبح حينها من الأفضل أن تكتب نصا مسرحيا جديدا".
يذكر أن صموئيل بيكيت كتب "الشريط الاخير" للممثل الايرلندي باتريك ماجي، رغبة منه في مساندة الممثلين الايرلنديين الذين كانوا يقصون حينذاك عن الادوار المهمة في المسرح البريطاني.
سبق للمسرحي البريطاني هارولد بنتر (نوبل للآداب 2005) ان قدم العرض بنفسه مؤديا دور كراب تحية الى المعلم الكبير بيكيت، وهو في سن السادسة والسبعين، تحت وطأة مرض عضال صارعه طويلا.
والنص هو على غرار اعمال بيكيت الأخرى يعد خرقا لتقاليد المسرح الكلاسيكي، حيث لا أحداث تجري في العرض، ولا تحولات تذكر على مستوى الشخصية، انها مجرد نتف من ذكريات يجد فيها الرجل العجوز نفسه أمام هراء الماضي وحماقاته، كما حماقات الحاضر أيضا