تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مشروع ألماني لمساعدة الأمهات الصغيرة في المواقف الصعبة




فرانكفورت - ايرا شابله - إنهم يعيشون في غربة وعزلة وبلا عمل، ثم ينجبون أطفالا. يدعم هذا المشروع في فرانكفورت الزوجين و الأمهات اللاتي يربين أبنائهن وحدهن، بدون مساعدة الزوج، وينتظرن نسلا آخر.


مشروع ألماني لمساعدة الأمهات الصغيرة في المواقف الصعبة
عندما أتمت لينا الصغيرة نحو ثمانية أسابيع من العمر سافر والدها إلى البحر، وتركها مع أمها لمدة ثلاثة أشهر في فرانكفورت.
كان هذا وقتا عصيبا للأم الكرواتية أدا/39 عاما/التي جاءت مع زوجها السويدي الذي يعمل قبطانا على سفينة منذ بضعة أشهر فقط إلى ألمانيا الغريبة عنها تماما
لم يكن لدى الأم أدا شيئ من الخبرة في التعامل مع طفلتها الرضيعة. وعندئذ حكت لها قريبتها عن مشروع "فرانكفورت، أيام التعارف والـتـرحيب في بداية الإنجاب " واصطحبتها إلى مقابلة مع القائمين على المشروع.

ويدعم البرنامج الأسر الشابة التي لديها مشاكل أو التي تعيش في ظروف صعبة ، ويهتم بهم لمدة عام بشكل مكثف.

وتقول كاتارينا اوزاديل من مؤسسة "مجتمع البوليتكنك" (مجتمع تكنولوجيا التقنية) التي تساهم في هذا المشروع:" في كل بلدة توجد مجموعات كبيرة تتزايد وتحتاج إلي دعم، ولكنها لا تستطيع ذلك وحدها”، وهذه المؤسسة هي صاحبة مبادرة إنشاء هذا المشروع الذي ينفذه مركزان للتعليم الأسري.

وتقول البروفيسورة ماريان لويتسينجر بوليبر مديرة معهد سيجموند فرويد، التي قامت بتقييم مستوى "أيام الترحيب والتعارف": “"وكما نعلم، فمن الصعب غالبا على المختصين الوصول إلى تلك العائلات، التي بأمس الحاجة إلى دعم نفسي". وتتساءل بوليير: "كيف نجد تلك الأسر أو نخاطبها؟"

وتوضح المشرفة على المشروع ميلاني فايمار :" أنه حتى النشرات والدعوة إلى القدوم إلى المشروع، لا فائدة منها”، وتضيف:”على خلاف ذلك ما وجدته الأم أدا من رعاية، فغالبا ما تجد طبيبات نساء وأطباء أطفال وممرضات وقابلات واللاتي يتحدثن إلى السيدة عن حالات التعب والإرهاق خلال اشهر الحمل أو بعد الولادة مباشرة.
كانت سيجي تعمل ممرضة لدى كلاوس وجوليا وحكت لهما عن قسم التوليد في المشروع. وتحكي جوليا:" خطر ببالي منذ اللحظة الأولى:” ألسنا كبارا إلى حد ما على هذا؟" و "هل سيقبلوننا في هذا المشروع ؟ ".

ولم تبلغ جوليا/31 عاما/ شريكها الذي يبلغ نفس عمرها من وقت طويل عندما أصبحت حاملا. وعندما علم كلاوس بأمر الحمل قطع تدريبه في دريسدن على الفور وانتقل إلى حبيبته وابنها الذي يبلغ من العمر تسع سنوات، والذي يحتاج بسبب إعاقته إلى رعاية مكثفة للغاية. وعثر الطباخ المتمرن كلاوس على عمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة.وتحكي اوزاديل عن 23 أسرة شاركوا في هذا المشروع : "العديد من الأسر متعطشة للتعلم ، ولكن تاريخ حياتهم الصعب يقف حائلا دون ذلك".

وتضيف:” كانت أصغر مشتركه تبلغ 15 عاما، وأخريات أنجبن بالفعل طفلا خامسا أو سادسا، والأكثرية تواجه مشاكل مادية ضخمة، فهم إما عاطلون عن العمل ويعيشون على مساعدة بدل البطالة أو يعملون في وظائف مؤقتة. وبعضهم مثل عالمة كمبيوتر جزائرية أتموا شهادتهم لكن لا يستطيعون البدء بالعمل في ألمانيا، والعديد يعيشون في عزلة اجتماعية ، والبعض في منازل صغيرة جدا، بل وفي بعض الأحيان يعيش أربعة في الغرفة.

ويكاد بعضهم يعرف اللغة الألمانية ولا يعرفون مطلقا عادات وتقاليد مجتمعهم الجديد. وتواصل فايمار حديثها:" بل إنهم قد لا يعرفون تماما أن بجوارهم حديقة يمكنهم الذهاب إليها مع أطفالهم ، ولا حتى يثقون في سوق الأشياء المستعملة” وتضيف:” بالإضافة إلى ذلك أيضا لديهم خبرة قليلة في التعامل مع الأطفال : "وغالبا لا يستطع الوالدان تفسير إشارات طفلهما".,وهنا يأتي دور مرافقات الأسرة مثل ايفون ماير شتاخنوفشي.
وتقول اوزاديل "مهمتنا الرئيسية هي تعزيز مهارات التربية الأسرية "، وهن يزرن الأسر في المنزل ويقدمن الدعم لهم في أمور الحياة اليومية والتربية ويعملن على زيارة ثقة هذه الأسر بنفسها.
فمثلا تقابل ايفون ماير شتاخنوفشي عائلة يدخن فيها الكثير من أفرادها ويتركون أطفالهم بشكل دائم أمام التلفزيون، دون تحذيرات.

وتستغل الخبيرة المتدربة كثيرا الموقف الذي ترى فيه الأم ذات مرة مشغولة بتركيزها مع طفلها وتوضح لها كيف تتعامل مع صغيرها بشكل جيد. ويستند هذا المفهوم إلى معلومات البروفيسور جيرالد هوتر طبيب الأعصاب وأستاذ العلوم الطبيعية بجامعة جوتنجن والذي يدعم هذا المشروع. ويقتنع طبيب الأعصاب بأن جلب الناس إلى هذا المشروع وتغيير مواقفهم وآرائهم لا يمكن إلا من خلال التشجيع والإلهام.

ويتضمن مشروع السنة ندوات لمدة ثلاثة أيام يقدم فيها عن عمد موجهون متخصصون من الخارج معلومات عن أخطار التدخين على الصحة وتأثير الاستهلاك الإعلامي والتغذية الصحية ونمو الأطفال وتعلم لغة ثانية إلى جانب لغة الأم وتوفير السكن الآمن للأطفال ويسمح فيها للمشتركين بالحضور مع كل من يرونه منتميا إلى الأسرة وعن ذلك تقول فايمار:"من المهم أن نصل قدر الإمكان إلى أكبر عدد ممكن من أفراد العائلة".

ولإخراج الأمهات وأطفالهن من العزلة يوجد في إحدى مراكز تعليم الأسرة كل أسبوعين مقهى تجتمع فيه الأمهات.،وعندها يمكن أن يسألن ويتبادلن أسئلة على غرار: متى أبدأ في إعطاء الرضيع أطعمة خفيفة لفطامه؟ هل يمكن أن أدع طفلي يصرخ؟وتؤكد اوزاديل عن دور" مرافقة العائلة ومركز تعليم الأسرة قائلة:"إن هذا التواصل مع هذه الأسر هو إحدى مميزات المشروع الفريدة "، وتضيف أن مؤسسة "مجتمع البوليتكنك " تدعم تمويل المشروع بمبلغ 120 ألف يورو سنويا وتساهم المدينة أيضا بنحو 10 آلاف يورو. وتقدر المؤسسة أن حوالي 50 عائلة في فرانكفورت بحاجة سنويا إلى المساعدة.

وتقول ماريتا فولكر ألبرت من المركز الاتحادي للتوعية الصحية في كولونيا إن معظم مكاتب الشباب وكثيرا من مكاتب الصحة أصبحت تقدم أيضا عروضا بمساعدات في وقت مبكر.
والجدير بالذكر أن المركز الاتحادي للتوعية الصحية في كولونيا يشارك في تحمل تكاليف "المركز الوطني للمساعدة في وقت مبكر".

وأضافت ألبرت: "إنهم يدرسون عروضا شاملة مختلفة ، مثل مولدة العائلة و ممرضة الأطفال التي ترافق الأسرة من وقت مبكر.. كونت العديد من البلديات أيضا شبكات تواصل مع هذه الأسر وأصبحت تتعاون تدريجيا من خلالها بصورة أقوى مع مراكز التربية الأسرية”.وعلى أية حال نجح مشروع "أيام الترحيب" في تحقيق مجموعة من الأهداف ونجح في توسيع مهارات التربية الأسرية مثل ما أبرزه تقييم المشروع الذي أعلن قدم في التاسع من أيلول/سبتمبر عام 2008.

وتؤكد لويتسنجر بوليبر:"إنهم يبنون جسرا لتلك الأسر والأطفال الذين يعيشون على هامش مجتمعنا ويقدمون فرصة على الأقل في تحسين نمو بعض الأطفال”.
وتصف اوزاديل:"عندما يظهر على الساحة صور للعنف أو مشاكل المخدرات الخطيرة لدى الأسرة نوفر مرافقات الأسرة اللاتي ترعى خمس أو ست أسر وتقدم لها مساعدات جادة، وعندما يجدن أن مصلحة الطفل في خطر يناقشن ذلك مع مستشار تربوي خارجي.

وتؤكد اوزاديل انه عندما تنتهي السنة:"لا تترك أي عائلة وشأنها بعد نهاية المشروع.. نحرص على جذب المعارف الجدد ومجموعات الأمهات والأطفال من خلال الدورات المختلفة بصورة اكبر إلى مراكز التعليم الأسري التي تقوم بدور مركز الاتصال عندما يكونوا معرضين لأزمة”.والطفلة لينا والأم ادا لن يضطرا للبقاء وحدهما مستقبلا. فبدعم السيدة ماير شتاخنوفشي غير زوجها ربان السفينة مهنته ويعمل الآن كسائق حافلة في شوارع فرانكفورت، وبدأت الأم أدا التي تفهم الآن اللغة الألمانية بشكل أفضل بكثير بدرس “ماما تتعلم الألمانية".

ايرا شابله
الاربعاء 7 ديسمبر 2011