تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


ممرضة هولندية تقضي عطلاتها في مخيم للاجئين الصوماليين في إثيوبيا




أديس أبابا - استغلت روز أمينت أيام عطلاتها في السفر إلى إثيوبيا لكنها حرصت على ألا تستنفد أيام الإجازة في الاستمتاع بالمناظر الطبيعية الخلابة بل توجهت لمخيم اللاجئين الضخم "دوللو أدو" على الحدود مع الصومال.


ممرضة هولندية تقضي عطلاتها في مخيم للاجئين الصوماليين في إثيوبيا
تقول القابلة الهولندية /51 عاما/إنها شعرت بالحاجة لمساعدة نساء أخريات، يكافحن لتلقي الرعاية الطبية بعد رحلات مضنية من الصومال التي مزقها الصراع وأتى عليها الجفاف، للمخيم.
وقالت روز لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) بعد قضائها شهرا في المخيم:" قلبي مع كل سيدة حول العالم..إن الولادة في ظروف صحية حق أصيل لكل امرأة".

خرجت كمتطوعة مع منظمة أطباء بلا حدود، لمخيم دوللو أدو الذي يضم أكثر من 120 ألف لاجئ.
وقالت القابلة الهولندية "اعتقدت أنها ستكون تجربة عظيمة في حياتي الخاصة أيضا..وقد كانت".

والآن بعد أن عادت روز أمينت لهولندا، تفتقد رفاقها الذين عملوا معها في دوللو أدو، لكنها تتذكر في الوقت نفسه الكثير من المصاعب.
المناخ كان قاسيا، والأيام كانت طويلة، والعمل يمتد في الغالب لـ 18 أو حتى عشرين ساعة متصلة.

كثيرا ما تشير إلي الافتقار إلى الخصوصية في المخيم، ودائما ما كانت توجد هناك طوابير تقف في انتظار الطعام والحمامات وأماكن الاستحمام.
تقول روز "لكنني لا أشكو من ذلك..فالأمر كان يستحق دون شك" وأضافت أنه لم تكن هناك "اي توترات بين المجموعة التي كانت رائعة بحق في ظل تلك الظروف".

تقول روز إن تلك الخبرة تركت لديها آثارا نفسية سلبية وسوف يستغرق الأمر وقتا كي تتمكن من إدراك كل ما شهدته خلال شهر آب/أغسطس. فهي في النهاية كانت تتعامل مع أشخاص هربوا من حرب أهلية دامت عشرين عاما ومن أسوأ مجاعة شهدتها المنطقة منذ عقود.

ولأنها أمضت أعواما في العمل التطوعي في أوغندا وإثيوبيا خلال ثمانينيات وتسعينيات القرن المنصرم، فإن روز واثقة من أنها ستتعافى وتخطط للعودة ثانية في وقت ما.
الآن هي تقضي وقتها بين وظيفتها المعتادة كقابلة متفرغة في هولندا وبين أطفالها الثلاثة الذين تبلغ أعمارهم 20 و18و14 عاما.

كما أنها تدير مركزا خيريا في منزلها، تطلق عليه "تبنى قابلة" وهو مشروع يعمل على جمع تمويل لمعالجة مشكلات الصحة الإنجابية.
لكن حتى مع خبراتها، كان المخيم موقعا لتجربة جديدة وبوصفها مسعفة فقد كانت في المقدمة دائما، في الأحزان والأفراح.

في اول أيامها في المخيم، تم استدعاؤها لمساعدة سيدة في المخاض، لتجد نفسها أمام امرأة مستلقية على الرمال تتلوى من الألم، وبفضل مساعدتها المتخصصة التي جاءت في موعدها المناسب، وضعت المرأة وليدها في غضون دقائق وخرج الرضيع سليما وبصحة جيدة . بعدما التقطت الأم أنفاسها وبعدما رأت وليدها، اعترفت بأنها شعرت أنها على وشك الموت خلال المخاض، بينما قبل والد الطفل يدي أمينت امتنانا. وتداعت الذكريات لذهن القابلة "حاولت الابتسام لكنني شعرت برغبة في البكاء".

كانت هنا حالات ولادة متعسرة في الثالثة فجرا ، مرضى ضعفاء من كل الأعمار لم يكن بإمكانهم حتى النهوض، أمهات فقدن أطفالهن وآباء كانوا أوهن من أن يقدموا يد العون لأطفالهن.
تقول روز إن كثيرا من المرضى كانت نظرات الألم والأسى تملأ أعينهم، حتى أنها كانت غالبا ما تحملق فيهم وتسأل دون أن تنطق " ماذا حل بكم أعزائي؟".

وتؤكد أن مشاهدة امرأة كانت مريضة وعلى شفا الموت، وهي تتعافى ببطء وتستعيد صحتها لهي تجربة باعثة على السعادة.
إحدى السيدات كانت تضع وليدها الحادي عشر، من بين أولئك الأطفال لم ينج من قبضة الموت سوى ثلاثة فقط، المرأة نفسها كادت أن تموت في المخاض، وتطلب الأمر أياما من العناية المركزة كي تنجو من الموت. لكنها استفاقت وعادت لخيمتها وزارتها أمينت بعد ذلك ببضعة أيام لتجدها هانئة وبصحة جيدة. وافترقتا وهما تحسبان أنهما لن تتقابلا ثانية.

تقول روز أمينت "ذات يوم كنت أمر خلال المخيم..شاهدتها تقف أمام خيمتها..كانت طويلة للغاية..ترتدي ثوبها الوحيد بلونيه الأحمر والأزرق ، تداعبه الرياح وتجعله يتراقص..رأتني ولوحت لي..وأردت أن أصرخ ..احبك".

كارولا فرينتزن وشبتاي جولد
الاربعاء 14 سبتمبر 2011