الشيخ محمد بن راشد راعي المنتدى
كما ناقشت هذه الورشة الفرص المتاحة أمام المدونات وكذلك المعوقات لمنافسة وسائل الإعلام التقليدية، حيث سمحت ثورة التكنولوجيا للمدونين بإنشاء مدونات ليقوموا بمهام الصحفيين، وينشروا كل ما يريدون من مواد كتابية وصوَرية وفيلمية على شبكة الإنترنت في ظل عدم خضوع هؤلاء لـ"الرقابة" و"المسؤولية القانونية"، ومع تزايد فعالية هذه المدونات فقد تداخلت مع الشبكات الاجتماعية والمواقع الإلكترونية الأخرى لتكمل بعضها، فيما اضطرت كبريات وسائل الإعلام والوكالات للتعاطي أحياناً مع "صحافة الهاتف المحمول"، وقد تحدث أحمد عاشور مدير موقع الجزيرة توك، وكيف تم إطلاقه ببعض الأسس الإعلامية البسيطة، والآن أصبح يضم 300 مراسل ومراسلة من طلاب الجامعات من مختلف أنحاء العالم، كما أشار إلى أهمية الصحافة المواطنة، وكيف انتشرت انتشاراً واسعاً في الوطن العربي، رافضاً فكرة تعزيز المصداقية في الأخبار، مؤكداً على ضرورة وجود مبدأ العفوية في الإعلام المواطن، وكيف تسعى إدارة الموقع الآن إلى تكوين شبكات إعلامية عالمية من الشباب العربي عبر شبكة الانترنت، تكون من منطلق فهمها الخاص للأحداث والمجريات، أما محمد كيالي، مدون من الجمهورية العربية السورية فقد أشار إلى أنه "خلال السنوات الخمس الماضية أصبح هناك نوع من المبالغة في الإعلام التقليدي، فاتجه الأشخاص نحو الانترنت عبر المدونات والفيس بوك وتويتر وغيرها من مواقع، فأخذ المدونون اهتماماً إعلاميا كبيراً، وأصبحت الصحافة تأخذ بآرائهم"، وختم حديثه بالقول "إن الإعلام المواطن مكمل للإعلام التقليدي"، لكن السؤال الذي ظل قائماً: "هل تعتبر صحافة المواطنة صحافة تكاملية أو غازية للصحافة التقليدية؟" ،
ولم يصل المتحدثون والجمهور إلى نتيجة. \
فيما ناقشت الورشة الثانية "الإعلام الكويتي: ازدهار وتوسع يذكر بالريادة" محاور انطلقت من واقع وسائل الإعلام الكويتية اليوم الحكومية والخاصة من حيت التوجه والاهتمام والملكية، وسبب زيادة أعداد الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية والإذاعية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية والصحافية، وهموم المؤسسات الإعلامية الكويتية وأولوياتها، ومدى صحة أن الإعلام الكويتي اليوم منكب على الشأن الكويتي الداخلي، وأقل اهتماماً بمحيطه الخليجي والعربي والعالمي، فقد كانت الكويت رائدة على المستويين الخليجي والعربي في مجالي الفكر والثقافة إلا أن الحال تغير بعد احتلال العراق لها في عام 1990، ولم تستطيع بعد التحرير أن تكون حاضرة على الخارطة الإعلامية، وتحديداً الفضائية، على الرغم من وجود كادر إعلامي كبير يتميز بكفاءته وخبرته، كما ناقشت الورشة التطور الحاصل في المشهد الإعلامي الكويتي في الفترة الأخيرة، وهل بإمكانها التأسيس لمرحلة جديدة في فضاء الإعلام الخليج العربي.
وشرح د. سليمان العسكري سعي الإعلام الكويتي احتلال الريادة في الصحافة العربية قائلاً: "اهتمت الصحافة الكويتية بالشؤون القومية العربية بشكل معمق، سواء كان ذلك في تغطيتها لقضية فلسطين، أو الحرب العراقية الإيرانية، وبعد الغزو العراقي للكويت تشكلت صدمة كبيرة لدى الكويتيين أثرت عليهم بشكل حاد، جعلت الإعلام الكويتي يتوقف لمراجعة مساهماته في العمل القومي، مما جعله يهتم بالشأن الداخلي، ويصب اهتمامه لرفع الوعي حول أمور داخلية مهمة كان الاعلام الكويتي يغفلها"، فيما أشار عدنان الراشد نائب رئيس تحرير صحيفة الأنباء الكويتية إلى أن أن هجرة كفاءات صحفية عربية من فلسطين ولبنان ودول عربية اخرى إلى الكويت كان لها دور كبير في تعزيز ريادة الكويت في تغطيتها لحال الأمة العربية، وتعزيز قوميتها العربية.
العالم العربي وإعلام الكوارث
ثم اختتمت ورش العمل الصباحية بـ "إعلام الكوارث في العالم العربي...لا تعليق"، والتي سلطت الضوء على كيفية تطوير هذا الإعلام في العالم العربي، ومدى القدرة على مواكبة الجهود الدولية واستحداث برامج تحفز الإعلاميين على تعلم سبل الحد من المخاطر أثناء تغطيتهم للكوارث الطبيعية، كما بحثت الورشة المطلوب من وسائل الإعلام في الكوارث والأزمات، والدروس والتجارب العالمية في تغطية الكوراث، وكيف يحقق الصحافي التوازن في تغطية الجانب الإنساني للكارثة والجانب المادي؟ ما قيمة الإعلام المحلي وصحافة المواطنة في تغطية الكوارث؟ ودور الإعلام الإلكتروني في نشر الشائعات والأخبار غير الموثقة عن الكوارث، وإمكانية ضبط ذلك، وقد قالت استريد روينيرت نائب رئيس تحرير وكالة رويترز أليرت نت: "يتزايد اليوم اهتمام وسائل الإعلام بالكوارث الإنسانية، وخصوصاً تلك الناجمة عن التغيرات المناخية، حيث يعتمد نقل مثل هذه الأحداث بالدرجة الأولى على قدرتنا كمحررين، وهذا هو التحدي الذي يواجه الصحافة المحلية"، فيما نبهت رندة فؤاد رئيس المنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية إلى أهمية تشجيع صحافة المواطنة وثقافة العمل التطوعي للقيام بمسؤوليتها والتزاماتها الاجتماعية، والابتعاد عن المعالجة المثيرة، ومعالجتها بشكل متكامل وردم الفجوة بين المواطن والجهات المسؤولة.
تشينديا.. الصين والهند
مع "صعود آسيا وحراك القوى الإعلامية" بدأت أولى جلسات المنتدى، وقد نوقشت في هذه الجلسة نمو الوسائل الإعلامية الكبير في كل من الهند والصين، وسبب هذا النمو، وسبب ارتفاع معدلات الطلب عليها وعلى كل ما له بالأخبار والتعليم والترفيه، بالإضافة إلى فرص استفادة المنطقة العربية من هذين النموذجين الآسيويين الذين أبديا مؤخراً اهتماماً أكبر في المنطقة العربية.
الافتتاح الرسمي وما تلاه..
بعد الساعة الواحدة ظهراً تم الافتتاح الرسمي للمنتدى بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كما حضر حفل الافتتاح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين في دولة الإمارات، وحشد كبير من كبار الإعلاميين من شتى الوسائل الإعلامية وأصحاب الفكر والرأي من المنطقة العربية والعالم، وألقت الكلمة الافتتاحية مريم بن فهد المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة، فقالت: إن دورة المنتدى استوحت عنوانها "حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء" من نتائج تقرير نظرة على الإعلام العربي 2010- 2013 والتي أكدت على أهمية تطوير إنتاجِ المحتوى المحلي العربي في وسائل الإعلام على اختلاف أنماطها، من أجلِ تقوية خطابها وتعزيز قدرتها على كَسبِ دائرة أوسع من الجمهور، مشيرة إلى أن قضية هذا العام هي "التعليم والبحث العلمي" التي لن تستطيعَ الدول العربية من دونها أن تحقق التنميةَ والتطور والتقدم.
ثم قدم الضيف الرئيسي للمنتدى د. أحمد زويل جلسة عمل حول "بناء المستقبل: دور العلم و الإعلام"، عرض خلالها "خارطة طريق" التقدم، طارحاً رؤيته لفرص ومتطلبات بناء مجتمعات علمية قادرة على إطلاق واستيعاب طاقات وطموحات الشباب العربي، وتوطين التقنية وتعميق التنمية الشاملة، وفي ختام الجلسة أشار د. زويل إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الشخصي، معتبراً أن الثورة القادمة خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة هي الإعلام الشخصي الذي سيعتمد على الكاتب الجيد أو المذيع الجيد، وصاحب الأسلوب الجيد الذي يناقش قضايا هامة بموضوعية، ثم ناقش المشاركون في المنتدى مع د. زويل سبل تعزيز دور وسائل الإعلام العربية في جهود تطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية.
الجزيرة إنترناشونال
كانت قناة الجزيرة انترناشونال الناطقة باللغة الإنجلزية حاضرة ضمن برنامج الجلسات، باعتبارها أول أنموذج عربي يخاطب الغرب بلغته، وتراوحت محاور الجلسة بين هوية الجمهور المستهدف، وكيفية التحقق من الوصول إليه، وبين كيفية قراءة الجزيرة إنترناشونال وتعاملها مع الحملات المناهضة لانتشار بثها في بعض الدول، وإلى أي مدى نجحت الجزيرة في أن تكون مرجعاً باللغة الإنجليزية لأخبار منطقة الشرق الأوسط، وهل يشجع وجودها على إطلاق فضائيات بلغات أخرى ذات انتشار واسع كالفرنسية والبرتغالية والإسبانية والصينية؟
وخلال الجلسة أكد صالح نجم أن نجاح الجزيرة إنترناشونال يكمن في دقتها، وسرعة تغطيتها للأحداث من حول العالم، وأضاف: يكمن الجدل بين الجمهور حول رؤية ورسالة الجزيرة إنترناشونال حول ما إذا كانت تهدف للتغلغل في المجتمع الأمريكي كصوت للشعوب العربية، أم أنها تعمل على التغطية الواقعية للأخبار التي تعنى بجمهورها بمختلف انتماءاتهم، وأينما وجدوا، الأمر الذي سيضمن تعزيز الشعبية التي اكتسبتها القناة بعكس القنوات الأخرى ذات الاجندات الخاصة"، فيما أشار جورن دي كوك إلى أن استمرار القناة في الاستعانة برموز الإعلام الغربي في تغطيتها لأخبار المنطقة لن يساعد في توفير منحى مختلف للأخبار لدى الجمهور في الغرب، على الرغم من سعادته بالأداء المهني لتلك القناة، وقد أقفلت الجلسة على تساؤلات أهمها الجمهور الذي تخاطبه الجزيرة إنترناشونال، ومدى نجاحها في الوصول إليه، وهل تعتبر تجربتها مشجعة على إطلاق فضائيات بلغات أخرى لمخاطبة بقية شعوب العالم.
"المشرق والمغرب" من جديد..
لعل أكثر جلسات العمل إثارة لجدل الحضور في اليوم الأول للمنتدى كانت "تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه"، حيث وجد عدد من الإعلاميين الحاضرين أن الأمر لا يحتاج إلى جلسة عمل، إنما إلى جهود أكبر من ذلك بكثير، وربما لا تؤتي هذه الجهود ثمارها في ظل اختلاف التكوين الثقافي والمعرفي لكل من المجتمعين المشارقي والمغاربي، فانسحب البعض مفضلاً عدم سماع ما يريد قوله المتحدثون الذين ناقشوا عدة محاور، أهمها: أين الإشكال في التواصل مع المشرق العربي، في اللهجة أم في المضمون، أم في غير ذلك، ولماذا نجحت برامج من المشرق العربي في إيجاد طريقها إلى الجمهور المغاربي؟ وماذا قدمت الفضائيات المغاربية الـ30، ولمن تعود، كما ناقش المتحدثون مدى تلبية هذه القنوات الفضائية احتياجات ورغبات جمهورها في المغرب العربي، وهل بالإمكان اليوم الحديث عن "فضاء مغاربي"، وأخيراً هل تستهدف القنوات الفضائية في دول المغرب العربي جمهوراً محدداً من دول المغرب أم أن الجمهور المستهدف هو الجمهور المحلي فقط؟، وقد اختلف المتحدثون في إبراز السبب في تلك "الفجوة الفضائية" الموجودة بين المشرق والمغرب، فذهب أحدهم إلى أن وجود الأماكن المقدسة في بلاد المشرق كانت سبباً في استقطاب أهل المغرب إليها، وراح متحدث آخر إلى غياب المشروع المشترك، وسيادة مقولة "أنا أولاً"، وقال ثالث أن حالة التشرذم التي يعيشها الوطن العربي هي السبب، وأعاد رابع سبب ازدهار "الفضائيات المشرقية" إلى أسباب تمويلية ودينية وسياسية، معتبراً آخر أن الخلاف بين المشرق والمغرب ثقافي بحث.
وفي الختام أكد المشاركون في الجلسة على أهمية إطلاق مشروع إعلامي عربي متكامل.
مقص للفضاء..
يعيش "الفضاء العربي" أزمة مع الرقيب وقراراته، وذلك منذ أن صادق وزراء الإعلام العربي في عام 2008 على وثيقة "تنظيم البث والاستقبال الإذاعي عبر الفضاء"، ووقعوا على عقوبات صارمة ضد كل وسيلة إعلامية فضائية تبث أي شكل من أشكال التحريض على العنف والكراهية "الإرهاب"، أو تعمل على التجريح بقادة الدول العربية أو بالرموز الدينية والوطنية، ومنذ أن وافق معظم أعضاء الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون يطلب باعتبار بعض مالكي الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط "مشرفين على منظمات إرهابية"، ودعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عقابية ضد كل "محرض على العنف"، وعلى الرغم من ضمان الوثيقة العربية حرية التعبير للوسيلة الفضائية، وضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الوطنية والإقليمية والدولية الكبرى، إلا أن كل هذا كان مشروطاً ومتبوعاً بعقوبات لكل من يخالف أية جزئية من جزئيات بنود الوثيقة الـ12.
فمع بدء جامعة الدول العربية نقاشاتها من أجل إنشاء "المفوضية العامة للإعلام العربي" والأزمة تكبر، فقد اعتبر الكثيرون أن هذه المفوضية ستلجم أي فضائية، وستقيد حريتها، وستمنعها من بث رسالتها، في حين اعتبر البعض الآخر أن وجود المفوضية سيقطع الطريق أمام كل من يريد قلب القيم المجتمعية العربية، ولكن السؤال الذي يبرز بين كل ذلك "هل يصل مقص الرقيب إلى الفضاء؟".
تحت هذا العنوان عقدت الجلسة الثالثة من جلسات "منتدى الإعلام العربي"، فناقش المتحدثون عدة محاور أهمها: هل ما نشهده اليوم هو عودة لمقص الرقيب لما وصف في بعض وسائل الإعلام بالشرطة الفضائية بالزي المدني؟، وما هو دور النقابات والاتحادات والجمعيات في حماية المجتمع من التلوث الثقافي والمس بمنظومة القيم والأخلاق من قبل بعض الفضائيات؟، هل سيقوم العرب بمحاسبة وسائل الإعلام الغربية التي تنشر مضامين معادية لهم؟، وفي حال تطورت هذه النقاشات إلى قرارت للتنفيذ فماذا سيترتب عليها؟، ثم ما قيمة هذه المحاولات في ظل وجود منابر بديلة كالإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام المتطورة القادرة على نقل الصورة والكلمة للجمهور؟وأخيراً هل ستغلق بعض القنوات الفضائية؟ وإن تم ذلك فما مدى قانونيته؟
فعاليات اليوم
اليوم سيناقش المنتدى "فرص الصحافة في العصر الرقمي"، "وسائل الإعلام أنماط وأشكال جديدة على الطريق"، المحتوى الإعلامي المحلي العربي.. فرصه وآماله"، "الفضاء الرياضي.. ضغوط العمولمة والاقتصاد"، "لا تقاطعني.. لباقة الحوار وفضيلة الإنصات"، وفي الختام ستوزع جائزة الصحافة العربية التي تضم 12 فئة هي: جائزة الصحافة الثقافية، جائزة الصحافة العربية للشباب، جائزة الصحافة الاستقصائية، جائزة أفضل صورة صحافية، جائزة الصحافة السياسية، جائزة الصحافة الرياضية، جائزة الصحافة الاقتصادية، جائزة الصحافة التخصصية، جائزة الصحافة للرسم الكاركاتيري، جائزة الصحافة للحوار الصحافي، جائزة الصحافة للعامود الصحافي، شخصية العام الإعلامية التي تمنح بالتزكية من مجلس إدارة الجائزة.
ولم يصل المتحدثون والجمهور إلى نتيجة. \
فيما ناقشت الورشة الثانية "الإعلام الكويتي: ازدهار وتوسع يذكر بالريادة" محاور انطلقت من واقع وسائل الإعلام الكويتية اليوم الحكومية والخاصة من حيت التوجه والاهتمام والملكية، وسبب زيادة أعداد الصحف والمجلات والمحطات التلفزيونية والإذاعية ووكالات الأنباء والمواقع الإخبارية والصحافية، وهموم المؤسسات الإعلامية الكويتية وأولوياتها، ومدى صحة أن الإعلام الكويتي اليوم منكب على الشأن الكويتي الداخلي، وأقل اهتماماً بمحيطه الخليجي والعربي والعالمي، فقد كانت الكويت رائدة على المستويين الخليجي والعربي في مجالي الفكر والثقافة إلا أن الحال تغير بعد احتلال العراق لها في عام 1990، ولم تستطيع بعد التحرير أن تكون حاضرة على الخارطة الإعلامية، وتحديداً الفضائية، على الرغم من وجود كادر إعلامي كبير يتميز بكفاءته وخبرته، كما ناقشت الورشة التطور الحاصل في المشهد الإعلامي الكويتي في الفترة الأخيرة، وهل بإمكانها التأسيس لمرحلة جديدة في فضاء الإعلام الخليج العربي.
وشرح د. سليمان العسكري سعي الإعلام الكويتي احتلال الريادة في الصحافة العربية قائلاً: "اهتمت الصحافة الكويتية بالشؤون القومية العربية بشكل معمق، سواء كان ذلك في تغطيتها لقضية فلسطين، أو الحرب العراقية الإيرانية، وبعد الغزو العراقي للكويت تشكلت صدمة كبيرة لدى الكويتيين أثرت عليهم بشكل حاد، جعلت الإعلام الكويتي يتوقف لمراجعة مساهماته في العمل القومي، مما جعله يهتم بالشأن الداخلي، ويصب اهتمامه لرفع الوعي حول أمور داخلية مهمة كان الاعلام الكويتي يغفلها"، فيما أشار عدنان الراشد نائب رئيس تحرير صحيفة الأنباء الكويتية إلى أن أن هجرة كفاءات صحفية عربية من فلسطين ولبنان ودول عربية اخرى إلى الكويت كان لها دور كبير في تعزيز ريادة الكويت في تغطيتها لحال الأمة العربية، وتعزيز قوميتها العربية.
العالم العربي وإعلام الكوارث
ثم اختتمت ورش العمل الصباحية بـ "إعلام الكوارث في العالم العربي...لا تعليق"، والتي سلطت الضوء على كيفية تطوير هذا الإعلام في العالم العربي، ومدى القدرة على مواكبة الجهود الدولية واستحداث برامج تحفز الإعلاميين على تعلم سبل الحد من المخاطر أثناء تغطيتهم للكوارث الطبيعية، كما بحثت الورشة المطلوب من وسائل الإعلام في الكوارث والأزمات، والدروس والتجارب العالمية في تغطية الكوراث، وكيف يحقق الصحافي التوازن في تغطية الجانب الإنساني للكارثة والجانب المادي؟ ما قيمة الإعلام المحلي وصحافة المواطنة في تغطية الكوارث؟ ودور الإعلام الإلكتروني في نشر الشائعات والأخبار غير الموثقة عن الكوارث، وإمكانية ضبط ذلك، وقد قالت استريد روينيرت نائب رئيس تحرير وكالة رويترز أليرت نت: "يتزايد اليوم اهتمام وسائل الإعلام بالكوارث الإنسانية، وخصوصاً تلك الناجمة عن التغيرات المناخية، حيث يعتمد نقل مثل هذه الأحداث بالدرجة الأولى على قدرتنا كمحررين، وهذا هو التحدي الذي يواجه الصحافة المحلية"، فيما نبهت رندة فؤاد رئيس المنتدى العربي الإعلامي للبيئة والتنمية إلى أهمية تشجيع صحافة المواطنة وثقافة العمل التطوعي للقيام بمسؤوليتها والتزاماتها الاجتماعية، والابتعاد عن المعالجة المثيرة، ومعالجتها بشكل متكامل وردم الفجوة بين المواطن والجهات المسؤولة.
تشينديا.. الصين والهند
مع "صعود آسيا وحراك القوى الإعلامية" بدأت أولى جلسات المنتدى، وقد نوقشت في هذه الجلسة نمو الوسائل الإعلامية الكبير في كل من الهند والصين، وسبب هذا النمو، وسبب ارتفاع معدلات الطلب عليها وعلى كل ما له بالأخبار والتعليم والترفيه، بالإضافة إلى فرص استفادة المنطقة العربية من هذين النموذجين الآسيويين الذين أبديا مؤخراً اهتماماً أكبر في المنطقة العربية.
الافتتاح الرسمي وما تلاه..
بعد الساعة الواحدة ظهراً تم الافتتاح الرسمي للمنتدى بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، كما حضر حفل الافتتاح الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم ولي عهد دبي، الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم نائب حاكم دبي، والشيخ منصور بن محمد بن راشد آل مكتوم، وعدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين في دولة الإمارات، وحشد كبير من كبار الإعلاميين من شتى الوسائل الإعلامية وأصحاب الفكر والرأي من المنطقة العربية والعالم، وألقت الكلمة الافتتاحية مريم بن فهد المدير التنفيذي لنادي دبي للصحافة، فقالت: إن دورة المنتدى استوحت عنوانها "حراك الإعلام العربي: تعزيز المحتوى لتطوير الأداء" من نتائج تقرير نظرة على الإعلام العربي 2010- 2013 والتي أكدت على أهمية تطوير إنتاجِ المحتوى المحلي العربي في وسائل الإعلام على اختلاف أنماطها، من أجلِ تقوية خطابها وتعزيز قدرتها على كَسبِ دائرة أوسع من الجمهور، مشيرة إلى أن قضية هذا العام هي "التعليم والبحث العلمي" التي لن تستطيعَ الدول العربية من دونها أن تحقق التنميةَ والتطور والتقدم.
ثم قدم الضيف الرئيسي للمنتدى د. أحمد زويل جلسة عمل حول "بناء المستقبل: دور العلم و الإعلام"، عرض خلالها "خارطة طريق" التقدم، طارحاً رؤيته لفرص ومتطلبات بناء مجتمعات علمية قادرة على إطلاق واستيعاب طاقات وطموحات الشباب العربي، وتوطين التقنية وتعميق التنمية الشاملة، وفي ختام الجلسة أشار د. زويل إلى ضرورة الاهتمام بالإعلام الشخصي، معتبراً أن الثورة القادمة خلال السنوات العشر أو العشرين القادمة هي الإعلام الشخصي الذي سيعتمد على الكاتب الجيد أو المذيع الجيد، وصاحب الأسلوب الجيد الذي يناقش قضايا هامة بموضوعية، ثم ناقش المشاركون في المنتدى مع د. زويل سبل تعزيز دور وسائل الإعلام العربية في جهود تطوير التعليم والبحث العلمي في الدول العربية.
الجزيرة إنترناشونال
كانت قناة الجزيرة انترناشونال الناطقة باللغة الإنجلزية حاضرة ضمن برنامج الجلسات، باعتبارها أول أنموذج عربي يخاطب الغرب بلغته، وتراوحت محاور الجلسة بين هوية الجمهور المستهدف، وكيفية التحقق من الوصول إليه، وبين كيفية قراءة الجزيرة إنترناشونال وتعاملها مع الحملات المناهضة لانتشار بثها في بعض الدول، وإلى أي مدى نجحت الجزيرة في أن تكون مرجعاً باللغة الإنجليزية لأخبار منطقة الشرق الأوسط، وهل يشجع وجودها على إطلاق فضائيات بلغات أخرى ذات انتشار واسع كالفرنسية والبرتغالية والإسبانية والصينية؟
وخلال الجلسة أكد صالح نجم أن نجاح الجزيرة إنترناشونال يكمن في دقتها، وسرعة تغطيتها للأحداث من حول العالم، وأضاف: يكمن الجدل بين الجمهور حول رؤية ورسالة الجزيرة إنترناشونال حول ما إذا كانت تهدف للتغلغل في المجتمع الأمريكي كصوت للشعوب العربية، أم أنها تعمل على التغطية الواقعية للأخبار التي تعنى بجمهورها بمختلف انتماءاتهم، وأينما وجدوا، الأمر الذي سيضمن تعزيز الشعبية التي اكتسبتها القناة بعكس القنوات الأخرى ذات الاجندات الخاصة"، فيما أشار جورن دي كوك إلى أن استمرار القناة في الاستعانة برموز الإعلام الغربي في تغطيتها لأخبار المنطقة لن يساعد في توفير منحى مختلف للأخبار لدى الجمهور في الغرب، على الرغم من سعادته بالأداء المهني لتلك القناة، وقد أقفلت الجلسة على تساؤلات أهمها الجمهور الذي تخاطبه الجزيرة إنترناشونال، ومدى نجاحها في الوصول إليه، وهل تعتبر تجربتها مشجعة على إطلاق فضائيات بلغات أخرى لمخاطبة بقية شعوب العالم.
"المشرق والمغرب" من جديد..
لعل أكثر جلسات العمل إثارة لجدل الحضور في اليوم الأول للمنتدى كانت "تجسير الفضاء بين المغرب العربي ومشرقه"، حيث وجد عدد من الإعلاميين الحاضرين أن الأمر لا يحتاج إلى جلسة عمل، إنما إلى جهود أكبر من ذلك بكثير، وربما لا تؤتي هذه الجهود ثمارها في ظل اختلاف التكوين الثقافي والمعرفي لكل من المجتمعين المشارقي والمغاربي، فانسحب البعض مفضلاً عدم سماع ما يريد قوله المتحدثون الذين ناقشوا عدة محاور، أهمها: أين الإشكال في التواصل مع المشرق العربي، في اللهجة أم في المضمون، أم في غير ذلك، ولماذا نجحت برامج من المشرق العربي في إيجاد طريقها إلى الجمهور المغاربي؟ وماذا قدمت الفضائيات المغاربية الـ30، ولمن تعود، كما ناقش المتحدثون مدى تلبية هذه القنوات الفضائية احتياجات ورغبات جمهورها في المغرب العربي، وهل بالإمكان اليوم الحديث عن "فضاء مغاربي"، وأخيراً هل تستهدف القنوات الفضائية في دول المغرب العربي جمهوراً محدداً من دول المغرب أم أن الجمهور المستهدف هو الجمهور المحلي فقط؟، وقد اختلف المتحدثون في إبراز السبب في تلك "الفجوة الفضائية" الموجودة بين المشرق والمغرب، فذهب أحدهم إلى أن وجود الأماكن المقدسة في بلاد المشرق كانت سبباً في استقطاب أهل المغرب إليها، وراح متحدث آخر إلى غياب المشروع المشترك، وسيادة مقولة "أنا أولاً"، وقال ثالث أن حالة التشرذم التي يعيشها الوطن العربي هي السبب، وأعاد رابع سبب ازدهار "الفضائيات المشرقية" إلى أسباب تمويلية ودينية وسياسية، معتبراً آخر أن الخلاف بين المشرق والمغرب ثقافي بحث.
وفي الختام أكد المشاركون في الجلسة على أهمية إطلاق مشروع إعلامي عربي متكامل.
مقص للفضاء..
يعيش "الفضاء العربي" أزمة مع الرقيب وقراراته، وذلك منذ أن صادق وزراء الإعلام العربي في عام 2008 على وثيقة "تنظيم البث والاستقبال الإذاعي عبر الفضاء"، ووقعوا على عقوبات صارمة ضد كل وسيلة إعلامية فضائية تبث أي شكل من أشكال التحريض على العنف والكراهية "الإرهاب"، أو تعمل على التجريح بقادة الدول العربية أو بالرموز الدينية والوطنية، ومنذ أن وافق معظم أعضاء الكونغرس الأمريكي على مشروع قانون يطلب باعتبار بعض مالكي الأقمار الصناعية في الشرق الأوسط "مشرفين على منظمات إرهابية"، ودعوا إلى ضرورة اتخاذ إجراءات عقابية ضد كل "محرض على العنف"، وعلى الرغم من ضمان الوثيقة العربية حرية التعبير للوسيلة الفضائية، وضمان حق المواطن العربي في متابعة الأحداث الوطنية والإقليمية والدولية الكبرى، إلا أن كل هذا كان مشروطاً ومتبوعاً بعقوبات لكل من يخالف أية جزئية من جزئيات بنود الوثيقة الـ12.
فمع بدء جامعة الدول العربية نقاشاتها من أجل إنشاء "المفوضية العامة للإعلام العربي" والأزمة تكبر، فقد اعتبر الكثيرون أن هذه المفوضية ستلجم أي فضائية، وستقيد حريتها، وستمنعها من بث رسالتها، في حين اعتبر البعض الآخر أن وجود المفوضية سيقطع الطريق أمام كل من يريد قلب القيم المجتمعية العربية، ولكن السؤال الذي يبرز بين كل ذلك "هل يصل مقص الرقيب إلى الفضاء؟".
تحت هذا العنوان عقدت الجلسة الثالثة من جلسات "منتدى الإعلام العربي"، فناقش المتحدثون عدة محاور أهمها: هل ما نشهده اليوم هو عودة لمقص الرقيب لما وصف في بعض وسائل الإعلام بالشرطة الفضائية بالزي المدني؟، وما هو دور النقابات والاتحادات والجمعيات في حماية المجتمع من التلوث الثقافي والمس بمنظومة القيم والأخلاق من قبل بعض الفضائيات؟، هل سيقوم العرب بمحاسبة وسائل الإعلام الغربية التي تنشر مضامين معادية لهم؟، وفي حال تطورت هذه النقاشات إلى قرارت للتنفيذ فماذا سيترتب عليها؟، ثم ما قيمة هذه المحاولات في ظل وجود منابر بديلة كالإنترنت وغيرها من وسائل الإعلام المتطورة القادرة على نقل الصورة والكلمة للجمهور؟وأخيراً هل ستغلق بعض القنوات الفضائية؟ وإن تم ذلك فما مدى قانونيته؟
فعاليات اليوم
اليوم سيناقش المنتدى "فرص الصحافة في العصر الرقمي"، "وسائل الإعلام أنماط وأشكال جديدة على الطريق"، المحتوى الإعلامي المحلي العربي.. فرصه وآماله"، "الفضاء الرياضي.. ضغوط العمولمة والاقتصاد"، "لا تقاطعني.. لباقة الحوار وفضيلة الإنصات"، وفي الختام ستوزع جائزة الصحافة العربية التي تضم 12 فئة هي: جائزة الصحافة الثقافية، جائزة الصحافة العربية للشباب، جائزة الصحافة الاستقصائية، جائزة أفضل صورة صحافية، جائزة الصحافة السياسية، جائزة الصحافة الرياضية، جائزة الصحافة الاقتصادية، جائزة الصحافة التخصصية، جائزة الصحافة للرسم الكاركاتيري، جائزة الصحافة للحوار الصحافي، جائزة الصحافة للعامود الصحافي، شخصية العام الإعلامية التي تمنح بالتزكية من مجلس إدارة الجائزة.


الصفحات
سياسة








