تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مهرجان دبي للتسوق... عالم من العجائب




دبي - أحمد هاشم - على مدار 32 يوما، تتحول مدينة دبي الإماراتية، إلى عالم من العجائب...ربما لا ترى له مثيلا في أي مدينة.


مهرجان دبي للتسوق... عالم من العجائب
شعوب من مختلف أنحاء الدنيا تجتمع على ارضها في تجانس فريد.. يرون ما لا يرونه في أي بقعة في العالم.. وتمطرهم سماء المدينة بالذهب والمجوهرات والمال.
شوارعها تتحول إلي صفحات من الروايات الأسطورية.. فالسندباد والسندريلا و "سنو وايت" والأقزاميجوبون المدينة في كرنفالات موسيقية... والمتنزهات ومراكز التسوق تصبح مسارح لعروض الفرق الشعبية من القارات الست. في الأيام الـ32.. يخرج "مهرجان دبي للتسوق" عصاه السحرية، ويحول المدينة الخليجية .. إلي مدينة من الخيال.

وتبدأ أولي صور هذا الخيال، حين يمنح المهرجان المتسوقين على مدار جميع أيامه جوائز بملايين الدراهم، مقسمة إلى 19 كيلوجرام من الذهب والمجوهرات، واكثر من 130 سيارة من طرازات فارهة، وشقق سكنية فاخرة، وهدايا نقدية بالملايين، إضافة إلى جوائز عينية وخصومات كبرى في ستة ألاف متجر تصل إلى 75 %... وهو ما دفع البعض لوصف سماء دبي بانها تمطر ذهبا ومالا.

ويقول مسئولون في المهرجان لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) الفوز بمثل هذه الجوائز ليس أمرا صعب المنال، فيمكن ان يشتري المتسوق "ساندوتش" سعره 20 درهما، ويدخل السحب ليفوز بسيارة فاخرة، وهو ما حدث فعلا مع كثير من المتسوقين.

المتسوقة الكندية ساندرا سكيرجيه، حقق لها مهرجان دبي للتسوق ما لم تكن تحلم به، واغرقها وعائلتها بالذهب، فقد فازت ابنتها حنا ( 8 سنوات) بنصف كيلو جرام من الذهب، فغمرتها فرحة كبرى، لكن قبل أن تمضي 24 ساعة، جاءها الخبر بفوز حفيدتها أيضا بنصف كيلو ذهب، لتكون الفرحة فرحتين وتجتمع العائلة لتحتفل بالفوز بكيلو جرام من الذهب خلال 48 ساعة.

لكن، المفاجأة الأهم والأكبر، حين توجهت ساندرا مع الابنة والحفيدة للحصول على الذهب، وبينما هي على المسرح لتتسلم الجائزة، تم إجراء سحب جديد، وتم إعلان اسم الفائز، وتبين انها هي الفائزة، فوقفت المتسوقة الكندية مذهولة ولم تصدق، وراحت الجدة وابنتها وحفيدتها يرقصن فرحا بفوزهن بهذه الكمية الكبرى من الذهب خلال يومين.

أما المغربي عادل صويت، فقد نزل من سيارته واشترى لأبنه حلوى بدراهم قليلة من متجر في محطة وقود، وبعد 24 ساعة جاءه اتصال، يبلغه ان شراءه الحلوى لابنه حوله الى مالك سيارة فاخرة.
وتقول ليلى سهيل المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، المسئولة عن تنظيم المهرجان: هذه الجوائز تأتي تماشياً مع شعار الدورة رقم 17 للمهرجان "دبي تتألق في مهرجانها"، وتتميز هذه الدورة التي انطلقت يوم الخامس من كانون ثان /يناير الجاري بأنها تمنح المتسوقين فرصة الاستفادة من عروض وتخفيضات كبرى وتتيح المجال أمامهم لربح جوائز قيمة.

وأضافت "نحن واثقون أن الجوائز تساهم في زيادة الإقبال على المشتريات خلال دورة المهرجان التي تستمر 32 يوما".

اما إبراهيم صالح، المنسق العام للمهرجانات نائب المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للفعاليات والترويج التجاري، فيقول لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) "الجوائز هي فاكهة المهرجان، وتمثل عنصرا مهما ضمن ثلاثية ركائز المهرجان: "التسوق والربح والترفيه العائلي".

وبلغت قيمة الجوائز التي قدمها المهرجان منذ انطلاقته الأولى في العام 1996 حتى العام الماضي حوالي 1.4 مليار درهم، منها 70 مليون درهم مبالغ نقدية و664 كيلوجراما من الذهب وعشرات السيارات الفاخرة، ما جعل دبي قبلة الباحثين عن الثراء، وأرضا لتحقيق الأحلام.

وبعيدا عن هذه الجوائز، يوصف مهرجان دبي للتسوق بأنه (يوحد العالم في مدينة)، فخلال أيامه، ترى الشوارع والمطاعم ومراكز التسوق وقد تحولت إلى كرنفال من كل أجناس الأرض.

الأبيض إلى جواره الأسمر، وذات الشعر الأشقر، تصطحب ذات الشعر الأسود، وذو الملامح الأسيوية، يسارع الخطى إلى جانب ابن القارة الأوربية.

وحين تجلس في احد مقاهي دبي، سوف يلفت انتباهك، من يرتفع صوته متحدثا بالانجليزية، وأخر عربي، وثالث يتحدث لغة (الاوردو) الهندية، والأسبانية والفرنسية.

خليط من البشر يتحرك في طرقات دبي، مشكلا صورة فريدة، تجذب بعض المتسوقين، لتأملها، وربما تكون بيئة مثالية للباحثين في علم الاجتماع للتعرف على جنسيات لم يروها من قبل.

ووسط هذه الصورة، تسمع عن شقيقين التقيا بعد سنوات طويلة من الفراق، أو أصدقاء جمعهم المهرجان بعد أن فرقتهم الدول، أو تنشأ صداقات بين متسوق من الغرب وآخر من الشرق، ما يحقق شعار المهرجان "عالم واحد عائلة واحدة".

ولا تكتفي دبي بذلك، بل تجمع المنتجات الشعبية لمختلف دول العالم، وتقدمها لمتسوقيها، في بقعة واحدة، اسمها "القرية العالمية".

وفي هذه القرية، تقيم كل دولة مقرا مؤقتا لها، تعرض فيه منتجاتها الوطنية المتميزة، فترى اليمني يعرض أجود أنواع العسل الأبيض، والسنغالي يعرض افخر المنتجات المصنوعة من قرون البقر، والمصري يتفاخر بعرض ملابس من القطن الأصلي.

ومن العجائب، أن هذه القرية الصغيرة، تتفوق على مدن سياحية كبرى في عدد السائحين، ويقدر عدد من يزورها شهريا بمليون زائر، وفي بعض الأسابيع تستقبل ما يزيد عن 100 ألف متسوق يوميا.

ويعرض "دبي للتسوق" ما لا يمكن أن تراه في أي مدينة أخرى، ففي دورته هذا العام، عرض أكبر سجادة في العالم مصنوعة من الحرير الطبيعي الخالص تبلغ مساحتها 100 متر مربع واستغرق صنعها 11 سنة، وقيمتها 3 ملايين درهم.

السجادة بمثابة تحفة فنية عالية المستوى، بنقوشها وزخارفها الإسلامية وألوانها المتناسقة، ولبسطها على الأرض بطريقة مستوية تحافظ على انسيابها، فهي تحتاج إلى عشرة أشخاص يمسكون بجوانبها.

ويقول الدكتور أفشين قنبري نيا، مالك السجادة ، اقمنا ورشة خاصة لصناعة هذه السجادة على مساحة 500 متر مربع، ووقعنا عقودا حصرية مع مجموعة من امهر الفنيين في حياكة السجاد، وبعد 11 عاما من العمل المتواصل انتجوا هذه القطعة الفنية، التي تعرض للمرة الأولى عالميا في دبي.

ومن العجائب أيضا، تفرد المهرجان بتقديم أعلى عرض أزياء في العالم، وتحديدا في قمة برج خليفة، وهو أعلى مبنى شيده إنسان على الأرض.
وتضمن الحدث عرضا لأزياء من علامات تجارية عالمية، في مشهد علوي بديع لمدينة دبي من الطابق رقم 124، ما جعل الحاضرين يتابعون العارضات وهن يسرن فوق السحاب.
والى جانب هذا العرض، قدم المهرجان أطول عرض أرياء في المنطقة بطول 120 متراً، وقدمه 100 من العارضين، منهم 40 محترفون، و60 من الهواة.

ويحظى متسوقو مهرجان دبي، بأنهم يرون أطول برج على وجه الأرض، وأكبر حوض سمك (اكواريوم) صنعه إنسان، واكبر مركز تسوق بالعالم (دبي مول)، إضافة إلى أعلى نوافير في العالم (دبي فاونتن)، وأطول مترو يسير بدون سائق بالعالم.


وحتى تتحول دبي الى "مدينة عجائب" بحق، يطلق مهرجان التسوق عشرات الكرنفالات التي يشارك فيها أكثر من 110 عارضين من جنسيات مختلفة مهمتهم الأولى والأخيرة هي ان ينشروا المرح والفرح والأجواء الاحتفالية في قلوب الجميع.

ولا يتوقف هؤلاء العارضين عن تقديم فقراتهم في مواكب تنطلق كل ساعة، يرتدون فيها ملابس المهرجين والشخصيات الكرتونية الشهيرة، وشخصيات قادمة من قصص الأطفال الشهيرة، ويرافقهم قارعو طبول بإيقاعاتهم البهيجة ليرسموا الفرحة على وجوه الأطفال.

وتطوف هذه الكرنفالات شوارع دبي، ليجد المتسوقون انفسهم محاطون بالسندباد والسندريلا، والأقزام السبعة، ومهرجون يوزعون الهدايا على الأطفال، وفتيات في أزياء فراشات يحطن بهم من كل جانب على أنعام الموسيقى.. ما يشعر كل متسوق انه يعيش بين صفحات كتاب من الأساطير.

أحمد هاشم
الثلاثاء 31 يناير 2012