تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لسرقة المعلومات والخصوصية




مكسيكو سيتي - أندريا سوسا كابريو – بات الجو الحميمي الذي يسود مواقع التواصل الاجتماعي الإلكترونية والذي يشبه الفقاعة المنتفخة بالهواء وهما كالسراب.


مواقع التواصل الاجتماعي ساحة لسرقة المعلومات والخصوصية
و هذا العالم الذي يظن الناس إنه مثالي حيث يتفاعل فيه الأشخاص بشكل ودي واجتماعي ويتبادلون فيه الصور ويخبرون بعضهم البعض بشأن خططهم لقضاء العطلات وأحداث حياتهم اليومية أصبح أيضا عرضة للعيون المتطفلة ذات النوايا التي يشوبها الخبث.وأفرخت هذه المواقع الاجتماعية عمليات احتيال وابتزاز واختطاف وإساءة واعتداء نتيجة استغلال المعلومات التي تعرضها

وعلى الرغم من وجود أقفال إلكترونية وآليات أخرى لتأمين هذه المواقع المطروحة في الفضاء الإلكتروني مثل فيس بوك وماي سبيس وإتش آي 5 إلا أنه توجد أبواب خلفية لهذه المواقع يمكن من خلالها لأطراف ثالثة الحصول على المعلومات الخاصة واستخدامها في أغراض غير مشروعة مما يعرض الأمن الشخصي للأفراد للخطر.

وتقول المهندسة جاكلين لوبيز بارينتوس وهي خبيرة في قسم الهندسة بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة إنه لسوء الحظ فإن شبكات التواصل الاجتماعي بها ثغرات يدخل منها كثير من مستخدمي المعلومات التي أتيحت عبر هذه الشبكات.

وتضيف إنه على الرغم من أن وجود وسائل لمنح التصريح بالدخول إلى الصفحات الشخصية على المواقع للأصدقاء أو للمستخدمين الذين يوافق صاحب الصفحة على دخولهم إلا أن الوضع الفعلي هو أن صديق الصديق يمكنه أيضا الدخول إلى الصفحة ونحن لا نعلم أهداف هذا الأخير أو نواياه

وتوضح لوبيز بارينتوس أنه توجد أيضا أبواب خلفية تعطي الآخرين الفرصة في الدخول، وعلى سبيل المثال عندما ينتهي المستخدمون من تنفيذ تطبيق معين على الموقع لا يغلق بريدهم الإلكتروني أو الصفحة الموصولة بموقع التواصل الاجتماعي جلسة الاتصال ولكن يتم فقط إغلاق النافذة وترك الجلسة مفتوحة

ويكون بوسع أي متصفح لشبكة الإنترنت لديه نوع من برامج الكمبيوتر المستخدمة في الاحتيال العثور على أنواع المواقع الإلكترونية والنفاذ إليها.

وثمة اتجاه عام في المكسيك للإقبال الشديد على استخدام مواقع التواصل الاجتماعي. وأشارت دراسة حديثة إلى أن مدينة مكسيكو سيتي صارت ثالث أكبر مدينة على مستوى العالم فيما يتعلق بمشاركة المواطنين في الفيس بوك.
ورددت الأنباء وقوع العديد من حالات الاختطاف والسرقة والابتزاز في مختلف الدول، وقد ألتقط المجرمون في هذه الحوادث المعلومات التي تساعدهم على تنفيذ عملياتهم من مواقع الاتصال الاجتماعي الإلكترونية.

وحذر قرار حول حماية خصوصية الشبكات الاجتماعية وافقت عليه 37 دولة في ستراسبورج عام 2008 من إمكانية تسرب البيانات الشخصية المتاحة على الصفحات الشخصية بهذه الشبكات عندما يتم فهرستها باستخدام محركات البحث.

و جاء بالقرار أن هذه البيانات يمكن استخدامها لارتكاب جرائم مثل الابتزاز والاختطاف إلى جانب التعرف على الجهات التي يمكن سرقتها وكذلك ارتكاب الأفعال الإباحية والاستغلال الجنسي والاحتيال المصرفي وغير ذلك من الجرائم.

وأشارت السيدة لوبيز بارينتوس إلى حالة ضحية للاختطاف تعرض لها طفل في الحادية عشرة من عمره واستخدم الخاطفون معلومات عثروا عليها على موقع اجتماعي لابتزاز أبويه. وقالت لوبيز بارينتوس أن الخاطفين كانوا على علم بوجود ممتلكات معينة وغيرها من الأصول في حوزة الأبوين.

ويشير الخبير الأرجنتيني فابيان تشيرا المتخصص في مجال تأمين المعلومات على الإنترنت إلى أن شبكة التواصل الاجتماعي تعد مثالا واضحا على أن الناس ليسوا على وعي كامل بعد بأهمية المعلومات التي يكشفون عنها على هذه الشبكة.

وقال تشيرا لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب. أ) إنه على الرغم من تطبيق القوانين " لحماية أمننا الشخصي على الإنترنت إلا أننا نضع باختيارنا الحر معلومات على جميع مواقع الشبكات الاجتماعية، ونحن لا ندرك أحيانا خطورة هذا الأمر ".

وأوضح تشيرا أن ذلك لا يعني أن علي المستخدمين الانسحاب من المشاركة في هذه الشبكات التي تضخمت خلال الأعوام الأخيرة، ولكن ينبغي استخدامها بحذر وأن يكون المرء على وعي شديد بأهمية أية معلومات يضعها على الشبكات الاجتماعية

وينبه تشيرا المستخدمين إلى أن مجموعة الأصدقاء الخاصة بأي فرد لا تتكون من 300 مليون شخص على مستوى العالم، ويدعو إلى معرفة كيفية أن نفرق بين الأشخاص الذين ينتمون إلى دائرة المستخدم الخاصة وبين الأشخاص الذين ينتمون إلى دائرة المعارف والذين يدخلون إلى الصفحات الشخصية من خلال معارف آخرين إلى أن يتضخم عدد الداخلين إلى الصفحة الشخصية

وتلعب الناحية النفسية دورا في تعرض المواقع الاجتماعية للتهديد حيث أن المستخدمين يكشفون غالبا عن معلومات بأكثر مما ينبغي بسبب الحاجة إلى التواصل مع الآخرين والتعبير عن أفكار ومشاعر لا يستطيعون توصيلها إلى الآخرين في الحياة الواقعية

وفي هذا الصدد يقول جورجي ألفاريز مارتينز الأستاذ بقسم علم النفس بجامعة المكسيك الوطنية المستقلة إن الناس لا يأخذون حذرهم إلى حد كبير.

ويضيف إن هناك أشخاصا كثيرين يشعرون بمزيد من الثقة عند الاتصال وفعل جميع أنواع الأشياء من خلال هذه الشبكات الاجتماعية الافتراضية بأكثر مما يفعلون في الحياة الواقعية، وهذا يقود إلى المزحة التي تقول :

ويوضح تشيرا أن الشخص الذي يسعى إلى سرقة المعلومات يقوم بالاتصال ويضيف الشخص المطلوب سرقة المعلومات منه إلى قائمة أصدقائه ويبعث برسائل بهدف كسب الثقة.

ويقول إنه بعد فترة يبعث الشخص المستغل ملفا مع شفرة خفية بداخله ليستخدمها في الدخول إلى جهاز كمبيوتر الضحية وترى المهندسة لوبيز بارينتوس أنه لا توجد وسيلة لتوفير الحماية الكاملة للمواقع الاجتماعية غير أنه يمكن اتخاذ خطوات احترازية.

وتقول إن المسألة تشبه وضع السيارة، فيمكنك أن تضع جميع أنواع آليات الحماية من السرقة فيها مثل الأقفال وأجهزة الإنذار وغير ذلك مما يجعل عملية سرقتها أكثر صعوبة بالطبع أمام اللص.

وتضيف غير أن اللص عندما يقابل سيارة مزودة بعشرين قفلا سيقول لنفسه بالتأكيد " لا، لن أسرق هذه السيارة، وأفضل أن أحاول سرقة السيارة المزودة بقفلين فقط لأنها ستكون أسهل "، غير أن هذا لا يعني أن السيارة ذات الأقفال العشرين ستكون مصونة.

أندريا سوسا كابريو
الاربعاء 25 مايو 2011