تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


ناشطون يخصصون يوما لمقاطعة البضائع الروسية والصينية تعزو الاسواق المحلية بشتى أنواع بضائعها




دمشق - جوني عبو - يتندر السوريون هذه الأيام في أحاديثهم على التزايد المطرد للبضائع الصينية والروسية في أسواقهم المحلية التي شكل انتشارها المكثف مؤخرا انعكاس مباشر لسياسات السلطات المحلية خلال الأزمة الراهنة .


ناشطون يخصصون يوما لمقاطعة البضائع الروسية والصينية تعزو الاسواق المحلية بشتى أنواع بضائعها
وبرغم أن المنتجات الصينية والروسية في الأسواق السورية ليست حديثة العهد، لكن ازديادها تزامن مع الأوضاع الاقتصادية المتفاقمة في البلاد جراء ضعف القوة الشرائية لليرة السورية ومضاعفات الأزمة التي طالت مختلف مناحي الحياة لا سيما ما يمس العيش اليومي وهو الأمر الذي اضطر الشعب السوري الإقبال على شراء المنتجات الرخيصة التي في غالب الأحيان لا تقيه شر العوز .

تقول سيدة سورية تواجدت في احد محال سلسلة " مخازن صينية " قدمت نفسها على أنها فاطمة أم علي " اعتدت ارتياد هذه المخازن ففيها كل ما احتاجه أنا وعائلتي وبأسعار رخيصة ، أنا اعرف أنني لا اشتري نوعيات جيدة ، لكنني أتكيف معها بناء على مقدراتي المالية فانا وزوجي لدينا ثلاثةأطفالونعيش على مرتباتنا حوالي 35 ألفليرة وندفع أجرة منزل في الضواحي حوالي 10 الآفليرة ( الدولار يتجاوز سعره في السوق الحر اكثر من 73 ليرة ). أما أمجد الخش وهو مهندس قال انه يعمل في شركة خاصة فقد رأى بعد جولة في هذه المخازن " هي احد الحلول للوضع الاقتصادي الصعب وموجة الغلاء الشديدة التي يتعرض لها الشعب السوري وتتحمل الحكومة الجزء الأكبر منها ، لكن هذا لا يعني أنها الحل ، هم يحاولون إقناعنا أن الخارج هو المشكلة وهو سبب مشاكلنا المتزايدة ، نعم الخارج ليس بريئا لكن نحن من جلب الخارج ليتدخل في شؤوننا ... يريدون إرضاء الصين وروسيا على حسابنا لأنهم استخدموا الفيتو , فلتدفعالسلطات واعوانها الثمن لماذا يحملون الشعب السوري وزر أخطائهم ... "

أما حيدرة الحسن فهو يرفض كلام امجد قائلا أن " الشعب كله مستفيد من هذه الظاهرة وأبرزها حل لمشاكلنا الاقتصادية ، إذ لا يمكن للمواطن السوري وسط موجة الغلاء هذه الأيام أن يشتري ماركات أوروبية أو أميركية أسعارها مضاعفة عن البضائع الصينية والروسية ، ثم انه من واجبنا رد الجميل للصين وروسيا على مواقفهم الداعمة لنا في المحافل العالمية نحن نرفض التدخل في شؤوننا الداخلية رغم صعوبة أحوالنا .."

ويؤكد رجل الأعمال السوري ليون زكي العضو في اتحاد الغرف التجارية السورية لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب.أ) أنحوالي 80 في المئة من البضائع الاستهلاكية في الاسواق المحلية هي بضائع سورية ، بداية من الإبرة حتى البراد أو حتى الكثير من المواد الأولية علما انه ليس هناك أي خصوصية في القوانين السورية ما يميز البضاعة الصينية عن غيرها من حيث الضرائب أو الجمرك .. الصين لديها بضائع متواضعة من حيث الجودة تناسب الاسواق الفقيرة نسبيا ولديها بضائع عالية الجودة نجدها في الاسواق الأوروبية والأميركية ، القوة الشرائية تلعب دورا في هذا الاتجاه .. .

وتنتشرظاهرة المخازن الصينية بشكل لافت في الآونة الأخيرة فضلا عن وجود البضائع الروسية سواء على الأرصفة أو في المخازن الرخيصة وتحوي معظم احتياجات الأسرة السورية .. و يمكن مشاهدتها في معظم الأحياء السكنية والتجارية في سوريا ناهيك عن انتشارها مع الباعة الجوالين وعلى الأرصفة الضيقة ..

ولا يتردد سامر عمران يرفع صوته عاليا وهو يردد في تلك المخازن " أيقطعة بخمس وعشرين ليرة قرب وجرب ع الصيني الأصلي .اشتري الفيتو بس 25 ليرة ... ) في إشارة إلى دعم وشراء هذه البضائع .

يقول محمد ممازحا وهو شاب في مقتبل العمر يتواجد في شارع 29 أياروسط دمشق حيث الملاهي الليلية أن" البضاعة الروسية احلى .. نجدها في الليالي في الكبريهات معظمهن روسيات اقصد جميلات الليل وليس بارودة روسية لان الناس هذه الأيام يتحدثون عن الأسلحة اكثر من أي شيء آخر" ثم يبتسم ويغادر مرددا "السياسة والاقتصاد لهم ناسهم عمي أنا بتاع هوى وفرفشة "..

تقول أميرة وهي ربة منزل "لولا الأزمة لما اضطريت لشراء البضاعة الصينية أو بعض البضائع الروسية ، شكلها براق لكنها عند الاستعمال غاليا تكون سيئة وأنا اعتمد المثل الألماني القائل ليس لدي مال كثير حتى اشتري الأشياء الرخيصة اقصد صحيح أنني لست غنية لكن إذا اشتريت حاجياتي من نوعية جيدة فهذا يعني أنني سأوفر بعض المال كوني لن أعود للشراء في فترات متقاربة ع سبيل المثال" .



نقول مصادر رسمية أن حجم الاستيراد زاد بشكل ملحوظ في الأشهر الأخيرة من الصين لا سيما للأدوات الكهربائية مثل المصابيح وأنواع الشمع والبطاريات وأدوات الاتصال الرخيصة لأن الكهرباء تقطع لساعات طويلة في معظم المناطق .

ووضع ناشطون سوريون معارضون دعوات عبر حصفات على الفيس بوكإلىحملة مقاطعة البضائع الروسية الصينية قي سوريا وكذلك فعلت هيئة الإغاثة السورية بإقامة حملة لمقاطعة البضائع الصينية والروسية لمدة يوم واحد

وهذه الحملة تأتي تحت عنوان "أنتم تصنعون التطرف" .. مع التهديد بالمقاطعة الكاملة للبضائع الصينية والروسية في محاولة لإظهار الاشتراك الصيني و الروسي مع النظام في سورية بارتكاب مجازر ضد الإنسانية .. بحسب تلك الدعوات .

يقول بعض التجار أن فسما كبيرا من البضائع الصينية كانت كاسدة في المستودعات وتم استيرادها كنوع من " صفقات الإرضاء إذاجاز التعبير أي رد الجميل من قبل مناصري النظام للصين وروسيا اللذين استخدما الفيتو في مجلس الأمن مؤخرا ويعترف التاجر الذي فضل عدم الكشف عن اسمه " نحن كتجار أرباحناكبيرة جدا من البضائع الصينية نشتري البضائع هناك بأسعار بخسة ونبيعها بأسعار السوق السورية والفارق كبير لا احد ينكر ذلك نحن نلتقي مع النظام في هذه النقطة وهي تحقيق مصالح مشتركة لكننا لا نتفق في السياسة كثيرا “.

يقول احد بائعي البضائع السورية "المنتجات الصينية تنافسنا لإنها أرخص من بضائعنا فعلى سبيل المثال بإمكان الزبون أن يشتري زوجين من الأحذية الصينية بسعر حذاء واحد من الصناعة السورية اعتقد أن السبب هو نوعية المواد الأولية ورخص اليد العاملة وتوفر المواد الأولية في الصين بينما نحن في سورية نستورد كل شيء تقريبا لذلك تكون صناعتنا في معظمها أعلى من حيث السعر عن البضاعة الصينية".

تقول فاتن وهي شابة تروج للبضائع الصينية "الناس يسألون فورا عن الأسعار ،لا احد إلا نادرا طبعا ، يسأل عن مصدر البضاعة أو جودتها لذلك نحن نعلن الأسعار بصورة واضحة وكبيرة وهي مصدر الجذب الأبرز للزيائن ثم أن التنوع هو مصدر الجذب الثاني فالخيارات كثيرة وترضي كل المستويات من ذوي القدرات المالية المتفاوتة ومن أصحاب الذوق المختلف وعادة لا يدخل زبون ويخرج إلا وقد اشترى أي قطعة ".

وبرغم أن ظاهرة انتشار البضائع الصينية عالمية وليست في سوريةفقط لكنها تأخذ في سوريةطابعا سياسيا واقتصاديا خاصة في الأزمة الراهنة لكن مديرية الجمارك لا ترى الحالة كذلك إذ تقول " كل البضائع المستوردة سواء من الصين أو من أي بلد آخر تخضعللتدقيق والفحص المخبري ومن لا تثبت أنها وفق المواصفات السورية ترد أو تتلف" بحسبقولها .

ويذهب البعض للقول ومن باب التندر "ربما هناك خشية من فرض تعليم اللغة الصينية أو الروسية كلغة ثانية في المدارس السورية وهذه مصيبة فعدد الأحرف الصينية بالآلاف واللغة الروسية ليست لغة عالم المال والأعمال لذلك ربما نعود لمقولة الأحزاب الشيوعية صديقة البعث الحاكم والتي مفادها الرفيق للرفيقة والأبناء والبنات للحزب" .

جوني عبو
الخميس 16 فبراير 2012