ووصل الوفد الحكومي اللبناني إلى دمشق اليوم في زيارة رسمية للمرة الأولى منذ عشرة أعوام بعد ضوء أخضر أمريكي سمح للبنانيين بالتواصل مع نظام أسد، بهدف حل أزماته الاقتصادية وخاصة مناقشة نقل الغاز والكهرباء من الأردن ومصر عبر الأراضي السورية.
ومع الانقسام اللبناني حول الزيارة الحكومية لنظام أسد، أثار غياب العلم اللبناني عن لقاء الطرفين موجة غضب بين اللبنانيين على مواقع التواصل الاجتماعي، بين من اعتبر نظام أسد يتعامل مع لبنان على أنه محافظة سورية، وبين من اعتبر تلك الإهانة تحمل رسائل خبيثة موجهة لأطراف لبنانية محددة.
واتفقت معظم تعليقات اللبنانيين على موقع "تويتر" على أن غياب علم بلادهم أمر مقصود من نظام أسد وليس له علاقة ببروتوكولات دولية وغيرها، إلى جانب تحميل الرئيس اللبناني وحلفائه مسؤولية ماوصل إليه لبنان من مهانة وذل بسبب ارتهان القرار السيادي بأجندات إيرانية، فيما اعتبر موالون لأسد أن ذلك التصرف ردا على ارتهان القرار اللبناني وخاصة الزيارة الأخيرة بالأوامر والتوجيهات الأمريكية.
وكتب النائب اللبناني الياس حنكش، على "تويتر" قائلا: "لبنان مش محافظة لسوريا... لبنان آلاف السنين من الحضارة، لبنان ال٦٠٠٠ شهيد، لبنان لا يُختصر بوفد إنبطاحي، مذلول وبلا كرامة وطنية، لبنان منارة هذا الشرق وسيعود أفضل من ما كان...بس نخلص منكم! (لدينا هموم أهم بكثير، لكن عدم وجود العلم اللبناني ذل بأبهى حلله).
أما حساب كتائب التحرير فغرد بقوله: "وجود العلم السوري فقط رساله من جمهورية #سوريا العربيه عند لقاء ضيف كافي لإزلال من أمعنوا بهدم البلد ومن كانواجرذان ضباط مشروع خدام".
ومع وجود ضوء أخضر أمريكي لتسيهل تلك الزيارة، فإن واشنطن تساهم بتعويم نظام أسد من خلال ربط الاتفاقيات الدولية والأزمات المحيطة بوجوده ليكون "فاعلا أساسيا" في كافة الملفات الإقليمية، خاصة وأن أزمات الأردن ولبنان باتت مربوطة بنظام أسد ومن خلالها يجري الحديث عن إعادة العلاقات المقطوعة منذ عشرة أعوام بدل محاسبة النظام ومسؤوليه عن قتل الشعب السوري وتهجيره.
ويستفيد نظام أسد من التناقضات الدولية وتشابك خيوط الأزمات في المنطقة لاسيما لبنان ليكون ذلك مدخلا لتعويمه ومحاولة عودته للساحة العربية والدولية بما يتناسب مع المخطط الروسي والإيراني، خاصة أن أسد يعتبر لبنان امتدادا لمشروعه الإيراني وأنه مازال خاضعا لسيطرته رغم طرده رسميا عام 2005 بتهمة مقتل رئيس الوزاء الحريق الأسبق، رفيق الحريري.
عيون المقالات
|
نظام أسد يوجه إهانة للبنان خلال استقباله وفدا واللبنانيون غاضبون
وجه نظام أسد إهانة لافتة للحكومة اللبنانية خلال استقباله وفدا رسميا للمرة الأولى منذ عشرة أعوام، ما أثار موجة غضب واسعة في صفوف اللبنانيين.
|
|
|