تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

المسار التفاوضي بين الحكومة السورية وقسد.. إلى أين؟

01/10/2025 - العقيد عبدالجبار العكيدي

أعيدوا لنا العلم

18/09/2025 - أحمد أبازيد

عودة روسية قوية إلى سوريا

17/09/2025 - بكر صدقي

لعبة إسرائيل في سوريا

10/09/2025 - غازي العريضي

من التهميش إلى الفاشية

10/09/2025 - انس حمدون

الوطنية السورية وبدائلها

04/09/2025 - ياسين الحاج صالح


نفط وفقر ..... الليبيون يأملون بأن تنتشلهم الثورة من الفقر وشظف العيش




بنغازي - دومينيك سوغويل - تهب رياح صحراوية قوية على حي فقير معدم في شرق ليبيا فتغطيه بطبقة من الغبار، وتدفع بالسكان الذين يفتقرون الى الماء والكهرباء الى الاحتماء داخل بيوتهم البائسة


تشير احصاءات الامم المتحدة الى ان 40% من الليبيين يعيشون تحت خط الفقر
تشير احصاءات الامم المتحدة الى ان 40% من الليبيين يعيشون تحت خط الفقر
تقول نورا زيدي (56 عاما) وهي ام لسبعة اولاد وتعيش في كامبو العجاج، مسقط راسها، "لم يتغير شيء"، فقد عاشت حياتها بين جدران متهالكة شيدها جدها قبل الحرب العالمية الثانية اثناء الاستعمار الايطالي.

وتقول "من مولدنا وحتى مماتنا، لم نشهد اي تقدم في ظل معمر القذافي. لا زالت تنقصنا الماء والكهرباء وبحاجة الى منازل افضل".

وتقول نورا انه بعد ان تولى القذافي السلطة كانت اللجان الثورية تزور المنطقة كل عدة سنوات وتعد بتحقيق كل شيء، ولكن لا شيء يتحقق ولم يتم تزويد المنطقة "بالماء لا مالح ولا حلو".

وتؤكد ان الكهرباء لا تتوفر الا بشكل متقطع، ولكنها كانت كافية لتشغيل الاجهزة التي حملت للسكان اخبار موجات الثورات الشعبية التي اطاحت بالنظامين المصري والتونسي.

اما ابنها الذي يسير لمدة ساعة ونصف ليذهب الى المدرسة ويقضي ساعات قليلة، ومع ذلك فانه لم يتعلم الحساب ولا يعرف العد، فانه يرتدي شارة عليها الوان علم الثورة الليبية التي اندلعت في 17 شباط/فبراير، ويقول انه يريد الحرية تماما "مثل اهل مصر وتونس" ،ويؤكد "الحرية تعني انهم سيلبون مطالبنا ويحسنون منازلنا".

وتجهد نورا في الحفاظ على منزلها نظيفا في كامبو العجاج على مشارف مدينة بنغازي، الا ان القمامة بكل ما فيها من اكياس وقوارير بلاستيكية وهياكل سيارات، تحيط بهذا المنزل المتهالك اما حمامها فليس سوى ثقب في الارض وليس به مغسلة أو مكان للاستحمام.

وتشير احصاءات الامم المتحدة الى ان 40% من الليبيين يعيشون تحت خط الفقر ولم يستفيدوا من العائدات النفطية الهائلة لليبيا التي تعد اكبر مصدر للنفط في افريقيا والتاسعة في العالم حيث يبلغ مخزونها نحو 42,5 مليار برميل.

تقول فاطمة محمد (32 عاما) والتي تجد صعوبة بالغة في شراء احتياجاتها من الزيت والسكر والحليب ولا تستطيع شراء اللحم، "بلادنا غنية ونحن افقر الناس، ولكنني متفائلة بان هذه الثورة ستغير الوضع".

وقد انهارت اسطح المنازل بفعل السنين كما دمرت العواصف الرملية الجدران.
وجميع نوافذ البيوت في تلك المنطقة بدون زجاج، وتغطى جميعها بالكرتون او الواح المعدن لحماية سكان البيوت من عوامل الطبيعة.

ويشير السكان الى انهم عندما حاولوا القيام بتطوير احيائهم بانفسهم، منعتهم اللجان من القيام بذلك بحجة ان الارض ليست ملكا لهم، ولذلك فانه حتى اسس المسجد الذي كانوا ياملون في بنائه لم يتعد ارتفاعها النصف متر.

ويقول وليد احمد (32 عاما) "لم يكن يسمح لنا سوى برفع قبضاتنا في الهواء دعما لمعمر القذافي" ويشير وليد الى انه كان يعمل في مركز صحي قبل اجباره على العمل في قوات الشرطة.

ويؤكد "لو انك جئت الى هنا من قبل، لما استطعت ان اتحدث معك. كنا نخاف ان نقول كلمة واحدة ضد القذافي حتى بين بعضنا".

ويقول وليد ان ارتفاع معدل البطالة والفقر حول العديد من رجال هذه المنطقة الى مدمنين حيث لجأ العديد منهم الى الكحول المصنعة محليا والحشيش المهرب من مصر "لملء الفراغ في حياتهم".

وتولى المجلس الوطني الانتقالي دفع مرتب وليد الشهري البالغ 250 دينارا ليبيا (208 دولار، 143 يورو) الذي يقول وليد انه لا يكفي لتلبية احتياجات عائلته، مضيفا انه لن يعود الى القذافي "مقابل اي مبلغ من المال".
ويقول صبي في التاسعة من العمر "اذا عاد القذافي فسنقطع رقبته".

وفيما تعاني بنغازي من الفقر في مناطق عديدة اخرى مثل كامبو العجاج، كان القذافي يغدق هبات بمليارات الدولارات على العديد من دول افريقيا.

وتقول بريك محمد عمر (34 عاما) ان "المقربين من القذافي يعيشون في قصور بينما نعيش نحن في منازل من الصفيح".

اما محمد البنغازين، احد وجهاء المنطقة وهو في السبعينات من العمر وشهد الحكم الملكي وحكم القذافي الذي امتد 42 عاما وحكم المجلس الوطني الانتقالي الذي بدأ قبل شهرين في بنغازي، فيقول "هذه المباني لم تتغير منذ 1938".
ويضيف "على الاقل الان لدينا الحرية. ونامل في ان نحصل على الحقوق كذلك".

دومينيك سوغويل
الجمعة 29 أبريل 2011