هل الإتحاد الأوروبي مشروع تكتل ديني .؟ وإن لم يكن كذلك فمن يضع العقبات أمام إنضمام تركيا

وقال فول في مقابلة خاصة مع وكالة الانباء الالمانية (د .ب.ا) " الاتحاد الاوروبي ليس مشروعا دينيا .. انه قائم على اساس قيم واذا اوضحت تركيا انها تشارك هذه القيم بل و تحميها ، فانه يجب منحها فرصة ".

وكان الكثير من سياسيي اليمين الوسط بما في ذلك رئيس الاتحاد الاوروبي هيرمان فان رومبي ، قد صرحوا ان اوروبا ذات طبيعة يهودية مسيحية سوف يعرضها للخطر انضمام تركيا لعضوية التكتل.

وكان فان رومبي قد صرح في عام 2004 ، عندما كان لايزال سياسيا بلجيكيا منخفض المستوى " القيم العامة المطبقة في اوروبا والتي تمثل قيما اساسية للمسيحية سوف تفقد فعاليتها بانضمام دولة اسلامية كبيرة مثل تركيا (للاتحاد)". ومنذ تعيينه رئيسا لمجلس اوروبا ، قال ان وجهات نظره الشخصية بشان الموضوع ليست شيئا هاما.

وتلقى عضوية تركيا معارضة صريحة من جانب الدولتين الاكبر في الاتحاد الاوروبي وهما فرنسا والمانيا اللتين يقول زعماؤهما انه يجب ان يعرض عليها "شراكة متميزة" تتضمن فقط بعض المزايا الخاصة بالعضوية الكاملة.

ولكن فول قال ان هذا المفهوم "لا ينسجم مع المفاوضات الخاصة بالعضوية والتفويض " الذي منحه اياه كل الحكومات الاعضاء في الاتحاد الاوروبي والبالغ عددها 27.

ونظرا لان الازمة الاقتصادية تجعل عقول الناس تركز على المشاكل الداخلية ، فان فول يواجه مهمة شاقة تتمثل في محاولة اقناع السياسيين والناخبين بان السماح بانضمام دول جديدة اشد فقرا الى الاتحاد الاوروبي يصب في مصلحتهم لان ذلك يعزز التجارة ويحقق الاستقرار في المنقطة المجاورة للاتحاد .

واظهر استطلاع للراي نشر الثلاثاء الماضي ان 73 % من الالمان يعارضون انضمام تركيا حيث يبلغ متوسط اجمالي الناتج المحلي للفرد نحو 45% من متوسط اجمالي الناتج المحلي للاتحاد الاوروبي في عام 2008.

وردا على سؤال عما اذا كان سوف يتم فرض قيود على قدرة الاتراك للبحث عن فرصة عمل في دولة اخرى في الاتحاد الاوروبي بعد الانضمام ، قال فول ان اى دولة تنضم الى الاتحاد الاوروبي سوف تفعل ذلك " بطريقة من شانها لا تعود بالفائدة على الدولة المتقدمة بطلب للانضمام فحسب ولكن على كل دول الاتحاد باسرها. وتمثل مشكلة قبرص عقبة اخرى امام انضمام تركيا للاتحاد الاوروبي .

وقال موافقا ان "هذه قضية شائكة" وحتى يتم الانتهاء من محادثات اعادة التوحيد بين القبارصة الاتراك والقبارصة اليونانيين الذين انفصلوا منذ عام 1974 ، فان من غير المحتمل ان تنجح محاولة انقرة للانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وبسبب رفض تركيا تطبيق اتفاق التجارة الحرة الذي وقعته مع الاتحاد الاوروبي على تعاملاتها مع القبارصة اليونانيين ، الذين سمح لهم بالانضمام الى الكتلة الأوروبية في عام 2004 على الرغم من عدم حل مشكلة اعادة التوحيد ، فانه يتم تجميد ثمانية فصول من 35 فصلا يتم التفاوض عليها بين بروكسل وانقرة.

وتقول تركيا انها لن تتراجع عن موقفها الا عندما تنفذ بروكسل وعدها بفتح التجارة مع القبارصة الاتراك ولكن تم عرقلة هذه الخطوة من جانب القبارصة اليونانيين ، الذين استخدموا بشكل كامل حقهم في النقض (الفيتو) ضد قرارات الاتحاد الاوروبي .

ولكن يمكن الغاء هذه القرارات في الوقت الذين تسمح فيه معاهدة لشبونة الخاصة باصلاح الاتحاد الا وروبي ، والتي دخلت حيز التنفيذ في شهر كانون اول /ديسمبر الماضي ، بالتصويت بالاغلبية على القضية.
وأعرب فول عن امله في امكانية التوصل الى حل باتفاق الاراء .

وشدد " مجلس اوروبا لم يطلب من المفوضية ان تقدم شيئا لالغاء اي شئ .. اننا نأمل في ان تؤدي العملية الى قرار لن يتخذ ضد اى جهة ، غير انه اعترف " باننا لم نصل الى هذه المرحلة بعد".

وفيما يتعلق بمحادثات اعادة التوحيد ، فانه يبدو ان انتخاب شخص متشدد في الثامن عشر من الشهر الحالي زعيما للقبارصة الاتراك يجعل فرص احراز تقدم ضئيلة. ولكن مفوض الاتحاد الاوروبي اصر على ان الخطوات الاولي التي اتخذها درويش اروغلو مشجعة.

وقال فول" انني ارحب بالتزام الزعيم المنتخب حديثا لشمال قبرص باستئناف المفاوضات من حيث اانتهت " مضيفا انه "" على اتصال معه من خلال الرسائل".