تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


أحاديث عن الأديان والعقلانية والإغتيالات السياسية في ختام الأسبوع الثقافي النرويجي في لبنان




بيروت - حسن عبّاس - اختتم، في مسرح بيروت، الأسبوع الثقافي اللبناني النروجي الذي تنظمه جمعية "نحن" في إطار النشاطات المقامة بمناسبة بيروت عاصمة عالمية للكتاب، بالتعاون مع وزارة الثقافة اللبنانية والسفارة النروجية في لبنان ومؤسسة نورلا النروجية. وكان اللقاء فرصة للحديث عن التعاون بين الأديان وعن العقلانية وعن الإغتيالات السياسية في لبنان كحدّ أقصى تصل اليه الرقابة


الكاتبة اللبنانية الدكتورة منى فياض
الكاتبة اللبنانية الدكتورة منى فياض
استلهام نماذج من الماضي
في البداية، القى الكاتب النروجي بيورن غابريلسن مداخلة مواطنه داك هربيونسرود، الذي لم يستطع الوصول الى بيروت بسبب إقفال المطارات الناتج عن الأزمة التي اعقبت فوران البركان الإيسلندي. استعاد هربيونسرود ما كتبه كاتب اسكندنافي أثناء الحملات الصليبية عن تركيا ووصفه إياها بأنها "مركز العالم كما أن المناظر فيها أجمل منها في مناطق العالم الأخرى، والأشخاص ودودين"، وبأنه "في هذا الجزء من العالم كل شيء جميل"، مشيراً بذلك الى أنه "منذ 800 عام، كان على جزيرة في ايسلندا رجل مغرم بآسيا وبثقافتها وبأديانها".

واعتبر الكاتب النروجي أنه "يمكننا أن نستوحي من أبطال الماضي الذين نعتبرهم مثالاً لنا"، وذلك في سبيل الخطو خطوة الى الأمام في التعاون المشترك. ولفت الى أن "أبرز كتاب النروج استوحوا كتاباتهم من كتابات الكتاب المسلمين في القرون الماضية"، كاستشهاد أحدهم في سعيه الى مساعدة اليهود في النروج بأن "اليهود يعاملون في الدول الإسلامية أفضل مما يعاملون في اوروبا".

وذكّر بأن الملك الاسكندنافي روجر الثاني زار صقلية التي كانت تحت السيطرة العربية، منذ حوالي 900 سنة، وتعرّف على ثقافتها، ودعا محمد الإدريسي الى جزيرته فرسم الأخير إحدى أفضل الخارطات التي شهدها العالم.

وخلص الكاتب الى أنه "يجب أن ننظر الى أوجه التشابه التي تتخطى الحدود المصطنعة"، مؤكداً أن "الثقافة تستند الى القرب الفكري لا الى القرب الجغرافي". وختم بالقول أنه "يجب أن نعيش في عالم متكامل عن حقّ ويجب ألا نسمح للاختلافات في الذهنيات بالفصل فيما بيننا".

المظهر العقلاني للاعقلانية المعاصرة
تحت عنوان "المظهر العقلاني للاعقلانية المعاصرة"، نفى الدكتور موسى وهبه كون الغرب مجرّد وجهة جغرافية. ففي المعنى التاريخي، تتحدد سمات الغرب بالتأكيد على مركزية الإنسان في الطبيعة، وعلى عدّ الحقيقة واحدة "يجب نشرها وإبلاغها للأمم الجاهلة مع ما يقتضي ذلك من توسّعيّة". وهذا في مقابل الشرق "الضنين بحكمته المتعددة والمتطلّع الى التصالح مع الطبيعة والمكتفي مبدئياً بحدوده". وعلى هذا الأساس اعتبر أنه "قد يصحّ أن أقول: إن العرب غرب أيضاً".

وكذلك اعتبر أنه "إذا كان هوسرل يطلق على الفلسفة اسم اوروبا الروحية، ويعيّن نشأتها في اليونان، يمكن استطراداً عدّ العرب أيضاً جزءً من الغرب". ومن حديث هوسرل عن نزوع الأمم الى "التأورب"، اعتبر انه يمكن القول ان الشرق لم يعد سوى تلك الثقافات المحلية المتناثرة.

وحول مصطلح العقل، اعتبر أنه ولد في اليونان حين تمت القطيعة مع الخرافة والأسطورة المتناقلة، وحين كفّت الحكمة عن أن تكون محصورة في نخبة وأصبحت متاحة لكل إنسان شرط حسن استخدام المنهج.

وبعد عرضه لأهم منعطفات الفكر الغربي العقلاني، أشار الى أن العصر الحالي يجمع على "رفض الفصل بين الكائن وما يجب أن يكون"، وعلى رفض مركزية الإنسان، وعلى استخدام العقل كمجرّد أداة عملية ومعرفية في خدمة تطوير التكنولوجيا الهادفة الى السيطرة على الطبيعة. وهكذا ظهر "المظهر العقلاني للاعقلانية المعاصرة".

الإغتيال كرقابة قصوى
المشاركة الثالثة في الجلسة الختامية كانت للدكتورة منى فياض التي اشارت في مداخلتها الى "ان الاغتيال هو رقابة في حدّها الأقصى".

وعن الإغتيال السياسي في لبنان، بيّنت انه حصل في حقبتين: الأولى عامي 1915 و1916 عندما أعدم جمال باشا الجزار البعض بعد محاكمات صورية قبل أن يتوقف القتل حتى ما بعد استقلال لبنان. والثانية، بدأت مع اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية رياض الصلح الذي اعتبرته "عنفاً تأسيسياً"، انتج 226 محاولة اغتيال قضى فيها 140 شخصاً.

وبما أن لبنان هو بلد الحرّيات في الشرق العربي والبلد الذي شكّل متنفساً لكلّ المعارضين ينشرون فيه كتبهم ويهربون من بطش الأنظمة الأخرى، "كان الاغتيال رقابة على بلد لا رقابة شديدة فيه".

وتطرقت فياض الى مسألة اغتيال الصحافيين معتبرة أن "الصحافيين في لبنان ورجال الفكر لا يملكون إلا أفكاراً يقولونها"، معتبرة الكتابة فعل مقاومة. واشارت الى ان اغتيال الصحافي سليم اللوزي في بداية الثمانينات هو "أكثر الاغتيالات بشاعة"، ملاحظة أن "طريقة اغتياله دلالة على أن القتل يهدف الى إخافة الآخرين". وهذا ما حصل، فبعد اغتياله خفّ انتقاد الأنظمة العربية ومارست الصحافة رقابة ذاتية على نفسها.

وصنفت الباحثة اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري "عنفاً مؤسساً ثانياً"، خاتمة مداخلتها بالقول أن "الاغتيال هو وسيلة للقضاء على الرأي المختلف وهو نوع من إيجاد عنف وثأر سيستجلب الثأر المضاد إن لم تتوقف السلسلة عبر القضاء والمحاكمات وإرساء العدالة

حسان عباس
الاثنين 19 أبريل 2010