وأضاف المسؤولون العسكريون أن الوحدة الأميركية عملت في سوريا بين عامي 2014 و2019، وكانت وظيفتها تحديد الأهداف لسلاح الجو الأميركي، متابعين أن الوحدة المكونة من قرابة عشرين شخصاً، استخدمت أشخاصاً غير مبالين بحياة المدنيين، وتسببت إحداثياتهم بأخطاء كثيرة ارتكبت في سوريا، من بينها استهداف مزارعين وأطفال ومدنيين فارين من القصف.
ونقلت الصحيفة عن ضباط شاركوا في الهجمات، أن أوامر معظم الضربات لم تصدر عن القادة الكبار، إنما صدرت عن رتب منخفضة في ما يعرف ب"تالون أنفيل". وأوضح الضباط أن بعض الطيارين كانوا يرفضون قصف مواقع حددتها الوحدة المذكورة في سوريا كونها مشكوكاً فيها، ولأنها ضمن مناطق سكنية.
ونقلت عن ضابط في الاستخبارات الجوية الأميركية أن الوحدة قتلت عام 2016 ثلاثة رجال يعملون في بستان زيتون بالقرب من مدينة منبج بريف حلب، مضيفاً أن "الرجال لم يكن لديهم أسلحة، وكانوا بعيدين عن منطقة الصراع، لكن الوحدة الاميركية أطلقت صاروخاً عليهم".
وفي آذار/مارس عام 2017، قتلت الوحدة الاميركية عشرات المدنيين في مدينة الرقة، عندما كانوا يستقلون قوارب مؤقتة لعبور نهر الفرات، بحسب الضابط، الذي قال إن "الفرقة أبلغت أن القوارب كانت تقل مقاتلين أعداء"، مضيفاً ان "الوحدة أطلقت الصواريخ على عدد من القوارب ما أسفر عن مقتل 30 مدنياً على الأقل".
ونقلت الصحيفة عن ضابط سابق في الاستخبارات الجوية الاميركية عمل على مئات مهام الوحدة السرية من عام 2016 إلى عام 2018 قوله: "لقد كانوا فعالين بلا هوادة وجيدين بلا رحمة في عملهم.. لكنهم قاموا أيضاً بالعديد من الضربات السيئة".
وقال المستشار السابق في البنتاغون لاري لويس للصحيفة، إن الخسائر المدنية في الغارات الخاطئة بسوريا بلغة عشرة أضعاف الخسائر في أفغانستان.
وفي مطلع كانون الأول/ديسمبر، فتحت القيادة المركزية الأميركية (سنتكوم) تحقيقاً في فرضية إصابة مدنيين في غارة للتحالف الدولي شنتها طائرة مسيّرة، استهدفت قيادياً بارزاً في تنظيم "القاعدة" جنوبي إدلب، شمال غرب سوريا.
وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية بيل أوربان في بيان، إن "المراجعة الأولوية لهذه الضربة تشير إلى احتمال وقوع إصابات في صفوف المدنيين"، وقال: "نتخذ جميع الإجراءات الممكنة لمنع اصابة المدنيين"، مضيفاً أنه "سيتم فتح تحقيق كامل بما حدث وستنشر نتائجه في وقت لاحق".
وفي منتصف تشرين الثاني/نوفمبر، اعترفت القيادة المركزية الأميركية لأول مرة بأن غارات جوية لم يُكشف عنها وقعت بالقرب من قرية الباغوز في سوريا، نُفذت قبل أيام من سقوط داعش في عام 2019، قتلت مدنيين، بينهم نساء وأطفال.