تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر يكرم الروائي الطاهر وطار الغائب بسبب ظروف صحية




الجزائر-انشراح سعدي - كرم المجلس الأعلى للغة العربية بالجزائر الروائي الطاهر وطار عرفانا بمسيرة الأدبية الحافلة التي نقلت الأدب الجزائري إلى مايزيد عن عشر لغات عالمية، إلا إن ظروفه الصحية التي لم تسمح له بحضور هذا التكريم الذي تزامن مع اليوم الدراسي


الروائي الجزائري الطاهر وطار
الروائي الجزائري الطاهر وطار
نوه رئيس المجلس الأعلى للغة العربية الدكتور محمد العربي ولد خليفة ب"الأدب الرفيع" للكاتب الطاهر وطار قائلا " إن المجلس بادر بهذا التكريم لثلاثة اعتبارات، استبشارا بالعودة الطاهر وطار إلى أرض الوطن ليواصل مساره في موكب الإبداع وثانيها أنه كان أول من افتتح منبر المجلس "حوار الأفكار" سنة 2002 . أما الاعتبار الثالث كون الروائي الطاهر وطار رفقة عدد من المبدعين الجزائريين والعرب حببوا أجيال ما بعد التحرير في اللسان العربي الجميل أفضل من آلاف الخطب الحماسية والمواعظ البليغة والقوانين التي لا تساوي أكثر من إرادة تطبيقها في الواقع".

وفي لقاء للهدهد الدولية بالروائي الطاهر وطار بعد عودته من باريس بمقر جمعية الجاحظية قال "إنه يحمد الله على الحال التي وصل إليها بعد المرض والتي مكنته من العودة إلى الجزائر، وأكد على انه مازال في خدمة الثقافة واللغة العربية وفي خدمة حرية الرأي واختلاف الفكر وتناقش في جلسة حميمة مع أساتذة اللغة والأدب من جامعة الجزائر في روايات أمين معلوف التي تفرع لها أثناء مكوثه بمستشفى باريس".

وقال العربي ولد خليفة إن اختيار موضوع الرواية بين ضفتي المتوسط جاء بالنظر إلى أهمية هذا الجنس الأدبي والذي حاز المبدعون فيه على جوائز نوبل وبوليتز وغونكور من الطاهر بن جلون إلى نجيب محفوظ ،وحصلت الأفلام المقتبسة من نصوصه على جوائز الأوسكار فيما يعرف بنصوص السينما الإبداعية و التي حققت في سوق المقروئية العالمية أرقام قياسية.

ونوه ولد خليفة بنخبة من الأدباء الجزائريين الذين أسسوا للكتابة الروائية والقصصية وهم طاهر وطار ، عبد الحميد بن هدوقة ، زهور ونيسي ، أحلام مستغانمي ، رشيد بوجدرة ، أمين الزاوي وغيرهم.

وعاد ولد خليفة في كلمته إلى الجدل الذي تثيره الكتابات باللغة الفرنسية ليتساءل قائلا : “هل يمكن القول بأن الرواية الجزائرية المكتوبة بالفرنسية هي ذهاب إلى الآخر بدون عودة أي تأثر بلا تأثير أم تمرد على وضعيات اجتماعية سياسية يطرح المبدع في مخياله بدائل أفضل منها ؟ أم هي صراع داخلي بين الذات وذاكرتها المحلية من جهة وجاذبية النموذج الأرقى الذي تمثله الحداثة الغربية"

وقدمت خلال اليوم الدراسي عدة مداخلات حول موضع الرواية الجزائرية بين ضفتي المتوسط، وفي هذا الإطار أدرج الدكتور طاهر رواينية الحديث عن الرواية العربية وعن الرواية المكتوبة بالفرنسية في الجزائر في باب الإختلاف الذي لايمكن تذويبه ، واعتبر العشي في مداخلته أن أعمال بعض الروائيين الجزائريين كرشيد بوجدرة ومحمد ساري وأمين الزاوي ثمرة لقاء بين لغتين تنتميان إلى ثقافتين تتموضعان داخل فضاء قلق حدوده مخترقة وخياراته متباينة وذات مرجعيات صدامية تغذيها الذاكرة وثقافة الدم.

في حين وصف الروائي حبيب سائح التجربة الروائية في الجزائر مابعد الاستقلال بالاستثنائية مقارنة بغيرها في البلدان المغاربية وبعض البلدان المشرقية بالنظر إلى هيمنة النموذج المكتوب منها بالفرنسية، واعتبر الرواية المكتوبة باللغة الفرنسية أكثر جرأة في التعبيرنظرا إلى الموروث الذي تراكم لها من تقاليد المجتمع الفرنسي العلمانية والديمقراطية فيما لم تستطع الرواية باللغة العربية إلا متأخرة أن تشق لنفسها طريقا نحو الحداثة نظرا إلى الموروث المحافظ وارتباط اللغة بالمقدس واصطدامها به وإلى ضيق مساحات الحرية في المشهد الأدبي والإعلامي بما كانت تفرضه الرقابة الرسمية والتي تحولت مع الوقت إلى رقابة ذاتية كابحة.

واختارت الدكتورة أمينة بلعلى من جامعة تيزي وزو روايتين تناولت التاريخ وتناولت شخصيتين رمزيتين في الجزائر لتبرز من خلالهما ما أسمته بالهوية الثالثة ويتعلق الأمر برواية “الأمير” لواسيني الأعرج الذي تناول فيها سيرة الأمير عبد القادر ورواية مصطفى كبير التي تحمل عنوان” القديس أوغسطين” والتي يروي من خلالها المؤلف تفاصيل عودة القديس أوغسطين إلى الجزائر ومحاولته إحداث نوع من التغيير في المجتمع النوميدي في ذلك الوقت ، وقد أبرزت بلعلى كيف تناول كل روائي مسألة الهوية بالرجوع إلى التاريخ وقالت إنها وجدت أن الموضوع الأول المحسوب على المعربين هو موضوع حوار الحضارات والتسامح بحيث استجابت الرواية لطروحات العولمة التي تلغي المسافات والخصوصيات ، فيما اكتشفت عكس هذا الأمر في الرواية الثانية التي تناولت صراع الثقافات وتعدد الثقافات حيث أكدت الرواية أنه لا توجد هناك ثقافة واحدة وإنما هناك خصوصية عرقية ودينية وثقافية .

وسعى الدكتور الروائي ابراهيم سعدي في مداخلته إلى إظهار ما يتميز به النص الإبداعي الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية من تعقيد وتركيب على صعيد مكوناته ، وأكد سعدي أن النص الجزائري المكتوب باللغة الفرنسية هو نص إبداعي يحتوي على ثقافات متعددة أهمها الثقافة العربية الإسلامية والأمازيغية .

وواهتتم اليوم بالباحثة وسيلة بوسيس قراءة في أعمال الروائي أمين الزاوي الذي قالت إنه من الكتاب الذين يعيشون حالة من الوئام اللغوي كونه ينقل تجاربه الإبداعية بين لغتين بسهولة وطواعية في نوع من الإقرار بضرورة الدخول في لعبة التفاعل الثقافي الذي يتحول بموجبه مفهوم الهوية إلى معطى مائع قابل للتكييف مع متغيرات الحضارة والحياة الثقافية ، وأوضحت وسيلة بوسيس أن النص الروائي المغاربي يحفل بتجارب أدبية تلخص كثيرا من ملامح الحياة الإجتماعية والسياسية والثقافية لإنسان المغرب العربي الذي يعيش منذ حقب بعيدة فترة الإحتلال .


انشراح سعدي
الاربعاء 12 مايو 2010