
المفكر المصري الراحل نصر حامد أبو زيد
وجه الدعوة ولم يحضر
انسانوية في الاسلام؟ كان هذا هو عنوان المؤتمر المذكور الذي انعقد بالجامعة الإنسانوية في مدينة أوتريخت، التي ظل نصر حامد ابوزيد يحاضر بها حتى وفاته في يونيو حزيران من العام الماضي. "لقد كان هذا المؤتمر مخططا له قبل رحيله المفاجئ" يقول أحد المشاركين. لقد اختار نصر ابوزيد لائحة المدعوين بنفسه.
جاء أبوزيد في العام 1996 هاربا من مصر إلى هولندا ليعيش كلاجئ سياسي. كان قد كتب اثناء عمله كأستاذ بجامعة القاهرة كتابا يدعو فيه الى النظر للقرآن باعتباره نصا تاريخيا. لتتوصل محكمة شرعية في مصر الى اطلاق صفة الردة عليه، وهي التهمة التي تعاقب عليها الشريعة الإسلامية بالإعدام. ولكن لحسن حظ أبوزيد لم تستطع المحكمة إصدار هذا الحكم لأن قوانين الشريعة الإسلامية غير معمول بها في النظام القضائي المصري. ولكن رغم ذلك فإن نصر حامد أبوزيد وزوجته ابتهال يونس أحسا بأن حياتهما في خطر، الامر الذي دفعهما إلى حزم حقائبهما ومغادرة مصر.
إسلام إنساني
كان أبوزيد يؤمن بإمكانية تطور نزعة انسانوية في الفكر الاسلامي، الأمر الذي اتفق عليه كل من حضر المؤتمر المنعقد بمدينة أوتريخت، ولكن هذا الاتفاق تطلبا نقاشا عريضا وقويا حول طبيعة القرآن. الكثير من المسلمين يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله ويجب تطبيقه حرفيا كما هو. بهذا الإيمان تسببت هذه الفئة من المسلمين في الكثير من المشاكل، وذلك لأن كتاب المسلمين المقدس يحوي الكثير من التعاليم المتعلقة بالمرأة وبغير المسلمين لايمكن تطبيقها في حياتنا المعاصرة، التي تخضع لمفاهيم حقوق الإنسان. لهذا السبب اقترح نصر أبوزيد أن نقارب القرآن من زاوية تاريخية. ربما يكون القرآن إلهام من الله ولكنه حصل على شكله النهائي في لغة العرب، ومجتمعهم في القرن السابع الميلادي.
يجب على المسلمين التخلي عن فكرة التطبيق الحرفي للقرآن، وعليهم محاولة فهمه في سياقه التاريخي. يجب عليهم فهم مقاصد القرآن ومحاولة ترجمتها إلى متطلبات زمنهم.
الباحثة اليمنية إلهام نوا تضرب مثلا بالآية القرآنية التي تسمح للرجال بضرب نسائهم في حالة نشوزهن. حاول مختلف دعاة حقوق المرأة، وبمختلف الطرق محاولة تفسير الآية بطريقة تتصالح مع فكرة المساواة بين الرجل والمرأة.
المفكرة الإسلامية أمينه ودود تقول مثلا بأن كلمة الضرب في الآية لا تشير إلى الضرب بشكله العملي ولكن إلى ضرب المثل. أبوزيد يقول بأن هذه الطريقة خاطئة في مقاربة النص القرآني. وأن أصحاب مثل هذا المنهج لا يحققون إلا أقل القليل في هذا المجال. يقول ابوزيد بأنه يجب الإقرار بان القرآن أباح ضرب المرأة وبأن هذه الإباحة لا تناسب عصرنا الحالي ومواثيق حقوق الإنسان.
المساواة بين الرجل والمرأة
"ولكن كيف يمكنك القول بان القرآن يتعارض وحقوق المرأة وغير مناسب لهذا العصر؟". يقول أحد الحضور المؤمنين.
طلبت زوجة الراحل نصر ابوزيد ابتهال يونس الفرصة للحديث "هذا لبس وسوء فهم كبير". تقول ابتهال وهو أمر كان سيغضب نصر غضبا شديدا، كان سيقول:
" القرآن أعطى المرأة حقوقا كثيرة، و لكن ذلك كان في القرن السابع الميلادي. هذه الحقوق لا تتماشى ومتطلبات عصرنا الحالي، ولكن ذلك لا يعني ان القرآن كله غير مناسب لهذا العصر. لقد مهد وفتح لنا القرآن الطريق لإعطاء المرأة حقوقها. لو تعاملنا في يومنا هذا بروح القرآن لطالبنا في الحال بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل".
انسانوية في الاسلام؟ كان هذا هو عنوان المؤتمر المذكور الذي انعقد بالجامعة الإنسانوية في مدينة أوتريخت، التي ظل نصر حامد ابوزيد يحاضر بها حتى وفاته في يونيو حزيران من العام الماضي. "لقد كان هذا المؤتمر مخططا له قبل رحيله المفاجئ" يقول أحد المشاركين. لقد اختار نصر ابوزيد لائحة المدعوين بنفسه.
جاء أبوزيد في العام 1996 هاربا من مصر إلى هولندا ليعيش كلاجئ سياسي. كان قد كتب اثناء عمله كأستاذ بجامعة القاهرة كتابا يدعو فيه الى النظر للقرآن باعتباره نصا تاريخيا. لتتوصل محكمة شرعية في مصر الى اطلاق صفة الردة عليه، وهي التهمة التي تعاقب عليها الشريعة الإسلامية بالإعدام. ولكن لحسن حظ أبوزيد لم تستطع المحكمة إصدار هذا الحكم لأن قوانين الشريعة الإسلامية غير معمول بها في النظام القضائي المصري. ولكن رغم ذلك فإن نصر حامد أبوزيد وزوجته ابتهال يونس أحسا بأن حياتهما في خطر، الامر الذي دفعهما إلى حزم حقائبهما ومغادرة مصر.
إسلام إنساني
كان أبوزيد يؤمن بإمكانية تطور نزعة انسانوية في الفكر الاسلامي، الأمر الذي اتفق عليه كل من حضر المؤتمر المنعقد بمدينة أوتريخت، ولكن هذا الاتفاق تطلبا نقاشا عريضا وقويا حول طبيعة القرآن. الكثير من المسلمين يؤمنون بأن القرآن هو كلام الله ويجب تطبيقه حرفيا كما هو. بهذا الإيمان تسببت هذه الفئة من المسلمين في الكثير من المشاكل، وذلك لأن كتاب المسلمين المقدس يحوي الكثير من التعاليم المتعلقة بالمرأة وبغير المسلمين لايمكن تطبيقها في حياتنا المعاصرة، التي تخضع لمفاهيم حقوق الإنسان. لهذا السبب اقترح نصر أبوزيد أن نقارب القرآن من زاوية تاريخية. ربما يكون القرآن إلهام من الله ولكنه حصل على شكله النهائي في لغة العرب، ومجتمعهم في القرن السابع الميلادي.
يجب على المسلمين التخلي عن فكرة التطبيق الحرفي للقرآن، وعليهم محاولة فهمه في سياقه التاريخي. يجب عليهم فهم مقاصد القرآن ومحاولة ترجمتها إلى متطلبات زمنهم.
الباحثة اليمنية إلهام نوا تضرب مثلا بالآية القرآنية التي تسمح للرجال بضرب نسائهم في حالة نشوزهن. حاول مختلف دعاة حقوق المرأة، وبمختلف الطرق محاولة تفسير الآية بطريقة تتصالح مع فكرة المساواة بين الرجل والمرأة.
المفكرة الإسلامية أمينه ودود تقول مثلا بأن كلمة الضرب في الآية لا تشير إلى الضرب بشكله العملي ولكن إلى ضرب المثل. أبوزيد يقول بأن هذه الطريقة خاطئة في مقاربة النص القرآني. وأن أصحاب مثل هذا المنهج لا يحققون إلا أقل القليل في هذا المجال. يقول ابوزيد بأنه يجب الإقرار بان القرآن أباح ضرب المرأة وبأن هذه الإباحة لا تناسب عصرنا الحالي ومواثيق حقوق الإنسان.
المساواة بين الرجل والمرأة
"ولكن كيف يمكنك القول بان القرآن يتعارض وحقوق المرأة وغير مناسب لهذا العصر؟". يقول أحد الحضور المؤمنين.
طلبت زوجة الراحل نصر ابوزيد ابتهال يونس الفرصة للحديث "هذا لبس وسوء فهم كبير". تقول ابتهال وهو أمر كان سيغضب نصر غضبا شديدا، كان سيقول:
" القرآن أعطى المرأة حقوقا كثيرة، و لكن ذلك كان في القرن السابع الميلادي. هذه الحقوق لا تتماشى ومتطلبات عصرنا الحالي، ولكن ذلك لا يعني ان القرآن كله غير مناسب لهذا العصر. لقد مهد وفتح لنا القرآن الطريق لإعطاء المرأة حقوقها. لو تعاملنا في يومنا هذا بروح القرآن لطالبنا في الحال بالمساواة الكاملة بين المرأة والرجل".