تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


تغريم الرابطة العربية في هولندا بسبب رسم كاريكاتيري يشكك في وجود المحرقة اليهودية




أمستردام - محمد أمزيان - أصدرت محكمة هولندية حكما على الرابطة العربية بأوروبا بأداء غرامة مالية في حين برأت رئيسها، وذلك بسبب رسم كرتوني يشكك في المحرقة النازية. أما رئيس الرابطة فيعد بمواصلة "المعركة" لدى المراجع القضائية العليا


المحكمة اعتبر الرسم مهيناً للغاية لليهود
المحكمة اعتبر الرسم مهيناً للغاية لليهود
معايير الإساءة
وصفت محكمة الاستئناف في مدينة أرنهيم الرسم الذي نشرته الرابطة – فرع هولندا على موقعها في العام 2006، بأنه "مهين للغاية" لليهود. وفي المقابل قررت عدم ملاحقة رئيس الرابطة عبد المطلب بوزردة شخصيا، رغم أنه صاحب الرسم، والاكتفاء فقط بإدانة التنظيم أي الرابطة.

ومن جهتها ترى الرابطة أن نشرها للرسم المذكور كان الهدف من ورائه التدليل على ازدواجية المعايير، إذ أن نشر الرسوم المسيئة للمسلمين يدخل في باب حرية التعبير، بينما التنكيت على اليهود أو على المحرقة فيدخل في باب الجرم الذي يعاقب عليه القانون. بيد أن المحكمة لم تأخذ هذه المقارنة محمل الجد، على اعتبار أن القانون يحمي الناس ولا يحمي الرموز الدينية. كما أن الرابطة دافعت عن نفسها بكونها قصدت بعملها الإسهام في النقاش العام بعد الرسوم الدنمركية. ولكن حتى هذا التعليل لم تراعه المحكمة، لأن القاضي قدر أن الزائر لموقع الرابطة لا يجد أثرا لهذه الشروحات والتعليلات.

والجدير بالذكر أن المحكمة الابتدائية بأوتريخت كانت برأت في شهر أبريل نيسان الماضي، الرابطة ورئيسها من تهم الإساءة لليهود رغم إقرارها آنذاك بأن الرسم "جارح للغاية". وبنت المحكمة الابتدائية حينها حكمها على أن رسم المحرقة جاء عقب الجدل الذي تسببت فيه الرسوم الدنمركية.

معاداة السامية
مركز التوثيق والمعلومات الإسرائيلي في هولندا هي الجهة التي رفعت في فبراير شباط 2006 دعوى قضائية ضد الرابطة، متهما إياها بالمعاداة للسامية. واعتبر المركز آنذاك رسمين منشورين على موقع الرابطة مهينا ومسيئا لليهود. يمثل الرسم الأول هتلر في الفراش مع آنا فرانك، الفتاة اليهودية التي اختبأت في إحدى البيوت بأمستردام ونجت من الترحيل نحو معسكرات النازية في ألمانيا وبولونيا، وصاحبة أكثر المذكرات انتشارا في العالم، والتي تحول بيتها إلى متحف ومزار عالمي.

والرسم الثاني يظهر شخصا يهوديا يجمع الجثث لتضخيم حجم المحرقة، مما يوحي بالتشكيك في المحرقة من أساسها، وهو أمر يعاقب عليه القانون في عدد من البلدان الأوربية. وقد سارعت الرابطة إلى إزالة الرسم الخاص بآنا فرانك بعد أقل من يوم واحد على نشره، في حين تركت الرسم الآخر منشورا (أزيل الآن). وكان رئيس المركز روني نفتانييل صرح لوسائل الإعلام الهولندية أن ما فعلته الرابطة يمثل "كابوسا" لليهود الناجين من المحرقة، والذين ما يزالون على قيد الحياة. كما أن رفع دعوى قضائية ضدها ستعلم "درسا في الديمقراطية" لرئيس الرابطة ومؤسسها اللبناني – البلجيكي دياب أبو جهجه.

’المعركة متواصلة‘
من جانبه توعد عبد المطلب بوزردة رئيس الرابطة في هولندا بـ "مواصلة الكفاح". وأكد في مقال نشره يوم الجمعة 20 أغسطس الجاري على موقع الرابطة أن هذه الأخيرة "ستواصل معركتها وأنها بصدد التداول بشأن الخطوات القادمة" مشددا على ما أسماه "الظروف التي تجعل المسلمين، قانونيا وسياسيا، من المستحيل عليهم الرد على تصاعد معاداة الإسلام".

ويواصل السيد بوزردة قائلا: "نحن مع الحوار والاحترام المتبادل والتسامح، ولكننا لا نطيق مزيدا من الصبر عندما نرى كيف يتم التمييز ضد جاليتنا وإذلالها". وبعد الاستشارة مع المحامي، قررت الرابطة طرق أبواب المجلس الأعلى للقضاء، لأن محكمة الاستئناف تعاملت باستخفاف مع الأدلة والوقائع التي عرضتها الرابطة، بحسب رئيسها.

تاريخ
تُصور الرابطة العربية في أوربا على أنها حركة "متطرفة" تجمع شبابا جلهم من أصل مغربي، يتخذون من القومية العربية مرجعية أيديولوجية لهم مع أحاطتها بغلاف الإسلام السياسي. تأسست في بلجيكا عام 2000 بمدينة أنفيرس (أنتويربن) على يد اللبناني – البلجيكي دياب أبو جهجه، الذي استغل حوادث غضب أعقبت مقتل شاب مغربي في إحدى ضواحي المدينة ليتزعم تجمعات جماهيرية أخذت تكبر يوما بعد، لاسيما بعد أن ظهر أبو جهجه كخطيب مفوه قادر على التأثير. وشغل أبو جهجه منصب الرئيس الفدرالي للحركة إلى غاية 2007 حينما قرر العودة إلى لبنان نهائيا.

وكان ما حمّس الشباب لالتحاق بالحركة الوليدة هو قرار أبو جهجه تنظيم "دوريات حراسة مدنية" مكونة من الشباب ذوي الأصول الأجنبية، ردا على ما كان يشتكي منه الشباب من أن الشرطة البلجيكية تعامل الأجانب بعنصرية. وقد أدى تنظيم تلك الدوريات إلى صدامات مع أنصار الحزب اليميني الفلامنكي ’الجبهة الفلامنكية‘ آنذاك. وقد تماشى ذلك مع متابعة إعلامية منقطعة النظير جعلت من دياب أبو جهجه "نجما‘ فشل حتى زعيم الجبهة الفلامينكية دو فينتر في مقارعته.

بعد محاولات عدة تمكنت الرابطة من تأسيس فرع لها في هولندا، تناوبت على تسييره أسماء جلها مغمور. أول رئيس لها هو محمد شبيح الذي تخرج من إحدى الجامعات الفقهية في المدينة المنورة بالمملكة العربية السعودية. تبعه نبيل مرموش لمدة قصيرة قبل أن تصل الأمور إلى الرئيس الحالي عبد المطلب بوزردة.

بيد أن المخابرات الهولندية نجحت، على ما يبدو، من تقليص نفوذ الرابطة في هولندا بسبب المراقبة وزرع المخبرين داخلها. فلم يعد لها ذكر لولا هذه المحاكمة الأخيرة. كما أن الرابطة في شكلها الفدرالي خبا صيتها بعد غياب زعيمها ومؤسسها دياب أبو جهجه في لبنان نهائيا

محمد أمزيان - إذاعة هولندا العالمية
السبت 21 أغسطس 2010