وقسم طه كتابه الذي يقع في نحو 200 صفحة من القطع الصغير إلى ثلاثة أجزاء أفرد أولها للحديث عن الشاعرة فدوى الإنسانة وحياتها الشخصية وظروف تكوينها الثقافي وتعلقها بالشعر فرسم صورة اجتماعية ثقافية لروافدها الأولى حيث يقول.. فدوى من الشاعرات العربيات القليلات اللواتي وصلن الشعر القديم بحركة الحداثة والتجديد واتصف شعرها بالمتانة اللغوية والسبك الجيد.
كما عمد الباحث في هذا الجزء إلى لحظ الأفكار والشعرية المتباينة بين الأخت وأخيها متطرقاً إلى أسباب هذا الاختلاف في شتى المواضيع فهي على عكس شقيقها لم تستطع أن ترى الصورة كاملة ولم تنشغل بالقضايا الفكرية الكبرى قدر انشغالها بعالمها الصغير في حين استطاع إبراهيم أن يذهب بعيداً في الحياة والإبداع كما ان قصيدة الحب التي كتبتها تتحدث عن حب معقد فيه إشارات وألغاز لا يتشاطر القارئ العادي معها وبهذا فهي لا تشبه قصائد أخيها التي هي عكس ذلك تماماً.
ووجد طه أن العلاقة الفريدة والمميزة بين الشاعرين الشقيقين كانت صاحبة فضل في التعرف على تجربتين روحيتين عكست التاريخ السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال منذ النكبة فقد كان إبراهيم تعبيراً عن الطموح السياسي بدولة فلسطينية وكانت فدوى تعبيراً عن الطموح في بناء الإنسان الفلسطيني.
وتطرق الباحث إلى العاطفة المشبوبة التي تمتعت بها فدوى وهذا ما دفعها يوم نالت إحدى الجوائز الكبيرة خلال الانتفاضة إلى دفع مبالغ مالية إلى عائلات الكتاب المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولحرقتها وحبها للأطفال فإن ما كانت تكرهه هو الحرب التي تيتم الأطفال ومن هنا جاءت كراهيتها الشديدة للاحتلال لأنه نقيض كل شيء الطفولة والسلام والمحبة.
أما الجزء الثاني من الكتاب فيضم الرسائل التي أرسلها إبراهيم إلى أخته فدوى والتي كانت أشبه برسائل تعليمية فهي تختلف عن رسائل أي شقيقين ببعدها عن المنحى الوجداني واقترابها من المنحى التوجيهي والحواري.
وتكمن أهمية هذه الرسائل في أننا نستطيع أن نرسم صورة فكرية واجتماعية لأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي في فلسطين وسورية إذ إننا نلمس من خلال تفضيلات إبراهيم ونصائحه وتوجيهاته وجود مرجعيات ثقافية مختلفة وتعدداً في الرؤى والأذواق.
وتتميز الرسائل التي غلبت عليها سمة القصر أنها حملت خفة دم وخصوصية مكانية وكأنها كتبت بالأمس فهي تمور بالحدة والمفارقة والسخرية من خلال كلمات "تعشيت ونمت وصحيت وكسرت الصفرة".
وعند قراءة هذه الرسائل يجب ألا ننسى أن إبراهيم يكتب لأخته وهو يعرف أنها محرومة من المدرسة أي إنه يقوم عملياً بتثقيفها وتعليمها وتوجيهها عن بعد.
في حين جمع طه في الجزء الثالث والأخير من الكتاب المحذوف من شعر فدوى طوقان حيث أحصى 17 قصيدة دار معظمها حول الحب الذي طالما خبأته فدوى ففي قصيدتها "توأم الثور" تصف شخصاً ما ارتبطت به بعلاقة عاطفية "لم يكن حباً ولكن.. كان كشفاً واكتشاف.. لامرىء غير ردي.. سيىء الطبع غوي.. هو مهزوز الهوية.. وهو شر وبلية.." حيث تتحدث عن نفسها المظلومة وعن حبيبها الغادر الذي تريد إهانته.
وبمتابعة القصائد المحذوفة يمكن للقارئ ان يدخل إلى أعماق الشاعرة ويتعرف على حياتها الداخلية التي طالما أرادتها بعيدة عن الآخرين.
كما عمد الباحث في هذا الجزء إلى لحظ الأفكار والشعرية المتباينة بين الأخت وأخيها متطرقاً إلى أسباب هذا الاختلاف في شتى المواضيع فهي على عكس شقيقها لم تستطع أن ترى الصورة كاملة ولم تنشغل بالقضايا الفكرية الكبرى قدر انشغالها بعالمها الصغير في حين استطاع إبراهيم أن يذهب بعيداً في الحياة والإبداع كما ان قصيدة الحب التي كتبتها تتحدث عن حب معقد فيه إشارات وألغاز لا يتشاطر القارئ العادي معها وبهذا فهي لا تشبه قصائد أخيها التي هي عكس ذلك تماماً.
ووجد طه أن العلاقة الفريدة والمميزة بين الشاعرين الشقيقين كانت صاحبة فضل في التعرف على تجربتين روحيتين عكست التاريخ السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني في مقاومته للاحتلال منذ النكبة فقد كان إبراهيم تعبيراً عن الطموح السياسي بدولة فلسطينية وكانت فدوى تعبيراً عن الطموح في بناء الإنسان الفلسطيني.
وتطرق الباحث إلى العاطفة المشبوبة التي تمتعت بها فدوى وهذا ما دفعها يوم نالت إحدى الجوائز الكبيرة خلال الانتفاضة إلى دفع مبالغ مالية إلى عائلات الكتاب المعتقلين في سجون الاحتلال الإسرائيلي ولحرقتها وحبها للأطفال فإن ما كانت تكرهه هو الحرب التي تيتم الأطفال ومن هنا جاءت كراهيتها الشديدة للاحتلال لأنه نقيض كل شيء الطفولة والسلام والمحبة.
أما الجزء الثاني من الكتاب فيضم الرسائل التي أرسلها إبراهيم إلى أخته فدوى والتي كانت أشبه برسائل تعليمية فهي تختلف عن رسائل أي شقيقين ببعدها عن المنحى الوجداني واقترابها من المنحى التوجيهي والحواري.
وتكمن أهمية هذه الرسائل في أننا نستطيع أن نرسم صورة فكرية واجتماعية لأوائل الثلاثينيات من القرن الماضي في فلسطين وسورية إذ إننا نلمس من خلال تفضيلات إبراهيم ونصائحه وتوجيهاته وجود مرجعيات ثقافية مختلفة وتعدداً في الرؤى والأذواق.
وتتميز الرسائل التي غلبت عليها سمة القصر أنها حملت خفة دم وخصوصية مكانية وكأنها كتبت بالأمس فهي تمور بالحدة والمفارقة والسخرية من خلال كلمات "تعشيت ونمت وصحيت وكسرت الصفرة".
وعند قراءة هذه الرسائل يجب ألا ننسى أن إبراهيم يكتب لأخته وهو يعرف أنها محرومة من المدرسة أي إنه يقوم عملياً بتثقيفها وتعليمها وتوجيهها عن بعد.
في حين جمع طه في الجزء الثالث والأخير من الكتاب المحذوف من شعر فدوى طوقان حيث أحصى 17 قصيدة دار معظمها حول الحب الذي طالما خبأته فدوى ففي قصيدتها "توأم الثور" تصف شخصاً ما ارتبطت به بعلاقة عاطفية "لم يكن حباً ولكن.. كان كشفاً واكتشاف.. لامرىء غير ردي.. سيىء الطبع غوي.. هو مهزوز الهوية.. وهو شر وبلية.." حيث تتحدث عن نفسها المظلومة وعن حبيبها الغادر الذي تريد إهانته.
وبمتابعة القصائد المحذوفة يمكن للقارئ ان يدخل إلى أعماق الشاعرة ويتعرف على حياتها الداخلية التي طالما أرادتها بعيدة عن الآخرين.


الصفحات
سياسة








