تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


علاقة المرأة المعقّدة بمجتمع مغلق و ظاهرة العبودية في رواية عُمانية




مسقط - عاصم الشيدي - تدور رواية الكاتبة العمانية جوخة الحارثي " سيدات القمر" في قرية " العوافي" المتخيلة رغم أن مفرداتها وأحداثها التاريخية تتماس مع فترات بعينها في التاريخ العماني وهي فترة الثلاثينات إلى ثمانينيات القرن الماضي


غلاف رواية سيدات القمر
غلاف رواية سيدات القمر
ولا تقدم الحارثي أحداث روايتها على أنها رصد تاريخي لتلك المرحلة من التاريخ ، فهي توظف التاريخ لخدمة موضوعها الإبداعي.

وصدرت رواية "سيدات القمر" عن دار الآداب ، وتدور أحداثها حول موضوع مسكوت عنه إلى حد كبير وهي ظاهرة العبودية والاسترقاق التي كانت سائدة في زمن الحدث الروائي، من خلال مناقشة الأحوال الاجتماعية لشخصيات مهمشة في المجتمع.

ورغم أن زمن الرواية يصل إلى مرحلة ثمانينات القرن الماضي إلا أن موضوع العبودية الذي سقط فعليا وقانونيا في عمان، ظل موجودا في خط سير الرواية .

وقالت كاتبة الرواية جوخة الحارثي لوكالة الأنباء الألمانية(د.ب. أ) : " الحديث عن هذا الموضوع حساس جدا في عمان، قد لا توجد الآن تلك الطبقية الصارمة، ولكن دعني أقول إن ذلك قد لا يظهر في الصداقات والوظائف ، لكن عندما يتعلق الأمر بموضوع حساس مثل موضوع الزواج الذي سيترتب عليه نسل وسلالة تبدأ الموضوعات التي اعتقدنا أننا تجاوزناها بالظهور على السطح".

وتدور أحداث الرواية حول ميا التي تقع في حب على بن خلف الذي شاهدته لمرة واحدة فقط ، وظلت متعلقة بحبه، لكن من طرف واحد بعد أن سافر حبيبها المفترض إلى لندن للدراسة ، ولأن المرأة في ذلك الوقت ليس من حقها أن تعترف أنها تحب، ناهيك عن قدرتها على الدفاع عن حبها؛ فقد تزوجت من اول رجل تقدم لخطبتها ويسمى عبد الله الذي رزقت منه بابنة أصرت على تسميتها لندن ، الأمر الذي تصفه الكاتبة ، في حديثها ، بأنه "دفاعها الوحيد عن حبها لمن أحبته وذهب إلى لندن، أنها فردوسها المفقود".

وكانت الرواية إلى حد كبير مهتمة بالتحولات ، وتتغلغل الرواية في دواخل نفوس المستعبدين ومدى توافقهم من أمر عبوديتهم أو ثورتهم عليه، فظريفة مثلا كانت متوافقة مع وضعها الاجتماعي، بل تبدو سعيدة به، فيما يبدو زوجها وابنها غير متوافقين مع سياقهما الاجتماعي، ولا بأس لديهما من الهرب إلى دولة أخرى والعمل في عمل شاق ما دام يتسق مع تفكيرهما وتحقيقه لذاتهما ولإنسانيتهما.

وإلى جانب سياق الحديث عن العبودية بمعناها المباشر كانت الرواية تتناول ، في سياق التحول ، أمر علاقة المرأة بمجتمعها، فميا التي لم تستطع مجرد البوح بحبيبها، تأتي ابنتها وتحارب من أجل من تحب رغم عدم توافقه اجتماعيا مع أسرتها حيث أحبت شخصا كان يعمل والده أجيرا في مزرعة جدها.

ورغم أن قصة حبها فشلت بعد عقد القران إلا أن الكاتبة تنفي أن يكون قصدها الانتصار لفكرة الطبقية في أمر الزواج فتقول:"أزعم أنني كنت واعية لذلك أثناء كتابتها، في الرواية العربية نجد أن الحب يجب أن ينجح، بينما في الحياة لا يكون هذا هو الحال دائما".

وتابعت الحارثي :"هذا ليس موقفا فكريا أتبناه، الرواية بها شخصيات متنوعة وعلاقات متشابكة ومتفاوتة في مدى نجاحها،موقفي الفكري ربما يقرأ من مجمل العمل، فأنا مع الحرية ومع الحياة بشكلها المشرق. ففشل لندن هذا ليس انتصارا لموقف الأم أو الأب ولكنه تقديم لنموذج من نماذج الحياة في مجتمعنا".

يذكر أن جوخة الحارثي صدرت لها رواية منامات ومجموعة قصصية بعنوان " مقاطع من سيرة لبنى إذ آن الرحيل"، وقصة للأطفال بعنوان " عش العصافير".

عاصم الشيدي
الاثنين 9 أغسطس 2010