تم إيقاف أقسام اللغات الأجنبية مؤقتا على أمل ان تعود لاحقا بعد ان تتغير الظروف

الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بخمس لغات عالمية
الهدهد: صحيفة اليكترونية عربية بأربع لغات عالمية
Rss
Facebook
Twitter
App Store
Mobile



عيون المقالات

طبالون ومكيودون وحائرون

07/11/2025 - ياسين الحاج صالح

"المتلحف بالخارج... عريان"

07/11/2025 - مزوان قبلان

كيف ساعد الهجري و"قسد" سلطة الشرع؟

07/11/2025 - حسين عبد العزيز

” قسد “.. ومتلازمة انتهاء الصلاحيّة

07/11/2025 - رئيس تحرير صحيفة الرأي

مفتاح الشَّرع الذَّهبي

06/11/2025 - د. مهنا بلال الرشيد

هل يعرف السوريون بعضهم بعضا؟

29/10/2025 - فارس الذهبي

كلمة للفائزين بعضوية مجلس الشعب السوري

26/10/2025 - ياسر محمد القادري


"فريق عشتار" يمسرح حركات جسدية صامتة لأجل فلسطين في ذكرى الاحتلال




رام الله - وفا- على مدار ثمانٍ وأربعين دقيقة، وبحركات جسدية صامتة، خاض فريق عشتار المسرحي، مع الجمهور الفلسطيني، التجربة الأولى للمسرح الصامت في الوطن، عبر استعراض مراحل الاحتلال الإسرائيلي، من خلال عرض مسرحي حمل عنوان 'ثمان وأربعين دقيقة لأجل فلسطين'.


"فريق عشتار" يمسرح حركات جسدية صامتة لأجل فلسطين في ذكرى الاحتلال
فمن وعد بلفور وهجرة اليهود إلى فلسطين، فحدود التقسيم وحرب الأيام الستة، مرورا بانتفاضة الحجر، ووصولا إلى تقطيع أوصال فلسطين بجدار الفصل، وتحويل الأرض إلى 'كنتونات' منفصلة، عرض الفنانان أدوار معلم ورهام اسحق قضية الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين واغتصاب أرضها.

وتناول العرض عبر مشاهد بسيطة معبرة، قضية الاحتلال بمفهومها الحقيقي، ركزت على جانبها الإنساني، من خلال فتاة اقتحم غريب منزلها، وفرض نفسه عليها، وبدأ رويدا رويدا يستولي على أشيائها، ويحل زوايا بيتها.
وتخوض الفنانة اسحق صراعا طويلا مع الغريب الذي جسده الفنان معلم، من خلال حوار جسدي صامت، وأداء متميز، طرق أبواب اغتصاب الأرض، واحتلال الأمكنة، وعرج على الصراع الثقافي وتزوير التاريخ، وطمس المعالم.

وما أن دخل الجمهور المسرح، حتى كانت الفنانة إسحق تجلس في مكان رسمت حدوده بالبرتقال والحجارة، تعلق مفتاح بيتها برقبتها كالقلادة، وبجوارها أدوات منزلية بسيطة، رمزت إلى الشعب الفلسطيني، من خلال التطريز والأواني الفخارية وسلال القش.
وما هي إلا دقيقة حتى اقتحم معلم عليها المكان، حاملا بيده حقيبة قديمة، وبالأخرى ورقة أعطاها إياها، في إشارة إلى وعد بلفور، فردتها إليه وخاضت معه صراعا على الحقيبة، التي وضعها وأخذ يستكشف المكان.

دقائق معدودة أخرى كان الغريب خلالها قد استولى على منزل الفتاة، فجلس مكانها، وتمدد على فراشها، وشرب من مائها، وأكل من برتقالها، ووضع رأسه على وسادتها المطرزة، واقتلع زهرة عباد الشمس خاصتها من مكانها، وصعد على صندوق خشبي قديم، وأشعل عودا من الألعاب النارية، وبدأ يحتفل بانتصاره، في إشارة إلى قيام دولة إسرائيل على أرض شعبنا.
بعد أن انتصر الغريب على الفتاة، في إشارة إلى هزيمة العرب في العام 1948، وضع حقيبته ووزع ممتلكاته في زوايا المكان،

بينما سارعت هي بإزالتها، لتدخل معه بصراع آخر، عندما بدأت بلعب 'النرد' على الطوالة، وحاول هو إزالتها ووضع لعبة الشطرنج بدلا منها.
واستمر الصراع بين الفتاة والغريب طويلا، وحاولت إخراجه بشتى الطرق، في إشارة إلى صمود الشعب الفلسطيني على أرضه، واستمراره في النضال، ورسم الغريب في مشهد آخر خطا فاصلا في المكان، في إشارة إلى قرار التقسيم، الذي هبت فمسحته.

وتحت تهديد السكين التي رمزت للتفوق العسكري، انتزع الغريب مفتاح المنزل من رقبتها، وحاول الاقتراب منها في إشارة إلى اغتصاب أرض فلسطين، وبدأ يجمع البرتقال ويضع مكانه الحجارة، في إشارة إلى تجريف البيارات وإقامة المستوطنات مكانها.
وبينما حاولت هي الاستمرار بالكتابة، شرع الغريب بتمزيق أوراقها الواحدة تلو الأخرى، وكتابة أشياء بديلة، في لوحات استعراضية صامتة، رمزت لمحاولة الاحتلال طمس معالم الأرض الفلسطينية، والاستيلاء على تراثها وثقافتها.
وفي لفتة إلى الجدار العنصري، جمع الغريب الأشياء من أطراف المكان، ومدها بشكل مستقيم بينه وبينها، وبدأ بتلاوة صلواته، فيما واصلت هي مسيرة مقاومتها، حتى بدأ يرسم لها المربعات، في إشارة إلى 'الكانتونات'.

ومن مربع إلى آخر، تنقلت الفتاة في أرجاء المكان، في تعبير عن سعي الإسرائيليين لعزل المدن الفلسطينية عن بعضها، وإقامة دولة 'الكنتونات'، حتى رسم الغريب لها مربعا خارج المكان، في إشارة إلى الهدف الإسرائيلي بطرد الفلسطينيين من أرضهم.
وما أن حملت هي ذات الحقيبة التي جاء بها وغادرت، حتى شرع جمهور مسرح عشتار في التصفيق طويلا، معبرا عن إعجابه الكبير بهذه التجربة المسرحية الصامتة، التي تعبر عن قضية الشعب الفلسطيني بأسلوب جديد ومتميز.
وهو ما عبرت عنه وزيرة الثقافة سهام البرغوثي، التي شاهدت العرض قائلة: 'رغم صمت المسرحية، إلا أنها استطاعت، بالإخراج المحكم والأداء المتميز، التعبير عن المراحل التي مرت بها قضية شعبنا'.

وأضافت أن التميز الذي ظهر في الإخراج الذي قادته المخرجة البريطانية موجيسولا اديبايو، والأداء العالي الذي قدمه الممثلان رهام وادوار، استطاع إيصال الرسالة، والتعبير عن شكل الاحتلال، عبر قمع شعبنا من جهة، وإظهار صموده من جهة أخرى.
من جانبه، أشار الممثل ادوار معلم، أحد مؤسسي مسرح عشتار عام 1991، إلى أن العرض يأتي في إطار محاولة توضيح معنى كلمة 'احتلال' عبر أول تجربة فلسطينية بالمسرح الصامت، الذي يعتمد على الحركة الجسدية.

ولفت إلى أن الهدف من العرض هو نقل ما يعانيه الشعب الفلسطيني إلى الخارج، من خلال عرض القضية من جانبها الإنساني، عبر عروض تسعى 'عشتار' لتنظيمها بالتعاون مع مخرجة العرض في دول العالم.
من ناحيتها، أشارت الممثلة رهام اسحق إلى أن المسرحية جاءت نتاج عمل انطلق في بداية العام، ومر بفترات متقطعة، حتى تم تكثيفه لأسبوع متواصل بداية الشهر الجاري، لافتة إلى سعادتها بالأثر الإيجابي الذي تركه على الجمهور الفلسطيني.
وأكدت أن الفن والثقافة أصبحت أداة رئيسية للتغيير في العالم، وأنها وسيلة متميزة لإيصال معاناة شعبنا الفلسطيني إليه، عبر العرض وعبر نقاش سيفتح مع الجمهور الأوروبي بعد نهايته.

بدورها، أشارت المخرجة اديبايو إلى أن العرض موجه بشكل أساسي للغرب، عبر توضيح مفهوم الاحتلال، لافتة إلى أن جزءا كبيرا من العالم لا يدرك المعنى الحقيقي لكلمة احتلال، ولا تصله الصورة الحقيقة لما تقوم به إسرائيل في فلسطين.
وأضافت أنها استخدمت وسائل وأدوات بسيطة، حتى يتسنى لها وزملائها عرض المسرحية في كل العالم، دون الحاجة لتقنيات حديثة، مؤكدة أنها ستحاول الخروج بالمسرحية خارج فلسطين، وستبدأ رحلتها الشهر القادم في إسبانيا.

وتبقى رسالة الدقائق الثماني والأربعين، التي عرضت في عشتار وستتواصل حتى يوم الخميس المقبل، سؤالا صامتا موجها من طاقم العمل في 'عشتار' للغرب، ماذا ستفعل لو جاء غريب واحتل بيتك؟.

وفا
الجمعة 14 مايو 2010